أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - السلام وفسيفساء السودان الجديد















المزيد.....

السلام وفسيفساء السودان الجديد


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 00:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سطرت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الرفيق مالك عقار اير صفحة جديدة تضاف لسجلاتها في التاريخ الوطني فهي لوحة مليئة بأضواء السلام، وصارت الحركة نجمة للحرية في سماء سودان الثورة وذلك بكفاحها الطويل وصولا لتوقيعها علي إتفاقية وقف العدائيات وتقديم المساعدات الإنسانية والإتفاق الإطاري الذي يمثل أهم خطوة في طريق السلام الشامل والمستدام والذي سيقود شعبنا العظيم لتشكيل لوحة مستقبله في ظل الإستقرار والعدالة وحرية الرأي والفكر والمعتقد في سودان جديد موحد.

سيلاحظ المهتميين بعملية السلام في السودان عند إطلاعهم علي البنود الواردة في إتفاقية وقف العدائيات وتقديم المساعدات الإنسانية والإتفاق الإطاري والكيفية التي فاوضت بها الحركة الشعبية حكومة السودان الإنتقالية أن رؤية الحركة الشعبية تجاه القضايا الإنسانية والسياسية والأمنية كانت شاملة وتناقش جزور الأزمة السودانية وتمت إدارة تلك الملفات الشائكة بشكل دقيق وبمهارات عالية، هذا يضاف إلي تركيبة الوفد المفاوض نفسها فهي من اللوحات النادرة في السودان حيث جمع الوفد في تكوينه خبرات وتجارب القادة السياسيين والعسكريين مع التنوع الفئوي حيث إلتقاء الشيب والشباب والنساء والطلاب من مختلف أنهاء البلاد جمعتهم قضية السودان والبحث عن السلام الشامل والعادل.

الحركة الشعبية من التنظيمات ذات التاريخ العريق في الكفاح السلمي والمسلح دفاعا عن حقوق وحريات الشعب، وفي السلم والحرب كانت الحركة الشعبية قوية تتمسك بقضايا شعب السودان في خطها السياسي وخطابها الفكري المستخلص من قيم السودان الجديد، وكانت الحركة الشعبية من أقوى التنظيمات التي خاضت المفاوضات دون أن تتنازل عن قضايا الجماهير الأساسية حيث أوفدت مجموعة من أمهر المفاوضين علي رأسهم الرفيق ياسر عرمان الذي كان يجيد "شطرنج التفاوض" وقد كلل جهده بالنجاح وتم توقيع الإتفاق الإطاري بين الحركة الشعبية وحكومة السودان بالقصر الجمهوري لدولة جنوب السودان بحضور الرفيق الرئيس سلفاكير ميار ديت وفريق الوساطة وجميع التنظيمات الصديقة، وهنا نشكر القائد سلفاكير الذي كافح بصدق لجعل السلام واقع معاش في السودان، هؤلاء هم السودانيين الحالميين بدولة السلام والديمقراطية وسيذكرهم التاريخ حينما يقراء الأبناء سيرهم وبطولاتهم من أجل بناء سودان جديد حر وديمقراطي موحد يسع الجميع.

سيسجل التاريخ يوم أن جلس الناس بقلوب مؤمنة بالوطن وعيون محبة للسلام وعقول لا تفكر إلا في كيفية صياغة الغد المشرق للشعب السوداني، فما تم التوقيع عليه بجوبا يحمل آمال الناس في الخرطوم ومعسكرات النزوح وشعبنا في النيل الأزرق وجنوب كردفان، والدولة السودانية تحتاج لسلام شامل يلبي تطلعات المواطنيين لا أطماع النخب السياسية، فتلك تجارب خضناها في الماضي ولن تتكرر في حاضر ومستقبل السودان، وقد كانت الحركة الشعبية تفاوض بصوت شعبها وروح السودان الجديد، وفسيفساء السودان الجديد تتشكل بألوان الحرية والسلام وهما من المبادئ الراسخة في الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ تأسيسها الأول بقيادة الدكتور جون قرنق دي مبيور، لذلك كانت رؤية السودان الجديد حاضرة في مفاوضات الشعب والنظام في ميادين الثورة المجيدة، وبعد نزال إستمر لشهور شهدت الساحات جسارة الشيب والشباب والنساء والطلاب إنتصر الشعب الصامد ورؤية السودان الجديد، وها هي الحركة الشعبية تواصل الإنتصار بتوقيعها علي الإتفاق الإطاري مع حكومة تمتلك الإرادة لتفاوض بجدية بغية التوصل لسلام شامل ينهي الحرب وينقل البلاد إلي الإستقرار والتنمية والديمقراطية.

لقد كان السلام رسالة القائد جون قرنق لكل السودان وحملة الحركة الشعبية تلك الرسالة وبشرت بها وسعت لتحقيقها بشتى الطرق لكنها كانت تواجه في كل مرة بجدار الدكتاتورية الفاسدة الحاكمة في الخرطوم، ورغم ذلك الضغط، لم تساوم الحركة الشعبية علي الإطلاق فيما يخص قضايا الجماهير ومبادئ السودان الجديد بل كانت تقاوم طوال سنوات الحرب والسلم، ولم تختار الحركة الشعبية إلتزام الصمت والمتاجرة بالقضايا بل كانت واضحة وصريحة في رفض الدكتاتورية وتجارها، ولم تنكسر الحركة الشعبية رغم المؤامرات التي تحاك ضدها، فالحركة الشعبية تنظيم جماهيري يمتلك إرث ثوري قديم وخبرات سياسية راسخة تؤهله للدور الريادي في السودان خاصة بعد سقوط نظام الإنقاذيين الإنقلابيين.

هنالك موجات عنيفة تستهدف الحركة الشعبية سواء من خصومها في الحقل السياسي او خصوم السودان ككل من الدولة العميقة ومن ضمنها الإنقلاب الذي قام به الحلو ومناوراته السياسية والعسكرية التي تأتي كردة فعل لخسارة أطروحاته في المفاوضات ونجاح الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، وقد ظهرت حقيقة الحركة الإنقلابية في عشوائية وفدها المفاوض وعدم إمتلاكها بوصلة سياسية وفكرية لتقودها للسلام بل تم إختطافها من قبل مجموعة خارج إطارها التنظيمي، والطرح الذي تقدمه الآن حركة الحلو في جوبا هو طرح محمد جلال هاشم الذي أصبح الرجل الأول بعد تغييب أبكر آدم إسماعيل من المشهد، فدعوات الحرب التي وزعها جلال هاشم في وسائل الإعلام وقبل ذلك الحلو كلها تعبر عن حالة الفشل الذي تجرجره تلك الحركة الإنقلابية الإنفصالية وهو ما جعلني أدعوهم لحل حركتهم المشؤمة في أقرب وقت ممكن وتجنيب البلاد تكرار تجربة أثبت التاريخ فشلها، ونسخة حركة عبدالعزيز الحلو مستنسخة من مجموعة الناصر التي إنشقت بلا رؤية ولا برنامج.

إن التنظيمات الضعيفة من حيث البناء الفكري والسياسي والتنظيمي ستسقط حتما، لكن لا يجوز أن تسقط معها آمال الجماهير في سودان جديد ديمقراطي موحد، فالحركة الشعبية بادرت لإستخراج الإنقلابيين من حالة الضياع التي يعيشونها لكنهم لم يساعدوا أنفسهم، وقلنا وقتئذن أن من يرفض وحدة الحركة الشعبية لن يوحد السودان وهو أبعد ما يكون من وحدة قارة افريقيا، وظهر أن حركة الحلو تطالب بتقرير المصير او علمنة الدولة وأخر خيارهم العودة إلي الحرب إذا وضعنا في الإعتبار حديث محمد جلال هاشم وعبدالعزيز الحلو وكل هذه الخيارات لم تحقق السلام ولن توحد السودان، فتقرير المصير حق لكنه لا يناسب المنطقتين إنما يجب مراجعة إتفاقية نيفاشا للسلام والذهاب لنظام الحكم الذاتي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية، والعلمانية أيضا تمثل منهج للحركة الشعبية لكنها ليست شرط لتحقيق السلام وقد طرحها الحلو في غير موضعها وتعمل الحركة الشعبية لبناء دولة مواطنة بلا تمييز، والحرب التي ينادون بها كخيار أخير لهم ليست الحل لمسألة السودان، فقد حارب رفاقنا بشكل سلمي ومسلح لإسقاط النظام، والمرحلة الحالية إتخذنا الحوار الآلية الأولى لتحقيق مطالبنا.

اليوم، وبعد التوقيع علي الإتفاق الإطاري في مشهد تاريخي مهيب جسد قيم وطبائع السودانيين لمسنا مجددا سعادة الجماهير وترحيبها بالسلام، وفسيفساء السودان الجديد ستكون المرأة الفكرية والسياسية التي تعكس الصور الحقيقية للحركة الشعبية وعليها سنواصل تشكيل لوحة تجديد الرؤية والتنظيم من أجل الوصول لسودان جديد ديمقراطي، ونتطلع لسلام شامل ودائم يعطي الشعوب السودانية كل حقوقها السياسية والمدنية ويعالج تشوهات دولة السلطة الإنقاذية البائدة، ونأمل أن تكون إتفاقية السلام بلسم لجراحات الوطن، ونؤمن بأن السلام له تكاليف من لا يستطيع تحمل دفعها لن يحقق السلام ونحن تحملنا تكاليف الحرب جبرا وسنرفع رايات السلام طوعا، فقط لا بد من تمتين الإرادة والتنازل عن الخاص لصالح العام والتفكير في مصلحة الوطن من خارج الصندوق الإثني والجهوي والإيدلوجي بطرح جديد ينحاز لحقوق الناس والوطن لا خيالات النخب السياسية، ونحن جميعا ندرك حقيقة أن السودان دولة تمتاز بشعب عظيم لا يقبل العيش تحت سقوف الدكتاتورية مهما كان شكلها، وثورة ديسمبر أظهرت السودانيين للعالم أجمع بصورة لم يكن يريدها الفاسديين والمستبديين، وقال شعبنا العظيم في ثورته المجيدة الخالدة في التاريخ "حرية سلام وعدالة والشعب يريد بناء سودان جديد" لذلك يجب علينا أن نكون في مقدمة طلائع التغيير حيث أراد شعبنا أن نكون، ونحن نوقع الإتفاق الإطاري نهديه لشهداء الكفاح المسلح والسلمي من الرفيق الدكتور جون قرنق والرفيق يوسف كوه إلي جميع شهداء الثورة السودانية في كل مراحلها، ونرسل التهاني لشعبنا ولقادة وعضوية الحركة الشعبية، ونتمنى أن يعم السلام ربوع السودان.

28 يناير - 2020م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الأولى لثورة ديسمبر
- بيان الحركة الشعبية في الذكرى الأولى لثورة ديسمبر
- تهاني وأماني للتجمع الإتحادي
- كوليت هوبير وليوبولد سنغور - العطاء والوفاء
- قضايا السلام والديمقراطية وبناء السودان الجديد والتعليق علي ...
- ذكريات الرفيق وليام قوبيك
- المؤتمر القيادي للحركة الشعبية
- نقض مقالات عرمان وإزدراء قميص حمدوك ومعادلات تعين الولاة
- إنتصار الرفيق ياسر عرمان علي حملات التشويه الخاسرة
- وقفات مع الفيلسوف الثوري الجزائري الراحل الدكتور البشير ربوح
- وداعا صديقي -البشير ربوح- أيها الإنسان النبيل
- بيروت الثورة - زهرة بتهزم البارود
- قراءات حول: حكومة الثورة وأسئلة الساعة
- الصادق كيتو - المحارب الشجاع
- تضامني مع الشعب العراقي
- سودان السلام والحكم المدني الديمقراطي
- الإستقالات وبناء الحركة الشعبية ومسألة السلام
- رحيل الفنان صلاح إبن البادية
- توقيع إعلان جوبا
- خطورة فصل الجبهة الثورية عن مسارات التغيير وضرورة السلام الش ...


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - السلام وفسيفساء السودان الجديد