أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهام مانع - -نريد وَطناَ!ً-














المزيد.....

-نريد وَطناَ!ً-


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"نريد وطن!"
قتلتنا هذه الجملة.
لكنها ببساطتها عبرت عن ما يبحثن عنه. حلم جيل جديد، لم يعرف غير الحروب. لكنه يصر أن يحلم. يحلم بوطن يحبه كما يحبوه.
يريدون وطناً. يردن وطناً.
وطن يحترم كرامتك. أدميتك. حقوقك المتساوية. وطن يضع الإنسان في مقلتيه. وطن لا يسألك عن مذهبك. عن دينك. عن جنسك. عن مكانتك المجتمعية.
للإنسان فيه. مواطن ومواطنة.
وطن للجميع.
تلك العبارة كانت محور عرض مسرحي قصير بعنوان "ظلي يتكلم" تم تقديمه في تونس على هامش مهرجان أدب المرأة العربية "صوتي قلمي" في يناير 2020. العرض كان من فكرة وإعداد وتنفيذ مدربة الكتابة الإبداعية نداء محسن، ومثلته باقة من الكاتبات والمبدعات العراقيات المشاركات في المهرجان.
عرض قصير. لم يستغرق أكثر من عدة دقائق. لم ينطقن فيه بكلمة. فتاة تتوسط مجموعة من الفتيات. كلهن يضعن شريطاً لاصقاً على أفواههن. هي جالسة على ركبتيها. تحتضن علم العراق. كطفل صريع. يلفظ أنفاسه بين ذراعيها.
تحتضنه وتمد يدها إلى من حولها. وهن يردوها بجلافة. هن يشيحن بوجوههن. هن كالصخر. لا يستجبن.
تبداً بخربشة كلمات على لوحات. بسرعة. بلهفة. أول لوحة "نريد وطن". تقدمها لإحدى الواقفات. تضعها على صدرها. فتأخذها منها وتمزقها.
تنحني وتكتب من جديد. بحرقة. لوحة ثانية "سلمية". ترفعها وتقدمها إلى غيرها من الواقفات. نفس ردة الفعل. باردة. تعرض بوجهها، ثم تقذفها بصلافة.
تنحني من جديد وتكتب. لافتة جديدة "أوقفوا قتل الناشطين". لكن من حولها لا يبالي. يتحركون حولها بلا اكتراث.
عن أي وطن تتحدثين؟
يصعب عليها ذلك الصمت. ذلك الخذلان. فتأخذ علم العراق وتلفه حول نفسها. وتمسك باللوحة. "نريد وطن". تقف وحيدة وسطهن. ثم يرتفع صوت الرصاص. لتسقط صريعة. حينها يتحركن. تتقدم إحداهن. تأخذ العلم وتلفه حولها من جديد. تبدأ المجموعة في الانتباه. يرفعن الشريط اللاصق عن افواههن. ثم يقفن صفا واحداً. ويغنين ذلك النشيد الذي نعرفه جيداً "موطني".
في تلك اللحظة، انتبهت إلى ان الدموع تسيل على وجهي، منهمرة، تماماً كما كانت تسيل على وجوه كل من حولي.
كنا كاتبات، من مصر، لبنان، سوريا، العراق، ليبيا، تونس، واليمن.
ودموعنا اجتمعت على تلك العبارة.
القاعة بأسرها كانت تنعي وطناً. وطناً شارداً. نبحث عنه.
كان هماً واحداً.
كان وجعاً واحداً.
جمعنا على اختلاف بلداننا.
نريد وطناً. يحترمنا.
نريده أن يحبنا كما نحبه.
كي نبنيه بأذرعنا.
تلك الدموع التي ذرفناها جعلتني ادرك من جديد ان التغيير ممكن، وأن الصمت جريمة، وأن الإنسان فينا هو الحل. هو القادر على التغيير.
مجموعة من العراقيات الشابات المبدعات ذكرتنا بذلك الحلم. حلم جيل جديد، لم يعرف غير الحروب. لكنه يصر أن يحلم. يحلم بوطن يحبه كما يحبوه.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكم التفتيش في الأردن؟ الطالبة توجان البخيتي أمام القضاء
- رسالة إلى شيخ الأزهر الشريف عن السبي وزواج الصغيرات وتكفير غ ...
- هي مسلمة وهو مسيحي، تزوجا زواجاً مدنياًوعلى نهج الرحمن وُرسل ...
- تخيل السلام الذي تحلم به، ثم اعمل على تحقيقه
- العدالة للطفلة مآب وأكاليل العار
- عن الحجاب والحرم المقدسي الشريف
- تدين بالألوان!
- كل عام واليمن بخير عن السادس والعشرين من سبتمبر
- متضامنة مع وئام شوقي أنا إنسان
- إذا لم نكن نحن رسل السلام، فمن إذن؟ (4) تَشبهنا وتنفرد عنا
- إذا لم نكن نحن رسل السلام، فمن إذن؟ (3) يَشبهونا. ونَشبههم.. ...
- إذا لم نكن نحن رسل السلام، فمن إذن؟ (2) كأني لا أعرف ما تعتب ...
- إذا لم نكن نحن رسل السلام، فمن إذن؟ سافرت إلى إسرائيل ولم أن ...
- هذه عَورتكم، فتأملوا عن حق خلعِ الحجاب
- لاجئون يمارسون القمع على من يخالفهم في الفكر
- رسالة ٌ إلى أمٍ -مؤمنة-
- ماذا لو كان مسلماً؟
- لِمَ لمْ يرد عليها بالمثل؟ عن عهد التميمي والصفعة
- نحن من يكره -هدوا الكنيسة والكنيس اليهودي على رؤوس اصحابها-
- عندما رميت بالحجاب والبالطو في القمامة


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهام مانع - -نريد وَطناَ!ً-