أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم عامر - المدونات : إعلامنا البديل














المزيد.....

المدونات : إعلامنا البديل


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


على الرغم من حداثة ظهورها فى الفضاء الإلكترونى العربى ، حيث أن عمرها لم يتجاوز بعد السنوات الأربع على أكثر تقدير ، إلا أن ظاهرة المدونات ( البلوجرز ) أثبتت تفوقا منقطع النظير على الإعلام العربى الحكومى الرسمى ، سواء من جهة تعاملها المباشر مع الواقع دون تردد أو خجل ، أو خوضها المباشر فى الأحداث الجارية وإنتزاع الأخبار المدعمة بالصور الثابتة والمتحركة من قلبها وإتاحتها للجميع دون قيود ، أو إعطائها الفرصة لشريحة عريضة من المجتمع كانت أفواهها حتى وقت قريب مكممة أن تسمع صوتها للعالم معبرة عن آرائها الخاصة بإمكانيات مادية متواضعة للغاية تقع فى متناول أيدى الكثيرين ، الأمر الذى دفع العديد من الباحثين فى المجالات الإعلامية والثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية أن يضعوها نصب إهتمامهم متعاملين معها بنفس القدر من الإهتمام الذى كانوا يولونه لوسائل الإعلام الرسمية حتى وقت قريب ، فى ذات الوقت الذى وُضِعَ فيه أصحاب هذه المدونات كهدف رئيسى للحكومات القمعية وأجهزة أمنها التى لم تتورع عن التنكيل بهم وإعتقالهم كرد فعل يائس تجاه مواقفهم الصلبة التى وضعت الحكومات فى مآزق حقيقية .
وتتركز أهمية المدونات فى كونها أدوات تعبير عن أصوات كانت حتى وقت قريب مخمدة يحتكر البعض التحدث نيابة عنها دون أن يتاح لأى منها فرصة الرد أو الإعتراض على فرض هذه الرؤية الواحدة عليهم لأن وسائل الإعلام وقتها لم تكن فى متناول أيديهم ، فمن كان يمتلك وسيلة للإعلام كان له الحق فى الحديث نيابة عمن لا يملكها ولا يستطيع أن يوصل صوته من خلال وسيلة مكافئة ، ولكن إنتشار الإنترنت ثم بروز ظاهرة التدوين إلى السطح غير تماما من هذه المعادلة الجائرة لصالح الأفراد لدرجة لفتت النظر إليها من قبل المهتمين بالمجالات الإعلامية مما جعلهم يطلقون عليها إسم " صحافة المستقبل " ويعدونها إعلاما بديلا لوسائل الإعلام الرسمية التى تحتكرها الحكومات ولم تعد تمثل - فى الحقيقة - إلا بضعة أشخاص يتربعون فوق قمة هرم السلطة ! .
إن من يملك مكبرا للصوت قادر على أن يجبر آلاف الأشخاص على الإنصات إليه ، ولكن من لا يملك سوى لسانه وحنجرته لا يستطيع أن يبلغ إعتراضه على مايبث عبر هذا المكبر لكل من تلتقط آذانهم الصوت الصادر عنه ، هذا إذا لم يخمد صوته المغرد خارج السرب بقوة المتأثرين برخامة الصوت الشجى الآسر الصادر عن هذا المكبر ، ولكن عصر الحرب الغير متكافئة والمحسومة سلفا من الناحية المادية بين مالك المكبر للصوت وصاحب الحنجرة واللسان قد ولى إلى غير رجعة عندما منحتهما التكنولوجيا الحديثة فرصا متكافئة للتعبير عن آرائهما المتناقضة فى الوقت الذى سيعدم فيه الجمهور المتأثر كليا بما يبثه أحدهما ، لأنه هو الآخر سيكون له رأيه الخاص الذى سيتمكن من بثه عبر وسيلته الإلكترونية المتاحة بحرية مطلقة لا يقف شىء فى وجهها اللهم إلا قناعاته الخاصة التى لا سبيل لأحد غيره إلى تغييرها ! .
لقد وضعت ظاهرة التدوين الحكومات القمعية المتسلطة فى موقف حرج تماما ، فمن ناحية ، لا يستطيع أحد تكذيب الأخبار المدعمة بالصور ولقطات الفيديو الحية التى تبثها المدونات فاضحة الإنتهاكات الفظيعة التى ترتكبها الحكومات ممثلة فى أجهزة أمنها بحق شعوبها ، ومن ناحية أخرى ، فقد بدأ الإعلام الحكومى يفقد جمهوره كنتيجة طبيعية لفقدانه المزمن لمصداقيته عندما بدأ الناس يعرفون طريقهم نحو المدونات بما تحويه من مباشرة فى التعامل مع الأحداث وبثها العفوى والصادق للأخبار من موقع الحدث الأمر الذى لا يتوافر فى وسائل الإعلام الرسمية التى تحولت إلى أبواق تدافع عن النظام وتغض الطرف عن ما يمكن أن يؤثر على سمعته فيما تبثه من أخبار .
وما يحدث الآن من ردود فعل جنونية من قبل أجهزة الأمن بإعتقالها للمعارضين من أصحاب المدونات الشخصية الذين يتفردون بكشف الفظائع الحكومية بصورة يومية موثقة بالأخبار التفصيلية والصور ومقاطع الفيديو الصوتية التى لا مجال لتكذيبها يعد بداية لنهاية عصر الإحتكار الإعلامى وتوجيه الجماهير الذى أوشك على الأفول مع بداية عصر السماوات المفتوحة .
فعصر الطوفان الإلكترونى قد بدأ مكتسحا فى طريقه كافة الوسائل التقليدية التى أصبحت من مخلفات العهود البائدة ، والذى لا سبيل إلى مقاومته والصمود أمامه ، فلن تستطيع العصى المكهربة فى أيدى قوات مكافحة الشغب تحطيم جميع أجهزة الحاسوب أو القضاء على شبكة المعلومات الدولية أو السيطرة على المدونات وإغلاقها أو إخضاع أصحابها لسطوتها ، فلم يعد أحد يملك وحده السيطرة على هذا الطوفان الإلكترونى ، ولم تعد هناك قوة فى العالم تستطيع فرض سيطرتها على شبكة الإنترنت وتوجيه آراء مستخدميها لصالحها .
لم ينتهى الطوفان الإلكترونى - بعد - من إتحافنا بكل مفاجآته ، لأنها - على حد إعتقادى - لا نهاية لها ، ولكن ما أستطيع أن أؤكده هو أن هذه المفاجآت ستكون - بشكل عام - فى مصلحتنا كأفراد وستزيد من إحساسنا بالتفرد والإستقلالية ، وستسلب تدريجيا مفاتيحنا من بين أيادى من يتحكمون بمصائرنا ، فعصر الرؤى الشمولية إلى زوال ، وهانحن نبصر بأعيننا - المجردة - مبشرات أفوله .



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المصرى : إعرف عدوك - دعوة للمقاطعة
- إكرام الميت دفنه !
- رسالة لن تصل ... إلى عبد شاكر ...
- جامعة الإرهاب .. وتواطؤ أمنى مفضوح
- الإرهاب يحطم الأبواب
- حرية الفرد فى مناخ قمعى
- وحطمت القيود الأزهرية !
- وقائع محكمة تفتيش أزهرية
- مجلس تأديب ... أم محكمة تفتيش ؟؟!!!
- صوفيا شول : زهرة ثلجية .. فى رياض الحرية
- هل أخطأت هندٌ حقاً ؟؟ .
- إنها ليست النهاية ... ياهند .
- إلا الحماقة أعيت من يداويها ...!! .
- قتل النساء على خلفية الشرف الذكورى الضائع !
- فى ذكرى إعدام الجعد بن درهم
- عود حميد ... مع بداية العام الجديد
- بين التشريع المدنى .. والتردى صوب الهاوية
- وإجتزت الإمتحان ... بنجاح
- حقيقة الإسلام كما شاهدتها عارية فى محرم بك
- هوية الفرد فى المجتمع الإنسانى


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم عامر - المدونات : إعلامنا البديل