أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريم عامر - وحطمت القيود الأزهرية !














المزيد.....

وحطمت القيود الأزهرية !


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


وصلنى خطابهم بالأمس ، كنت على أحر من الجمر أنتظره ، على الرغم من أننى أدركت محتواه وفحواه قبل أن يصلنى ومن قبل أن يفض غلافه ، ففصلى من جامعة الأزهر كان أمرا حتميا لا مفر منه ، ومطلب لى قبل أن يكون قرارا لهم ، لأن مواجهتى معهم ومع أفكارهم المنحرفة كان أمرا متوقعا لى منذ فترة ليست بالقصيرة ، وقد حدث ما كنت أتوقعه ! .
لست أول من يفصل منها بسبب أنه يفكر ، كما أننى لست آخر من سيتعرض لذالك لذات الأمر ، فقد تعرض الكثيرون من طلابها ممن كان لديهم وجهات نظر مغايرة للسائد فيها على مر تاريخها للفصل منها ، أذكر من بينهم عميد الأدب العربى الراحل الدكتور طه حسين ، والمفكر السعودى الراحل عبدالله القصيمى ، والمفكر المستنير وأحد أهم رواد تيار القرآنيين الإسلامى وأستاذ التاريخ السابق بالجامعة الدكتور أحمد صبحى منصور ... والقائمة لا ولن تنتهى مابقيت جامعة الأزهر على أرض مصر بفكرها المتحجر الرافض لكل محاولات الإصلاح والتجديد .
وإن كان من شر البلية ما يضحك فلقد حدث موقف طريف ومحزن لأحد طلبة الجامعة ممن كانوا يدرسون الطب فيها فى عقد الثمانينيات من القرن الماضى ، كان هذا الطالب يعانى من إختلال هورمونى دفعه لإجراء جراحة تغيير للجنس ليتحول إلى أنثى ، ليفاجىء بالجامعة ترفض إستئناف دراسته فيها وتصدر قرارها بفصله منها بصورة نهائية !! .
ليس هناك مايدعونى للحزن من تلقى هذا القرار على الإطلاق ، فأنا لم أفصل من الجامعة بقرار من مجلس التأديب ، ولكننى تركتها بقرار صادر من داخلى ، ولكنى أخرت تنفيذه حتى الوقت المناسب ، ولو كنت أرغب فى مواصلة دراستى بها لتم لى ما أردت بالتحول الجذرى المُستسهَلُ للغاية فى مجتمعنا المزدوج من الصراحة والشفافية إلى النفاق ووطىء الذات والهروب من الحقيقة ، كان كل هذا متاحا فى ظل مناخ يشجع على الكذب والنفاق ويعلى من شأن الحياة السرية والعيش داخل الغرز وجحور الفئران ، ولكننى تسائلت بينى وبين ذاتى : هل سأسعد إذا ربحت العالم بما فيه وخسرت نفسى ؟؟! ، كيف سأبدو لنفسى إن أرضيت العالم بأسره على حسابها ؟؟أ ، ووجدتنى تلقائيا أضع علامة الصواب أمام خيارى الحقيقى ... وليذهب كل من يريدنى على هواه إلى قعر الجحيم ! .
لست حزينا ! ، وهل يكتئب الإنسان ويحزن عندما يحوز حريته مرة أخرى ، لقد إكتشفت أثناء التحقيق معى ولأول مرة أن كونى طالبا فى جامعة الأزهر يعنى أننى عبد مملوك لها ، هكذا ودون أية مبالغة ، وجدت قانون تنظيم الأزهر ولائحته الداخلية تقيد طلاب الأزهر داخله وخارجه وتحظر عليهم التعبير عن آرائهم خارج إطار الخطوط الحمراء المرسومة لهم .
هل أحزن لأننى إستعدت حريتى ؟؟ ، هل يكتئب العبد عندما ينجح فى إنتزاع حريته قسرا من قبضة من كان يعد نفسه سيدا عليه ؟؟ ، هل يبكى من ينتصر على الظلم والإستعباد وتقييد العقول ؟؟ ، لقد إنتزعتها إنتزاعا من بين أيديهم وكانوا يساوموننى عليها ، كانوا ينتظروننى أن أنكر وأن أتنصل من نسبة آرائى الحرة الجريئة لشخصى ، كان ينتظرون ولادة شخصيتى الثانية أثناء عملية التحقيق ، ولكن هيهات هيهات لما كانوا ينتظرونه منى !! .
إنها سجن طلابى ، أجبرت على الإلتحاق بها قسرا دون أن يكون لدى أدنى رغبة فى ذالك ودون أن تتاح لى الفرصة للفكاك منها والهروب إلى أى مكان آخر ، هل من المعقول أن تنتابنى مشاعر الحزن لأننى نجحت فى تحطيم قيودها والفكاك منها ؟! .
إنها جامعة عنصرية ، بكل ماتحمله كلمة العنصرية من معانى ، كثيرا مايعيب علمائها ومشايخها على دول الغرب التى بلغت فى إحترام حقوق الإنسان شأنا عظيما أنها كانت فى مرحلة ما من تاريخها تنتهج التمييز العنصرى بحق مواطنيها ، أفلا يبادر أصحاب هذه العمائم الخاوية من العقول بإخراج القذى من أعينهم قبل أن يعيبوا على غيرهم أنهم كانوا مثلهم قبل عقود وقرون ؟؟!! .
إنها جامعة عنصرية ، على الرغم من كونها جامعة أهلية ، تعتمد على أموال دافعى الضرائب المصريين مسلمين ومسيحيين فى تمويلها ، ثم لا تقبل غير المسلمين من مموليها طلابا فيها ... أليست تعد بذالك جامعة عنصرية ؟؟!! .
جامعة تفصل فى الدراسة بين طلابها وطالباتها ، كل فى كليات منفصلة عن الأخرى ، بل وتحرِّمُ على طالباتها دراسة بعض التخصصات التى تجعلها حكرا على طلابها ... أليست جامعة عنصرية ؟؟!! .
لا حاجة لى إلى هذه الجامعة ، فلست على إستعداد للمجازفة بسمعتى وتحمل عارها أبد الدهر إن قبلت مواصلة الدراسة فيها عندما خيرت بينها وبين تركها وتخرجت منها .
وإن كان ثمة شىء أذكره للجامعة من فضل علىَّ ، فهو أنها أطلعتنى على حقيقتها التى لم يكن يتسنى لى معرفتها دون أن أدرس فيها ، أدخلتنى إلى معامل غسيل المخ وتفريخ مشاريع القنابل التى تمشى على رجلين من خلال تحويل طفل برىء طاهر النفس إلى مستنقع آسن تفوح منه رائحة الكراهية والعنف ونبذ الآخر بعد قضاء بضعة أعوام بين جدرانها .
إنها الساحرة التى حدثتنى عنها أمى الغالية وفاء سلطان فى أحد مقالاتها ، والتى قد تحول الإنسان إلى غول وحشى مفترس ، وتعجز فى المقابل عن إعادته لطبيعته كإنسان مرة أخرى .
إلى الهاوية أيتها الجامعة العنصرية ... وهنيئا لك مزيدا من الحرية يامن تسكن بين جنباتى ! .



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع محكمة تفتيش أزهرية
- مجلس تأديب ... أم محكمة تفتيش ؟؟!!!
- صوفيا شول : زهرة ثلجية .. فى رياض الحرية
- هل أخطأت هندٌ حقاً ؟؟ .
- إنها ليست النهاية ... ياهند .
- إلا الحماقة أعيت من يداويها ...!! .
- قتل النساء على خلفية الشرف الذكورى الضائع !
- فى ذكرى إعدام الجعد بن درهم
- عود حميد ... مع بداية العام الجديد
- بين التشريع المدنى .. والتردى صوب الهاوية
- وإجتزت الإمتحان ... بنجاح
- حقيقة الإسلام كما شاهدتها عارية فى محرم بك
- هوية الفرد فى المجتمع الإنسانى
- لن أسير مع القطيع !
- قضاة ... أم خيالات مآته ؟؟!!
- بايعوا الرئيس مبارك ... أميرا للمؤمنين !! .
- رسالة الى السيد الرئيس
- إنطبعات متظاهر
- الدفاع عن المرأة ... دفاع عن الذات
- تعليم الإناث وأثره فى إنهيار الفكر الذكورى .


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريم عامر - وحطمت القيود الأزهرية !