أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عامر - هل أخطأت هندٌ حقاً ؟؟ .














المزيد.....

هل أخطأت هندٌ حقاً ؟؟ .


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فى مجتمعاتنا الذكورية تتبدل الحقائق ، وتتغير الثوابت ، وتذدوج المعايير ، ينقلب الباطل ليصبح حقا ، بينما يتوارى الحق بإعتباره باطلا ، تختفى الحقيقة ، ويسود الغموض والشك والريبة ، يعامل المخطىء على أنه مصيب ، وصاحب الحق على أنه مجرم يستأهل العقاب والتأنيب !! .
وللأسف الشديد ، فإن هذه الحقائق المقلوبة لا تسود فحسب لدى من لديهم مصلحة فى قلبها وتغييرها ، وإنما نجدها تسود أيضا لدى بعض من سلبت منهم حقوقهم بواسطة من لديهم مصلحة فى ذالك إعتمادا على هذه الحقائق المقلوبة .
فعندما أعلنت هند الحناوى أنها حامل من الفنان أحمد الفيشاوى ، وأنها ترغب فى إثبات نسب إبنتها إليه ، مبررة ذالك ( مع أن الأمر لا يحتاج إلى تبرير ) بأنها تزوجت منه عرفيا ، وأنه قام بسرقة عقد زواجها لكى يتنصل من مسؤلياته تجاهها وتجاه إبنتها ، قرنت هند ذالك بإقرارها أنها قد أخطأت عندما أقامت علاقة جنسية مع شاب خارج إطار المشروعية الإجتماعية ! .
هنا ينبغى أن نتوقف قليلا ونتسائل : مالذى يدفع فتاة ناضجة وشجاعة وجريئة ومتمردة كهند أن تعترف أنها قد أخطأت عندما مارست الجنس مع شاب أحبته يوما ما ؟؟ وهل ممارسة هذا الفعل الطبيعى بات أمرا مخجلا إلى درجة تضطرها إلى أن تصدر مثل هذا الإقرار بالخطأ ؟؟ وإذا قارنا موقف الفتاة مما حدث بموقف الفتى الذى شاركها هذه العلاقة ... من سنجده سيتحق اللوم والعقاب والتأنيب ؟؟ .. هل هى الفتاة التى أحبت هذا الفتى من أعماقها ومنحته ثقتها التامة إلى درجة أنها حملت منه متصورة أنه يبادلها ذات الشعور وأبت إجهاض جنينها وإزهاق روحه وإرتداء القناع الإجتماعى المزيف فوق وجهها الحقيقى رافضة خداع نفسها قبل أن تخدع من حولها ، وفضلت على ذالك أن تصرخ بالحقيقة بأعلى صوتها ؟؟ أم أن المخطىء هنا هو هذا الشاب الذى أوهمها بحبه إياها وتمادى فى علاقته بها وإستغل ثقتها لخداعها ثم التنصل من مسؤلياته تجاهها وتجاه إبنتها ، هاربا من الحقيقة مدعيا أنه ليس من حقها إثبات نسب الطفلة إليه لأنها على حسب ما أفتى له به غلاة علماء الدين إبنة زنا لا يجوز نسبتها إلى والدها ؟؟ .
هل أخطأت هند لأنها تعاملت مع هذا الواقع الشديد المرارة بمثالية شديدة ؟؟ هل أخطأت لأنها أحبت من أعماق قلبها ؟؟ هل بلغت نظرتنا إلى الحب والجنس هذا الحد من الإحتقار والتأثيم ؟؟ .
وإذا كان الأمر كذالك وكانت هذه السلوكيات الطبيعية السوية تواجه بهذه المشاعر النافرة العدائية ، فما هو ياترى الحل المفضل لدينا ؟؟ هل هو سيادة الكراهية بين شطرى المجتمع البشرى وبناء سور عازل بينهم لزيادة مشاعر عداء كل طرف تجاه الآخر وخشية أن يختلطوا ويقع ما يراه هؤلاء الحمقى محظورا ؟؟ .
إنها الحقائق عندما تنقلب ... ! .
إنها الطبيعة عندما تصير فى نظر البعض شذوذا ... ! .
إنه الشذوذ عندما ينظر إليه بإعتباره سلوكا طبيعيا ... ! .
ولله فى خلقه شؤون !! .
* * * * *
هل أخطأت - حقا - هند ؟؟ .
سؤال يطرح نفسه بشدة بعد أن قضت المحكمة عليها وعلى إبنتها لصالح هذا الذئب البشرى الذى تركته يسرح ويمرح ويعبث بمشاعر النساء دون حسيب أو رقيب .
فإذا كان ثمة خطأ ما وقعت فيه هند فهل يعنى هذا أن يبادر ممثلى المجتمع الذكورى برجمها والتخلص منها ومن إبنتها ؟؟! .
هل أخطأت هند لأنها واجهت المجتمع بحقيقته كمجتمع مزدوج المعايير متباين الوجوه تعامل المرأة فيه على أنها كائن ينتمى إلى مرتبة وضيعة بين البشر ؟؟ .
هل أخطأت هند لأنها رفضت نصائح من حولها بإجهاض جنينها ودرء الفضيحة فى مهدها ... ويادار مادخلك شر ؟؟!! .
هل أخطأت هند لأنها رفضت إزهاق روح جنين برىء تكونت خلاياه الأولية داخل تجويف رحمها كنتاج لعلاقة حب كانت مغبونة فيها ؟؟ .
هل أخطأت هند لأنها أرادت أن تنجب وأن تشعر بعاطفة الأمومة تجاه إبنتها حتى وإن حاول المجتمع إثنائها عما هى مقدمة عليه ؟؟ .
هل أخطأت هند لأنها طالبت بحقها ، وبحق إبنتها المشروع فى حياة كريمة طبيعية كبقية الأطفال الذين جاءوا من علاقات جنسية معترف بها إجتماعيا ؟؟ .
هل أخطأت هند لأنها رفضت أن تدفن رأسها فى الرمال وتواجه العالم بوجهين يختلفان على حسب درجة الإضاءة من الليل إلى النهار ؟؟ .
هل أخطأت هند لأنها صرخت فى وجه هذا المجتمع المنحل الأخلاق بأعلى صوتها معلنة أنها إنسانة كاملة الإرادة لا يستطيع أحد كائنا من كان أن يجبرها على الإستسلام لوضع هى فيه غير راغبة ؟؟ .
أم أنها أخطأت لأنها مارست الجنس خارج إطار المشروعية الإجتماعية فى مجتمع يعتبر الجنس خارج إطار الزواج رجس من عمل الشيطان ؟؟!! .
هل أخطأت هند لأنها إستجابت لنداء قلبها ومشاعرها وجسدها بصورة طبيعية سوية ؟؟ .
* * * * *
إن كان ثمة خطأ ما إقترفته هند فهو أمر واحد يمكننى أن ألومها عليه وهو إقرارها بأنها أخطأت عندما أقامت علاقة جنسية مع أحمد ، وهو خطأ التمس لها العذر فيه نظرا لأنها تتلظى فى آتون مجتمع لا يعترف برغبات الإنسان ولا يشعر بخفقات قلبه ونداءات جسده ، ويتعامل معه كما الآلة الصماء تصدر لها الأوامر لتنفذها دون أدنى رغبة أو مشيئة ! .
هند لم تخطىء ، وإنما صاحب الخطيئة العظمى هو من تنكر لمن منحته قلبها وجسدها قبيل أن يتنكر لمسؤلياته المترتبة على علاقته الجنسية بها .
هند لم تخطىء ، وإنما أصحاب الخطيئة هم هؤلاء الذئاب البشرية المذكرة الذين تركهم المجتمع يسرحون ويمرحون ويخدعون النساء ويتنكرون لمسؤلياتهم تجاههن بمباركة علنية من سلطات المجتمع الذكورية .
* * * * *
عليك ياهند أن تتراجعى عن إقرارك بالخطأ ، فأنت إنسانة رائعة عقمت أرحام الشرقيات أن يلدن إمرأة فى مثل جرأتها وشجاعتها وتفانيها فى إظهار الحق ودحر الظلم المستتر خلف حجاب الفضيلة والأخلاق والدين والأعراف والتقاليد .
سيرى ياهند فى طريقك حتى النهاية ، فلن يضيع لك حق مادمت به متمسكة ... وإليه ساعية .. وبه مطالبة .
عبدالكريم نبيل سليمان
الإسكندرية / مصر



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها ليست النهاية ... ياهند .
- إلا الحماقة أعيت من يداويها ...!! .
- قتل النساء على خلفية الشرف الذكورى الضائع !
- فى ذكرى إعدام الجعد بن درهم
- عود حميد ... مع بداية العام الجديد
- بين التشريع المدنى .. والتردى صوب الهاوية
- وإجتزت الإمتحان ... بنجاح
- حقيقة الإسلام كما شاهدتها عارية فى محرم بك
- هوية الفرد فى المجتمع الإنسانى
- لن أسير مع القطيع !
- قضاة ... أم خيالات مآته ؟؟!!
- بايعوا الرئيس مبارك ... أميرا للمؤمنين !! .
- رسالة الى السيد الرئيس
- إنطبعات متظاهر
- الدفاع عن المرأة ... دفاع عن الذات
- تعليم الإناث وأثره فى إنهيار الفكر الذكورى .
- فتش عن القاعدة
- النظام الأسرى بين المساواة والقوامة .
- من واقع رسالة طالب أزهرى : الأزهر والقاعدة ... وجهان لعملة و ...
- إعدام الشريف إعلان حرب ضد مصر


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عامر - هل أخطأت هندٌ حقاً ؟؟ .