أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - اسماعيل شاكر الرفاعي - دعوة الصدر الى مظاهرة مليونية : انتحار حضاري















المزيد.....

دعوة الصدر الى مظاهرة مليونية : انتحار حضاري


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 10:07
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


حققت ثورة الاول من ت٢ في العراق إجماعاً وطنياً حول شعاراتها ، يشبه الاجماع الذي حققته الثورات العربية في موجتها الثانية في السودان والجزائر ولبنان . فالخراب الشامل الذي نتج عن السياسيات الحكومية ، أقنع الناس بأن الاصلاح اما ان يكون شاملاً : أي يتناول فلسفة النظام وآليات اشتغال مؤسساته في ادارة الشأن العام ، او لا يكون . وهكذا ساعد الوعي العام هذه الثورات على امتلاك ناصية المهارة التكتيكية في المزاوجة في شعاراتها بين : المطلبي والثوري وبين الاصلاح والثورة ، وقد نتجت عن هذه المزاوجة الناجحة الكثير من الشعارات ، لكن يظل لشعار : نريد وطناً عبقرية خاصة . اذ انه يشير الى ان رافعيه يعيشون في حالة خاصة لا يمكن لهم خلالها من امتلاك وطن : كما لو كانوا في حالة نزوح او هجرة او تيه ، اما وهم يعيشون في وطن حقيقي ، فأن النظام السياسي والحكومة يمنعان تجمعاته السكانية ـ نتيجة سياساتها التمييزية ـ من الارتقاط الى مستوى مجتمع حديث . فالحكومة ، وهنا المفارقة ، هي خاطفة الوطن ، ومن الصعوبة التفاهم والحوار معها ، وهي جماعات حزبية شديدة التعصب لتصوراتها الطائفية التي تملي عليها النظر الى الحكم على انه مجموعة من المناصب والامتيازات ، وصلت اليها بالجهاد المتواصل ، وهذه النظرة الضيقة تملي عليها ان لا تطمئن الى مؤسسات الدولة كالجيش وقوى الامن الاخرى ، وان تعمل على ايجاد تشكيلات مسلحة الى جانبها تمت تسميتها في العراق : الحشد الشعبي لحماية النظام السياسي من جيش الدولة ومؤسساتها الاخرى ، وهذه هي مهمتها الاصلية : حماية نظام المحاصصة والفساد واللانظام …

ثورة الاول من ت٢ حققت على الارض : وحدة الشباب العراقي ، وهو ما لم تستطع تحقيقه جميع الاحزاب الاسلامية الحاكمة : فلا يوجد سني واحد في قيادة الاحزاب الشيعية ولا يوجد شيعي واحد في قيادة الاحزاب السنية . وانتجت الثورة عصبيتها الخاصة : وهي عصبية وطنية : ولاؤها للوطن العراق ، وليس لأي طائفة دينية . وهذا وعي عصري متقدم : حاربته السلطة السياسية بالحديد والدم ، اذ بلغ ما قتلته من الثوار رقماً مخيفاً : ٦٠٠ مع آلاف الجرحى . بهذه الطريقة البطولية صنع الثوار ذاكرة وطنية معمدة بالدم فحازوا على شرعية تمثيل للشعب ، وهذا تقليد عراقي رافق تأسيس الشعور الوطني في العراق : اذ يتقدم الصفوف في حيازة ثقة الشعب دائماً : المضحون بحياتهم ، وقد قدم هذه التضحية قبل ثوار اكتوبر العراقية : وطنيو العراق في مراحل مختلفة من مراحل حياة هذا الوطن الجديد الذي يكاد يبلغ عمره ١٠٠ سنة ( تأسس رسمياً عام ١٩٢١ ) ، وكم اتمنى ان ينسى العراقيون هذياناتهم عن كونهم اصحاب اول حضارة في التاريخ ، اذ لا صلات تربط قبائل الجنوب بمبدعي تلك الحضارة من السومريين ، وتفصلهم عنهم آلاف السنين . وواقع نشاطهم الاقتصاإجتماعي لا يشير الى ان هذه القبائل ذات مشروع حضاري : فهي تمارس الرعي والزراعة وهي انشطة تقليدية ورثتها كمهنة للعيش في الحياة : في الوقت الذي يتطلب فيه انشاء حضارة جديدة : رؤية جديدة للحياة تقوم على التحويل والانتاج والابتكار ، بتكثير الاشياء عن طريق ابداعها واختراعها : لقد كثر السومريون آلات وادوات الانتاج الزراعي وتوجوها باختراع العجلة . والحال ان قبائل ريف جنوب العراق الآن من اشد المجتمعات نفوراً من الابتكار والانتاج ، ومن اشدها قتلاً للخيال والابداع : فهم بمجملهم محافظون ورجعيون : وخطرهم على الثورة ماثلً بقوة في تبعية معظمهم لرجال الدين فالكثير منهم الآن لبى دعوة رجل الدين : مقتدى الصدر ، الذي استنكف من الدعوة الى الالتحاق بثورة الشباب العراقي ، ودعا الى مظاهرة مستقلة عن الثورة …

من عادة فقهاء الدين الاسلامي : وكل دين ، عدم الاهتمام بارزاق الناس وبمستوى معيشتهم ، ولا ترد بالمرة على السنتهم او في كتاباتهم كلمات : تطور ، والتخطيط لتطوير ما هو قائم ابداً . اذ ان كل شيء في رأيهم ، كان قد اعد سلفاً ومكتوب في اللوح المحفوظ ، ولا قدرة للانسان على تغيير قدره الذي قررت الآلهة مساره منذ البدء . ثوار العراق خرجوا على هذا المنهج الفكري ، وطالبوا علناً بتغيير ارزاقهم واقدارهم : فليس من المعقول بالنسبة الى ثوار العراق في ثورتهم الجديدة : ان الله قد قرر مصيرهم منذ الازل في ان يكونوا : مهممشين وعاطلين عن العمل ، في الوقت الذي قرر حياة ذهبية لمجموعة بشرية اثبتت عدم نزاهتها وافتقادها الى الاخلاق . ولهذا ابتعدت شعارات الثوار عن الفرضيات الغيبية ، وركزت تفكيرها وشعاراتها على الواقع المعيوش . وهو الواقع الذي يهرب من مواجهته رجال الدين ، مفضلين حصر اهتماماتهم بالامبريالات العالمية ، المعادلة الموضوعية لهموم الغيب ، والابتعاد عن مناقشة واقع الناس وكيفية معيشتهم …

بهذا المعنى يستنكف الصدر من ان يقود مظاهرات ذات بعد اجتماعي ، ويعتبرها نوعاً من “ الكدية “ على الرغم من ان السياسة الحديثة تقوم عليها : اذ لا قيمة ولا مستقبل انتخابي لاي حركة او حزب او تيار ان لم يكن مسلحاً ببرنامج يتضمن تصور اً كافياً عن الحياة الاجتماعية والثقافية ، ودور الدولة في تنفيذ المشاريع الحياتية وليس المشاريع الخرافية الشرق اوسطية …

اقتداءً بها التقليد المتوارث يواصل : مقتدى الصدر نشاطه السياسي ، فأحب شيء الى هذا الرجل ان يذكره التاريخ مقاوماً للقوى الكبرى : قوى الاستكبار العالمي ٫ على ان يذكره مقاوماً لعسف السلطة ومناضلاً من اجل بناء دولة عدالة لا تتحقق من غير بناء مؤسسات دولة تعمل وفق قوانينها الخاصة التي لا تسمح للسياسي مقتدى الصدر او المالكي او العبادي او هادي او صاحب العصائب بالتدخل بآليات عملها . هذه الامور يسميها مقتدى وسواه من زعماء النشاط السياديني في العراق : “ امور زعطوطية “ ، وهم مخلوقون اصلاً لامور كبار مصداقاً لقول المتنبيء :
على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
ومن هذه الامور الكبار : الصراخ في بلاد تزداد مساحة تصحرها كل عام لا ضد مسببي هذا التصحر : الاتراك والايرانيون : الطامحان الى بناء امبراطوريات بعد ان تكاثر خدمهما من ليبيا الى العراق > بل ضد الشيطان الاكبر : امريكا . وهذه ليست بطولة ، اذ ان امريكا تسمح في داخلها وليس خارجها بل وحتى امام البيت الابيض بالصراخ ضدها بمختلف الشعارات ….

سيكون الخاسر الوحيد من مظاهرة مقتدى غداً : هم اعضاء تيار مقتدى انفسهم لا سواهم : اذ سيتم في هذه المظاهرات غداً الدفاع عن استراتيج السلطة السياسية في المحاصصة وحرمان الناس من الوظائف والخدمات ، والتغطية على شعارات ثوار ثورة اكتوبر الذين ينادون بتحسين واقع حياة العراقيين والارتفاع بمستوى شروط عيشهم ….



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر مرة اخرى
- مقتدى الصدر إنموذجاً
- خطاب الرئيس الامريكي : اعلان عن ولادة حرب باردة مع ايران
- عن جلسة البرلمان العراقي لهذا اليوم
- كيف سيكون شكل الرد الايراني
- انا من يخاطب نفسه
- الثبات المبدأي لثوار العراق
- الملثمون او قتلة الثوار
- لا حوار ولا تفاوض مع العالم القديم
- هل استقال عبد المهدي ؟
- مذبحة الناصرية
- عن اليسار العربي
- ما اليسار ؟
- وجه المناورة القبيح
- تمردوا
- الدرس الخامس : سقوط منهج في الحكم
- الدرس الرابع من دروس الثورة العراقية : جمعة القتل والأرهاب
- الدرس الثالث من دروس الثورة العراقية : درس مظاهرات اليوم
- بضع رصاصات اردين العراق قتيلا
- خطبة الجمعة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - اسماعيل شاكر الرفاعي - دعوة الصدر الى مظاهرة مليونية : انتحار حضاري