أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطنية أم الأجنبية؟














المزيد.....

في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطنية أم الأجنبية؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن ينبري وزير سابق وقيادي في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية منذ 2012 للدفاع عن المصالح الاقتصادية للدولة التركية، فهذا منتهى الاستخفاف بالمصالح وبالروح الوطنية ويشكل أعلى درجات الاستلاب الفكري والسياسي وقمة العمى الإيديولوجي والتبعية "المذهبية".
لقد قرأت باندهاش كبير خبرا في إحدى الجرائد المغربية، مفاده أن السيد محمد نجيب بوليف لم يستسغ اللهجة الشديدة للغة "التي تحدث بها وزير الصناعة والتجارة، حفيظ العلمي، تحت قبة البرلمان، الذي يمثل سيادة الشعب المغربي، عندما هدد بتمزيق اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا، في حالة عدم التوصل إلى حلول لمواجهة إغراق الأسواق المغربية بالمنتوجات التركية المدعومة من طرف الدولة، ما يشكل تهديدا حقيقيا للاقتصاد الوطني" (جريدة "الأخبار"، عمود "في سياق الحدث"، بتاريخ 20 يناير 2020)، فانبرى إليها بالانتقاد مُنصِّبا نفسه "محاميا للدفاع عن المصالح الاقتصادية لدولة تركيا" (نفس العمود).
ومن خلال القراءة التي قدمها صاحب العمود لهذه النازلة، نقرأ: لقد "تبين أن تركيا لا تحتاج للدفاع عن نفسها، وإنما لديها محامون داخل الحكومة والحزب الذي يقودها، وتراهن على تواجد أصحاب المصباح في مواقع القرار لبسط هيمنتها ومخططها التوسعي بالمغرب"، مضيفا أن هيمنة السلع التركية ازدادت "مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة سنة 2012، ما أدى إلى ارتفاع العجز التجاري بين البلدين بشكل كبير"، حيث انتقل "من 4،4 مليار درهم سنة 2006 إلى 16 مليار درهم سنة 2018". هذا، دون "الحديث عن وجود مخطط للإغراق الشامل للأسواق المغربية بالسلع التركية المدعمة من طرف الدولة، ما جعلها تفرض رسوما جمركية إضافية على بعض المنتوجات، حيث وصل النزاع بين البلدين إلى هيئة التحكيم بمنظمة التجارة العالمية".
ويختم صاحب العمود قراءته للنازلة بالقول بأن "إخوان أردوغان المقيمين بالمغرب يرفعون شعار الجماعة قبل الوطن ". وهنا مكمن الخطر والخطأ معا.
فالخطأ يتمثل في تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن؛ إذ بدل أن يتم الدفاع عن الاقتصاد الوطني وعن المقاولة المغربية، يتم تفضيل (أو على الأقل، التعاطف مع) مصالح دولة أجنبية لكون الحزب الذي يحكمها يحمل نفس الاسم ويتبنى نفس الإيديولوجية، حزب العدالة والتنمية؛ مع العلم أننا لم نر مع حزب العدالة والتنمية المغربي لا عدالة ولا تنمية؛ بل بالعكس، كثرت الهشاشة الاجتماعية وارتفعت البطالة واستشرى الفساد... وظهرت النعمة فقط على مسؤولي ومنتخبي وأطر الحزب؛ وذلك، باعتراف رئيس الحكومة ورئيس الحزب السابق، عبد الإله بنكيران في أحد الاجتماعات الداخلية للحزب.
وكيفما كان الحال، فالانتصار لمصلحة الجماعة على حساب الوطن، خطأ سياسي فادح وخطأ أخلاقي جسيم. وهو خطأ لا يمكن أن يقبل أي تبرير؛ ومن حقنا أن نشم فيه، على أقل تقدير، رائحة الانتهازية والعمالة؛ ما يعني أن وطنية ومواطنة من يفضل مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن، أقل ما يمكن أن يقال عنهما أنهما مشكوك فيهما.
أما الخطر، فيتمثل في تهديد المصالح العليا للوطن. وقد نرى في إغراق البلاد بالديون الخارجية التي تفاقمت مع حكومة بنكيران وحكومة العثماني، ما يهدد هذه المصالح؛ وذلك من خلال الدفع بالبلاد إلى فقدان استقلالها الاقتصادي، وبالتالي، فقدان قرارها السيادي.
لا نريد أن نخون أحدا، لكن من حقنا أن نحذر من الخطر الذي يشكله الإسلام السياسي بسبب التبعية الإيديولوجية التي تجعله يقدم مصالح الجماعة (ولنفترض، هنا، أنها جماعة الإخوان المسلمين) على مصلحة الوطن.
من المعروف تاريخيا أن الإمبراطورية العثمانية قد عجزت عن دخول المغرب الأقصى، وفشلت في بسط نفوذها على ترابه؛ ذلك أن المغاربة قاوموا ببطولة وشراسة التوسع العثماني. فهل يريد حزب العدالة والتنمية، في الألفية الثالثة، أن تغزونا تركا اقتصاديا لبسط نفوذها عن هذا البلد بواسطتهم خدمة لمصلحة جماعة الإخوان؟ إن كان فيهم من يفكر بهذا المنطق، فتبا له من تفكير وخسر وخسئ مسعاهم !!!



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تمتلك مكناس مقومات المدينة الحديثة؟
- المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟
- المصالحة الاتحادية بين الإرادة السياسية وشرط التقييم والنقد ...
- الكفاءات الاتحادية بين ضعف الحضور التمثيلي وقوة الحضور -الكا ...
- الاتحاد الاشتراكي وخطاب الأمل بعمق فكري وأفق وطني: قراءة سري ...
- أَسْحَتَ بنكيران وفَجَر ! اللهم إن هذا لمنكر !!!
- في انتظار التعديل الحكومي، هل سيكون العثماني في الموعد؟
- رجاءا، احترموا ذكاء المغاربة وكُفُّوا عن التحدث باسم الشعب ! ...
- على هامش المطالبة بمراجعة الدستور: فمال هؤلاء القوم يحسبون ك ...
- بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون: دعوة إلى فتح تحقيق قضائي ف ...
- حين يصبح العمل الخيري قناعا للفساد
- من دروس الانتخابات الإسبانية: فعالية المشاركة في مواجهة الشع ...
- في المسألة التعليمية، ازدواجية المواقف تشكك في هوية ووطنية أ ...
- في الفرق بين الدفاع عن المنهجية الديمقراطية والاستقواء بالأص ...
- المسألة اللغوية في المغرب بين خطاب الخداع وخطاب الإقناع
- الحسابات الضيقة لأصحب القرار كلفتها ثقيلة على المستقبل
- صدى نداء الوحدة الاتحادية في افتتاحية -الأخبار- المغربية: غل ...
- رسالة مفتوحة إلى كل من يخاصم صناديق الاقتراع: هذا رأيي في ال ...
- معضلة التسول في المغرب: تسول الأطفال والتسول بالأطفال
- -رشيد نيني- وإسقاط الطائرة في حديقة التاريخ


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطنية أم الأجنبية؟