أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح اصلان - هل عيسى المسيح يماثل آدم في الخلق من تراب ؟















المزيد.....

هل عيسى المسيح يماثل آدم في الخلق من تراب ؟


صباح اصلان

الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 03:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في فيديو لعبد الدائم الكحيل بعنوان ( معجزة عيسى وآدم ) يتحدث فيه كعادته في برامجه التلفزيونية عن الأعجاز القرآني
https://www.youtube.com/watch?v=CjZyJIj7D5w
تحدث بهذا الفيديوعن التماثل والتوافق المعجزي في الآية 59 من سورة آل عمران بين خلق عيسى وآدم لكونهما مخلوقان من تراب كما جاء بالقرآن. وشرح ما يعتقده معجزة في ما يراه تماثلا في الخلق بينهما.
في هذا المقال سارد على ما قاله عبد الدايم الكحيل من اكاذيب وتلفيقات عن هذا التماثل الغير حقيقي بين عيسى وآدم . بالرغم ان المسيحية لا تعترف باسم عيسى كما جاء بالقرآن، بل اسمه يسوع المسيح حسب الأناجيل ، لكني سأتناول ما جاء بأقوال عبد الدايم الكحيل من تلفيقات وارد عليها بالمنطق .
يستند عبد الدايم الكحيل على الاية 59 من سورة ال عمران :
" إن مثل عيسى عند الله كمَثَلِ آدم، خلقه من تراب، ثم قال له كن، فكان" .
سابين اولا الأخطاء اللغوية في هذه الآية :
1. لا يجوز لغويا ان يقال (كن فيكون)، الصحيح : [ قال له كن فكان ] . لأن الحدث كان في زمن ماضي، والكلام كله في زمن الماضي، وكلمة (قال)هي فعل ماضي ايضا، والكينونة لأمر الخلق حدثت بالماضي فكان ما اراد الله، وليس (قال له كن فيكون) في الزمن الحاضر.
2. الخطا الثاني، ان عيسى ويقصد به يسوع المسيح، لم يُخلق من تراب مثل آدم .
والدليل هذه الآية :
" انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه " . سورة النساء 171
3. كاتب القرآن نفسه اعترف ان عيسى هو كلمة الله وروح منه القاها الى مريم . وكلمة الله وروحه ليسا مخلوقين بزمن ما، فكيف يكون روح الله وكلمته مخلوقين من تراب وبزمن محدد ؟ ان هذه الاية تناقض الاية 59 من آل عمران اعلاه. وتهين قداسة الله ؟
4. القصد من تشبيه عيسى بآدم انهما مخلوقان من تراب، هو للتقليل من شان السيد المسيح ومساواته بمخلوق بشري هوآدم، طعنا بالعقيدة المسيحية التي تقول:[ ان المسيحَ هو الله الظاهر بالجسد وكلمته الأزلية، وهو مولود غير مخلوق مساوٍ لله ألاب في الجوهر] .
5. كيف تتساوى وتتماثل روح الله وكلمته بالتراب، ومع أنسان مخلوق من تراب ؟
آدم أخطا وعصى ربه، وطُرد من رحمة الله ومن جنته، لأنه اطاع الشيطان ورفض وصية خالقه بألأكل من الشجرة المحرمة ( شجرة معرفة الخير والشر) ، فهل يتماثل مع من عاش كل حياته بلا خطيئة ؟
6. اعتمد عبد الدايم الكحيل في وصفه تماثل الخلق بين عيسى وآدم على مادة الخلق وهي التراب استنادا لتلك الآية اعلاه . كما اعتمد على التماثل والتساوي العددي بين ذكر اسم (المسيح) واسم آدم بأيات القرآن، حيث ذكر اسم كل منهما 25 مرة !! ويعتبرها معجزة في التماثل .
نتسائل ، هل تساوي عدد مرات ذكر الأسماء بكتاب القرآن هو اثبات على تماثل مادة الخلق ؟ ما علاقة عدد مرات ذكر الأسماء مع ارادة الله بخلق ما يشاء إن كان من تراب او بغيره ؟
7. يقول ان القرآن ذكر في موضع آخر ان آدم خلق من روح الله، وعيسى خلق من روح الله ايضا، وهذا تماثل في الخلق بينهما، اذن انها لمعجزة اخرى !! ونرد على هذا الأفتراء بما يلي:
التوراة والأنجيل والقرآن يشهدون جميعا ان الله خلق آدم من تراب، لكن الله نفخ نسمة الحياة لأدم المتشكل بعد الخلق من التراب نسمة الحياة في أنفه ليحيا ويتحول المخلوق الترابي الى انسان حي . الله لم ينفخ روحه في آدم، بل نسمة الحياة، وإلا لأصبح آدم الها .

اما السيد المسيح... الله ارسل روحه القدوس وحل في احشاء مريم العذراء متحدا بناسوت الطفل فالمولود منها هو قدوس الله كما اسماه الملاك جبرائيل . والقدوس هو اسم الله.
اي، كلمة الله صار ناسوتا بشريا متحدا بروح الله القدوس في رحم مريم .الخلق هو تكوين وتشكيل جسد انسان جديد ، بينما النفخ هو عملية ادخال نسمة الحياة لإاحياء هذا المخلوق المادي.
حسب الأنجيل لم تحصل اي عملية نفخ في حالة المسيح، انما النفخ هي بدعة من مؤلف القرآن ابتدعها ليساوي بين خلق آدم وخلق عيسى بعملية النفخ . فمرة يقول ان جبريل نفخ فيها ومرة اخرى يدعى ان الله نفخ فيها، وهذا من التناقضات المعروفة في القرآن .
لقد اقتبس مؤلف القرآن عملية النفخ في الخلق من سفر التكوين في التوراة ، حيث ورد فيه ان الله نفخ نسمة الحياة في انف آدم ليمنحه الحياة، فأستعمل مؤلف القرآن نفس الفكرة (النفخ) لخلق عيسى في احشاء مريم ومنحه الروح !!
هل كل عملية خلق بحاجة الى النفخ ؟ كما ادعى القرآن ان عيسى صنع من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فطار !!
استخدم كاتب القرآن عملية [ النفخ ] لخلق عيسى بهذه الايات :
" والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها اية للعالمين " الأنبياء 91
" ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا " التحريم 12
المتكلم هنا بالايتين هو (الله) ! هو النافخ من روحه في مريم، وليس جبريل حسب القرآن .
بينما في الآية 17 سورة مريم ( فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) يقول المفسرون ان من قام بالنفخ هو جبريل المدعو اسلاميا ب [روح الله].. وهذا تناقض في تعريف الروح .

فأي تماثل بين حلول روح الله وكلمته في ناسوت المسيح وبين خلق آدم من تراب الأرض ؟
الأنجيل هو الكتاب المرجع لبشارة مريم بالحبل و ولادة المسيح، لم يذكر فيه الوحي اي خلق من تراب، بينما مؤلف القرآن يأتي بعد ستمائة عام ليدّعي ان المخلوق اسمه عيسى وخلقه الله من تراب وبشكل مماثل لخلق آدم الذي عصى ربه وطرد من جنته !!
8. يدعي عبد الدايم الكحيل أن آدم نزل من السماء، وعيسى نزل من السماء ايضا، ويقول متباهيا ان هذا تماثل معجزي ورد بالقرآن ايضا تصديقا لآية التماثل القرآنية، بينما هذا الموضوع ( النزول من السماء) لا علاقه له بتماثل الخلق من تراب الأرض حسب منطوق الآية 15 من ال عمران .
9. خلق آدم من تراب الأرض، فهل في السماء تراب ليخلق الله منه آدم ؟ الله خلقه من تراب جنة الأرض واسكنه فيها ثم بعد عصيانه طرده منها، فكيف نزل من السماء وهو مخلوق اصلا على الأرض ومن ترابها كبقية المخلوقات ؟
اما طرد آدم من الفردوس، فكان اخراجه من نعيم الجنة ومن رحمة الله والحكم عليه مع زوجه بالشقاء واعمار الأرض والتكاثر بالأوجاع، وليس هبوطا من السماء الى الأرض، فالجنة هي في ارض عدن على سطح الأرض وليس هناك جنة في السماء ؟

10 . ادعى عبد الدايم الكحيل ان خلق آدم كان معجزة حيث لم يكن له ام ولا اب !! والمسيح خلق بمعجزة مماثلة تقريبا، لأنه ولد من أم و بلا اب ، وهذا تماثل ايضا تصديقا للاية 59 حسب اعتقاد الكحيل .
تعليقنا : هذا الكلام بمنتهى السخف، لأن اول انسان خلقه الله على الأرض لابد ان يكون بلا اب ولا أم . وهذا لا يدعى معجزة، بل هو قدرة الله على خلق اول انسان على الأرض من التراب، ومن الطبيعي ان لا يكون لأول انسان مخلوق اب ولا أم .
اما السيد المسيح ... فكونه كلمة الله، فهو ازلي الوجود، لأن كلمة الله غير مخلوقة . الله لم يكن في زمن ما بلا كلمة ولا عقل ولا ارادة . وبالمسيح (الكلمة) خلق الله الكون وكل ما فيه . وليس بكلمة (كن) . المسيح ارادة الله ونطقه العاقل وليس كلمة تلفظ .
ان ولادة المسيح من أم فقط وبلا اب بشري هي معجزة المعجزات، حيث كان للبشر وجود على الأرض، بينما عند خلق آدم لم يكن اي مخلوق بشري موجودا، فهل تعتبر معجزة ان كان آدم بلا اب ولا أم ؟
فاين هو التماثل ؟
المسيح نزل من السماء بإرادة الله لمهة الفداء والخلاص واظهار مجد الله على الأرض، ثم ارتفع الى سماء مجده بأعتراف القرآن .
أما آدم، فلم ينزل من السماء لأنه خلق من تراب الأرض وعاش عليها ومات ودفن فيها.
فاين التماثل في الخلق يا ابن الكحيل ؟
القرآن يقول :" إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه"
نسال المسلمين : اين كانت كلمة الله قبل ان تُلقى الى مريم ؟ هل كانت في تراب الأرض ؟
[القيت الى مريم] ،عبارة تدل على ان كلمة الله كان موجودا عند الله فالقاها من عنده الى مريم، فهل كلمة الله مخلوق من تراب ام ازلي ؟ ان كنتم تعتبرون كلمة الله مخلوق من تراب ، فأنتم تهينون قداسة الله .

اكتفي بهذا الرد على المفلسين والكذابين والمزورين . لأن اكاذيبهم مفضوحة .



#صباح_اصلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل قاسم سليماني وثورة الشباب ومفهوم السيادة
- نظرية التصميم الذكي تسحق نظرية التطور الداروينية بالدليل الع ...
- تحليل حادثة ألإفك بين عائشة وصفوان بن المعطل
- هل الأسلام دين السلام ؟
- عيد ميلاد المسيح
- مقارنة بين الهنا والهكم ، نبينا ونبيكم وكتابنا وكتابكم
- سيطرة الأسلام ديموغرافيا واقتصاديا على العالم !
- لماذا لم يكلم الله محمد مباشرة كبقية الأنبياء ؟
- الدول الاسلامية و التخلف الحضاري
- المرجعية الدينية واحداث العراق
- هل الحياة بدأت بالخلق ام بالصدفة ؟
- اخطاء قرآنية تثبت ان القرآن كتاب بشري
- رسالة الى السيد عادل عبد المهدي
- حور العين والنعيم في الجنة
- من يستفيد من حج الكعبة ؟
- من المتكلم بالقرآن
- اليس هذا هو الاسلام الحقيقي ؟
- العراق البلد الأكثر ذكرا في التوراة
- لماذا المسيحيون اهل ذمة عند المسلمين
- روح القدس في القرآن


المزيد.....




- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح اصلان - هل عيسى المسيح يماثل آدم في الخلق من تراب ؟