أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - صانع السجادة الإيراني لن يستعجل الرد















المزيد.....

صانع السجادة الإيراني لن يستعجل الرد


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صانع السجادة الإيراني لن يستعجل الرد
كثير هي الأصوات من الجماعات والقيادات العربية المنهارة والمستدخلة للهزائم والعارية والمتعرية أمام شعوبها وجماهيرها،والفاقدة لكرامتها وامنها القومي،والتي تربت على الذل والمهانة والتبعية، تراهن على ان لا ترد ايران،او يكون الرد الإيراني باهتاً وليس بحجم الجريمة المرتكبة،بحق قائدين لهما من الحضور والفعالية الشيء الكبير على مستوى محور المقاومة من اليمن حتى فلسطين،ولعل سليماني شكل كابوس رعب لأمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، التي حاولت إغتياله اكثر من مرة في سوريا والعراق،لكي تقول ها قد قلنا لكم بان ايران ليست سوى "نمر" من ورق،وطبعاً هي تستخدم تبريراتها وذرائعها وحججها،لكي تبرر لنفسها خيانتها وذلها وتبعيتها وإستدخالها للهزائم،فالرد الإيراني يحرجها امام شعوبها،ويزيل ورقة التوت عن عوراتها،هذا إن بقي أوراق توت تستر تلك العورات .....ايران لا تبني ردودها على الفورة العاطفية والإنفعال والتسرع،ايران دولة مؤسسات تدرس ردودها وخياراتها بعناية فائقة وضمن استراتيجية شمولية...ايران لا تعرض بضائع رخيصة كما هو حال الصين،مع احترامي للعملاق الاقتصادي الصيني،،بل السجاد الفارسي المعروف عنه جودته ودقة اتقانه،يبقى سعره فيه،ويضرب به المثل" مثل السجاد العجمي شو ما دسته بزيد عزه"،وضمن هذه الرؤيا والإستراتيجية تعمل القيادة الإيرانية على كل الصعد والمستويات عسكرياً وسياسياً واقتصادياً،ولذلك الرد الإيراني بالضرورة ان يكون موازياً لحجم الجريمة ومراكماً قوة اضافية لمحور المقاومة من اليمن حتى فلسطين....نحن ندرك بأن الإدارة الأمريكية وعلى رأسها البلطجي ترامب،سياساتها لا تقوم على استراتيجية،بل على بلطجة لمجموعة من المافيات،تريد ان تمارس دور البلطجي وأزعر العالم،قادمة من الكازينوهات وصالات القمار،دخلت في اشكاليات وخلافات وصراعات مع اكثر من بلد حيث فرضت عقوبات جمركية على الصين وعقوبات اقتصادية ومالية وتجارية على روسيا وتركيا والعراق ولبنان وسوريا،وقلبت نظام الحكم في بوليفيا،وحاولت ان تقوم بنفس الفعل مع فنزويلا ولكنها فشلت،ولم تنجح في ردع كوريا الشمالية التي استمرت في برنامجها النووي والصاروخي،وفي كل هذه المعارك كانت النتائج عكسية ووبالاً على الإدارة الأمريكية،وسعت من خلال عقوبات غير مسبوقة على ايران الى اخضاعها وجلبها الى طاولة المفاوضات،بما يمكنها من القول بان عقوباتها اخضعت طهران وجلبتها لطاولة المفاوضات،ولكن القيادة الإيرانية تمسكت بشروطها،ورفضت كل العروض الأمريكية للتفاوض قبل رفع العقوبات،وأبعد من ذلك قطعت أشواطاً كبيرة في التحلل من إلتزاماتها بالإتفاق النووي،عبر للعودة لتخصيب اليورانيوم على مستويات اعلى،والعودة لإنتاج الماء الثقيل في موقع أراك،وكذلك وجهت ايران الصفعات للإدارة الأمريكية بإسقاط احدث طائراتها التجسسية،وقُصفت من قبل جماعة الحوثيين " أنصار الله" اليمنية المتحالفة معها،مجمعات ارامكو النفطية العملاقة في بقيق وخريص،دون ان تقوى واشنطن على الرد،وما حققته أمريكا هو "التنمر" على المشيخات الخليجية بالمزيد من " الإستحلاب" المالي ونشر المزيد من القوات الإحتلالية الأمريكية على أراضي تلك المشيخات،وطبعا الاحتلال والسلاح مدفوع الثمن ....أمريكا تدرك عاجلاً ام عاجلاً بان عليها الخروج من سوريا والعراق،ولكن هذا الخروج الذي تريده،هاجسه الأول والأخير امن اسرائيل في المنطقة،فهي حاولت ان تربط خروجها من سوريا بخروج القوات الإيرانية و ح ز ب الله من سوريا،ولكن الشهيد سليماني والقيادة السورية رفضوا التعاطي مع هذا الشرط،لكون الوجود الإيراني و ح ز ب الله في سوريا شرعي وبطلب من الحكومة السورية،وليس قوة إحتلال كما هو الحال مع القوات الأمريكية...امريكا تعيش اكثر من عجز ...عجز القدرة على شن حرب شاملة على ايران،ستكون اكلافها مرتفعة جداً ولا تقوى على تحملها وتحمل تداعياتها على المنطقة والعالم،وعجز عن صنع تسويات،تمكن حلف المقاومة من الخروج رابحاً...وكما هو الحال في عجز ترامب فعجز دولة الكيان الصهيوني اكبر،فدولة الاحتلال غير قادرة على شن حرب تقتلع وتجتث قوى المقاومة والشعب الفلسطيني،وعاجزة عن صنع تسويات تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني،دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/ 1967 وعاصمتها القدس،فهي دولة تزداد يمينية وتطرف وإنغلاقا وعنصرية وتنكراً ليس لحقوق الشعب الفلسطيني،بل حتى لوجوده،وباتت دولة إحتلالية تختنق بعنصريتها،تزداد غطرسة وعنجهية،ولذلك لا تريد ان يكون هناك أي تسوية،حيث ترى بأن مشاركة الإدارة الأمريكية الحالية الى جانبها في العدوان المباشر على شعبنا، قد تمكنها من تحقيق أهدافها وفق ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية من شطب وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي ....وما بين هذا وذاك تزداد ازمتها تعمقاً وهيبتها تآكلاً...ولذلك هي تريد ان تبقى الوجود الأمريكي في المنطقة رهينة امنها،حتى لا يجري تهديد وجودها.
المشككون بطهران ومحور المقاومة والراقصون والمتشفين بإستشهاد القائد سليماني،والذين كشف استشهاده،كم هم جهلاء ومنهارين ومذهبيين وحاقدين وتابعين وأذلاء..سيكتشفون بأن صانع السجادة الإيراني يجيد حبك القطب المخفية في السجادة،وان سعرها سيبقى فيها غير متأثر في العرض والطلب ولذلك قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامينائي في اجتماع مجلس الأمن القومي الإيراني الذي ترأسه اربع كلمات فقط "أريد رداً واضحاً وحازماً" ،وحيث رفع العلم " الأحمر في قم،ولن يتم إنزاله حتى يتم الثائر للشهيد قاسمي سليماني والشهداء الاخرين،والقيادة الإيرانية ترفض استلام الرسائل الواردة إليها من واشنطن عبر سويسرا ودولتين عربيتين ،وكذلك وصول وزير الخارجية القطري الى طهران بطلب أمريكي،لحث طهران لعدم الرد على ما إرتكبته امريكا من بلطجة وغدر وإرهاب دولة بإغتيالها لسليماني وابا هادي المهندس ...طهران التي استوعبت العقوبات الأمريكية أربعين عاماً،وعندما قامت الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الأخميني عام 1979،اغلقت وكر الجواسيس على أراضيها السفارة الأمريكية ، لا أعتقد بانها ستقبل بأقل من طرد القوات الأمريكية من العراق وسوريا واغلاق وكر الجواسيس هناك ،اكبر سفارة أمريكية في الشرق الأوسط،القيادة الإيرانية التي استطاعت ان تثبت نفسها كقوة إقليمية،لها حضورها ووجودها في أكثر من ساحة،وقادرة على الفعل والتأثير من اليمن حتى فلسطين...ايران لم تكن في يوم من الأيام مثل العرب ظاهرة صوتية، "يجعجعون" ويثرثرون،هم يعرفون طريقهم جيداً لكيفية رد الصاع صايعين ،وما قبل مقتل سليماني لن يكون كما هو بعده،فالضربة هذه تجاوزت كل الخطوط الحمر،ولن يكون ضبط إيقاع الرد الإيراني،لكي يكون محدوداً أو وفق ما تقبل به واشنطن،فسليماني،مثل قائد أركان محور المقاومة بكاملة،في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

فلسطين – القدس المحتلة
4/1/2020



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع يستهدف شطب وتصفية المنهاج الفلسطيني بالكامل في القدس ...
- حصاد عام فلسطيني وعربي جرحه غير ملتئم
- العرب المسيحيين ملح هذه الأرض
- القدس ...سيناريوهات اسرائيلية قادمة
- الحرب على القدس والمقدسيين تتصاعد
- هل تنفجر أوضاع المنطقة قريباً...؟؟
- هل سيوجه نتنياهو وترامب ضربة لطهران للخروج من مأزقيهما..؟؟
- هل صدر حكم بالإعدام السياسي بحق نتنياهو..؟؟
- الأسير نائل البرغوثي...أربعون عاماً من الأسر
- تصعيد اسرائيلي ضد طهران ومحورها
- العيسوية وحدها تقاوم
- لكي لا يصبح الأسير إبراهيم أبو مخ ضحية جديدة من ضحايا الإهما ...
- مئة وعامان على وعد بلفور المشؤوم ونكباتنا مستمرة
- ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة
- الثورة اللبنانية بين الإحتواء والتوظيف الخارجيوتحقيق المطالب
- -ميكي ليفي- يكشفمخططات الإحتلال لتصفية وجود شعبنا في القدس
- لا بديل عن الحراك الشعبي لوقف العنف والجريمة في مجتمعنا الفل ...
- هبة اللبدي تعري الاحتلال
- الفساد والوطنية لايلتقيان
- القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - صانع السجادة الإيراني لن يستعجل الرد