|
مئة وعامان على وعد بلفور المشؤوم ونكباتنا مستمرة
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 6397 - 2019 / 11 / 2 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك اجماع على ان وعد بلفور الذي صدر قبل مئة وعامان،أسس لمأساة شعبنا المستمرة بفصولها وتجلياتها المختلفة،حيث نشهد "تسونامي" إستيطاني،قائم على التطهير العرقي،وبما يشمل كل مساحة فلسطين التاريخية،وإن كانت القدس تتصدر هذا المشهد وهذا الإستهداف،بهدف تغيير الواقع الديمغرافي فيها بشكل كبير لصالح المستوطنين،حيث تتوالى المخططات والمشاريع،التي جوهرها التخلص من اكبر عدد من الفلسطينيين المقدسيين،من خلال الإنفصال عنهم،وكذلك بالعمل على توسيع مساحة القدس،لكي تصبح 10% من مساحة الضفة الغربية،وبما يضم المستوطنات في الجنوب الغربي للمدينة وشرقها الى " القدس الكبرى"،المشروع الذي تأجل نقاشه وإقراره مؤقتاً،وبما يعني ضخ 150 ألف مستوطن الى المدينة وإخراج 100 ألف عربي منها،مشروع ما يسمى بوزير شؤون القدس زئيف إليكن،وكذلك سبق ذلك مشاريع ومخططات في نفس الإطار والهدف للوزير وعضو الكنيست حاييم رامون ومعه مجموعة من القادة العسكريين والأمنيين المتقاعدين ومشروعي زعيم حزب العمل السابق اتسحق هيرتصوغ ومن ثم مشروع عنات باركو عضو الكنيست الليكودي،وجوهر كل هذه المشاريع سياسي بإمتياز،يقوم على طرد وترحيل العرب خارج حدود بلدية "القدس". وعد بلفور لم يشكل جريمة كبرى بحق شعبنا الفلسطيني إرتكبتها حكومة الإنتداب البريطاني فقط،بإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق،فهذا الوعد الذي اعطى لليهود حقوقاً سياسية وإقامة وطن قومي لهم في بلد لا يشكلون فيه سوى (3%)،في الوقت الذي لم يعترف فيه لسكان وأصحاب الأرض الأصليين والذين يشكلون (97%) من سكانه سوى بحقوق مدنية ودينية،أي الأقلية اغلبية والأغلبية أقلية...هذا الوعد كان له أهداف سياسية،من ضمنها خدمة المشروع الإستعماري في المنطقة القائم حسب اتفاقية سايكس- بيكو على تقسيم المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا،وبأن يشكل إقامة هذا المسمى بالوطن القومي اليهودي حاجز صد وفصل ما بين بلاد الشام ومصر على وجه التحديد،وبأن تصبح الحركة الصهيونية رأس الحربة لهذا المشروع،في محاربة أي حركة تحرر وطني عربي،وأي نظام رسمي عربي وطني تقدمي،يريد أن يخرج الأمة العربية من نير الإستعمار،او يعمل تنمية وتطوير البلدان العربية وتوحيدها ضمن مشروع عربي تحرري نهضوي،ولذلك وجدنا الحركة الصهيونية وتجسيدها المادي اسرائيل قد شاركت الى جانب بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر،وكذلك في عام 1967 استكملت إحتلال ما تبقى من فلسطين واحتلال سيناء المصرية والجولان السورية. وشعبنا الفلسطيني الذي طرد وهجر أكثر من 60% من سكانه قسراً بفعل العصابات الصهيونية التي احتلت أرضه وطردته وشردته،واحلت مكانه المستوطنين الغزاة في اكبر عملية تطهير عرقي عرفها التاريخ البشري الحديث،ولم تكتف تلك العصابات بالطرد والتهجير،بل عمدت الى تدمير مدنه وقراه(531) قرية ومدينة جرى تدميرها،واستتبع ذلك الإستيلاء على أملاك اللاجئين الفلسطينيين،ومن ثم العمل على بيعها بالمزاد العلني.وهذا الوعد الذي شكل سلسلة مآسي ونكبات مستمرة ومتلاحقة لشعبنا الفلسطيني،حيث نشهد الان قيام أسوء نظام فصل عنصري في فلسطين،يتجلى من خلال الإستيطان في القدس والضفة الغربية والطرق الإلتفافية والطرق والشوارع الخاصة بالمستوطنين،ناهيك عن التهويد المستمر والتغيير في الواقع الديمغرافي لصالح المستوطنين،ولذلك نشهد عمليات هدم لقرى عربية بكاملها،كما حصل في قرية العراقيب في النقب التي هدمت للمرة الثالثة والستين بعد المئة وقرية أم الحيرانالتي جرى هدمها. وعد بلفور جعل ستة ملايين فلسطيني يعيشون في مخيمات اللجوء في الدول العربية المحيطة بفلسطين في ظروف وأوضاع تفتقر الى أدنى شروط الحياة الإنسانية،بل الحروب المذهبية العربية المتواصلة،فرضت عليهم نكبات ومآسيٍ جديدة،وكذلك أبقى ستة ملايين فلسطيني آخر يعيشون تحت الإحتلال،في ظل أسوء نظام فصل عنصري،يستهدف الشعب الفلسطيني في ووجوده وأرضه وكل مكونات ومركبات هذا الوجود. حكومة بريطانيا ورئيس وزرائها اليمينية المتطرفة السابقة تيريزا ماي التي فاخرت بدور بريطانيا في إقامة دولة الإحتلال،واعلنت بكل وقاحة عن الإحتفال بالذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم،يؤكد بأن هذه الدولة الإستعمارية،هي من يتحمل المسؤولية المباشرة عن نكبات شعبنا المستمرة والمتواصلة بفعل وعدهم المشؤوم،وإقامة هذا الإحتفال هدفت الى قطع الطريق على مطالبة شعبنا لها بالإعتذار عن هذا الوعد والمطالبة بالتعويضات،وكذلك هو يشكل استخفاف بحقوق شعبنا،ولذلك لا مناص من خوض نضال شعبي ورسمي وقانوني وحقوقي ضد الحكومة البريطانية،والضغط عليها من اجل تصحيح هذا الخطأ التاريخي والإعتراف بحق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة،بل وابعد من ذلك حمل الحكومة البريطانية على تحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية والأخلاقية عن هذه الجريمة،وتحميلها كل التبعيات التي ترتبت على هذا الوعد ومطالبتها بدفع مئات المليارات من الدولارات كتعويضات لشعبنا الفلسطيني عن النكبات والظلم والإضطهاد والتشريد الذي لحق به،بفعل وسبب وعدهم المشؤوم هذا،ولذلك يجب على القيادة الفلسطينية والجماهير الشعبية رفع الصوت عالياً وتنظيم الفعاليات الشعبية والجماهيرية وإستمرار الملاحقات السياسية والقانونية للحكومة البريطانية،وحشد أوسع حالة تضامنية بريطانية وعربية واسلامية ودولية لحمل هذه الدولة الإستعمارية على تصحيح خطئها،وممارسة أوسع شكل من التحركات والضغوطات من خلال اعتصامات مستمرة وضخمة أمام كل السفارات والبعثات البريطانية في العالمي العربي والإسلامي وفي كل دول اوروبا وامريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم. وأيضاً علينا ان نقدر عالياً ونثمن وندعم كل التحركات والمطالبات التي يقودها برلمانيون وأعضاء في مجلس اللوردات البريطاني ودبلوماسيون ومؤسسات وفعاليات بريطانية أكاديمية وتربوية ورجال دين وغيرهم،والذين دوماً يدعون ويحثون الحكومة البريطانية على الإعتراف بدولة فلسطين الى جانب دولة الإحتلال على حدود الرابع من حزيران/1967، ومهم جداً أيضاً ان نفعل بعثاتنا وسفاراتنا وكل أنصارنا وأصدقائنا في الخارج من أجل ممارسة ضغوط جدية على الحكومة البريطانية،لكي تصحح خطأها التاريخي وتمكن شعبنا الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. القدس المحتلة – فلسطين
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة
-
الثورة اللبنانية بين الإحتواء والتوظيف الخارجيوتحقيق المطالب
-
-ميكي ليفي- يكشفمخططات الإحتلال لتصفية وجود شعبنا في القدس
-
لا بديل عن الحراك الشعبي لوقف العنف والجريمة في مجتمعنا الفل
...
-
هبة اللبدي تعري الاحتلال
-
الفساد والوطنية لايلتقيان
-
القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
-
الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ....
...
-
نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن
-
في ذكرى اوسلو المشؤوم
-
أما آن الاوان لهذا السجن ان يقذف هؤلاء الأسرى..؟؟
-
قراءة كان الإنتظار نصف الرد ... وجاء الرد
-
لإنتظار نصف الرد
-
هل نحن امام فرصة تاريخية لإستعادة الكرامة العربية...؟؟
-
ما الهدف من منع دوري العائلات المقدسية..؟؟
-
ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
-
ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟
-
قراءة اولية لما حدث في الأقصى اليوم
-
-توليد- النخب السياسية والفكرية
-
واكتمل ثالوث اللصوص
المزيد.....
-
تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه
...
-
ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي
...
-
تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
-
غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
-
يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة
...
-
-فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول
...
-
صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟
...
-
ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
-
فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
-
صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|