أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف














المزيد.....

ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 6430 - 2019 / 12 / 6 - 19:51
المحور: الادب والفن
    


 قحطان الفرج الله
يمتزج النسيج الاجتماعي في عراق ما بعد تشرين، كامتزاج الألوان في اللوحة التشكيلية مبرزا، مفهوم الوحدة الوطنية المتشكلة من علاقات بين المختلفين والمتعارضين. ولكنها مع ذلك تبقي الاسئلة مشتعلة حول دور المثقف والفنان ومهمته في المجتمع والدولة، وكيف يتخلص من تهمة السلبية والنرجسية التي وصف بها على مرّ حقب تاريخية وثورية كثيرة في العراق على الأقل؟ هل سيظل في ساحة نفي السلطة ومعارضتها والتنظير ضدها ليكون عدوها؟ هل سيهادن ويكون بصفها؟


هذا من جانب السلطة... ومن جانب المجتمع هل ستكون النخبوية هي أداته للعزلة؟ هل سيفهم نبض الشارع ويؤمن بأن على الأرض عرب من نوع آخر؟ عرب صغار تعددت جذور ثقافاتهم وانفتحوا على علم جديد... هل سيفقد المثقف فاعليته وخصوصيته إذا كان بصف من لا يعرفهم ولا يعرف حقوقهم؟... واعني بالخصوصية اطلاعه بإنتاج الفكر وصناعة المعرفة... اعتقد أن دور المثقف الحقيقي الان يكمن بخلق واقع فكري جديد، وإنتاج وتنظيم مطالب تؤمن بحركة الزمن وتغيير نماذج التفكير خارج صناديق النرجسية والاحتكار الطبقي.
إن مهمة الفنان اليوم مهمة عويصة وعليه؛ يجب تغيير مساراته كي يخرج من المأزق، فمشكلته الان لم تعد مع السلطة السياسية، أو الدينية فقط، بل اعقد إنها: مع الممانعات من داخل منظومة التفكير نفسها التي لا تزال تجتر التاريخ والتراث وتعيد إنتاجه وتغفل الواقع بكل تعقيداته، مشكلته من نقطة البداية التي يجب أن تكون من الواقع إلى المستقبل لا من الماضي إلى الماضي، ومن هنا أنا اخالف معظم المثقفين الذين يصدمهم الواقع دائما ويسقط ما في أيديهم ولا يستطيعون المواجهة لضعف الأدوات لانهم كمن يواجه الدبابة بالخنجر، فاذا كان الواقع صادمًا دومًا؛ فعلينا أن تكون أدواتنا من الواقع ذاته كي نواجه بجدية، لا أن نستوردها من عالم آخر، دون معرفة استخدامها.
ما يُلاحظ على الحركة التشكيلية التي انبثقت مع احتجاجات تشرين في بغداد نزوعها نحو صناعة المستقبل لا العودة إلى الماضي، فهي في اغلب تجلياتها تميل إلى كسر القيود والاعتماد على استخدام تدرجات الألوان الباردة، معبرة بذلك عن أمل الحياة الذي يمثله شعار (أريد وطن).
تعتمد اغلب اللوحات على عنصر الفاعلية الجمعية، والإثارة المشتركة بين الشخوص والثيمات في اللوحة، وتحويل فكرة الضياع إلى وجود شعبي يبحث عن هدف سامٍ.
كما برزت من حيث الموضوعات الفنية ظاهرة السخرية من أدوات الدولة في قمع الاحتجاجات والتعبير عن تلك الأدوات بأنها أحد أهم مقومات البقاء والمقاومة والصمود، فهي وإن قتلت المواطن فانها تشعل روح الوطن في آخرين كثر.
كما برزت ثيمة المرأة بشكل لافت في بعدها والعنصر الفلسفي المولد لكل حركات الاحتجاج والصمود فهي الوطن. هي المرأة الأرض التي تنبت كل جميل، ولكن ظهورها لم يكن عاديا فصورة المرأة في اللوحة التشرينية تمثل تصورا بصريا وذهنيا يشير إلى كسرٍ للقيود الدينية والاجتماعية والمذهبية، فلم تعد اللوحة تطالب بحرية المرأة، بل المرأة الان هي من تطالب المجتمع والسلطة إلى السير في درب الحرية، وهذا ما يؤيده الزخم اللافت لحضور النساء في ساحات الاحتجاج.
إن اللوحة التشكيلية وفي اغلب عناصرها المشكلة موضوعيا وتقنيا تؤكد هذا التصور، فإن مثل هذه الاعمال لا تكشف عن خصائص ذات قيمة مباشرة يمكن استظهارها في العمل الفني من خلال نظرة سطحية مستعجلة، بل على العكس تدفع المتلقي إلى البحث عن العلاقات الداخلية التي تربط العمل بالمشاهد أو بمحيطه المادي والمعنوي معًا، ويكفي ردا حضاريا أن يكون الرسم أحد أدوات الاحتجاج في عالم يضج بانتشار الجهل والأمية.
إن الرسم يشكل ظاهرة يجب التوقف عندها طويلا في مسيرة الاحتجاجات في العراق فهي ظاهرة وعي تُتحيح لنا التأمل في عبقرية الأدوات المستخدمة للاحتجاج، فعدنا يُعيد الرسم والفن فاعليته بين الناس فهذا يعني أن المجتمع يستعيد فعاليته المجتمعية والإنسانية أيضًا، عبر صياغة المفاهيم والمطالب بصورة حضارية وعليه تكون مساحة العقلانية وتقبل الاخر هي الأقرب من لغة العنف والسلاح، إذا كان الرسم سلاح المقاومة فعراق ما بعد تشرين في مقدمة أمم تنزع رداء الحرب نحو رداء السلام، وأول الغيث رسمٌ ثم ننتصرُ..



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيا لنخون الوطن ...
- فواكه ماجد السفاح
- عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...
- المحبّة تطرد الموت.
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص
- شوارع احمد عبد الجبار وإقدامه العارية
- سليمان العطار ... المترجم مفكرا قراءة في -الكيخوتي- المقال ا ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة اصنع صوتا- رواية وحي الغرق ق ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة أصنع صوتا- رواية -وحي الغرق ...
- يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)
- بين أزمة الكتابة ومحنة المثقف قامت العشائر الثقافية.


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف