أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - القضية الكردية ثورة















المزيد.....

القضية الكردية ثورة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 09:21
المحور: القضية الكردية
    


نتحدث عن الشوارع الملتهبة، وليس العابثين بها، عن الثورة أو نواتها الملتهمة ساحات شرق الأوسط، والتي ستستمر لعقود عديدة، عن الثورة التي تحمل قضايا الشعوب القومية والدينية وتلاحمها مع المآسي الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية للمجتمعات المعانية، والتي لن تبلغ واحدة مداها بدون الأخرى. وعن القضية الكردستانية كأحد أكثر القضايا المثارة في الساحات الثائرة، وفي الأروقة العالمية، وقد تبينت أنه لا يجرى حوار دولي حول المنطقة دون أن يكون للكرد حضور كشعب أو قضية.
تدرك القوى التي ركبت موجة الثورات السلمية، أنها مهما حرفتها لغربلة الشارع، وخلقت الصراعات المذهبية والإثنية، لن تتمكن من تصعيد الخلافات المأمولة بين شرائح المجتمع أكثر مما كانت قبل الثورة. جميعنا يعلم كيف تبوأتها القوى الفاسدة وهي في المهد، وحرفتها عن مساراتها، وستحرفها كلما سنحت لها الفرصة، مثلما تفعلها في شوارع لبنان والعراق والجزائر وإيران وغيرها، وستهيمن عليها على مدى سنوات إن لم تكن عقود قادمة، لأنها جزء من الأنظمة المطالبة بهدمها، ستأخذ زمام السلطات وبشكك ديمقراطي في المراحل القادمة وستتباهى بها وستظهرها على أنها خرجت من أحضان المجتمع، لكنها ستظل من ضمن القوى الفاسدة المرفوضة من الجيل الثائر.
والحراك الكردي بأخطائه وإيجابياته لم يستثن من هذه المسيرة، وقد ابتلي شعبنا الكردي بمجريات الأحداث وبشكل واسع، إن كان على خلفية أخطاء الداخل ولربما بعضها بدون وعي، أو من الخارج المتربص بالأمة الكردية والتي كانت السباقة في الثورات السلمية، وثورة 2004م خير مثال، يوم صمت الشارع العربي، وثار الكردي على نظام له تاريخ في الإجرام، تتحكم فيه مربعات أمنية كانت مهمتها قمع الفرد والمجتمع بدون هوادة، خاصة عندما كانت الإشكالية تتعلق بالسلطة.
القضية الكردية هي الأكثر رهبة عند الأنظمة المرتعبة من القادم، وهي أضخم من الفلسطينية اليهودية، رغم ما حصلت عليها الأخيرة من الدعم والمساندة، والتي نستطيع أن نقول التلاعب بها واستغلالها من قبل السلطات العربية والإسلامية الشمولية، جلها لتمرير مصالحهم قبل أن تكون معالجة لها.
أما القضية الكردية تنحصر بين الأمة الكردية والأنظمة المحتلة لكردستان، وصراعنا ليس مع شعوب المنطقة، رغم تجاوزات شرائح من الشعوب الأخرى وانحرافات شخصيات شاذة أو ملوثة فكريا، الذين تحركهم الأنظمة الشمولية وتدفع لهم وبهم لنشر ثقافة الحقد وكراهية الأخرين، وغايتها نقل الصراع السياسي إلى صراع ثقافي بين الشعوب تكون محورها التاريخ والجغرافية، وهذه هي التي حصلت للقضية الفلسطينية، فقد نقلتها الأنظمة العربية من صراع بين القوى السياسية إلى صراع بين الشعبين، وكان بالإمكان تكوين دولة مشتركة أو دولتان متجاورتان على أرض معروفة لمن هي، ولئلا يتم الحل طرحوا مفهوم الصهيونية العالمية، وأن إسرائيل لا تمثل الشعب اليهودي الذين منهم معظم الأنبياء، وعنهم تتحدث الكتب السماوية الثلاث، وتاريخهم تعوم على تاريخ معظم شعوب المنطقة، لذلك حرفوا الحقائق، وشوهوا العلاقات، وقطعوا كل الاحتمالات.
وفي فرضية الشعب الإسرائيلي لا يمثلون اليهود الأصليين، فهل العرب المستعربين الذين بينهم من جميع الأجناس يمثلون العرب، وإن كانت اللغة هي الجامع، فالعبرية تجمعهم أيضاً. هذه الخدع هي الجارية على ساحة كردستان وفي أروقة الأنظمة المحتلة، فهناك من يحرف قضية الأمة والشعب مع السلطات إلى الصراع بين الأنظمة وبعض الأحزاب الكردية من جهة وبين الشعوب من جهة أخرى، والبعض منهم يلغي الوجود الكردي التاريخي على أجزاء من جغرافيته، ويقدمون الكرد كمواطنين غرباء عن المنطقة، وبالتالي يعرضون القضية الكردية قضية مواطنة وبمنة، وليأملوا من الأنظمة فيما ستعترف بهم أم لا.
من الخطأ الفادح وفي هذه المرحلة تقبل اليأس، والتخاذل أمام المصائب، بل علينا أن ندرس الواقع بشكل أعمق من الأمور السطحية، وننظر إلى ما ستتمخض عنه حوادث اليوم، وبتحليل لمجريات الإحداث نلاحظ أن قادم مبهر تنتظر أمتنا، وجميعنا نرى كيف أن القضية الكردية تكاد أن تتجاوز اليوم معظم الحواجز التي صنعتها أمامنا المحتلون في العقود الأخيرة، ولا نستبعد أن محاولات تشويه التاريخ والعلاقة بين الشعب والجغرافية زالت أو اضمحلت، بما راجت على الإعلام العالمي، وحيث الضجة المتجاوزة كل التوقعات، إلى جانب دعم المنظمات الإنسانية والعديد من السياسيين والإعلاميين العالميين، حتى ولو أن البعض يتوقع أنيتها.
ولكن ما تم البحث فيه ضمن الأروقة الدبلوماسية رغم الغياب الكردي، غرزت حقائق وخلقت وثائق رسمية لا تستطيع أي من الأنظمة المحتلة لكردستان تجاوزها في حال تمكنا من خلق حراك على مستوى قضيتنا، ولهذا تتصاعد يوما بعد أخر كمحاولات استباقية الالتفاف على القضية، وعرض الكرد كشعب صاحب قضية وحق، والحراك الكردي كمتهم أي كان نوعه ومنهجيته في النضال، وما يجري من محاولات التفضيل بين طرف كردي وأخر ليست بأكثر من تلاعب وخباثة، وصفحات التاريخ تثبتها، وأخرها ما يجري اليوم في منطقة عفرين، والتي هي خير مثال على أن العلاقة مع الحركات الكردية خط أحمر، إما التبعية أو العداوة.
فلم تعد تجدي نفعا كل الكتابات المحرفة عن تاريخنا في جنوب غرب كردستان، فقد تبينت للبشرية العلاقة بين الشعب والأرض، وظهرت مسارات التعريب والتهجير القسري، وما تحاول السلطة التركية القيام بها بمساعدة مرتزقتها من القوى المسلحة التكفيرية العروبية من عمليات التطهير العرقي والتوطين، أصبحت واضحة للعالم. ولذلك فنحن أمام معادلتين: خسارتنا الأنية وبقائنا على خلاف وفي تشتت يتقدمنا حراك هزيل وأحزاب بلا وزن، رغم صعود القضية إلى المستويات العالمية. أو تجاوز خلافاتنا، وتوعية ذاتنا لنكون على سوية احتضان القضية، ومحاورة القوى الإقليمية والدولية، ونجاحنا مستقبلا يستند على هذا البعد الداخلي.
جنوب غرب كردستان بل وكل كردستان تواجهها تغيرات مصيرية، وفي الواقع ثورة تجري من تحت الرماد، فقبل أن نطالب بعضنا ككرد، بعدم اليأس من مجريات الواقع على الأرض، والتي تكاد أن تكون شبه كارثية، خاصة من الناحية الديمغرافية، يجب أن ننظر إلى جنوب غربي كردستان والتي أصبحت ذات أهمية ومركز اهتمام الجميع، ولا نظن أن منابع النفط هي التي تجذب أكبر قوتين على الأرض ليكون بين قاعدتيهما عدة كيلومترات، ولم يحدث مثلها في التاريخ.
إلى جانب القوى الإقليمية، المتصارعة على أرضها من جهة والمتعاملة بسلام في منطقة لا تبعد عن الأولى إلا بمسافات قصيرة، وبعضها تحاول الاختلاس من أمريكا وروسيا قدر ما تستطيع، كتركيا التي تعمل المستحيل لصنع قبرص ثانية، سكانها من العرب الموالون لها، والسلطة تتعامل مع تركيا للعودة بمربعاتها الأمنية، وإيران تبحث عن مطامعها، والكرد والأقليات الموجودة على الأرض، يتجولون بين تلك القوة التي من الممكن أن تتلاقى مصالحهما، وهم أضعف الجميع حاليا، يلهثون في كل الاتجاهات، بعدما تكاد أن تنعدم الثقة بالجميع وحتى بالذات، وهنا مكمن الخطر، فاليأس يقتل القضية قبل الفرد، ولهذا فمهمتنا في هذه المرحلة توعية الذات، وأخذ التجارب، ومحاولة تجاوز المحنة، والإيمان بالقادم على أن الشعوب الثائرة ستنتصر، وقادمنا أنجح مما يظهر، لا أستبعد فيدراليات كردية ليس فقط في جنوب غربي كردستان بل في جميع الأجزاء، لربما البعض سيقول أنه حلم، لكنني أراه واقع مستقبلي لا محال.
وبوادر النجاح ظاهرة على الساحة، والمؤشرات عديدة، فقد أصبحنا نملك شريحة من المثقفين الواعين للقضية كبعد وطني وليس حزبي، وبعضنا أدرك أن وعينا السياسي ليس على مستوى القضية ولا بد من معالجتها، كالطبيب الذي عرف العلة، ويحتاج إلى الوصفة، ولا نستبعد أن الاهتمام العالمي سيجبر البعض منا ليتجاوز خلافاته، وسيوقظ أخرين من سباتهم الذهني، ومجموعة منا سيبينون للأنظمة المحتلة لكردستان على أننا ندرك ونعمل أن قضيتنا ليست قضية مواطنة بل قضية أمة وجغرافية، وتاريخ، ودولة.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان- الجزء الخام ...
- ماذا قدم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان -الجزء الراب ...
- داعش الحي الميت
- داعش
- لماذا قتل ترمب البغدادي الآن
- مهلا أيها الكرد في تجمع الملاحظين ثانية
- الكرد والأقطاب المتضاربة
- بماذا قايض ترمب الكرد
- مهلا أيها الكرد تجمع الملاحظين
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان - الجزء الثا ...
- رأي حول مشروع إعلان (الجمهورية السورية الإتحادية)
- حول كتابة الدستور السوري اللجنة المنتخبة، ومؤامرة أقصاء الكر ...
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان- الجزء الثان ...
- الظهور وتمدد المكون العربي في جغرافية جنوب غربي كردستان - ال ...
- بهذه العقلية لن تتحرر كردستان
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الخامس
- المفتي أحمد حسون والكرد
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟- الجزء الرابع
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الثالث


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - القضية الكردية ثورة