أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟- الجزء الرابع















المزيد.....

أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟- الجزء الرابع


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 22:24
المحور: القضية الكردية
    



تتمة كردية الأحزاب:
من واجبات الحركات السياسية والثقافية عند جميع الشعوب الحفاظ على هويتها القومية بعيدا عن العنصرية، ولكن الأحزاب العربية لتشربها ثقافة السيادة والموالي على مدى العقود الطويلة لم تستطع أن تتقبل هذا المنطق والبعد الوطني والشراكة مع الشعوب الأخرى وخاصة مع الكرد، وعندما هيمنوا على السلطة وضعوا حراكنا تحت المراقبة المتواصلة والتهديد المستمر، وخلال السنوات الماضية بعدما ضعفت المربعات الأمنية ولم تتمكن المعارضة التكفيرية من السيطرة على المنطقة الكردية، تحولتا إلى استخدام أساليب ملتوية، ذكرناها في الحلقات الماضية، ومن بينها أتهام الحراك الكردي بالعنصرية.
وجميعنا يعلم أن من أبسط مهام الأحزاب (الكردية) مثلها مثل غيرها من حركات التحرر العالمية، الحفاظ على الهوية القومية بكل السبل، ومن بينها ترسيخ كلمة الكرد أو الكردية أو الكردستانية ضمن أسماءها، ضد طغيان التعريب أو الاستعراب بلغة الإسلام السياسي، وللحد من محاولات إذابة الهوية والقضية. وتجربة الأنظمة العروبية الإسلامية مع أغلبية الشعوب السورية واللبنانية وقسم واسع من الأمازيغ والقبط، وشريحة غير قليلة من الكرد، ماثلة أمامنا، والكل يعلم كيف حاولت السلطات الشمولية بكل الوسائل طمس هذه الحقيقة من جهة، وتفعيلها بدون توقف من جهة أخرى، فقد عملت على حظر تسمية أطفال الكرد بالأسماء الكردية، وعربت أسماء القرى والمدن والمناطق الكردية، وتم معاقبتنا في المدارس عندما كنا نتحدث الكردية تحت حجة تعلم اللغة العربية، وغيرها الكثير، فتهجمهم في هذه المرحلة على الأحزاب الكردية يأتي من هذا المنطلق.
ومؤامرات القضاء على هوية جنوب غربي كردستان لها تاريخ طويل، فرزت لها مؤسسات علمية وسياسية وأمنية متعددة التخصصات، وتم توظيف العديد من المثقفين والباحثين لتحريف التاريخ الكردي، ومنها تقديم دراسات وأبحاث ضحلة عن ديمغرافية جنوب غربي كردستان، والنسب السكانية فيها مقارنة بالمكون العربي القادم من شمال شبه الجزيرة العربية في بدايات القرن الماضي، وقد كتبنا عن هذا مطولا. ومجموعات مهمتها نقل الصراع ما بين السلطات والحراك الكردي إلى الصراع بين الحراك الثقافي العربي والكردي، واليوم يودون إثارة الصراع بين الشعبين.
كما وجندت في العقود الأخيرة شريحة مهمتها خلق الخلافات بين الشعوب السورية الأخرى كالسريان والأشوريين، وبين الكرد، أو إقناع بعض البسطاء أو المستعربين من هذه الشعوب العريقة إلى جانبهم لمعاداة الكرد، وفي الفترة الأخيرة تنشطت أقلام ضمن هذا الوسط، إعلاميا وسياسيا، فتمكنوا إلى حد ما من تغيير مفاهيم البعض، بينهم اليوم شخصيات ضمن الائتلاف الوطني السوري ومنهم في السلطة، فتناسى هؤلاء أو نسوا أن عدوهم القومي والديني والذين دمروا ويدمرون ثقافتهم، وأذابوا تقريبا لغاتهم ومنها لغة المسيح، هي نفس السلطات التي تغتصب اليوم أرض كردستان.
فلئلا ينجحوا في مشاريعهم هذه ضد الشعب الكردي كانت على الأحزاب الكردية استخدام عدة طرق، منها إرفاق كلمة الكرد، الكردي، الكردستاني، أي الصفة القومية أو الأمة بأسمائها، كتذكير ومواجهة لما يجري، وليس لمنهج عنصري، في بيئة غابت فيها الوطنية.
تتغاضى الشريحة العروبية المختفية تحت عباءة الوطن المشترك، جملة من الإشكاليات، منها:
1- أنه لا يمكن المقارنة بين الأحزاب الكردية أو كلية الحراك الكردي أو الكردستاني، وهي بصفتها المعنونة، مع الأحزاب العربية، والتي رغم ما تملكه من المجالات، والتي جعلت السماء والأرض عربية كمحتل، تحت الغطاء الإسلامي، وعرضت تاريخا غارقا في التحريفات والتزوير، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، وخير مثال، وصفهم لطارق بن زياد الأمازيغي بالبطل العربي، مع الخطبة العربية العصماء، التي درسونا إياها في كتب تاريخهم، في الوقت الذي لم يكن قد مر على إسلامه سنتين، فماذا بإمكان الفرد تعلمه من أية لغة ليس فقط لغة القرآن في سنتين! ونحن هنا لن نتحدث عن الشخصيات الكردية الذين ساهموا في الإمبراطورية الإسلامية ودرسونا على أنهم أبطال العرب وليتهم رسخوها كأبطال للأمة الإسلامية.
2- يتناسون أنه ظهرت الحقائق مع عالم النت وصعود المعرفة، مع ذلك لا زالوا مستمرون في فرض ثقافتهم المشوهة. لا يعاتب فيما لو نشروها بإسلاميتها، وهو محل فخر لكل الشعوب الإسلامية. لكن أن تطغى العروبة على الإسلام، مثلما فعلها الملك فيصل بن حسين الهاشمي قبل قرن من الزمن من على شرفة فندق بارون بمدينة حلب، وفعلتها وتفعلها الأحزاب العروبية منذ خروجها من رحم الاستعمار إلى يومنا هذا، والتي لا تختلف عن الوطنية المطروحة الأن من خلال الأقنية العربية.
3- رغم مسيرة الصراع المرير مع السلطات الشمولية الدكتاتورية لا نزال حتى اللحظة في حوار شاق وعقيم، مع المعارضة السورية العربية والسلطة، على أسم الدولة السورية، وكتابة بنود الدستور، مع أو بدون العربية، ولم يهتز في وجدانهم الحس الوطني الذي يلحونه اليوم في وجه الكرد.
كثرة الأحزاب الكردية في جنوب غربي كردستان:
السخرية من عددها، وتكاثرها غير المتناسب مع ديمغرافيتها، سلبياتها، ومن يقف ورائها، ينتقدها المجتمع الكردي قبل الأعداء أو الشريحة العروبية، وفي الواقع المثقفون والسياسيون العرب الذين لم يتهكموا منها في الماضي، لأنها كانت تسهل لأنظمتهم ومربعاتها الأمنية مهماتهم، في إضعاف الكرد وتقزيم قضيتهم، لكنهم اليوم يسخرون من هذه الأفة السياسية الكردية في كتاباتهم وتم ذلك في فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي وبتلميحات على بعض أقنية المعارضة لكونها تحتضن وتفرز في بعدها العام حالة إيجابية، ولها تأثير ما عليهم، لذلك بدأت تجلب انتباههم، فكانت هذه الموجة غير المتوقعة من السخرية والتهكم بالمجتمع الكردي من خلالهم، وأصبحوا يعرضونها كناقصة معرفية في العلاقات الحضارية السياسة، علما أنهم في الواقع يتمنون أن تجمعهم هيئة واحدة، ليس من حسن نية لمصلحة الكرد، وحبا بالأمة الكردستانية وحراكها السياسي، بل للسيطرة عليها بطرق ما كما كانوا يتحكمون بهم سابقا.
لا تعني هذا أننا ندعو إلى التشتت، أو الحفاظ على كثرة الأحزاب، أو أننا نرى أن الحالة الإيجابية فيها هذه الأفة أكثر من سلبياتها لمجتمع في طور التحرر، بل لا بد من الحد من هذه الظاهرة الكارثية، لكن بطرق وأساليب لا يتمكن فيها القوى المحتلة لكردستان التغلغل فيها والاستفادة منها وفرض إملاءاتها على القوة الجامعة، ويبقى تجميع القوى من ضروريات المواجهة والنتائج بدونها معروفة بكارثيتها.
لكن لكون معظم الأحزاب الكردية في جنوب غربي كردستان لا تحتضن أكثر من أشخاص لا يتعدون عدد أصابع اليد، وكل واحد منهم بإمكانه أن يقدم خدمة ما في مجال من مجالات التغذية القومية، كحس المواجهة، أو ربما البحث عن البديل النضالي الذي لم يجدِ كثيرا خلال العقود الماضية...

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
25/8/2019م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الثالث
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الثاني
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الأول
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء السابع
- إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء السادس
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الخامس
- إشكاليات التاريخ كردياً-الجزء الرابع
- مصير العلاقات التركية الأمريكية
- إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء الثالث
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الثاني
- كيف تنهب المحاصيل المتبقية في غربي كردستان؟ 2/2
- كيف تنهب المحاصيل المتبقية في غربي كردستان؟ 1/2
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الخامس
- أنا ورواية البحث عن الزمن المفقود
- الكردي بين التدخل والجهالة - الجزء الرابع
- الكرد والوعي الصحيح 2/2
- الكرد والوعي الصحيح- 1/2
- من بشاعات سلطة بشار الأسد الأخيرة
- خسرنا إسلامياً وفشلنا علمانياً - الجزء الثاني
- خسرنا إسلامياً وفشلنا علمانياً - الجزء الأول


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟- الجزء الرابع