أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الكرد والوعي الصحيح 2/2














المزيد.....

الكرد والوعي الصحيح 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 22:57
المحور: القضية الكردية
    


لا شك أن الكردي إذا استخدم قدرته بعقلانية يمكنه أن يحقق ما يراه صعبا. ما يعيقه في هذه الحالة أنه يظل يستحضر في مواجهة الصعاب ما تلقاه من بدائيات الحلول في صغره وعند يفاعته؛ فالمجتمع الكردي المغلق بحكم طبيعته من جهة ومن جهة أخرى تطبيق انصهارهم المبرمج من قبل السلطات المقتسمة لوطنهم. فيتوارى الإدراك السليم من ذاكرته خلف أطنان الرعب والإرهاب المفروضين عليه؛ لذا تأتي أحكامهم على الأمور بتلك المعايير البدائية، وتكون مخرجاتها بدائية أيضا. فوكيل معلم مثل أحمد صابر عباس، عندما جزء العمل وأدرك الطريقة الصحيحة طبقها خطوة بخطوة، دون أن يقفز على مراحلها أو مستعجلا للوصول إلى النتيجة المطلوبة، بل عمد إلى تهيئة هؤلاء التلاميذ الذين ليس بمقدورهم في تلك السن أن يميزوا بين السر المهم والسر البسيط، فأهم بالتشديد على أهمية السر، إلى أن اقتنع لا وعيهم بأهميته، وتكون لديهم جسامته، وتجاوبوا معه، رغم حداثة سنهم، فواكبوا المتغيرات، واستعدوا للمفاجآت غير السارة، وكانت النتيجة المرجوة طبيعية حينما كانوا يصادفون زيارة المفتشين أو المسؤولين، دون إهمال أو نسيان ما يجب إخفاؤه، وما هو المطلوب إنشاده لدى دخول هؤلاء المفتشين والمسؤولين إلى قاعات صفوفهم. وكانت سرعة تحولهم من السابق إلى الحادث في منتهى التطبيق السليم. ينبئ هذا عن مدى اعتناء معلهم في إتقانها ومدى الجهد الذي بذله هذا وكيل المعلم لإجادتها؛ كي يجنب نفسه وتلاميذه وآباءهم المساءلة الخطيرة والعسيرة.
وما يؤسف له أن معظمنا لا يعتني بدارسة الأمور عميقا، فيبدأ بما تلقاه أو ما هو سائد في محيطه، دون التمحيص فيها كما يجب، فيواجه الفشل تلو الفشل. ماذا كان سيحدث لو أن تنظيماتنا السياسية باشرت في بدايتها إلى تعبئة أتباعها بالتاريخ الكردي، كما فعل الأستاذ أحمد صابر؛ كي يدرك الكردي أنه ليس بلقيط أو لا يملك تاريخا مشرفا؛ ليكون دافعا له بعدم الشعور بالدونية أمام محتليه، وليقف في وجه المقتسمين لكردستاننا واثقا من نفسه معتزا بتاريخه المجيد جاهدا إعادة تلك الأمجاد الضائعة، وليس أن نشعر كأننا لسنا جديرين بهذه الأرض، بل نحس في دخيلتنا أن هؤلاء أحق منا بها؛ كوننا شعب لا تاريخ لنا سوى المخدومية للغير.
فالتاريخ من أكبر الحوافز للمرء. وهو الذي يخلق لدى أبناء شعب ما الوحدة والدفاع العقلاني والمميت من أجل التحرير. وكانت مهمتهم الأولى هي إشباع الجماهير الكردية بتاريخها العريق وبطولاتها المجيدة. كان حريا بهم تمكين الكرد على النضال القادر على تهيئة أسباب التحرير، وكذلك إحاطتهم بالأساليب الجديرة في اختراق الأنظمة المقتسمة لأرضهم، وليس إعلامهم بظفر الشعوب التي نالت حريتهم في مرحلة ما بعد التحرر أو تزويدهم بمعلومات مضخمة بعيدة عن الحقيقة؛ مما ينقلب على الكردي المنتسب إلى التنظيم وباء لا شفاء منه. لا أن يهولوا في نظره مسألة التحرير؛ ليقع خرير القوى أمام المقتسمين، ويتحول إلى فريسة سهلة للاختراق والخضوع. وليس هذا فحسب، بل لا يزال معظمنا لا يعلم الكثير عن النظام الشمولي، الذي خيم على غرب كردستان منذ دخول الناصرية وإلى الثورة السورية في 2011م.
ما يزيد على نصف قرن وتنظيماتنا تناضل في ظل نظام شمولي وكأنها كانت تعيش تحت حكم نظام برلماني قريب عن برلمانات الغرب. فالنضال في ظل الشمولية يختلف كليا عنه في ظل الأنظمة شبه الديمقراطية، ودون أن تكون لنا جبال عصية أو دول صديقة مجاورة، ونضال بذلك الأسلوب كانت نتيجته الفشل والفشل الذريع. في ظل مثل تلك الأوضاع سار الحراك الكردي بذاك الأسلوب في النضال، وهكذا لم يستطع حتى أن يسترد لنا جنسياتنا المسحوبة منا... فاستقدم المحتل الغمريين إلى أرضنا وحولنا أجراء فيها بعد أن كنا أصحابها ومالكيها. جاء هذا التصرف الفج من عدم استيعابنا للنظام الشمولي، ولم نفكر يوما كيف أن المنظومة الاشتراكية بعلمائها ومخترعيها ومبتكريها وأدبائها وكتابها لم يستطيعوا أن يجابهوا السلطة إلى أن انهارت من الداخل.
طالما الأمر كذلك فكيف لنا أن نجابه ذلك النظام؟ صحيح كان هذا غير ممكن في المعسكر الاشتراكي، وما فعله المعارضون هناك؛ أنهم أنشأوا حكومات لهم في المنفى، ولم يتخلوا عن النضال، ولكن ليس بأسلوبنا. فكان لهم مناصروهم ومساندوهم في الدول الغربية وكانوا يتلقون المساعدات منها واستمروا فيها إلى آخر فرصة، ولكن طريق النضال لدى الكرد كان من نوع آخر، غير ما كان عندهم؛ لذا لم يحقق الكرد شيئا في غرب كردستان، ولم يكونوا معروفين كما ينبغي لدى الدول الغربية.
إذا أخذنا بعين الاعتبار كيف قام وكيل المعلم أحمد صابر عباس في نفس الظروف بتعليم التلاميذ الكردية والتاريخ الكردي والإحاطة بالسرية وغيرها من الشروط الواجب اتباعها في سبيل إنجاح المهمة؛ لعلمنا مدى تخلفنا في هذا المجال. لقد أدرك الأستاذ أحمد صابر طريقة العمل السليم فاتبعها، وكان النجاح حليفه، بينما تنظيماتنا لم يفلحوا الفكر في إيجاد السبيل إلى النضال الصحيح إلا بأسلوبه المعروف والكلاسيكي. ولدى مراجعة تلك الحقبة نرى أن طريق العمل في ظل النظام الناصري والبعثي كان ممكنا؛ ولكن لم يدركوها، ولشرح ما كان ممكنا اتباعه آنذاك يحتاج إلى مقالات ومقالات طويلة.
لو كان وعينا صحيحا سليما لما تغير ديمغرافيتنا منذ الناصرية وإلى الآن، ولما تحولنا إلى أجراء في أرضنا. لكنا اليوم، على الأقل، شركاء، بما يناسب عددنا، مع المعارضة السورية، ولما قيل عنا أننا وافدون، ولا قيل عنا أننا نسيج بسيط من النسيج السوري.
علينا أن نصحح وعينا، ونهذب إدراكنا، ونزيد من اطلاعنا المثمر المفيد، ونراكم من معرفتنا المجدية...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
24/6/2019م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد والوعي الصحيح- 1/2
- من بشاعات سلطة بشار الأسد الأخيرة
- خسرنا إسلامياً وفشلنا علمانياً - الجزء الثاني
- خسرنا إسلامياً وفشلنا علمانياً - الجزء الأول
- إسقاطات الصراع الأمريكي-الإيراني على الكرد
- رسالة وزير الدفاع الأمريكي تشمل الكرد
- حصة الكرد من الضغوطات الأمريكية على إيران
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الأول
- نحن المسؤولون عن الجاري
- هل سيكون الكرد حطب الصراع الروسي الأمريكي
- أحزاب كردية بلا سند -2/2
- أحزاب كردية بلا سند - 1/2
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الثالث
- كردستانية المنطقة الآمنة -2/2
- كردستانية المنطقة الآمنة- 1/2
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الخامس
- هؤلاء من ينهبون عفرين- 2/2
- من نهب أموال السوري المشرد-1
- الكردي بين التدخل والجهالة-الجزء الثاني
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الرابع


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الكرد والوعي الصحيح 2/2