|
أدعياء الوطنية الزائفة
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 6387 - 2019 / 10 / 22 - 23:01
المحور:
المجتمع المدني
عند الكلام عن الوطنية يجب التمييز دائماً بين الشرفاء والأدعياء ، فالشرفاء لا يحسبون الوطن منافع ومصالح وأمتيازات ولا يتخذونه أخدان ، على عكس الأدعياء المضللين ناشري الفتنة والرياء والحقد الطائفي البغيض . إن التظاهر من أجل الوطن الجامع سمة يمتاز بها الشرفاء من الكادحين والعاملين المؤمنين بالحق والعدل والحرية ، وهؤلاء لا يرون الوطن ضيعة أو مغانم يجب تقاسمها أو إقتطاعها ، في كل حال وإن سبب ذلك وجعاً وألماً كبيرين للغير ، إن الأدعياء يتظاهرون لا حباً ولا إيماناً في التظاهر بل من أجل التخريب وزيادة المعاناة على كاهل الوطن والمواطن لغرض في نفوسهم المريضة ، أو يكون التظاهر من أولئك الذين لم يحصلوا على نصيب من السرقات أو من بعض الحانقين والمرجفين ، ولهذا ترآنا نؤكد ونقول : خذوا الحيطة والحذر من المتلاعبين وممن في قلبهم مرض ، فعندنا التظاهر ليس فسحة بل هو وسيلة لتحقيق هدف نبيل في البدء وفي المنتهى . والوطنية ليست شعارا يتلحف به من غير المؤمنين بها ، إنما هي قيمة ومعنى ولهذا كنا على الدوام نرفض الزج بالمسميات الوطنية في التنابز الطائفي ، سواء في الكسب أو التأييد أو التأثير على الناس وخديعتهم ، وحين نقول ذلك : فنحن لا نلغي إنتماءات الناس وتوجهاتهم الفكرية بل هي عندنا في المجمل محترمة ومُصانة ، والمواطن الشيعي كما هو المواطن السني المنتفض لا يعبر في إنتفاضته عن رفض للسنة أو الشيعة ، فثمة فرق بين التظاهر المطلبي والحقوقي وبين الإنتماء العقيدي والشرعي فهذه غير تلك . ويجب على المتظاهرين عدم إلزام أنفسهم بشعارات أكبر من الواقع ( أعني مستحيلة ) ، و لا يجب التركيز على دول الجوار مدحاً أو ذماً فهذا لا ينفع ولا يجدي في ساحة البحث عن العدالة والحرية والسلام ، والتغيير المنشود يستهدف القضاء على الفساد والمفسدين وهذه لها آليات عمل يجب إتباعها بدقة وصرامة والتركيز عليها ، لا الإنشغال في الهوامش والجزئيات التي هي غالبا للشيطان ، وحرفة الفساد هي طبيعة أو جبلة نفسية لا ترى إلاَّ مصالحها ومنافعها على حساب الغير ، وهذه الفئة هي من فرهدت العراق وباعته للمحتل وأنحنت أمام عساكره وجحفله ، وهي من خربت على أهل العراق ، وهؤلاء هم بعض أهله ممن غرهم الشيطان فأملى لهم ، ولهذا لا يجب تحميل أخطائنا للغير مهما كان هذا الغير قريباً كان أو بعيداً ، والحكمة تقول ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) ، من وحي ( كل نفس بما كسبت رهينة ) . كما لا يجب خديعة الناس وخلط الأوراق عليهم ، وهذا يعني تصحيح المسار من خلال تصحيح الرؤية ليكون الشعار مرتبطا بالواقع ، والحراك الشعبي هذا يجب ان يكون بريئاً غير مدنس بأنفاس الحاقدين أو المهزومين ، فعودة العقارب إلى الوراء تعد من المستحيلات ، إنما التركيز على التغيير في الإطار الحضاري المنتمي للوطنية النزيهة البعيدة عن شعارات القوم من هنا وهناك . إن الموقف من دول الجوار يجب أن يكون إيجابياً ، لأننا لا نستطيع الخروج عن الواقع وعن القدر ، نعم كان للجوار دورا سيئا في أحايين كثيرة لكننا لا ننظر إلى الوراء ولا يجب أن نتابع الزلات ، إنما يجب النظر إلى المستقبل ، ما يهمنا بناء إنساننا العراقي ذاك الذي ضاق ذرعاً ، من عهد صدام وحروبه العبثية السخيفة إلى عصر النكبة في ظل حكم الطوائف والملل . إن موقفنا وتأييدنا للحراك الشعبي في أصله إجتماعي وإقتصادي وسياسي وثقافي ، لكننا أبداً لا نريد أن يتحطم العراق أو أن تزول الدولة ، فنحن ضد العبث وضد الفوضى ودائماً مع النظام والقانون ، ولهذا ندعوا لملاحقة المفسدين حيثما كانوا وفي أي المراتب ، كما ندعوا ليكون الجميع شركاء في صناعة العراق الواحد تحت رآية الحرية والديمقراطية الصحيحة ، وسنظل أوفياء لهذا النهج مدفوعين بحرص وإيمان شديدين على وحدة العراق أرضاً وشعباً ، هكذا كنا وهكذا نكون بإذن الله ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحراك العراق اللبناني
-
الحروب السخيفة
-
عندما يثور الشرفاء
-
عاش العراق
-
قتل المتظاهرين العُزل
-
سفر روحاني إلى نيويورك
-
الحكومة السائبة
-
الحوار الإيراني الأمريكي
-
ثمن الحرية
-
قانون التقاعد العام
-
هل يجوز النيابة عن الميت للحج ؟
-
سقط القناع
-
ماذا تعني الضجة المفتعلة حول الإحتفال بكربلاء ؟
-
الفساد في البلاد العربية
-
عيد العمال العالمي
-
الإرهاب في عيد القيامة
-
هزيمة المسلمين
-
وهم العقل الإسلامي
-
عيد النوروز
-
صحيح البخاري
المزيد.....
-
مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
-
-غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت
...
-
الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس
...
-
مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال
...
-
مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما
...
-
فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
-
لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
-
اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
-
شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق
...
-
الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|