أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم أبوحماد المحامي - الفصل البرلماني في الأدب العربي - كمال ناصر نموذجا -















المزيد.....

الفصل البرلماني في الأدب العربي - كمال ناصر نموذجا -


إبراهيم أبوحماد المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


الفصل البرلماني في الأدب العربي - كمال ناصر نموذجا -

محنة البرلماني المثقف

للأدباء مكانة خاصة في عالم السياسة منذ الأزل، فالحياة السياسية خطابية حجاجية ،ومن البرلمانيين الأدباء هيجو جون ستيورت ميل وكوليردج، ومن المعاصرين الايراني الذي أخيط فمه وكذلك عباس محمود العقاد ومن جنوب الشام اميل حبيبي الذي قرأ التراث العربي بنكهة سخرية الحاضر، وفخري قعوار، وهذه المقالة مخصصة للأديب كمال ناصر البرلماني الأردني في المجلس البرلماني لعام 1957.

ولد كمال بطرس ناصر في غزة من عائلة تعود جذورها لبير زيت ،درس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت ،وكان منذ نعومة أظافره ذو ثقافة واسعة في النقد والفكر ومساهما في الحياة الأدبية الطلابية ،ثم درس الأدب العربي في مدرسة صهيون(كلمة أرامية ) في القدس ،و درس الحقوق في معهد القدس ،له ديوان شعر ونثر وعمل في الصحافة .

الخوف والسلطة في شعر كمال ناصر

اصطدم كمال ناصر بسلطة الأب الذي اختلف معه سياسيا بمواجهة الانتداب البريطاني ،حيث طلب والده الوداعة والمهادنة وسعى كمال ناصر للثورة والمواجهة ،واختلف سياسيا مع زملائه في الجامعة .

انتخب كمال ناصر عضوا في مجلس النواب الأردني ممثلا لحزب البعث العربي ،وفصل من مجلس النواب الأردني وعبر عن ذلك بتجربته الشعرية ،فهل كان خائفا من السلطة ،وثائرا !،إذ تعرض للسجن احدى عشرة مرة بسبب نشلطه السياسي والصحفي ،وتدني مستوى حرية التعبير عن الرأي ،كان يحب الحياة ويدفع الموت بالشعر
وهل من الموت مفر ،فكلنا في حالة انتظار دوره ،فالحياة نسيان لانتظار الموت ؟إذ استشهد في بيروت فتوحد يوم ميلادة ويوم موته في العاشر من نيسان ،وكان يوصي بدفنه في المقابر الاسلامية .
وفي حواره مع نقيب محامي الأردن إبراهيم بكر كان يقول "أنا لست عنترة "فأمي وديعة وأبي بطرس .
فصله من البرلمان الأردني
ناقش مجلس النواب فصله من عضوية مجلس النواب للغياب ،ورفض أعذاره المرضية؟ وطرح بعض الأعضاء التساؤل التالي:
هل خائف أم مريض ،هل مسافر ،أم مطارد ؟
إن التعرف على كمال ناصر سبر لأغوار التاريخ العربي ،في فلسطين والأردن ودمشق والقاهرة وبيروت، حيث كانت الحدود واهية ضعيفة ،والتعرف على المسيحية الانجيلية الفلسطينية وتاريخها وقلق الموت والمطاردة والهجرة والغياب والشقاء والخوف والشجاعة.

شعر المقاومة

لقد مثل شعره رفضا للواقع والذل والخنوع ،داعيا للتحرر والنهضة ،والتعبير عن الاهات والحسرة والام العربي والفلسطيني ،فتغنى بالثورة ،حتى أنه اشترك بثورة الجزائر عام 1960لنقل الحقيقة عن الثورة التي شوهها الاحتلال الفرنسي إذ قال :
يا جناحي ،هذي رحاب الجزائر كل شبر بها على الضيم ثائر
وتنبأ بنصرها فقال :
رقصت في الجهاد تستبق النصر وتلهو على السيوف البواتر

ويصف الأردن بالوطن الصامد

والأردن الثائر في صمته دنيا من الإيمان لم تنضب
يطوي على أضلاعه عرية منتقما من أمسه المرعب

ولذا ،التقى وعرار في الرؤية الشعرية وأوجاع بوح القصيد ،إذ يقول :
فقلت :هذا (عرار) بت أعرفه هذه أهازيجه في العالم الثاني
(ومصطفى )الشاعر الموهوب آلمه حكم الطغاة بأصحاب وجيران

الرؤيا


وبذلك تتكشف شخصية كمال ناصر وشجاعته ،وعبر عن تجربته الأدبية عن زهو الأدب في عهد النكبة ،إذ أن الشهيد إله ،فلقد رثى نفسه فقال :
حبيبي
إذا ما أتاك الخبر
وكنت وحيدا
.......
فلا تبكي ،إنني لن أعود
فقد هان عبر بلادي الوجود ...
ذليلا جريحا
......
أبوك رؤى شعبه

وكان شهيداً
وكل شهيد اله

هذا الاغتراب الذي غمر حياة الشاعر ،فلقد عاش ليحمل كفنه مشردا طريدا ،إذ يقول :
ولدت أحمل جثماني على كتفي
ولدت واسفي
لا شأن لي بمجيئي وميلادي

فهذا قدر الفلسطيني أن يحيا ليقاتل ،فالحياة نضال حتى الموت ،لا هدنة فيها
إنه حكم التاريخ المستمر فيقول :
أنا ضحية تاريخي وأصفادي
اللعنة اللعنة الكبرى تطاردني .......حلت بأجدادي

إلا أن هذا القدر يواجه الفلسطيني فيقول :
أتبكين
قومي نشد الإباء
على ملعب الكبرياء

ولقد وصف تشرده وغيبته عن جلسات مجلس النواب ،وعدم تمكنه من الحضور لمطاردته فيقول :
أين العظيم الشارد ؟
السيف يطلبه،وتطلبه السجون
الأرض تلعنه وتلعنه السنون

ويصف نفسه مختبئاً فيقول :
متكور في ذلة تحت السرير
.....
صوت أذل من المصير
يغتالني ويصيح بي ،نذل حقير

مما يدلل على احتمال الإهانة ليحيا ويستمر ويقاوم

ويتوقع حكم المحكمة ويصفه بالجائر وغير العاد والضمير المستأجر ،وإنه سيحيا كحق الشعوب والفقير والضعيف ،حتى يتحقق تقرير المصير فيقول :
غدا ............يا أخي تعقد المحكمة
وتتلى قراراتها المجرمة

......
ومن جرحه ،تستفيق الحياة
لتفرض في الشعب ،حق المصير

وعند صدور الحكم عليه بالحبس ثلاثة سنين ،يصيبه الاسى والحسرة والالم،فهل سيعيشها ،انه يلمح مصرعه خلالها شهيدا ،ثم يصنع الأمل في الكفاح وتخطي الجراح وتذكر الشهداء الخالدين لمحو ظلمة سجن سنون الحكم فيقول :

ثلاث سنين ،ثلاث سنين
تصيح وتهنف في مسمعي
....
فأبكي وأضحك في مضجعي
وتهتف ظلما ثلاث سنين

فكل سجين بألف جناح
سينشق عن قيده في الصباح
لينشر في الشعب حق الكفاح

لقد كان الشاعر متسامحا غلبة عليه روحه النضالية وبوصلته الى فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ،وقد أطلق على غسان كنفاني لقب الكاتب الشهيد ،ويعرف مصيره شهيدأ ،وفي 10 نيسان 1974 ،اطلق رصاصة اخيرة من مسدسه ،على فرقة اغتياله ليسقط شهيدأ شهيدا شهيدا .

ورثا محمود درويش الشهيد ورفاقه كمال عدوان وأبو يوسف النجار في قصيدته العرس الفلسطيني فقال :
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب الى الحبيب
الا شهيدا أو طريدا
السفح أكبر من سواعدهم
ولكن
حاولوا أن يصعدوا
دقوا حائط المنفى
أقاموا من سلاسلهم سلالم
من أي عام جاء هذا الحزن ؟
من سنة فلسطينية لا تنتهي
وتشابهت كل الشهور ،تشابه الموتى
حملوا مقابرهم ..
وساروا في مهمتهم
وسرنا في جنازتهم
وبتاريخ 11/ 3 / 1978نفذ فدائيون فلسطينيين وعرب عملية كمال عدوان ليحققوا حق تقرير المصير بجمهورية دلال المغربي ويرفعوا علم فلسطين ليتحقق الحلم الصادق للشهيد كمال ناصر .
المراجع
1- ديوان شعره تحقيق احسان عباس
2- سميرة استيته، كمال ناصر حياته وشعره



#إبراهيم_أبوحماد_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوة الاعداء
- يوميات محامي الثاني من أكتوبر 2017.
- تحليل الخطاب الدستوري-إضراب المعلمين الأردنيين-
- إضراب المعلمين الأردنيين -الحكومة بدهاش-
- التواصل اللغوي القانوني-بياع الحكي-
- أدب الطفل العبري
- أدب الطفل العبري.
- موت القانون
- ابستمولوجيا القانون ج 4
- ابستمولوجيا القانون ج 3
- ابستمولوجيا القانون ج2
- ابستمولوجيا القانون ج1
- حفلة عيد الميلاد
- أدوات النداء. الثابت والمتغير.
- اللغة غير البرلمانية
- العبقرية اليهودية -قراءة أخرى-
- رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية
- هاء السكت
- النقد الثقافي للقانون
- مناهج التفسير الدستوري


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم أبوحماد المحامي - الفصل البرلماني في الأدب العربي - كمال ناصر نموذجا -