أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - خالد حسن يوسف - إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية














المزيد.....

إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 09:31
المحور: الفساد الإداري والمالي
    




قبل أن تتحدث الاعلامية آمنة موسى وهيلي، إلى المجال العام، كنت ذكرت أن يوسف جراد الرئيس السابق للقسم الصومالي في بي بي سي، كان يسخر موقعه في العمل لخدمة ممارسته، ورغم أن ما أشرت إليه لم يكن له صلة بحياته الخاصة، بل كان إشارة إلى تسخير منصبه لقناعته السياسية، وبطبيعة الحال فإن الاستغلال لا يتجزء وهو في المحصلة يعود بالضرر على المجتمع.

وكنت أشرت إلى أن هناك عدد من الاعلاميين الصوماليين، الذين كانوا يتملقونه، وأن الآخرين كانوا يتجنبونه بحكم رئاسته للقسم، ومؤكد أنهم نظرا لضغوط الاقتصادية وحرصهم على التشبت بوظائفهم قد قادهم لتغاظي عن ممارسته.

ناهيك عن أن المنافسة فيما بينهم والتي تسببت في انشغالهم عن صون كرامتهم، الاعلامية الضحية ذكرت مساعدة بعض زملائها لها، إلا أن ذلك لم يكن كافيا بحكم تجنبهم لتغيير ظروف العمل التي كرسها رئيسهم في القسم وكانوا قابعين في ظلها ولم يعملوا على تغييرها، رغم أنها لم تكن مواتية بالنسبة لهم!

كما أن العديد منهم كانوا كممثلين إعلاميين لصراعات السياسية الصومالية، والتي كانت تحرص أن تجد لذاتها متنفسا إعلاميا من خلال ميكروفونات بي بي سي، وهو ما دفعهم للبقاء في بيئة تشوبها علاقات عمل غير صحية، وفي ظل اعتقادهم أنهم يخدمون قضايا تتطلب بقائهم، وأن رحيلهم سيشكل ضربة لمشاريع التجزئة الحريصة على أن تجد لذاتها في القسم الصومالي من بي بي سي موطن قدم.

المحصلة أن جميع الاعلاميين في القسم كانوا جزء من استمرار التعديات التي ارتكبها يوسف جراد، تجاه الشعب الصومالي وبصورة خاصة مع ما تعرضت له آمنة موسى وهيلي من قبله، وبدورها فإن إدارة العليا في بي بي سي، تتحمل مسؤولية تلك المعاناة، خاصة وأن الضحية حاولت ترك العمل وقدمت استقالتها وإن لم تقبل، والتي لم تجد فرصة التوقف عندها وتصحيح مجرى العمل في الإذاعة!

إن ذلك الواقع لم يكن بخلاف شخصي أو بين زملاء في العمل، حيث أن للأخير ضوابط ونظم تحسمه وتقود طبيعته في إطار بيئة العمل الرسمي، ولاسيما في الدول التي تحكمها أعراف تنظم علاقات العمل في مؤسساتها، ولاشك أن هناك حسابات ما كانت بدورها تقف وراء عدم إهتمام إدارة الإذاعة بصدد ما كان يجري في أوساط القسم الصومالي منها.

وتجربة آمنة وهليي، تعد من السياق الذي لا تسمح به سياسات العمل، حتى بالنسبة لمالكي العمل في القطاع الخاص، والذين تسري عليهم تقاليد العمل الموحدة، فما بال أن تكون هيئة العمل على غرار التجربة المشار إليها!

تحدثت الضحية أن رئيسها في العمل كان يجبرها لمشاركته حياته الخاصة، على غرار مصاحبته لتناول وجبات الطعام في الفضاء العام، ورغبته في أن تصاحبه إلى الملاهي الليلية، التي أكدت أنها لم تكن تروق لها إطلاقا، وأن رفضها لذلك دفعه أن يعيد هيكلة جدول عملها إلى الفترة المسائية، رغم كونها أم مسؤولة عن أسرة وحامل مريضة!

لقد تستر الجميع عن تلك الممارسات والبعض منهم كانوا جزء من ممارسات ارتكبوها في حق الصوماليين، ويضاف إلى هؤلاء الموظفين البريطانيين الذين أشارت إليهم الضحية، حيث ذكرت أن بعضهم كان على علم بممارسته تجاهها، إلا أنهم لم يتخذوا موقفا واضح من التعدي عليها.

التساؤل هو عن مدى الصدى الذي ستتركه تجربة الضحية في بي بي سي كمؤسسة؟ هل ستعود إلى قراءة تلك التجربة التي مرت في دهاليزها والتي لم تغيب عن أعين إدارتها العليا؟
خاصة وأنها تمثل كمؤسسة جزء من بيئة تقليدية أراد حزب العمال البريطاني إعادة صياغة علاقاتها الداخلية، من خلال تشريعات شملت بيئات العمل العامة.

وعلى خلفية الممارسات ذات الصلة بالسياسة خلال إدارته للقسم الصومالي في الإذاعة البريطانية، كتبت أن يوسف جراد، لم يكن بمستوى تعيينه كوزير لخارجية الصومال، وعلى سبيل المثال أيضا خلال تقلده لهذا المنصب أكدت العديد من الوقائع العامة أنه كان حريصا على منافسة الاعلام الرسمي الحكومي صلاحيته، واشارة ذلك أنه كان لا يزال يتقمص دوره الاعلامي السابق، ويعمل على إعادة زجه في وظيفته كوزير خارجية!

المحصلة أن آمنة وهيلي، أكدت أنها ستنشر كتاب عن معاناتها مع يوسف جراد، خلال عملها في القسم، عسى أن يكون ذلك عبرة لآخرين يتصدرون المجال العام، وفي المقابل يشجع ضحايا آخرين لمواجهة ممارسات الاستغلال التي يتعرضون لها في أماكن كثيرة.

ومن المؤكد أن الاعلامية آمنة ستتعرض على ضوء جرأتها لضغوط اجتماعية عديدة، ستحثها على التخلي عن نشر الكتاب الذي أعلنت عنه تحث مسمى Aniga iyo kaligii ككناية عن تجاربها مع الاستبداد والمستبدين، وخصصت قسم منه تحث عنوان Aniga iyo Yusuf Garaad في ظل واقع تجربتها مع رئيسها في العمل.

وبطبيعة الحال سيمثل في حال نشره وثيقة تاريخية، ستعيد النظر في ظل واقع العلاقات الاجتماعية لدى الكثيريين، كما أكدت الضحية عن رغبتها في تعلم العامة لأشكال الإعتداء والاستغلال الذي يتعرض له الناس عادتا، ورغبتا منها في قراءة رؤيتها وتجاربها.

وإمكانية الإستفادة من تلك التجربة التي ذكرت صاحبتها، أنها كادت تقودها إلى خوض الانتحار ،والتي كادت أن تضع حدا لحياتها، وانسحابها في اللحظات الأخيرة من مسرح الجريمة الافتراضي وحافة جسر أرادت أن تلقي بذاتها من أعلاه، لكي تتحايل على معاناتها.

إن تلك التجربة المثيرة للغاية يجب أن تدفع في إتجاه إعادة النظر لتدقيق في ماهية المنخرطين في الشأن العام، والتحقق من مدى احترافهم وعدم تمرير شخصيات استغلوا صلاحياتهم العامة أو مارسوا الضرر تجاه المجتمع الصومالي، خاصة وأن الكثيريين ممن يخوضون أدوار في المجال العام حاليا، معروف عنهم ما ارتكبوه، ورغم ذلك لا زالوا يمثلون ويتقلدون مسؤوليات رسمية تتجاوز قاماتهم!

خالد حسن يوسف



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في مصر يقوده مقاول فاسد!
- أسهم في أرامكو مقابل أراضي الصومال!
- الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
- العرب ما بين استبداد السلف والخلف
- الصومال فريسة الأرز الحرام..
- السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!
- النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
- صورة على خلفية تاريخ صومالي
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم
- طاهر عولسو ظاهرة صومالية
- امن الصومال ارجوحة الفاسدين والمتطرفين


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - خالد حسن يوسف - إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية