أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - سوريا: لماذا التبني الرسمي لإسلام سيدتين؟














المزيد.....

سوريا: لماذا التبني الرسمي لإسلام سيدتين؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 12:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ظل مناخات ظلامية غير مؤاتية واتجاه رسمي سلفي ماضوي مفضوح مع مأسسة الأخونة وتوطين الفكر التكفيري وإشهار الأسلمة كهوية بسوريا عبر إعطاء صلاحيات تنفيذية واسعة لوزارة الأوقاف السلفية الر جعية للإطباق على الحريات والمشهد الثقافي بسوريا،(بالأمس تغنى وزير الثقافة علناً بإنجازات الاحتلال والغزو العربي الإسلامي على سوريا قبل 1400 عاماً واعتبره حضارة وتراثاً عظيماً، هكذا)، وفي سياق متناغم مع صعود الفاشية الدينية وخطوات أخرى غير مسبوقة تقوم بها الدولة لجهة أسلمة وطلبنة وقبسنة ووهبنة وبدونة سوريا انصياعاً وخضوعاً وتراجعاً أمام التيارات الفاشية، كان آخرها فرض غرامات على القبلة بالأماكن العامة، وخلال أعمال الدورة الخامسة لمجلس محافظة حماه، وفي خطوة غريبة ومستهجنة، لجهة عدم اختصاص مجلس بلدي، مهمته ووظيفته خدمية محضة، بقضايا دينية، تمت الموافقة بأغلبية أصوات المجلس على "إشهار امرأتين إسلامهما"، مع العلم بأن غالبية هؤلاء الأعضاء معينون من قبل الدولة، ومرضي عنهم أمنياً ورسمياً أي يمثلون الدولة وسياستها العامة ويحظون بدعمها ويعكسون وجهة نظرها.

في العموم، ومن حيث المبدأ، فتحول سيدتين للإسلام، أو أي شخص آخر لأي دين ومذهب بالعالم، هو أمر طبيعي واختيار شخصي يجب أن يحترم، وإن كان الأمر يتطلب دراسة خلفية هذا التحول والحالة العقلية والنفسية للمتحولتين بهذا العمر لجهة الميول الدينية والتخندق الطائفي في مجتمع يئن تحت وطأة شرخ طائفي وصراعات دينية ومذهبية تتطلب عبور الطوائف والأديان والتخندق الوطني والعلماني، لكن وجه الخطورة بالأمر يكمن بتبني جهة رسمية ودولة ونظام حكم رسميا للأمر وظهوره بمظهر الراعي الرسمي والمتبني لدين ومذهب محدد من بين تشكيلة ومصفوفة مذهبية وطائفية تعددية موجودة بالمجتمع السوري متعدد الثقافات والأديان والمذاهب والأعراق وقيام مجلس محافظة تقع تحت سلطته مجموعات بشرية من شتى الأديان والمذاهب يقوم علنا، وأـثناء اجتماع رسمي وفي وقت عمل رسمي مخصص لخدمة الشعب وحل قضايا معيشية ضاغطة في منعطف وطني أخطر ما يكون، بتبني الموضوع رسمياً متخليا عن حياديته ودوره الوطني المفترض بالابتعاد عن المذهبية والطائفية فقضية الإيمان والاعتقاد والإلحاد واللا اعتقاد هي قضايا شخصية وليست قضيايا شأن عام وسياسة دول عندها استراتيجيات وطنية عامة تنأى فيها بنفسها غن أية قضايا فردية وشخصية، لتبدو فيه الدولة، ويكل أسف، كدولة دينية ودولة خلافة قرشية في الألفية الثالثة وهذا ما ينسف أي كلام وادعاءات وطنية لها ويبطل مزاعمها العلمانية ويفند كل خطابها عن التسامح والتعايش الذي تلعلع وتطنطن به في الإعلام الكاذب التهريجي الهمالالي الترللي المفضوح...

احتفالية المجلس وتهليله للأمر وانشغاله بقضايا غير اختصاصية أمر مخجل ومشين ومعيب ومهين لكل وطني سوري ويظهر اصطفافاً طائفياً بغيضاً يسقط عن هذه المجلس أية صفة وطنية وقيمة أخلاقية وحيادية من المفترض أن يتحلى، ويظهر بها مع، وأمام الجميع، والمطلوب تأديب وعزل مجلس محافظة حماه، فوراً، ومقاضاته بتهم الإساءة لهيبة الدولة وسمعتها وممارسة أنشطة خطيرة خارج اختصاصه توهن عزيمة الأمة وتقوض التعايش السلمي وتهدد الاستقرار والأمن المجتمعي.

لا يمكن النظر للموضوع، البتة، وأخذه في سياق شخصي وفردي وتصرف خاص يجب أن يحترم، طالما، ولولا تبني مجلس المحافظة رسمياً للموضوع ما يعني طائفية وانحيازاً واصطفافاً وتبنياً رسمياً للأسلمة وهذا تأكيد على دينية الدولة يفقدها مصداقيتها وموضوعيتها ويسقط عنها بعدها الوطني الأبوي العام وخروجها مع مجلس مدينة حماه عن مهمتها ودورها الوطني والخدمي الوظيفي الجامع وانحيازها واصطفافها الطائفي الذي يجب أن يقابل بإجراءات قانونية رادعة ضد هذا المجلس كي تبرئ نفسها من أية تهمة، وكي تعيد للدولة هيبتها ومصداقيتها وأمومتها ورعايتها لكل أبنائها واحتضانها لكل المذاهب والأديان دون تفرقة أو تمييز وحسبها هذا الإنجاز العتيد.........



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سوريا ليست دولة ؟
- خرافة التوحيد: البشرية بين إله وإله
- حكومات ووزراء العار
- السعودية نحو مزيد من الانفتاح والانقلاب على التراث
- سوريا:الشرخ الوطني الكبير
- في جذور الكارثة وانهيار وفشل الدولة
- من راقب الهملالي والترللي فقع ضحكا: ياحكومة البعثستان العظيم ...
- أخطر مصير يواجه البشرية
- العقائد الأندبورية: من يجب على هذا السؤال؟
- سوريا إلى أين؟
- من أين أتت -الله أكبر-؟
- حدد مكان الطرق
- لوثة البداوة والاستعراب: هذه هي الجريمة الكبرى
- من أين جئتم بسموم عروبتكم؟
- ما هو الإسلام؟
- إدارة المحارق وحروب الفناء
- كله بسبب إسرائيل ابملعونة
- ذكرى اغتصاب ناصر للحكم: 23 يولية/تموز يوم أسود مشؤوم في تاري ...
- رسالة إلى السيد الفاتح المغوار رئيس جامعة دمشق
- خرافة الأمة الإسلامية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - سوريا: لماذا التبني الرسمي لإسلام سيدتين؟