أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد كشكار - الإسلاميون، لماذا لا يقرأون المقالات الفيسبوكية اليسارية؟ بعض الجواب!














المزيد.....

الإسلاميون، لماذا لا يقرأون المقالات الفيسبوكية اليسارية؟ بعض الجواب!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 02:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الإسلاميون عندي هم كل النهضاويين، كل السلفيين، كل التحريريين، جل القوميين، كل التجمعيين المحافظين، كل المصلين غير المتحزبين.
- لا يقرأونها لأنهم لا يجدون فيها أنفسهم، مفرداتهم، مفاهيمهم، لغتهم، منطقهم، تراثهم، دينهم، فقههم، رموزهم، عاداتهم، تقاليدهم (العادات المتوارَثة التي يقلِّدُ فيها الخلفُ السلفَ).
- في المقابل قد يجدون فيها ازدراء لكل رأسمالهم الرمزي المذكور أعلاه.
- لا يجدون فيها استشهادًا يتيمًا واحدًا بآيةٍ أو قصصٍ من القرآن أو حديثٍ لمحمدٍ مرفوقٍ بدعاءِ صلى الله عليه وسلم أو حكمة خليفة راشدٍ أو فكرة لمفكر إسلامي مستنير وما أكثرهم في العالَم الإسلامي وغير الإسلامي.
- لقائلٍ أن يحتجَّ عليَّ ويقول: لماذا لا توجه نفس النقد لمقالات الإسلاميين الفيسبوكية حيث لا يجد اليساريون أنفسهم أيضًا ومنطقهم ورموزهم؟
- أجيبه ولكن أتمنى أن لا يغضب مني، لأن جل رفاقي اليساريين، مني ومن منطقي غاضبين لأنني لا أسب الإسلاميين ولا أزدري مفكريهم ولي فيهم قرّاء مهتمّين ومتابعين كثيرين وسامعين منصتين، حتى ولو كانوا مني مرتابين. أتفهم شكهم وريبتهم. وإذا لم يشك الإسلامي التونسي في خصمه الإيديولوجي والسياسي، اليساري التونسي، ففي أي مخلوق آخر سيشك يا ترى؟
- الجواب: الإسلاميون واليساريون، كلنا تونسيين، ووطنيًّا كلنا ملاّكة، لكن إيديولوجيًّا، وهنا، ولكي لا أثلب أحدًا من رفاقي اليساريين، سأتكلم عن نفسي وبلغتي الصريحة حد الجلد والتجريح: فكريًّا هم ملاّكة ونحن كرّاية، هم الأغلبية الساحقة ونحن الأقلية المنبوذة، لكن الديمقراطية تُقاسُ باحترام الأقلية الفكرية وليس بنبذها وإقصائها، وتُقاسُ أيضًا بتطبيق قانون الأغلبية على الأقلية، وعلى الأقلية أيضًا التأقلم مع جمهورية الأغلبية وليس العكس (Mais.. mais n’oublions pas que c’est un mauvais signe d’être adapté à une société malade. Mais.. mais le malade, on doit l’aimer, chérir, soigner et guérir et non détester, agresser et exclure, surtout s’il est membre de notre grande famille, le peuple tunisien).
- عن نفسي، أقِرُّ: فكري أجنبي أقلي، كان ماركسيًّا معاديًا للإسلام وأصبح اليوم والحمد لله يساريًّا غير ماركسيٍّ متصالحًا مع الإسلام، ولكنه وحتى بعد التصالح لا يزال أقليًّا ولن يرضى عني الإسلاميون والماركسيون إلا إذا انتميتُ إلى أحزابهم ولن أنتمي ما حييتُ، والغريب أن هذا التصالح الإرادي وقع دون أي نوعٍ من الضغط من قِبلِ الأغلبية الإسلامية والأغرب أنه حدثَ بفضل قراءات فرنسية لمفكرين أجانب مسلمين وغير مسلمين لكنهم كلهم علمانيون غير إسلاميين (Jaqueline Chebbi, Guy Haarscher, Jean Baubérot, Edgar Morin, Ignatio Ramonet, Mohamed Arkoun, Hachem Salah, Mohamed Cherif Ferjani, Hichem Jait, Abdallah Aroui, Olivier Roy, Gille kepel, Amin Maalouf, Michel Onfray, Gilbert Naccache, Ali Chriiti, Albert Jacquard, Raymond Aron, Michel Serres, Alain Prochiantz, Tawfik Baccar, Christian de Duve, Et.. ET mon journal mensuel préféré Le Monde diplomatique, etc ). لغتي الأولى أجنبية، الفرنسية ولها فضلٌ كبيرٌ عليَّ، ولغتي الأم محلية، العربية، أعشقها أكتب بها ولكن للأسف جل إنتاجها متواضع كتواضع الفرنسية مقارنة بالأنـﭬليزية. جل أساتذتي فرنسيين في الإعدادي والثانوي والجامعة، الله يرحم والديهم. أعلى شهادة علمية، نلتها من جامعة فرنسية (UCBL1). الخلاصة، انبِتاتٌ محمودٌ في جانبٍ (ثقافة مزدوجة متينة ومحيّنة) ومذمومٌ في جانبٍ (أصالة مهتزّة رغم محاولات الرتق).

خاتمة: أختم بحكمة الفيلسوف اليساري المغربي عبد الله العروي، الذي سبقني في أسلوبه غير المنبتِّ المتماهي مع مجتمعه المغربي المسلم:
- تتضخم الحرية في الفكر بقدر ما تضمر في الواقع... الحرية في مفهومها تناقض وجدل: توجد حيثما غابت وتغيب حيثما وُجدت... لكي نحافظ على أسباب التقدم لا بد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار.
- لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه (...) لأن في التماهي شرط التحقيق، أي شرط المرور من التصور إلى الواقع، من الفكر المجرد إلى الحياة (مواطن العالَم: للوصول إلى التماهي يجب استعمال خطاب غير جبهوي وغير صادم لأن هذا النوع الأخير من الخطاب ينفّر ولا يبشّر، علينا استحضار التصورات غير العلمية وعدم إهمالها ثم استعمالها وتوظيفها بهدف تفنيدها علميا وتعويضها بتصورات علمية).
- نعتقد أن أيسر مدخل إلى روح أي مجتمع هو مجموع شعارات ذلك المجتمع.
- إذا أردنا أن نعرف معنى الحرية في مجتمع ما، علينا أن نحلل فقه ذلك المجتمع إذا اعتبرنا أن الفقه يعطينا صورة شاملة على العلاقات الاجتماعية في المجتمع العربي التقليدي.
- لكي نحافظ على أسباب التقدم لا بد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار.

إمضائي (مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 18 أوت 2019.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُكسّراتٌ شِعريةٌ لمواطن العالَم
- كاريكاتور لنظام بورقيبة: كَرَّهَنِي في هويتي التونسية-الأماز ...
- سؤال إنكاري، أوجهه إلى الذين يدّعون أنهم يمثلون العائلة الدي ...
- دردشة مسائية في مقهى البلميرا بحمام الشط الشرقية: البناء الد ...
- ٍٍدردشة علمية (موش علمية آوي): الدجاجة أوّلاً أم البيضة أوّل ...
- مرافعة مجانية دفاعًا عن المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين ...
- ماذا أصابَ طلبتنا في تونس (ربع مليون) حتى لا يشاركوا في الحي ...
- لماذا لا أحبّذُ إقحامَ الدينِ في النقاشِ العلميِّ في المقهى؟
- من وحي العيد: المُقسِطون والقاسِطون، صفتان قرآنيتان متقاربتا ...
- في يوم العيد، سبحانه كيف أراه وكيف أناجيه؟
- لماذا الانتخابات؟
- نقدٌ بالمطرقةِ: أيها اليسار التونسي المتحزب، كم أنتَ غبيٌّ، ...
- انتهى الحِداد فلنمرّ إلى تقييم الحِداد!
- المثقف العربي كما أعرّفه أنا شخصيًّا؟
- ما هي مواصفات الرئيس التي يطلبُها عادةً عموم التونسيين، ولا ...
- ما هو أكبرُ خطرٍ يهددُ مستقبل العالَم؟
- سؤال أوجهه للسلفيين التونسيين المتواجدين في جميع الأحزاب الإ ...
- مفاهيم سادتْ ثم بادتْ: التغيير الفجائي والثوري، حرية النشر و ...
- حزب الله اللبناني: هل هو منظمة مقاومة عربية أو ميليشيا طائفي ...
- غربةُ يساريٍّ عَلمانيٍّ غير ماركسيٍّ في مجتمعِه التونسيِّ ال ...


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد كشكار - الإسلاميون، لماذا لا يقرأون المقالات الفيسبوكية اليسارية؟ بعض الجواب!