أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - توما حميد - وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1















المزيد.....

وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ..!


نتائج التغيرات الجذرية و الهائلة التي حصلت خلال العقدين الماضيين هائلة في الوضع العالمي و التي ربما فاقت التصورات لا تنحصر فقط باشتداد هجمة الرأسمال على حقوق الجماهير على مستوى العالم وازدياد الماسي والحروب وعدم المساواة والقمع وحتى هيمنة اقصى تيارات اليمين على بعض المجتمعات مثل العراق بل رافقتها تغيرات ايجابية هامة. ياتي في مقدمتها التراجع السريع في سيطرة اليمين وسيادتها المطلقة العالمية في اواخر الثمانينيات وبداية التسعينات. بعبارة ادق يمكننا تلخيص التغيرات التي حصلت على صعيد العالم بمايلي:

1. تراجع هيمنة اليمين الفكرية على البشرية. ان اهم تغير حصل في الفترة المذكورة كان ضعف الهيمنة الفكرية لليمين على البشرية . ففي هذه الفترة لم تبرز قوى شيوعية تتصارع على السلطة في اي بقعة من العالم ولكن تعتبر الظروف ملائمة لتحقيق هذا الامر اكثر من اي وقت مضى ربما منذ فشل ثورة اكتوبر وصعود التيار القومي الروسي المتمثل بستالين الى الحكم في منتصف العشرينات من القرن الماضي. اذ بدأت كل المفاهيم والمقولات التي كانت تمجد النظام الراسمالي بالتهاوي. ان هذا التهاوي هو بسبب انكشاف زيف ادعاءات البرجوازية اثناء انهيار قطب راسمالية الدولة التي كانت تروج لسيادة السلم والرخاء و السعادة والحرية والمساواة وحقوق الانسان، حتى صارمن الصعب اقناع الجماهير باي من تلك الادعاءات مما ادى الى خفوت تلك الحملة الدعاية الشعواء.
ان جرائم النظام الرسمالي واضحة اكثر من اي يوم اخر. تشرذم اليمين هو في اوجه. تناقضات النظام الرأسمالي واضحة وهي في اشتداد. تناقض النظام الراسمالي مع الانسان وحاجاته قد وصلت الى درجات لايمكن اخفائها. لقد بدأت المساواة والحرية والرخاء وارتباطها مع الشيوعية تاخذ حيزا في تفكير الملايين من البشر.
وقد ساعدت وسائل الاعلام العصرية وخاصة الانترنيت في تقويض سيطرة اليمين. لقد بدأت البرجوازية والهيأت الحاكمة تعي الخطر الذي تشكله هذه الوسائل على تحكمها بوعي الجماهير. ان الاحساس بهذا الخطر ليس مقتصرا على الدول التي تحكمها انظمة بوليسية فقط وانما يمتد الى الحكام والبرجوازية في الدول الغربية ايضا. ان المشكلة في الدول الغربية تتمثل في ضعف قدرة الاعلام الرسمي في تحديد مصدر معلومات الناس و قولبة الوعي العام في تلك الدول. لقد نشرت مؤخرا في استراليا دراسة قام بها اثنان من المختصين في حقل الاعلام في جامعة غرب سدني تعكس بشكل كبير هذه الحقيقة. لقد تبين بان الجيل الحالي بعكس كل التوقعات هو اكثر وعيا من الاجيال السابقة. كما ان نسبة قليلة من الناس، استراليا نموذجا، تعتمد على الاعلام الرسمي، للحصول على المعلومات وتكوين راي عن الامور. ان اغلب الذين شملتهم الدراسة يحصلون على المعلومات من وسائل اعلامية اجنبية وبعضها معادية. والاهم من وسائل الاعلامية الرسمية هي مواقع المجاميع الاجتماعية والسياسية التي ليست في الحكم بشكل مباشر او غير مباشر والمواقع الشخصية ومجموعات النقاش.

والاهم ما في الامر هو ان الدراسة والنقاش الذي اقيم حولها في برنامج عرض في قناة SBS الاسترالية تحت عنوان ( تناقضات التعددية الثقافية في استراليا" وكل النقاشات التي حدثت في وسائل الاعلام الاخرى تشير الى ان ليس بامكان الاعلام الرسمي القيام باي شيئ ضد هذه الظاهرة سوى ان يغير نفسه. لقد كان لوسائل الاعلام الحديثة وخاصة الانترنيت دور كبير في فضح الجرائم التي قامت بها القوات الامريكية في العراق و قوى ما تسمى " بالمقاومة" وبالتالي في تحديد نفوذها بين الناس. لقد عبر وزير الدفاع الاميريكي " رونالد رامسفيلد" عن امتعاض شديد من هذا الشعور بالضعف في كبت الحقيقة و التحكم بوعي الناس ايام فضيحة ابو غريب عندما قال ما معناه، انه وضع صعب، كل مايراد لكشف اعمال مثل تلك التي حدثت في ابو غريب امام العالم كله هو كاميرا ديجيتال و كومبيوتر متصل بالانترنيت. رغم محاولة الانظمة الغربية سن قوانين يخولها حق مراقبة الناس ومايقومون به على الانترنيت الا ان الوصول الى مرحلة يكون بامكانهم محاسبة الناس على اراءها ، دون اللجوء، الى اثارة العنف والارهاب هو امر شبه مستحيل.
بالنسبة للانظمة البوليسية التي ليس لها اي مشكلة في الاعلان عن نيتها في قمع حرية الصحافة بما فيها التحكم بالانترنيت والحد من تاثيرها و مراقبة الناس ومحاسبتهم وخاصة المخالفين السياسيين على ارائهم فانها بحاجة الى الحصول على تقنية تساعدها على مراقبة الناس واستخدامهم للانترنيت والتحكم بقدرتهم في ايصال ارائهم الى الاخرين. وقائمة الدول التي تتحكم بالانترنيت وتحاسب الناس على ابداء اراء ضد الحكومة طويلة وفي مقدمتها الصين وفيتنام وايران والسعودية وسوريا وكوبا وبورما، وليبيا وتونس والمغرب وكوريا الشمالية واوزبكستان و.......الخ.
ولكن هذا لايعني بان الانترنيت ووسائل الاعلام العصرية فقدت اهميتها في تلك الدول. فمراقبة وسيلة مثل الانترنيت هي ليست بمهمة سهلة. اذ تتطلب اضافة الى الحصول على تقنيات متطورة للمراقبة، وجود نظام قوي الى حد ما في مواجهة الجماهير. كما ان الناس تجد طرق اخرى للالتفاف على المراقبة. بهذا يعطي الانترنيت الصوت الى الذين لاصوت لهم ليس نتيجة القمع فحسب ولكن نتيجة ضعف الامكانات المادية ايضا.

ولكن الغريب هو ان هذه الوسائل الاعلامية التي هي في متناول الناس استخدمت في نشر الحقيقة وفضح الرواية الرسمية ولم يتمكن اليسار من ان يوظفها في طرح بديله واحداث تغير عملي في المجتمع او حتى في الوعي الا في اماكن وحالات محدودة. اذ ان نشر الحقيقة فقط ليس كافيا لاحداث تغير في المجتمع رغم اهميته. والشيوعية العمالية لسيت مستثنية من هذا الامر. فلم تنتبه الى الامكانات الهائلة التي توفرها لها هذه الوسائل في التاثير على احداث العالم. ولهذا لم تضع في اولوياتها مسالة مواجهة المسائل الاساسية التي تواجه البشرية واليسار. فبقى تاثيرها محدودا في المجتمعات الغربية واقتصر على بروز افراد في بعض الدول يتبنون الشيوعية العمالية.
2. تهاوي النظام العالمي الجديد: ان النظام العالمي الجديد المستند على هيمنة القطب الواحد بات اقل رسوخا من اي وقت مضى. وما التخبط في السياسات الامريكية والحاجة المتزايدة الى اشعال الحروب واللجوء الى القوة العسكرية والابتزاز الا علامات هذا التهاوي السريع. فلا الغرب اليوم هو بالتماسك الذي كان علية في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ولا امريكا لها نفس المكانة في الغرب التي كانت تتمتع به في تلك الفترة. ان ضعف هذا التماسك ياتي بالدرجة الاساس من انقضاء الحاجة اليه. كما ان بروز اقطاب اقتصادية اخرى مثل الصين والهند والى حد ما البرازيل لايخدم مكانة امريكا عالميا. رغم ان اقتصاديات هذه الدول اضعف بكثير من ان تنافس الاقتصاد الامريكي الا ان نقطة قوتها تتمثل في النمو السريع يقابله نمو غير مرضي للاقتصاد الامريكي. ان بروز تلك الاقطاب قد ساعد على تقويض مكانة امريكا اقتصاديا في الوقت الحاضر.
3. بروز الراديكالية في فرنسا: ان رفض الجماهير في فرنسا لدستور اوربا الموحدة ومن ثم قانون العمل التي تقدمت بها الحكومة مؤخرا التي كانت تهدف الى خفض المستوى المعاشي للجماهير في الدول الغربية بما يتماشى مع دول اروبا الشرقية وما رافقهما من نضال واسع النطاق كانا حدثان عالميان مهمان. لقد برهن هذا النضال بان بامكان النضال الجماهيري صد اكثر هجمات البرجوازية وحشية وشراسة. وقد تداعى اليمين بالهجمة على حقوق الجماهير واليسار بالنضال من اجل تلك الحقوق. ان تاثير هذا النضال لم يكن مقتصرا على فرنسا بل شمل كل انحاء العالم.

3-تفتت اليسار الهامشي: لم يكن اليسار الهامشي في العالم وخاصة في الغرب بالتشرذم وفقدان الافق كما هو عليه هو اليوم. ان الافكار والممارسة وتقاليد نضال هذا اليسار قد تجاوزها الزمن والمجتمع. ان ازمة اليسار الهامشي من الشدة بحيث لايستطيع الحفاظ حتى على صفوفه المحدودة رغم جنوح المجتمع الى اليسار. ان اضمحلال اليسار الهامشي شيئ ايجابي للنضال الشيوعي على المدى البعيد.
ان ضعف هيمنة اليمين و اضمحلال اليسار الهامشي ووجود الوسائل الاعلامية الحديثة مثل الانترنيت تخلق فرصة ثمينة امام اليسار لخلق نفوذ اجتماعي والتاثير على الجماهير والاحداث حيثما واينما تمكن اليسار من تغير نفسه واستخدام تلك الوسائل بشكل مؤثر. هناك فرصة اليوم لبروز الشيوعية العمالية وارتباطها بالنضالات الجماهيرية القوية في العالم بما فيه في الدول الغربية.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مؤتمر حرية العراق و قوة الامان؟
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين! - الجز ...
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!
- قضية الكاتب كمال سيد قادر والبلطجة العشائرية للحزب الديمقراط ...
- حول محاولات امرار دستور اسلامي في العراق
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟ ...
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟
- الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة ا ...
- الغاء البطاقة التموينية يخدم الجريمة والارهاب والفلتان الامن ...
- هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ ...
- بورصة نشطة لتجارة الدم في العراق نتيجة للارهاب الامريكي والا ...
- حرية التعبير هي من ابسط حقوق الانسان
- اختلافاتنا مع تقاليد اليسار الهامشي، رد على جليل شاهباز، الج ...
- الشيخوخة تصيب فرقة حميد تقواي في العراق
- الخلافات بين الشيوعية العمالية واليسار التقليدي-رد على جليل ...
- انا يساري فان لم تكن معي فانت يميني! رد على الرفيق جليل شهبا ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- جريمة اربيل والدور غير المباشر للاحزاب الحاكمة
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الث ...


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - توما حميد - وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1