لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجزء الثاني- رد على رزكار عقرواي

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 09:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يقول الرفيق رزكار " الخلاف السياسي المطروح بين الجهتين في الحزب الشيوعي العمالي الايراني ليس بذلك الخلاف الذي يبرر الانشقاق , انه خلاف على التكتيك وليس على خط العام للحزب او منهج الشيوعية العمالية , هكذا خلافات بل اكثر منها شدة اصبحت الان من الامور الطبيعية في الاحزاب الماركسية التى نبذت الاستبداد التنظيمي الستاليني , واصبح حق الراي والاختلاف مصان فيها وطرق التعبير عنها متاحة في كل الهيئات والمؤسسات الحزبية و كذلك خارج الحزب . للاسف قررت جهتي الانشقاق في الحزب الشيوعي العمالي الايراني استخدام كل ميراثهم التنظيمي – الطرد , الاهانات و التجاوز على المؤسسات الحزبية .......... الخ وانتهاءا بالانشقاق - في حسم الصراع .
ان هذا الانشقاق حدث نتيجة وجود عقليتين ونوعين من الممارسة مختلفتين داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني، عقلية الشيوعية العمالية وعقلية اليسار الراديكالي. الانشقاق حدث نتيجة تباعد هاتين العقليتين والممارستين وعدم قدرتها على التعايش معا. لقد كانت خلافات سياسية جدية بين هذين التياريين، تيار الشيوعية العمالية و تيار اليسار الراديكالي واهمها هو النظرة الى الحزب واختلاف نوع الممارسة التي تفرضها هذه النظرة. هناك اختلاف كبير بين التيار الذي يرى الحزب السياسي كاداة لتغير المجتمع وبين التيار الذي يرى في الحزب فرقة فكرية وظيفتها الوصول الى اعلى درجات النقاء الايدولوجي وتنوير عقول البشر.
لقد قال الحزب الشيوعي العمالي العراقي نفسه ان هذا الانشقاق كان بالامكان تلافية على الاقل في الوقت الحاضر ولكنه فرض على الشيوعية العمالية. ان التيار الذي فرض الانشقاق على الحزب الشيوعي العمالي الايراني هو نفس التيار الذي يقف ضد التحزب وتجاوز على كل الاصول الحزبية و هو مهتم بالحروب الفكرية و الايديولوجية وتحويل الحزب الى مجموعة فكرية يكون كل همها الجدال و الحوار و المناقشات الفكرية التي ليس لها ادنى ربط بتغير المجتمع. ان احد الاسباب المهمة لهذا الانشقاق كان تخلي احد الاطراف عن الحزبية والتحزب.
ان سبب الانشقاق لم يكن بان احدا في الحزب الشيوعي العمالي الايراني كان سيئا او ستالينيا. فليس من شخص ضمن اي من الكتلتين له اي صلة بالستالينية. باعتقادي ان هذا الانشقاق رغم انه كان من الممكن تلافيه في الوقت الحاضر كان لابد له ان يحدث اذا كان للشيوعية العمالية ان لاتتراجع عن نهج منصور حكمت الذي لايرى في الفكر اي قيمة اذا لم يتحول الى عمل. لقد كان هذا الانشقاق ضربة للشيوعية العمالية في ايران لانه فرض عليها من قبل الطرف الاخر. انه لم ياتي كنتاج لنضال الشيوعية العمالية ضد تقاليد اليسار الراديكالي، لذا فان هذا الانفصال قد لايعني خلاص الشيوعية العمالية من كل ميراث هذا اليسار والى الابد، هذا اضافة الى انه اتى في وقت غير مناسب فيه جماهير ايران في امس الحاجة الى شيوعية عمالية ذات اعتبار و نفوذ و قادرة على تغير مسار الاحداث لصالح البشر وانه اتي قبل ان تتوضح الاختلافات للمجتمع. لقد اضر بسمعة ومكانة الشيوعية العمالية ولكن الان وبعد ان فرض هذا الانشقاق على الشيوعية العمالية يجب ان نجعل منه انشقاقا تاما للشيوعية العمالية عن التيار اليسار الراديكالي البائس الذي يكتفي باطلاق الجمل والشعارات الطنانة مرة و الى الابد. امامنا مهام ضخمة خاصة في ايران لتوضح الامور وكسب ثقة الجماهير. الامور ستتوضح سريعا وسيعرف الجميع ماذا حدث اليوم ولكن الان الامور لاتزال ضبابية. لقد خسرت الشيوعية العمالية وقتا مهما في هذه الفترة التاريخة وليس بامكاننا الا تعجيل الخطوات من اجل تعويض هذا الوقت الذي اضعناه.
فالذي اتمناه هو ان تتمكن الشيوعية العمالية من خلال هذا الانشقاق من فصل صفها عن هذا التيار البائس وهذا يتوقف على جهد كل كوادر الشيوعية العمالية وخاصة قيادته. هذه فرصة لها لكي تتخلص من تركته و تقاليده وعقليته.
يقول الرفيق رزكار (ان موقف قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي كان سلبيا جدا ومحفزا للانشقاق وغير مسؤولا بدعمه لاحد اجنحة الانشقاق منذ البداية دون ابداء اي توضيح سياسي مقبول او اعلام اعضاء وكوادر الحزب حول طبيعة الخلاف والاراء السياسية المختلفة التى طرحتها جهتي الانشقاق , نعم من حق قيادة اي حزب ان كانت منتخبة في مؤتمرات حقيقية ! ان تقرر ماهو مناسب من سياسات ومواقف , ولكن في امر حساس مثل دعم احد اجنحة الانشقاق في حزب حليف و يتعلق بمصير حركة معينة يجب ان تتريث وتوسع النقاش داخل الحزب من اجل الوصول الى افضل قرار او طرح الموضوع الى استفتاء داخلي في الحزب , ولكن تمت الامور بشكل انفعالي شخصي اكثر مما هو سياسي وفي غياب كامل للارادة الحزبية ومشاركتها.)
انني على يقين بان القصد من مؤتمرات حقيقية هنا هو مؤتمرات تقضي اياما وليالي في النقاش والتحليل والرد والرد المقابل وليس مؤتمر يتخذ فيه قرارات، لاننا لم نسمع من احد الكوادر الذين شارك في مؤتمرات الحزب ان احدا قد استولى على منصب ليس له او اجبر على قول شيئ مخالف لارادته او زورت نتائج انتخاباته لكي يكون المؤتمر غير حقيقي. ان مؤتمرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي لم تكن جيدة وحقيقية بمقاييس اليسار الراديكالي لانها لم تناقش الامور بما فيه الكفاية!
ان سبب عدم اطلاع كوادر الحزب على الاختلافات معروف وقد بينه الحزب في عدة مناسبات. كما ان الامور قد تبينت بسرعة و الاغلبية الساحقة من الكوادر الان وبعد ان اطلعت على الخلافات لاتزال تؤيد قرار الحزب.
ان اهم قرار سياسي اتخذته قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي لحد الان كان في الوقوف مع الحزب الحكمتي. ان هذا الموقف الذي جاء بعد ان كان الانشقاق قد فرض على الشيوعية العمالية من قبل الطرف المقابل بحجة كنس اليمين من داخل الحزب ليس فقط قد منع الحركة الشيوعية العمالية من التفكك والاصابة باليأس بل انه حافظ الى حد ما على هيبة الشيوعية العمالية في المنطقة والعالم اجمع. لقد سهل وظيفة الشيوعية العمالية في ايران والمتمثلة في الحزب الحكمتي وابقى على اعتبارها وعلى صوتها مسموعا ليس في ايران فقط بل على مستوى العالم اجمع. ان اليوم بامكان كورش مدرسي او فلان ضمن الشيوعية العمالية في ايران ان يقول شيئا وسيكون هناك من يصغي اليه لان الحزب الشيوعي العمالي العراقي وقف معه. ان اهمية القيادة هي قدرتها على اتخاذ هكذا قرارات في امور بهذه الاهمية و بالسرعة المطلوبة وعدم التريث. أن هذا الحدث لايمكن مقارنته بامور اخرى فعلا طرحت من قبل القيادة من قبل للنقاش داخل الحزب. هذا كان حدثا حساسا ويتطلب ردا سريعا للمحافظة على صفوف الشيوعية العمالية. ولحسن حظنا هذا ما حدث.
("كان من الممكن ان تلعب قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي دورا ماركسيا محوريا مسؤولا في وقف الانشقاق باعلان الحياد التام وتشكيل لجنة من الحزب العراقي لتقوم بالوساطة وتقريب وجهات النظر بين جهتي الانشقاق والضغط بكل قوة الحزب واعضاءه واعضاء الحزب الايراني من اجل وقف الانشقاق والاحتفاظ بوحدة الحزب الايراني ")
اننا هنا لانتحدث عن حزب صديق تربطنا به علاقات او حتى حليف كما يقول رزكار ، بل نتحدث عن حركتنا التي تتطلب منا جميعا موقفا حاسما وسريعا لانقاذ حركتنا من التفكك. وهذا ماقامت به القيادة فعلا.
أن اعلان الحياد التام لم يكن ليحافظ على الحزب الشيوعي العمالي الايراني من الانشقاق بل كان سيضعف الشيوعية العمالية ويقوي اليسار الراديكالي الذي لم يمضي شهرا واحدا بعيدا عن الشيوعية العمالية حتى كشف عن بؤسه وعن سطحيته وعجزه. لقد كان اول فستيفال يعقده هذا التيار تحت اسم المؤتمر نقطة شروع الحقيقية لهذا التيار للابتعاد عن الشيوعية العمالية. لقد عجز عن تقديم شيئا عمليا او جوابا واحدا للاوضاع في ايران. لقد اكتف كعادته باطلاق الشعارات والتهيج و السفسطة السطحية التي لن تنفعه لمدة شهر واحد. أن النضال ضد هول البرجوازية يحتاج الى احزاب منضبطة وقيادة ديناميكية وعمل داخل الجماهير وهذا غير متوفر في ذلك التيار. انه ليس فقط لن يتطور بل اتعجب ان يحافظ على المكانة والقوة التي وهبتها له الشيوعية العمالية. ان العقلية الفرقوية التي دفعتهم الى معاداة الحزب الشيوعي العمالي العراقي لسبب واحد هو اتخاذ موقف ليس لصالحهم واتهامه باليمينية على اساس هذا الموقف هي عقلية غير قادرة على ادارة الحزب. لو كانوا يمثلوا الشيوعية العمالية، لما قاموا بهذه المحاولات لتدمير الحزب الشيوعي العمالي العراقي. لنقدوا واعطوا بديلهم لكوادر هذا الحزب. ان من انتمى الى هذا الحزب قد انتمى باختياره وهو سياسي ولكن هم لم يتعاملوا معنا بهذا الشكل. تخيلوا اننا اناس لانفهم شيء عن السياسة وهي نفس النظرة التي ينظرون بها الى الجماهير. تخيلوا نحن اناس بدون ذاكرة وقدرة على التفكير. ان لم تكن المصالح الفرقوية ما هو الميكانزم والمقاييس التي اوصلت الرفاق سمير نوري وخبات وستار رغم مكانتهم وتاريخ نضالهم الى لجنتهم المركزية؟ كم من البشر في ايران سمعوا بهؤلاء الرفاق. أنها كانت حاجة فرقتهم ونحن قادرون على وعي هذه الحقيقة. كان الاجدر بهم ان يتاعملوا بشكل سياسي اكثر تجاه موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي حتى لو نفترض ان قراره كان خاطئا.
(:مابعد الانشقاق
اعلن الحزب الشيوعي العمالي الايراني – الحكمتي ! جناح كورش مدرسي , واعلن الحزب الشيوعي العمالي العراقي تاييده الكامل له , وقد اثار ذلك الكثير من الاعتراضات والانتقادات من داخل الحزب العراقي وخارجه , اختلفت الاراء المنتقدة في مستواها وحدتها من نقدها لقيادة الحزب العراقي لموقفها المتسرع وبعض منها وصلت الى تاييد الجناح الاخر في الحزب الشيوعي العمالي الايراني - جناح حميد تقوائي - الذي لابد انه يحاول ايضا جر اعضاء وكوادر الحزب العراقي لتاييد مواقفه - ,واتوقع واخشى ان يتطور الصراع الموجود بحيث يهدد وحدة الحزب العراقي ويشل نشاطه الان .)
اطمأن أيها الرفيق رزكار على الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ان وحدته غير مهددة وحركته لن تشل. كما ليس هناك الكثير من الاعتراضات و الانتقادات بل هناك بعض الاعتراضات وهذا امر متوقع لان ما حدث كان حدثا كبيرا بالنسبة للشيوعية العمالية.
ان نواقص الحزب الشيوعي العمالي العراقي وعدم قدرته لحد الان للقيام بالوظائف التي كانت من المفترض ان يقوم بها لم يكن لها علاقة بهذه الاعتراضات. لهذا الحزب مشاكل علينا ان نتخطاها ومنها وجود سنن وتقاليد اليسار الراديكالي الهامشي. ان كل قضيتنا تتمحور حول مدى تحولنا الى حزب شيوعي عمالي بالمعني الذي وضحه منصور حكمت.
"فتح جزء من الاعلام الحزبي العلني لنشر الراي المخالف داخل الحزب بشكل دائمي وخاصة في قضية الانشقاق بما فيهم المؤيدين للجهة الاخرى من الحزب الايراني – حميد تقوائي - باعتبار ان الاعلام الحزبي العلني هو ملك لكل اعضاء الحزب وليس الخط الرسمى - القيادة – فقط"
لاحظ ان كل هذه التوصيات تتعلق بالنقاش الجيد و تبادل الاراء والبحث وغيرها، لانه يتصور ان الانشقاق حدث نتيجة قلة الجدال وتبادل الاراء و الى اخره.
حيث يوصي بفتح جزء من الاعلام الحزبي العلني لنشر الراي المخالف ليس من داخل الحزب فقط بل حتى هولاء اللذين يؤيدون خط حميد تقوائي، الخط الذي يناضل بجد من اجل ارباك صفوف الحزب والحصول علىموقع قدم يمكنه من خدمة طموحاتهم الفرقوية وكأن اعلام الحزب صفحة انترنيتية لمثقفين ويساريين يناقشون فيها افكارهم وليس وسيلة لمخاطبة المجتمع. هل يوجد حزب واحد ليس في الشرق بل في كل العالم ينشر في اعلامه الخاص اراء خط يقف تماما بالضد منه.
( الاعتراف بحق الاقلية في التكتل داخل الحزب وحق اصدار نشراتها الخاصة). (ضرورة احترام الاقلية المختلفة عن خط الحزب الرسمي – القيادة)
اذا كان القصد هو ذلك الجمع الذي خالف القيادة في قرارها فان حقهم مصان في التعبير عن اراءهم وشخصياتهم محترمة وحرمتهم محفوظة. اما هولاء الرفاق الذين اصبحوا اعضاء في الحزب الشيوعي العمالي الايراني الحالي- بعد الانشقاق الذي يود تاسيس فرع له داخل حزبنا، مرة اخرى هم اناس نكن لهم كل احترام ولكن ليس بامكان اي حزب مهما كانت ليبراليا ان يتقبل هذا الامر لان الحزب سيتوقف من ان يكون حزب وسيتحول الى مقهى تتجادل فيه التيارات اليسارية اذا قبل بهذا الشيء. الواجبات والحقوق داخل حزب هي غير الحقوق والواجبات في المجتمع. الحزب هو منظمة توحدنا حول القيام بعمل ما وهذا يتطلب اصول وقواعد وعلى الجميع الالتزام بها. نفس الشيء ينطبق على فريق رياضي او فرقة فنية وغيرها. يجب ان لاتصور التجاوز على الضوابط الحزبية مقياس تطور وانفتاح ذلك الحزب.
مرة اخرى اقول ان شخصيات هولاء الرفاق وكرامتهم محفوطة وليس من حق احد التطاول عليهم ولكن ليس من حقهم البقاء داخل الحزب عندما يقرروا ان يعملوا ضد الحزب بحجة مخالفة القيادة. ببساطة هؤلاء الرفاق عمليا غير مهتمين بوحدة الحزب مهما اقسم على وحدة الحزب. أن الذي يخالف القيادة سيخاطب الكوادر ويشترك في كونفرانس حضره العشرات من الكوادر. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي كأي حزب اخر بحاجة الى مجوعة من الاصول والضوابط لكي يتمكن من اداء الوظيفة الذي اسس من اجلها.
(البدء بعملية التحول الى حزب مؤسسات بدلا من سلطة الكتل والاشخاص وطرح مشروع للنظام الداخلي للحزب – ليس بالمنطق ان يكون حزب عمره اكثر من عشر سنوات ولايملك نظام داخلي الى الان - يحدد صلاحيات بشكل واضح لكل الهئيات الحزبية من سكرتير – منسق - اللجنة المركزية الى العضو العادي, وطرح مشروع برنامج للحزب للنقاش العلني تمهيدا الى مؤتمر يصحح الكثير من الاوضاع الشاذة والسلبية التي يمر بها الحزب والتي اعاقت الى الان في ان ياخذ الحزب الدور المؤمل له في العراق والمشاركة الايجابية في تعزيز التيار اليساري في العراق والذي للاسف الى الان لم يخلق اي شكل من اشكال التفاعل والتنسيق الايجابي بين احزابه ومنظماته ولم يصل الى مستوي المسئولية التى تتطلبها الاحداث في العراق.)
أن للحزب برنامج هو برنامج "عالم افضل" وكان قد تم التصويب عليه في مؤتمر حقيقي للحزب وبمشاركة ممثلي كل تنظيمات الحزب. هل من حزب في العالم كله له برنامج افضل من برنامج حزبنا؟ ام انه لايتماشى مع روح العصر ومستوى تطور المجتمع العراقي الى اخر هذه القوانة المملة التي يحب الحزب الشيوعي العراقي ان يكررها خمس مرات في اليوم.
كما يدعوا الحزب الى المشاركة الايجابية في تعزيز التيار اليساري في العراق. يجب ان يتذكر الرفيق رزكار ان هذه هي وظيفة الحزب الشيوعي العراقي. اننا حزب نسعى الى فصل خطنا عن كل التيارات اليمينية واليسارية البرجوازية و اليسار الهامشي. هذا لايمنع من العمل مع احزاب اخرى من اجل اهداف معينة ومقطعية ولكن ان يكون هدفنا بناء جبهات وائتلافات مع القوى الاخرى بهدف تقوية اليسار فهذا النوع من السياسة ليس لدينا وقت لها.
يجب ان يكون الحزب حزب مؤسسات ولكن بدون ان يكون لهذه المؤسسات اشخاص علنيين يديرونها. كما ان ليس من حق الحزب القيام باي شيئ يحمي تلك المؤسسات من التجاوزات لانه سيصبح بعدها حزب ستاليني وتوليتاري!
وفي الرسالة التي نشرها في النشرة الداخلية للحزب في وقت سابق عندما كان عضوا في الحزب يؤكد رزكار ان السياسة هي فن الممكن. كما يقول " أن يكون طرحه ( اي الحزب) السياسي مناسبا وملائما لبنية المجتمع ودرجة تطوره , ومتلائما مع مستلزمات وحاجات تقدمه وتغيره"
انه يعيد نفس المقولة، وانا متاكد، بنية حسنة، التي تكررها كل الاحزاب البرجوازية لتبرير ملايين الجرائم بحق الجماهير. عندما تسال جلال الطالباني مثلا لماذا تعمل عميلا لمخابرات هذه الدولة او تلك يرد ان السياسة فن الممكن، وعندما تقول لماذا لاتطالب باستقلال كردستان يقول ان الساسة فن الممكن وهي غير مايؤمن به الناس، انتم حمقى ولاتفهمون في السياسة. الا ترون كيف ان تركيا تهدد وايران تتدخل والى اخر هذه القوانة. ويكرر رزكار نفس المقولة التي تكررها الاحزاب الانتهازية مثل الحزب الشيوعي العراقي لكي يبرر الوقوف الى جانب اكثر القوى الرجعية في المجتمع و اكثر القوى وحشية بما فيه امريكا والتفسير هو ان السياسة فن الممكن ونحن الذين لانؤمن بهذه المقولة "العظيمة" لانفهم في السياسة ومراهقين سياسيين! ان من يؤمن ان السياسة هو فن الممكن ويعمل ضمن هذه المقولة فهو ليس له ربط بالشيوعية العمالية. انتهى. عليه ان يقطع كل اماله بتغير الشيوعية العمالية. مثل هذه التوصيات تصلح للحزب الشيوعي العراقي. بما ان الاسلام له نفوذ داخل المجتمع لذا فيجب ان لانناضل ضد الاسلام. وبما ان امريكا قوى عظمى لذا فمن العبث النضال ضدها. وهذه القائمة تطول لتحول الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى الحزب الشيوعي العراقي. ان شخص كان في هذا الحزب لمدة اربعة سنوات كان من المفترض ان يعرف ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو حزب ماكسيمالي ينشد بناء الاشتراكية.
ثم يطرح الرفيق رزكار مجموعة من الملاحظات تحت عنوان ما العمل كوسيلة لحل الخلافات داخل الحزب تصب الكثير منها في تحويل الحزب الى مجموعة من المثقفين الذين ليس لهم هم سوى الخوض في النقاشات الفكرية التي لاطائل من ورائها وليس لها ادنى ربط بالمجتمع.
ان الحزب لديه الكثير من النواقص، ولم يتمكن من عمل الكثير من الامور التي كان من المفترض به القيام بها ولكن ما يهم الرفيق رزكار من خلال نقده هو الفكر، و المناقشة، و النشرة الداخلية وغيرها من الامور التي عمرها لن تساعد الحزب بشيئ. اورد ادناه بعض الفقرات التي وردت في مقالة الرفيق رزكار والتي تحتوي على العشرات من الاراء والعبارات والمصطلحات التي يحتاج الرد عليها عشرات المقالات:
(الاصدار الفوري لنشرة داخلية منتظمة تنشر..... النشرة الداخلية يجب ان تكون دائمية ومنتظمة وان لاتصدر فقط في الازمات) ، (ان يكون للحزب نظام داخلي)، ( ان يلعب دور في تعزيز التيار اليساري في العراق) ، ( هي الامور.
ولابد من تشجيع روح الاجتهاد والتحليل الخلاق بين صفوف أعضاء الحزب، وتحويل الصراع الفكري إلى حوار فكري إيجابي داخل الحزب من اجل تقويته والحفاظ على وحدته )
(اعتقد انه هناك نوع من الجمود الفكري يسود الحزب ألان ,لهذا لابد من إنعاش البحث و التحليل و الحوار داخل الحزب , والاستماع إلى جماهير الحزب.)
(االأشراف على الحوار والنقاش الفكري على مشروع برنامج الحزب وسياساته بشكل حيادي ,بما يخدم الحزب و يقويه ,ومن الممكن أن تشرف على إصدار نشرة علنية لنشر الآراء المختلفة للأعضاء وجماهير الحزب المتعلقة بالجوانب الفكرية و السياسية ,و الأشراف على إصدار نشرة داخلية ,تختص بمناقشة المسائل الداخلية و التنظيمية للحزب.)
(وأن يكون الكادر مستعدا للعمل في سبيل الطبقة العاملة و غدها الشيوعي بأي ثمن وأن يتصف بدرجة عالية من نكران الذات لخدمة مبادئه ,وأن يفكر بمسؤولية عن ضمان حياة وسلامة رفاقه في حربنا أمام عدو طبقي شرس.)

(يجب التركيز على المنحدر الطبقي في اختيار الكادر القيادي وتنشئة كوادر عمالية قيادية. الكادر يجب أن يكون قد استوعب النظرية الماركسية ,وأن تكون له قدرات خلاقة لتحويلها إلى تطبيق يومي ,وليس [ كادرا مثقفا ] لا يستطيع غير ترديد نصوص و كليشات جاهزة لكل الحالات و يضعها في غير محلها إما لغباوته أو لانفصاله وانعزاله عن حياة الجماهير الكادحة و هؤلاء لهم دور سلبي كبير على حركة و تطور حزبنا الان.على الكادر أن يتعلم كيف يدمج النظرية بالعمل الثوري الخلاق , وتحويلها إلى ممارسات يومية خلاقة للتعامل مع المجتمع في سبيل تغيره)


ففي هذه الفقرات عشرات الافكار التي ليس لها اي ربط بالمجتمع، كما انها في تناقض تام مع مبادي الشيوعية العمالية ولكنني ساكتفي بهذا القدر لان الرد على كل هذه الطروحات التي هي هم اليسار التقليدي اكثر من كونها مسائل تهم حزب سياسي تحتاج كما قلت الى الكثير من المقالات.
ارجوا ان لايسئ فهم ماقلته هنا. ان مااقوله هو ليس تهمة لاحد وليس شتم او تشهير بل هذه حقيقة اذ ليس كل اليسار في العراق وحتى كل اعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي شوعيون عماليون. عندما اصف احدا بكونه يسار هامشي لايقصد بها اهانة لشخصه بل يقصد بها وصف للتوجه السياسي والفكري لهذا الشخص وهذا ليس تهجم. ان احاول ان اوضح الفرق بين الشيوعية العمالية والشيوعيات الثورية التي طغت منذ ثورة اكتوبر.


**********************
لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجزء الاول- رد على رزكار عقرواي
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=24828


حافظوا على وحدة حزبكم ,نداء الى الرفاق في الحزب الشيوعي العمالي العراقي
رزكار عقراوي
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=23007

#توما_حميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات