أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد يعقوب الهنداوي - ماهي الشيوعية... ولماذا ترتعب منها الفاشية الدينية الى هذا الحد؟ (1)














المزيد.....

ماهي الشيوعية... ولماذا ترتعب منها الفاشية الدينية الى هذا الحد؟ (1)


محمد يعقوب الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 02:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ماهي الشيوعية...
ولماذا ترتعب منها الفاشية الدينية
ويكرهها رجال الدين الى هذا الحد؟


(1)

الشيوعية فكرة تمثل حلم الإنسانية بالعدالة والمساواة والتحرر من الخوف والعنف والعنصرية والتمييز.

هذا الحلم الانساني لم يكن يوما حكرا على قوم أو أمة أو حزب أو عصر، بل تجلى بأشكال مختلفة تنوعت مستويات تطورها ونضجها وفقا للظروف المادية والمراحل التاريخية والنضج الفكري الذي أحاط بكل تجربة من تلك التجارب الإنسانية وظروفها المحددة في الزمان والمكان...

ووفقا للتاريخ المؤكد والمدوّن المكتوب، فإن الكثير من المثقفين والفلاسفة في الغرب، كما في الشرق، طرحوا وناصروا أفكارا مشابهة لفكرة الشيوعية.

ففي القرن الرابع قبل الميلاد، وضع الفيلسوف اليوناني أفلاطون تصورا في كتابه "الجمهورية" جعل فيه الملكية عامة لكل أفراد المجتمع لكي يبعد عن طبقاته التناحر فيما بينها على ملكية العقارات ووسائل الانتاج، ونجد عند افلاطون الكثير من مبادئ الشيوعية البدائية، بمنطق عصرنا.

وعلى خطى افلاطون سار الفيلسوف الفارابي في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة".

وفكرة المدينة الفاضلة، لدى افلاطون والفارابي ومن سار على خطاهما من المفكرين والفلاسفة، تقوم على مدينة يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أرقى وأكمل الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد والروتين ومن غير تسويف وبعيداً عن سوء التعامل. وهي مدينة مختلفة عن كل مدننا ليس في المظهر العمراني فقط بل في كل شيء، في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص.

والمدينة الفاضلة مقترح لمدينة أساسها الإنسان نفسه سواء كان مسؤولاً أو موظفاً أو عاملاً أو فردا عاديا يحتاج الى خدمات "الدولة"، كبيراً أو صغيراً، رجلاً أو امرأة، مواطناً أو مقيماً، بكل ما تحمله كلمة "الفاضلة" من معانٍ سامية، في كل مكان من الشارع الى العمل الحكومي وفي العمل الخاص والمراكز التجارية وفي الأسواق وفي الجوانب الخدمية، وغيرها....

وإبّان الثورة الصناعية في أوروبا، قامت الكثير من التجارب والتمردات والمبادرات التي قادها ودعا اليها قادة ومفكرون ممن سئموا الانحطاط والاضطهاد واللهاث اللا نهائي وراء لقمة العيش، وسعوا الى تأسيس تجارب مجتمعية "فاضلة" وفقا لمفاهيم كل واحد منهم وظروفه ومعطيات الواقع الذي اجتهد لإصلاحه.

وفي تاريخ الفكر الغربي، بشكل عام، كانت فكرة "المجتمع" Community مبنية على الملكية المشتركة Communism كخطوة أساسية نحو إلغاء الظلم.

وتلك الاعتقادات، التي كان حافزها الرئيسي رفض الظلم والتمييز، تعود لعصور قديمة جداً، ومن الأمثلة على ذلك ثورة سبارتاكوس (قائد العبيد الثائر) في روما.

أما في الشرق فقامت حركة "مزدك" في القرن الخامس في بلاد فارس (إيران الحالية) كحركة شيوعية (بدائية أيضاً) تحدّت سلطات الطبقات المهيمنة من النبلاء ورجال الدين.

وعلى خطى المزدكية قامت لاحقا حركات ثورية عديدة منها حركة بابك الخرّمي (في منطقة خرّم آباد بإيران الحالية)، والذي نشأت صداقة قوية بينه وبين الامام إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تأثر به وبأفكاره وتجربته الى حد بعيد ودعا الى نقل التجربة الى الفكر الشيعي. لكن معارضة حاشية أبيه (جعفر الصادق) أدت الى عزل اسماعيل وحرمانه من "حق" الإمامة (الوراثي)، ومن ثم انشقاق اسماعيل وتأسيسه الحركة الإسماعيلية التي تفرعت عنها لاحقا حركة القرامطة التي وصفت، من قبل الكثير من المهتمين، بأنها أنضج التجارب الشيوعية في الشرق القديم.

ثم تبعها، فيما بعد، الحشاشون (وتعني الكادحين الأجراء العاملين في الزراعة)، بقيادة الحسن الصباح، الذين امتدت دولتهم على بقاع الهلال الخصيب من أواسط إيران الى البحر المتوسط مرورا بشمال العراق وكل ما يعرف بمناطق كردستان اليوم في إيران والأناضول (تركيا) والعراق وسوريا ولبنان، وخلفوا فيها عددا من القلاع التي اشتهروا بها منها قلعة مصياف وقلعة صافيتا في الشام ولبنان، الباقية الى اليوم.

وكانت فكرة الشيوعية أيضا محور أعمال الكاتب الإنجليزي توماس مور الذي عاش في القرن السادس عشر، ففي كتابه "يوتوبيا" (1516) قام مور بتصوير المجتمع مبنياً على التشارك بالملكيات.

كما أن الديمقراطي الاجتماعي والباحث السياسي الألماني ادوارد برنستين جادل في مقالته "كرومويل والشيوعية" عام 1895 بأن بعض الجماعات في الحرب المدنية الإنجليزية كانت تعتنق الشيوعية بوضوح.

وظل نقد فكرة المُلــْـكية الخاصة مستمرا حتى عصر التنوير في القرن الثامن عشر من قبل مفكرين مثل جان جاك روسو في فرنسا وفلاسفة وعلماء اقتصاد كبار في ألمانيا وانكلترا وفرنسا وغيرها.

وبعد الثورة الفرنسية برزت الشيوعية كعقيدة سياسية تمثلت في تيارات سياسية عديدة أبرزها الباكونينية (نسبة الى باكونين) والبرودونية (نسبة الى برودون) وغيرها.

ووصف كارل ماركس هؤلاء الاصلاحيين ودعواتهم بأنهم "اشتراكيون طوباويون" (أي حالمون بتطبيق "اشتراكية خيالية") وجعل منهم نقيضا لبرنامجه "الاشتراكي العلمي".


* * *



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ح ش ع والمسألة الكردية (14)
- هيام
- ح ش ع والمسألة الكردية - تسليم قيادة الجماهير للرجعيين (13)
- بَوْحُ الصنوبر
- ح ش ع والمسألة الكردية - الانقلاب على الجماهير ومعاداة طموحا ...
- بَيْنَ يَدَيْك يَهيمُ الهَوى
- ح ش ع والمسألة الكردية - من التحريفية الى الخيانة (11)
- ماذا يَظِنُّ الياسَمِينُ
- خائفٌ مِنْكَ عَلَيْكْ
- ح ش ع والمسألة الكردية - من المبدئية الى التحريفية (10)
- الديمقراطية للعراق و ... الحكم الذاتي لكردستان (الحلقة 9)
- تَوَهّمْتُ فيك شِراعي
- القيادات السياسيّة الكردية هجينة مشوّهة التكوين مزدوجة التبع ...
- لُبْنى
- أُمّي
- الحركة الكردية المسلحة (الحلقة 7)
- الثقافة الكردية والنزعة القومية (الحلقة 6)
- اسْرجِي لَوْعَتي إنّني أَوّلُ العابِرين
- ممنوعون من التطور أم عاجزون؟ (1)
- رَضعْتُ النّارَ مِنْ ثَديِ الثُريّا فأرّقَني سطوعُكِ في عِظا ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد يعقوب الهنداوي - ماهي الشيوعية... ولماذا ترتعب منها الفاشية الدينية الى هذا الحد؟ (1)