أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فينوس فائق - البرلمان الشيعي الهولندي تجمع طائفي أم وطني؟















المزيد.....

البرلمان الشيعي الهولندي تجمع طائفي أم وطني؟


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:16
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


رغم الضجة التي اثارتها قضية الطالب الإمام إبراهيم محمد الذي رفض أن يمد يده لمصافحة وزيرة الهجرة الهولندية (فيردونك) أثناء تسليمها شهادة التخرج له ، بدعوى أنه لايجوز حسب التعاليم الاسلاميه مصافحة نساء غريبات في حين قالت الوزيرة انها وعلى الرغم من كونها سيدة الا ان صفتها الرسمية كوزيرة يجب ان تقدم على سائر الصفات.
إلا أن الدكتور محمد سعيد الطريحي رئيس البرلمان الشيعي الهولندي في هولندا كان له وجهة نظر مخالفة لرجل الدين الذي رفض مصافحة الوزيرة ، فقال: "أن هذا الشيء لا يعبر عن الشيعة كلهم او المسلمين جميعاً ، و هي ليست مشكلة الجميع ، نحن هنا في هولندا اللتي هي بلد أوروبي ، نعتز بأصولنا و مذاهبنا و إنتماءاتنا ، لكن هناك أمور تدخل في باب اللياقة و آداب التعامل مع الغير ، ومع ذلك نحن نحترم كل شخص في معتقداته و عاداته ، و ما إرتضاه لنفسه من سلوك إعتاد عليه في حياته."..
فتناولت أغلب الصحف الهولندية الخبر بالكثير من الأهمية صبيحة اليوم الثاني لتوزيع الشهادات ، على إعتبارها المرة الثانية التي تحدث فيها مثل هذه الحالة و تحديداً لوزيرة الهجرة الهولندية (فيردونك) ، حيث أن نفس الشيء حدث من قبل إمام في مدينة تيلبورغ الهولندية عندما رفض مصافحة الوزيرة اثناء لقاء لهما في مناسبة في سوستبرغ..
لكن الملفت للنظر و الشيء الذي لم تتناوله الصحف الهولندية هو أن الإمام إبراهيم محمد لم يكن الوحيد الذي رفض مصافحة الوزيرة ، و إنما عدد تجاوز الستة أو السبعة من الطالبات (النسوة المحجبات) ممن شاركن في الدورة و حضرن لتسلم شهاداتهن ، إمتنعن عن مصافحة البروفسور الهولندي (فان كوننكسفيلد) و الدكتور محمد سعيد الطريحي نفسه الذان كانا يقفان على جانبي وزيرة الهجرة أثناء توزيع الشهادات ، الشيء الذي بالنسبة لي كانت أكثر من ملفت للنظر، و نفس الشيء دافع الدكتور الطريحي عنه و قال: "أن هذه الأشياء لا تعبر بالضرورة عن أهداف البرلمان الشيعي و لا عن كل الشيعة و لا حتى عن كل المسلمين و إنما هي سلوك يختص بكل إنسان بحسب تكليفه الشرعي"..
يكتسب البرلمان الشيعي الهولندي طابعاً دينياً و مذهبياً من خلال تسميته و من خلال إطلاعي لموقعه على الإنترنت ، و هذا ما دافع عنه رئيسه الدكتور محمد سعيد الطريحي وقال: "أنها منظمة لجميع الشيعة العراقيين و من غير العراقيين أيضاً و هي تقيم نشاطاتها لكل فئات الجالية العراقية بدون إستثناء ، لكن رغم ذلك كان من بين الطلبة الذين شاركوا في الدورة كان سني كوردي"..
و يبدوا ذلك واضحاً من خلال أهداف البرلمان و حسب ماهو موجود بشكل تفصيلي أكثر على الموقع الخاص بهم على الإنترنت: هو تحسين موقع الشيعة و تطوير شخصيته في المجتمع الهولندي ، و توفير الرعاية الروحية و الدعم المادي لهم ، وتقديم المشورة لما يتعلّق بوضع الطائفة الشيعية ، و تشجيع أصحاب الكفاءات العلمية وتطوير قدرات أبناء الشيعة .. هذه الأهداف كلها التي و كما هو مكتوب تركز بشكل أساسي على الطائفة الشيعية دون سواها من الإنتماءات القومية و المذهبية الأخرى من أبناء الجالية العراقية المقيمة في هولندا و ليس هناك ذكر لأي طائفة أو عرق أو مهذب آخر .
فعندما دعيت من قبل إدارة البرلمان الشيعي الهولندي في هولندا ، لحضور حفل توزيع الجوائز على الطلبة الذين شاركوا في الدورة التأهيلية و الإندماج للأئمة و معلمي القرآن و اللغة العربية في جامعة لايدن الهولندية ، بحضور وزيرة الهجرة الهولندية (فيردونك) وعدد من الشخصيات و نواب البرلمان الهولندي و 12 سفير من سفراء الدول العربية و الأوروبية ، بضمنهم السيد سيامند بنا سفير العراق في هولندا ، عندما تلقيت الدعوة لم أتردد في الحضور لعدة اسباب من أهمها تلك الرغبة الكبيرة للتعرف على نشاطات هذه الطائفة هنا و من خلال هذه المنظمة ، و أيضاً لكي أتقرب أكثر من أصحاب هذا المذهب الذي لطالما كنا بعيدين عن بعضنا البعض بسبب ممارسات الطاغية صدام حسين و التفرقة التي كان يزرعها بين صفوف أبناء الشعب ، ففي عهد الدكتاتور كان هناك عرب و كورد و إنتماءات أخرى ، لكن كانت هناك شعارات مثل "أمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة" أصبنا بالقرف من جراء ترديدها بإستمرار، لم نكن نتمكن من أن نعرف فيما إذا كانت هذه الشعارات تعبر عن إيمان كل العرب العراقيين بكل مذاهبها ، أم أنها كانت فقط نتاج فكر الفاشي السلفبعثي و من يحملونها من أزلام الدكتاتور ، فلطالما ألحقت كوردستان بالعراق لابد من القول بأن العراق بلد متعدد القوميات و كما هو متعدد الديانات و متعدد المذاهب ، فكان صدام حسين قد زرع نوع واحد من الحقد بين صفوف أبناء البلد ، و الكراهية بين العرب و الكورد و تجاهل القوميات و الأقليات الأخرى..
أما اليوم فإن مسؤولية لم الشمل من جديد و تطيب الجراح بقدر ما تقع على عاتق الحكومة و مؤسساتها في الداخل ، فإنها تقع على عاتق المؤسسات و المنظمات الثقافية و ألإجتماعية العراقية التي من نوع البرلمان الشيعي الهولندي الذي يعتبر نفسه واجهة دينية حضارية تمثل العراقيين الشيعة في هولندا و يدعوا إلى لم شمل العراقيين بكل إنتماءاتهم تحت مظلته..
العراقيون في المنافي اليوم يلعبون دوراً وطنياً أخر ، و هو بناء ما سخر صدام حسين كل طاقاته لتدميره ، و صياغة أبجدية جديدة للأخوة بين أطياف الشعب العراقي سواء داخل العراق أو في المنافي قائمة على مبدأ التسامح و رمي الماضي وراء الظهور بكل معاناته..
ينشط العراقيون في مختلف المجالات التي الهدف منها لم شملهم في المنافي ضمن العديد من المؤسسات و المنظمات الثقافية و ألإجتماعية ، مستغلين الأجواء الديمقراطية التي توفرها هذه البلدان و الحكومات الأوروبية ، من أهم هذه المنظمات هي مظلة البرلمان الشيعي الهولندي التي هي جامعة أو مظلة للعديد من المؤسسات و المنظمات الخاصة بالمجتمع المدني العراقي على غرار تجربة الأوروبيين في هذا المجال..
و هي و حسب قول الدكتور محمد سعيد الطريحي مستقلة لا تتبع اي خط حزبي معين ، بل هو تجمع طائفي أكثر منه وطني ، و حتى أنها لا تتبع السفارة في أي شيء مثلما أكد على ذلك الدكتور الطريحي ، حيث أن البرلمان تأسس حتى قبل فتح السفارة العراقية و إستئناف أعمال السفير العراقي في هولندا ، حيث تم الإعتراف من قبل وزارة العدل الهولندية منذ كانون الثاني 2005 بشكل رسمي و ان أعماله و نشاطاته يتم دعمها مادياً من قبل وزارات و مؤسسات حكومية و أهلية هولندية ، لذلك يعتبرون أنفسهم مستقلين عن السفارة و أنه لا يتلقى أي دعم من السفارة و إنما يقوم بإقامة نشاطاته بإستقلال و بدعم مباشر من الحكومة الهولندية ، لكن حتى ذلك لا يبرر عدم الترحيب بحضور سفير العراق في حفل توزيع الجوائز ، حيث أن أحد الحاضرين في الحفل برر ذلك بأن 12 سفيراً آخرين كانوا حاضرين في الحفل ، في حين أن عدد السفراء الحضور كانوا إثنان من أصل 12 وجهت لهم الدعوة ، الباقين كانوا إما دبلوماسيين أو سكرتير السفراء ، فهذا الشيء أيضاً كان أكثر من ملفت للنظر بالنسبة لي ، حيث أنه و حتى في حال وجود مئة سفراء ذلك لا يبرر عدم الترحيب بسفير البلد الذي تنتمي إليه ، لأنه في مقام رئيس الحكومة في البلد الذي نقيم فيه ، ترى هل لأن السفير كوردي و سني ، و إلا هل لو كان السفير عربي و تحديداَ شيعي كان ممكن أيضاً عدم الترحيب به بدعوى أنه سفير مدعوا مثل باقي السفراء ، بغض النظر أنه سفير بلدك؟..
و هذا ما لمسته من خلال الفلم الوثائقي الذي عرض أثناء حفل توزيع الشهادات ، و الذي تناول بدايات تأسيس البرلمان بدون الإشارة لا من قريب و لا من بيعد إلى دور السفارة العراقية في هولندا لا من قريب و لا من بعيد و هذا ما أكده لي ايضاً بدوره في حديثي معه الدكتور محمد سعيد الطريحي عبر الهاتف بعد الحفل بعدة ايام..
أما فيما يخص الأموال المختصّة بالمراجع الدينية أو من يخولونهم باستلام الأموال الشرعية من المؤمنين في هولندا كأموال الخمس والكفّارات والنذور والتبرعات ذات الهدف الديني ، فحسب ما موجود من معلومات على الموقع الألكتروني الخاص بهم لا علاقة لهم بهذه الأموال.
بعد كل هذا إتصلت بالسيد سيامند بنا سفير العراق في هولندا ، الذي كان حاضراً في مراسيم تسليم الشهادات ، و رغم كل شيء أثنى على جهود إدارة البرلمان و ذكر بالإسم الدكتور محمد سعيد الطريحي و إبنته زينب الطريحي الذي تنبأ لها بمستقبل مشرق و باهر في هولندا و توقع لها مناصب عالية في المصتقبل و توقع للبرلمان بشكل عام من خلال نشاطاته مستقبل جيد..
ففي النهاية خرجت من هذا كله أن وجود مثل هذه المنظامت ضرورية جداً في أوروبا ، خصوصاً هذه المنظامت التي تعكس الوجه الحضاري للدين الإسلامي و المذاهب المختلفة لها ، و ليس تلك الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام مستقاة من الواقع المتدهور داخل العراق ، الصورة السلبية التي تجسدها زمر الإرهاب و التي تنقلها مشوهة إلى العالم الخارجي.
مهمة هذه المنظمات تصحيح هذه الصورة و تجميلها قدر الإمكان ، لذلك فهي مهمة كبيرة و معقدة..



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يحق للنساء العضوات في البرلمان سوى التصفيق للرجال
- سياسيون أم قطاع طرق ؟؟
- هذه المرة قناة الجزيرة تمارس الإرهاب العاطفي على الشعب العرا ...
- الصحافة الحرة و حرية الصحافة
- و إذا المؤنفلة سُئلت بأي ذنب أُنفلت؟
- المثقف و السلطة...علاقة معقدة و ثورة خفية
- ثقافة الشتم و السب الألكتروني
- بين عاشوراء وعيد الحب لوحة حب لن تكتمل
- هذا ما فعله التقسيم
- مع و بدون تعاون إخواننا العرب في هولندا حكم على فرانس آنرات
- الأدب النسوي مصطلح لتهميش إبداع المرأة
- مقالات مجاملة أم جبر خواطر أو تمشية مصالح
- ماذا جاء يعفل عمرو موسى في كوردستان؟؟
- الفضائيات الكوردستانية ، هل هي فضائيات كوردية أم عراقية؟؟
- الليلة ينام القمر في عيوني
- الكورد و المرأة و أشياء أخرى في الدستور العراقي
- أخطاء لغوية ... أخطاء سياسية
- المحامية بشرى الخليل تمارس الإرهاب العاطفي على الشعب العراقي
- مسودة الدستور العراقي وضع النقاط على الحروف أم إسقاط النقاط ...
- التنازل عن حق تقرير المصير بخط اليد ،يعني أن الكورد قاصر و ي ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فينوس فائق - البرلمان الشيعي الهولندي تجمع طائفي أم وطني؟