أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فينوس فائق - التنازل عن حق تقرير المصير بخط اليد ،يعني أن الكورد قاصر و يحتاج إلى وصاية و الله المعين














المزيد.....

التنازل عن حق تقرير المصير بخط اليد ،يعني أن الكورد قاصر و يحتاج إلى وصاية و الله المعين


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 09:54
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن لنبأ تنازل الكورد عن حق تقرير المصير وقع الصدمة في نفسي صباح اليوم الأحد المعروف بأنه من الأيام الكئيبة في الأسبوع ، لأنه يتوقف فيه النشاط الإنساني بإسم كذبة أخذ قسط من الراحة ، في حين أن نفوسنا لا ترتاح و لا تهدأ مع سماعنا بهذه الأنباء التي تسم الأبدان و تجعلها تصاب بالقشعريرة ساعة بساعة.. فالذي حز في نفسي أن ما تنبأت به قبل عدة شهور أثبت صحته ، مع أنني لست بنبية و لا أفهم شيئاً في السياسة و التحليل السياسي ، وحتى أنني أجهل كيف تصنع كراسي الحكم و من أي خشب تصنع تلك الكراسي ، و أجهل كل ما يمت بصلة إلى كلمة برلمان و فيدرالية و حقوق و كيفية توزيع المناصب الحكومية و الحقائب الوزارية و لا حتى أعرف ماذا تحتوي هذه الحقائب و كيف تقوم الحكومات و تسقط ، و حتى أجهل ماذا تعني المفاوضات السياسية و الأجندات السياسية ، و أجهل أيضاً تعريفاً بيسطاً لمعنى كلمة الديمقراطية و الحقوق الإنسانية و تحقيق العدالة و المساواة ، و أجهل أيضاً أن تكون حاكماً كيف تكون عادلاً و كيف تدافع عن حقوق من منحوك ثقتهم و تعود إلى مشورتهم في إتخاذ القرارات التي تخص مصير و مستقبل من تنوب عنهم أمام الله و الضمير الإنساني !!
لكنني تنبأت و بسذاجة أن الكورد هذه المرة سيخرج من المولد فعلاً و بإصرار بلا حمص ، كما قالها العقيد معمر القذافي ذات مرة ، و يا ليته كان حمص فقط ، إنه حق تقرير المصير ، و أي مصير؟؟ لكن ما ظل حسرة في نفسي أن أسأل أحد المسؤولين الكورد من كلتا الإدارتين: و متى كان الكورد صاحب حق حتى يتنازل عنه؟ ثم كيف تتنازلوا عن مطلب دون العودة إلى كلمة الشعب؟ و لماذا تنازلوا ؟ و إذا عرف السبب بطل العجب و لا حتى أريد أن أعرف السبب لأن ما من سبب يمنح الإنسان الحق بأن يتنازل و في لحظة هكذا و في غفلة من الشعب عن أهم مطلب من مطالبه التأريخية..
كان الكورد منذ القدم و حتى اليوم يُجبر على التنازل ، لكن الفرق هو أنه عندما كان يتنازل بالأمس كان يتنازل من موقع الضعيف المحتل ، غير أنه اليوم يتنازل و هو في موقع القوي ، يتنازل و كل العالم على علم بعدالة قضيته ، يتنازل و هو يشارك بنفسه في صياغة الدستور أي أنه يلغي بخط يديه أكبر حق من حقوقه ، و هو حق تقرير المصير و تلك هي قمة الضعف و المأساة ، هذه ليست سوداوية و لا تشائم ، بالعكس هو واقع مر و تنبئنا له منذ شهور و شهور..
حسب علمي أن تقرير المصير هو نهاية مطاف الحقوق الإنسانية و السياسية و القومية و التأريخية التي ناضل من أجلها الكورد و ضحى من أجله بخيرة ابناءه شهداءاً طوال سنوات من الكفاح و النضال المسلح من أجل تحقيق قدر من الكرامة القومية و الوطنية على أرض أجدادنا ، فأن تتنازل عن حق تقرير المصير تعطي الذريعة الكافية لكي تُسلب حقوقك الواحد بعد الآخر و بشكل منتظم ، فإذا لا أملك أن أقرر عن مصيري ، فذلك يعني كتحصيل حاصل أنني قاصر و لست أهلاً لأن أحكم نفسي..
لا أدري أي حق سيحصل عليه الكورد بعد أن تخلى عن حق تقرير المصير ، و بعد أن قبل بأن يكون الدين الإسلامي هو أساس التشريع في الدستور العراقي ، ذلك الدين الذي قُمعنا و قُتلنا (بضم القاف) و أحرقت قرانا بإسمه في الماضي القريب ، فهاتين النقطتين تكفيان لقمع الشعب الكوردي بحضارية و أمام أنظار العالم و الكورد هم الدين سلموا العراقيين العصا التي سيُضربون بها مرة أخرى و أمام أنظار العالم ..
فكل الجرائم البشرية الكبرى في التأريخ حدثت تحت إسم الدين و اليوم زاد الكورد عليها ذريعة أخرى بتنازلهم عن حقهم في تقرير المصير ، أعود و أسأل و بإصرار هل عاد القادة الكورد إلى إرادة الشعب الكوردي عندما تنازل عن أكبر حق من حقوق الكورد؟ و بإسم من أعلنوا ذلك التنازل؟ و هل يتصور القادة الكورد أنهم بذلك حققوا العدالة للشعب الكوردي؟ و هل أن التنازل عن حق تقرير المصير سيحفظ كرامة الكورد بعد الآن ، حسب علمي أن التنازل عن حق تقرير المصير ليس أقل قسوة من التنازل عن الكرامة الإنسانية و القومية داخل بلد عدنا نعيش فيه مُجبرين.
و هنا لابد من الإشارة إلى الموقف الأمريكي الذي تغير بين ليلة و ضحاها ، الأمريكان الذي ظن الكورد قبل الكل أنه حريص على حقوقنا و أنه الحليف الأقوى لنا في التأريخ ، الأمريكان الذين هم أصحاب فكرة الإرهاب و زرع بذورها في المنطقة كلها ، ليلعبوا دور المحارب المخلص للإرهاب ، هاهم يتنصلون كعادتهم من وعودهم مع الكورد ، و الذي ظن البعض أن الكورد هو الطفل المدلل لأمريكا ضمن خارطة العراق ، و ها هو يعطي ظهره للكورد من أجله إبنتها البكر الشيعة شقيقة الجارة إيران ، لأن أمريكا تحتاج إلى دول و لا تحتاج إلى أرض مقسمة بين أربعة دول ، تحتاج إلى الدول التي تتقاسم كوردستان و لا تحتاج إلى كوردستان المقسمة ، تحتاج إلى الذئب و لا تحتاج إلى الفريسة ، هكذا هي السياسة ، لا أمان في السياسة و الذي سبق و وصل إلى حظن أمريكا نابه النصيب الأكبر من الحقوق و من النفط فالواردات التي سيجنيها العراقيون من النفط العراقي سيحصلون على نصيبهم منها من جيب أمريكا ، فلا أعتقد أن هناك آذاناً بعد اليوم ستصغي إلى الكورد و لا إلى مطالب الكورد ، و حتى كركوك بالإمكان منذ الآن قراءة الفاتحة عليها خصوصاً بعد أن أفتى بشأنها آية الله السيستاني بعد طول صمت كأنه جص نبض و عاد مكتبه ليكذب الفتوى ، و يليها مباشرة التنازل التأريخي الكبير ، و كأنه إنذار بإن التنازلات الكبيرة تجر وراءها تنازلات أكبر و كركوك هي المحطة القادمة في التنازلات الكبيرة و أتمنى أن أكون مخطئة..



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سادة الدستور يصاغ مرة واحدة لا تستعجلوا
- دور الثقافة في تثبيت حقوق المرأة ديمقراطياً في الدستور العرا ...
- كاد الخوف يقتلني
- بعض الأمهات الأمريكيات يرفضن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب
- مؤتمرات الدستور تنهي اعمالها في لندن
- كلام في الإرهاب
- هل سينتهي فكر البعث بتغيير العلم؟ و هل يجب صياغة الدستور الد ...
- مدارات نسوية
- اسئلة في الثقافة
- إغتيال الخزنوي بداية مرحلة جديدة من نضال كورد غرب كوردستان
- هل يجب على (علي بابير) أن يقرأ القرآن على مسامع أزلام صدام
- لا إله إلا الله
- هل جريمة الأنفال هي قضية تخص الكورد فقط؟
- المجرم المناسب في المكان المناسب
- كلمة في الصحافة الكوردية في مناسبة مرور 107 عام على صدور أول ...
- أكذوبة -وراء كل رجل عظيم إمرأة-
- الثابت و المتغير في السياسة
- قبة البرلمان و ما أدراكِ ما قبة البرلمان
- في ذكرى 8 مارس هذا العام. الرجال في الشرق يفضلونها ساذجة-
- الخطوة الأهم هي الوصول إلى السلطة السياسية


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فينوس فائق - التنازل عن حق تقرير المصير بخط اليد ،يعني أن الكورد قاصر و يحتاج إلى وصاية و الله المعين