أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فينوس فائق - مدارات نسوية














المزيد.....

مدارات نسوية


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 10:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


توقيع أنثى*
مدارات نسوية
النتاج الثقافي عند كل شعوب الأرض هو شأن أو ميدان يخص الجنسين على حد سواء ، و بالتالي لا يجوز تجزأته و توزيعه على خانات ، الأدب كونه نتاج إنساني شامل يخص المرأة كما يخص الرجل ، فمن غير المنطقي تجزأته و إطلاق تسميات أخرى على أجزاءه كأن نقول أدب نسائي ، لأننا لو فرضنا جدلاً بوجود أدب نسائي لكان علينا أن نفترض مسبقاً بوجود أدب رجالي ، إذ من الممكن القول بأدب عمالي ، أدب إنكليزي أو عربي أو أدب الأطفال أو حتى أدب أمريكا اللاتينية ، لكن من غير الممكن أن ندعي بوجود أدب خاص بجنس معين ، ونقسمه على خانات على أساس الجنس ، و بالتالي نكتب على إحدى الخانات عبارة "الأدب النسوي" ، فلو سلمنا بوجودة أدب نسوي ، أكون قد إعترفت جزافاً بوجود مجتمع أبوي و قبولي بفكرة سيادة السلطة الذكورية في مجتمع قائم على اساس نظرية أن الكون مذكر.. فالمناداة بوجود أدب خاص تكتبه النساء و إدراجه قسراً تحت خانة و تسميتها عنوة خانة الأدب النسوي ، ذلك في حد ذاته إجحاف في حق المرأة ، و عزلها عن العالم الذي يتمرغ فيه الرجل كيفما يشاء ، فإما أن أكون أو لا أكون ، و كوني أريد أن أكون ، لابد أن "أكون" على الأرض التي يوجد عليها الرجل و ضمن الدائرة التي يكتب فيها الرجل ، و أكتب بنفس القلم و على نفس الورقة ، و أن أبدع ضمن نفس الدائرة ، و عليه فإن الأدب عطاء إنساني ، يكتبه الرجل و المرأة على حد سواء ..
المناداة بتخصيص خانة للأدب النسوي ناتج عن عقدة أزلية تسمى بـ"بعقدة الأنوثة" الناتجة عن فكرة أن المجتمع لم يعطي المرأة حقها في الكثير من المجالات و خصوصاً في مجال الأدب ، و ذكرها دائماً في الهامش من نتاجات الرجل الأدبية ، في حين أنه لم يطلق الرجل يوماً على نتاجه الأدبي إسم "الأدب الرجولي أو الذكوري" ، لكن محاولة تثبيت مثل ذلك المصطلح في القاموس اللغوي و الأدبي ماهو إلا جزء من نضال المرأة ضد الفكرة الذكورية السائدة في المجتمع و التي تستحوذ على كل مجالات الحياة و منها الأدبية ، لكن الذي يجب أن نؤكد عليه أن زمن الجبهات المنعزلة قد باتت في حكم التقليد البالي و غير المستحب في هذا الزمن الحافل بالتكنلوجيا الذي هو إنجاز بشري لا يقتصر على الرجل ، فالتكنلوجيا هي نجاح علمي ذكوري و نسائي على حد سواء ، فلو دعيتُ إلى عزل خانة للأدب النسوي أكون و بشكل غير مباشر قد تخليت عن حق من حقوقي داخل المنظمومة الإجتماعية التي هي أكبر من مجرد تسمية..فبدل القول بكتابات نسوية الأجدر أن نقول نساء كاتبات أو نساء أديبات ، و قد آن الأوان لإلغاء تلك الفكرة من طروحاتنا و حذفها من القاموس الأدبي ، لأن الأدب كنتاج هو ملك للمرأة و الرجل على حد سواء على إعتبار أنني أنادي بالمساواة في كل المجالات ، و بالتالي لن أتساوى بالرجل مالم أقف إلى جابنه ، بل أقتحم عليه مجال الأدب كإنسانة قبل أن أكون أثنى.. و الإبداع الأدبي عالم واسع من غير المعقول أن أتحرك داخل جزء منه تحت تسمية الأدب النسوي و أترك الباقي للرجل ، لأنه سيتجزأ تأريخ الأدب أيضاً على خلفية ذلك التقسيم القسري للأدب و يكون هناك تأريخ لا يتطرق إلى الإبداع النسوي و تأريخ آخر لا يتطرق إلى إبداع الرجل و تنقطع كل الأواصر الإنسانية بين الأدبين ..
من الطبيعي أن هناك آراء مختلفة حول هذه الإشكالية ، و إن الإدعاء بوجود أدب نسوي هو دعوة صريحة بعزل المرأة عن الرجل و الحيلولة دون منافستها للرجل ، أي أن يتفرد الرجل بالمساحة الأعظم من ذلك النتاج الإنساني ، فتلك إشكالية سايكولوجية أكثر منها إشكالية إبداع أدبي ، فهنا تؤكد المرأة على نظرية أن العلاقة التي تربطها بالرجل تقوم على أساس مفهومي القوة و الضعف التي هي نتاج عقدة الأنوثة الآنفة الذكرو إشكالية السلطة بين الرجل و المرأة القائمة على صراع أزلي و التي أفرزت الكثير من الحركات النسوية التي تعتبر المناداة بتخصيص خانة للأدب النسوي جزء من هذه الحركات ، و كل ذلك في النهاية محاولات غير مجدية للوقوف في وجه الثقافة المهيمنة التي يعتبر الرجل نفسه صاحبها أو هكذا تعتقد المرأة..
و إن تسمية الأدب النسوي هي محاولة غير مجدية لإثبات وجود الهوية الأنثوية للمرأة و إضفاء الصبغة الأنثوية على النتاج الأدبي ، في حين أن الأدب لا يحتاج لأن يكون مذكراً أو مؤنثاً ، فهناك أدب إنساني ينتجه الرجل كما تنتجه المرأة و هي في المحصلة تناج لمخاض فكر إنساني سواء كان رجلاً أم إمرأة ، فالموضوع و الطرح هو الذي في النهاية يفرض نفسه على القاريء أكثر من كون أن الكاتبة هي أنثى ، فما فائدة أن يكون هناك نص هزيل لكن كل ميزته أنه كتب بقلم نسائي؟
وهنا لابد من التساؤل : هل أن إبتكار مصطلح الأدب النسوي أو بمعنى أدق تقسيم الأدب على خانات على أساس الجنس يحل إشكالية العلاقة غير المتوازنة التي تربط المرأة بالرجل فيما يخص مفهوم القوة و السلطة؟ و هل بإمكان ذلك المصطلح أن يغير تلك النظرة المتخلفة من لدن المجتمع إلى المرأة ، و يرقى بالمرأة من الهامش إلى المركز؟ في تقديري أن مشكلة المرأة مشكلة شمولية تتعدى إلى كل المجالات حيث أن ميدان الإبداع الأدبي هو أحد هذه المجالات التي يتم تهميش المرأة فيها ، و يجب على المرأة أن تختلق المنافسة وتبتدع الحلول من على الأرض التي يقف عليها الرجل و ليس من داخل جبهة منعزلة تحت يافطة الأدب النسوي..

*توقيع أنثى: زاوية شهرية لكاتبة المقال تنشر في مجلة الطبعة التي تطبع في الإمارات و تتوزع في العراق و مختلف الدول الأوروبية..





#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة في الثقافة
- إغتيال الخزنوي بداية مرحلة جديدة من نضال كورد غرب كوردستان
- هل يجب على (علي بابير) أن يقرأ القرآن على مسامع أزلام صدام
- لا إله إلا الله
- هل جريمة الأنفال هي قضية تخص الكورد فقط؟
- المجرم المناسب في المكان المناسب
- كلمة في الصحافة الكوردية في مناسبة مرور 107 عام على صدور أول ...
- أكذوبة -وراء كل رجل عظيم إمرأة-
- الثابت و المتغير في السياسة
- قبة البرلمان و ما أدراكِ ما قبة البرلمان
- في ذكرى 8 مارس هذا العام. الرجال في الشرق يفضلونها ساذجة-
- الخطوة الأهم هي الوصول إلى السلطة السياسية
- تجربتي مع الإنتخابات العراقية
- ماتزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصرة على أن يبقى نظامها ...
- المشاركة السياسية للمرأة
- من يضمن للإنتخابات العراقية النجاح قانونياً ؟؟
- أربعة رسائل بيضاء
- باقة من زهور النرجس إهديها إلى أعضاء التجمع العربي لنصرة الش ...
- من يرفض الإعتراف بجرائم النظام في حق الشعب الكوردي
- تعالو نبتكر لغة جديدة للتحاور


المزيد.....




- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فينوس فائق - مدارات نسوية