أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - الطريق إلي مصر















المزيد.....

الطريق إلي مصر


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطريق إلي مصر :
==========
أخيرا دخلت تركيا الحرب بكل ثقلها ضد الجيش الوطني الليبي ، وأظن أن الرؤية قد صارت واضحة الآن لهؤلاء الرافضين لمنطق وجود مؤامرة ضد مصر . إذ يسخر كثيرون عندما يقال إن مصر مستهدفة ، ويسخرون أكثر عندما يقال إن هناك مؤامرة تُحاك ضد مصر ، ويسمون هذا الكلام ب( نظرية المؤامرة ) إمعانا في وصمها بالوهم الذي يبتدعه النظام المصري – كما يقولون – كلما أراد فرض مزيد من التضييق السياسي.
ليس الإخوان الارهابيين وحدهم هم من يسخرون من حقيقة تعرض مصر لمؤامرات تستهدف تحجيمها وإضعافها وإبقائها رهينة أوضاع مربكة تعرقل مسيرتها نحو تطلعاتها إلي مستقبل أفضل ، فصائل من بعض القوي التي تذكرنا دائما بوطنيتها وشرفها ونزاهتها ونضالتها الطويلة من أجل الشعب تماهت مع الاخوان في دعاياتهم التي تحاول أن تعمينا عما نراه واضحا جليا يجري تنفيذه علي عدة مستويات وعلي كل الجبهات بهدف استنزاف كل جهد يبذله المصريون للنهوض من هذه الكبوة التاريخية التي أنهكتنا وكادت أن تخرجنا من التاريخ بصفة نهائية
الجهالة ، وقصور النظر ، وضيق الأفق السياسي ، وقراءة الأحداث ببلادة عقلية بائسة ، والأغراض السياسية الضيقة والتي تجازتها الحضارة الانسانية تماما ، كل ذلك وغيره أمراض مستعصية تحول دون قراءة هؤلاء الساخرين لأوضاع المنطقة والعالم ، كل ذلك وغيره كثير ليس إلا سوس ينخر في عقليات هؤلاء حتي لم يعودوا قادرين علي معرفة كيف سيكون حجم مصر لو توقفت هذه المؤامرات عشر سنوات فقط ضد هذا البلد العظيم .
هل يستطيع هؤلاء أن يقولوا لنا لماذا تناصب تركيا العداء لمصر بكل هذه القوة وبكل هذا التركيز؟؟!
هل في مقدور هؤلاء إدراك أن اسرائيل لن تطمئن أبدا لمصر حتي لو تم التطبيع الشعبي بكامل صوره بين المصريين والاسرائيليين؟؟
هل يمكن لهؤلاء المتنطعين أن يفسروا لنا هذا التعنت الأمريكي الواضح في عملية تزويد مصر بما تطلبه منها من أسلحة حديثة ، أو حتي في تزويدنا بقطع الغيار اللازمة للمعدات العسكرية الأمريكية التي في حوزة الجيش المصري؟؟!!.
ما هو الثمن الذي تتلقاه تركيا من تحت الطاولة في مقابل مواقفها العدائية ضد مصر ، ولماذا يصمت الجميع أمام المساعدات التي تقدمها تركيا في وضح النهار لارهابيين مطلوبين دوليا من تدريب وإيواء وتزويد بالأسلحة ثم إرسالهم إلي الجبهات التي تُشغل المصريين وتستنزف قواهم؟؟!!.
موقف تركيا ضد مصر ليس مجرد عداء نظام لنظام ، وإنما هو حلقة من حلقات مؤامرة أكثر اتساعا علي المستويين الاقليمي والدولي ، غير أن الأنطاع الذين تهافتوا يوما ما مثل الكلاب الجرباء للتحالف مع الاخوان فضلا عن دعاة النزاهة والشرف لا يرون سوي أنفسهم ، سوي مصالحهم ، حيث لا ينظرون إلي ما يجري إلا من خلال الثقوب السوداء بالغة الظلمة في صدورهم .
ثم إنهم لا يرون ما تمارسه قطر ، ولم يسألوا أنفسهم مرة واحدة لماذا تفعل قطر كل ما تفعله ضد مصر بكل هذا الاخلاص وبكل هذا التفاني؟؟!! ، ولصالح من؟؟! ، ولماذا تغمض القوي الفاعلة في العالم عيونها عن إيوائها للارهابيين ، وعن الرشاوي التي تدفعها في وضح النهار للمنظمات الحقوقية الدولية ، وعن تجنيدها لكافة مراكز الأبحاث السياسية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم لإعداد التقارير والأبحاث التي تُستخدم لخلخلة الاستقرار السياسي والاجتماعي في مصر واستغلال كل حدث لتشويه ما يجري من محاولات نهضوية وتلطيخ سمعة كل مشروع يقام؟!..
ذلك كله لدي الاخوان الارهابيين وأذنابهم من المتنطعين محض نظرية يبتدعها النظام المصري لإحداث مزيد من التضييق السياسي ومزيد من تكميم الأفواه كما يقولون .
المؤامرات ضد هذا الوطن العظيم لم تتوقف لحظة واحدة منذ ثورة 1952 ، وفي هذا الصدد فإنه من الواجب تذكير هؤلاء المصابين بفيرس ( خاء ) الذي يجعل الواحد منهم يبدو علي سطح الأحداث السياسية في مصر أشبه بنكتة قبيحة ، من الواجب تذكيرهم بكل ما تعرضت له مصر في محاولة لكسر ظهرها وإبقائها منحنية دائما أمام كل ما يريدون تمريره في المنطقة بأسرها .
أولا - بعد أربع سنوات من الثورة المصرية عام 1952وقع الاعتداء الثلاثي علي مصر ، وكان السبب الظاهر الذي روجته قوي الاستعمار والعدوان آنذاك هو تأميم عبد الناصر لقناة السويس.
لا ياسيدي ، لم يكن تأميم القناة هو السبب الحقيقي لهذا العدوان ، فلقد كانوا يعرفون أن عبد الناصر سيقدم علي خطوة التأميم هذه بعد أن حاصروا مصر اقتصاديا وحرموها من التمويل للبدء في مشروعاتها القومية العملاقة ، كانوا يعرفون ، وكانوا ينتظرونها منه لكي يحققوا بعدوانهم ثلاثة أهداف رئيسية :
1- إجهاض الثورة ، ومن ثم إجهاض أي محاولات للنهضة العلمية أو الصناعية التي لاحت بوادرها ، إجهاض محاولات التسلح الذاتي حيث كان عبد الناصر في ذلك الحين قد بدأ عمليا في إنشاء بعض مصانع إنتاج الأسلحة .
2- حماية اسرائيل من عدو يعرفون أنه حين يمتلك القدرة اللازمة فسوف تنتهي جريمة اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين نهاية أبدية.
3- إعادة السيطرة علي الشرق الأوسط بالسيطرة علي مركزه الإقليمي قبل أن تتمكن أمريكا من فرض هيمنتها عليه ، وقد كانوا بعمليتهم في حرب السويس عام 56 يحاولون قطع الطريق علي أمريكا التي كانت قد عقدت العزم علي الاستيلاء علي إرث أوروبا في الشرق الأوسط بوضعها أمام وجودهم في الممنطقة مرة أخري كأمر واقع ، وكانت مصر بالطبع هي هدفهم الأول.
ثانيا – خرجت مصر من حرب السويس عفية كطائر أسطوري لم تؤثر فيه طلقة صياد ، بل زادته قوة وعنفوانا وإصرارا علي التحليق :
1- اتجهت مصر غربا حيث الاحتلال الفرنسي للجزائر ، ويعرف القاصي والداني حجم ونوعية المساعدات التي قدمتها مصر للشعب الجزائري حتي نال استقلاله التام.
2- احتضنت مصر قارتها الافريقية واضاءت فيها شعلة الثورة علي الاستعمار ، وأيدت هناك كل حركات التحرر الوطني ، وناهضت نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ، ووقفت إلي جانب الحقوق الوطنية في الكونغو ، وأسست منظمة الوحدة الإفريقية ، وبفضل مصر استيقظت هذه القارة من سباتها العميق وراحت تسترد مكانتها الحضارية والانسانية بين شعوب العالم.
3- كانت مصر في هذه الفترة اعتبارا من سنة 1958 موجودة في سوريا ، في لبنان ، في العراق ، تستنهض الهمم ضد كل محاولات الاستعمار القديم والجديد للهيمنة علي هذه البلدان ، وبفضل مصر استطاعت كل القوي الوطنية الصعود إلي السلطة .
4- أيدت مصر ثورة اليمنيين ضد نظام البدر المتخلف ، وبفضل المساعدات غير المحدودة بما في ذلك إرسال الجيش المصري إلي هناك تمكن اليمنيون من التخلص نهائيا من نظام كان قد أخرج الشعب اليمني من ذاكرة العالم تماما.
5- علي المستوي الداخلي كانت مصر قد بدأت أولي مشروعاتها القومية العملاقة فبدأت في بناء السد العالي.
6- في عام 1965 كانت خطة مصر الخمسية التي بدأتها في عام 1960 قد حققت نجاحا باهرا، وأفادت كافة التقارير المحلية والدولية أن الخطة الخمسية الثانية التي بدأتها في عام 1966 سوف تضع مصر علي الخريطة إلي جانب الدول الصناعية الكبري.
في ذلك التاريخ بدا لكل القوي الاقليمية ( ولا داعي لذكر هذه القوي حتي لا ننكأ في الجراح القديمة ) ، وبدا لكل القوي العالمية التي تطمع في المنطقة ، وبدا لاسرائيل التي كانت تراقب العملاق المصري وهي مذعورة من نموه بهذه الطريقة ، بدا لهم جميعهم أنه لو تُركت مصر تحقق نهضتها ويتمدد تأثيرها بهذه الطريقة فإن كل قوي الرجعية في المنطقة سوف يُكتب لها الزوال ، وأن أحلام الهيمنة التي تراود الاستعمار الجديد سوف تتحول إلي سراب ، وأن الأرض الفلسطينية قد بدأت في الاهتزاز بقوة تحت أقدام المغتصبين.
من هنا بدأت المؤامرة ، وتؤكد كل الوثائق أن رسائل الاستغاثة طارت من الرجعية في الإقليم إلي أمريكا ، كل الوثائق تؤكد أن أمريكا واسرائيل والرجعية العربية اشتركوا في التجهيز لمؤامرة تحطيم أجنحة مصر وضربها ضربة قاصمة تعيدها من جديد إلي نقطة الصفر ، وهكذا كان العدوان الصهيوني عام 1967 ترجمة عملية لمؤامرة حقيرة أخري اشتركت فيها أطراف إقليمية ودولية فضلا عن اسرائيل.
ثالثا – في عام 1973 فاجأت مصر العالم كله بعبور قناة السويس وتحطيم أقوي خط دفاعي في تاريخ الحروب العالمية وتحقيق انتصار أسطوري سيظل علامة في السجل التاريخي العالمي لصمود شعب وتحقيق انتصاره العظيم بإمكانات محدودة للغاية وفي ظل إحجام دولي عن تقديم أي مساعدة لمصر في حربها المشروعة ، لقد كانت حرب أكتوبر العظيمة دليلا عمليا علي صلابة الإنسان المصري وعلي قدرته الأسطورية علي الصبر وتحمل المعاناة في سبيل استرداد كرامته.
كانت ملحمة الانتصار العظيم التي تلتها عملية السلام التي أنجزها الضمير المصري حتي يتفرغ المصريون لإعادة بناء وطنهم واستعادة أمجاده التاريخية العظيمة كصانع للحضارة وكمشارك فعال في إنتاج المعرفة والعلوم والأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة .
بداية من عام 1974 برزت علي سطح الأحداث في مصر مجموعة من الصراعات التي بدأت تتفاعل بقوة ، ورغم كل السقطات التي وقعت فيها السلطة آنذاك ، ورغم كل ما تورطت فيه القوي السياسية المختلفة من محاولات إرباك المشهد السياسي ، ومن عرقلة لعمليات الاصلاح الاقتصادي ، ورغم عدم انتباه الجميع إلي أن مصر ستظل مستهدفة لإبقائها ضعيفة غير قادرة علي النهوض ، ورغم كل الأخطاء الدراماتيكية التي ارتكبها النظام والمؤسسات الدينية والتيارات السياسية المختلفة ، رغم ذلك كله علي وجه الإجماع كان ما يجري يوحي بأن مصر تحاول معالجة الجروح والقروح التي أصابتها أثناء رحلتها للعودة إلي التاريخ منذ ثورة 1952 ، كان ما يجري من صراعات وما يحدث من أخطاء وجرائم سياسية من النظام ومن غيره ومن التيارات والمؤسسات المختلفة يوحي بأن في مصر تتخلق حالة جديدة إن كُتب لها النجاح فسوف يعود هذا الوطن قويا ، عفيا ، قادرا علي استعادة ذاته ، وقادرا علي العودة كمركز إقليمي قوي تدور في فلكه كل قوي المنطقة من حوله .
هنا بدأت المؤامرة من نفس الأطراف تنسج خيوطا جديدة من شأنها هذه المرة أن تغير مجري الحياة في مصر بقوة أخري غير القوة العسكرية ، قوة تستهدف الهوية المصرية والعقل المصري والضمير الوطني والخصوصية الثقافية والفكرية للمصريين.
كانت مؤامرة السبعينيات من القرن الماضي هذه المرة تستهدف الإرث التاريخي والأخلاقي والديني للمصريين ، لقد عرف المصريون الله الواحد الأحد منذ القدم وقبل ظهور الأديان السماوية بآلاف من السنين ، وكانت ممارساتهم العبادية تسمو بعلاقتهم بالله فوق كل الصغائر ، وفوق كل التفاصيل التي تهبط بهذه العلاقة إلي مستويات تثير الشكوك ، أو تؤثر علي وحد هذا الشعب ، أو تثير الضغائن ، أو تبعث علي الكراهية .
حين دخل الاسلام إلي مصر عززه تسامح المصريين ، وعززه تراثهم الأخلاقي والحضاري والانساني ، وانتشر الدين الجديد في ربوع الوطن محمولا علي قيم التعايش والتضامن الأصيلة التي أنتجها المصري القديم طوال تاريخه الانساني العظيم .
كانت المؤامرة هذه المرة تستهدف النفاذ إلي تلك القيم الأصيلة وتفتيتها مستخدما دينا آخر تم تلفيقه من أكثر مواطن التراث الاسلامي سوادا ، كانت تستهدف بهذا الدين الجديد الصحراوي الملفق نزع كل قيمة إنسانية في الضمير المصري وزرع مكانها قيم العصبية ، والكراهية ، والتكفير ، والتطرف ، والارهاب .
لقد كانت الوهابية الدموية الصحراوية هي سلاح هذه المؤامرة للنفاذ إلي العقل المصري وتفريغه من خصوصياته وإذابة الهوية التي حافظت علي تماسك هذا الوطن وعلي سلامه الاجتماعي لأكثر من ثلاثين ألف عام.
لقد كانت مؤامرة كاملة الأركان دبرتها جهات عربية مع جهات أجنبية لتغيير مسار الحياة المصرية وإيقاع المصريين في مستنقع لا هو ديني ولا هو أخلاقي ويخلو تماما من كل القيم الانسانية الرفيعة ، بل كان مستنقعا موحلا من التفاسير والفتاوي التي من شأنها تشويه الهوية المصرية هوية الأصيلة ، ودفع المصريين أنفسهم إلي اعتبار تاريخهم وحضارتهم وتجربتهم الانسانية الفريدة محض ذنب علي المصريين التخلص من ذكراه إلي الأبد.
إن هذا الجيش الجرار من الدعاة الذي تصدي لتنفيذ هذه الجريمة لم يكونوا سوي الأيدي القذرة التي عبثت بأفئدة المصريين وشوهت معارفهم ، وحولتهم من منتجين للحكمة الانسانية ، إلي مجرد مستهلكين للخرافات وللأكاذيب وللفتاوي المهينة للمرأة وللعلاقات الانسانية والتي تحض علي كراهية الآخر ، ومن ثم وضعتهم علي أول الطريق المؤدية إلي الضياع.
رابعا – بعد ثورة 30/6 المجيدة أظن أن المصريين قد بدأوا في الانتباه لما حل بهم من مصائب منذ السبعينيات من القرن الماضي ومازلنا نعاني منها حتي الآن ، وأظن أنه قد لاحت في الأفق إرهاصات التخلص من هذه الجريمة التي أعتقد أن الجميع ساسة ومثقفين ومفكرين وإعلاميين ورجال دين فضلا عن جميع فئات الشعب الأخري اشتركوا جميعهم في هذه الجريمة حين سمحوا لهذه المؤامرة أن تعبر من تحت إبطهم لتنال من العقل ، ومن الهوية ، ومن الأخلاق ، ومن شوقنا للمعرفة ، ومن حبنا للحياة ، ومن احترامنا لأنفسنا ، ومن رغبتنا الحميمية في التعايش ، ومن سلامنا الاجتماعي ، ومن ارتباطنا بأصالتنا التاريخية العريقة.
لكن هل ستغفل عيون المؤامرة عن مصر؟؟، هل سيغمض المتآمرون عيونهم لحظة عن هذا الوطن وهم يعرفون ما الذي يمكن لهذا الشعب إنجازه في فترة وجيزة لو لم يعدّوا له مكيدة جديدة؟؟!!.
ثورة 30/6 مجدهاالأساسي ليس في تغيير النظام ، بل أكاد أقول أن النظام لم يعتريه تغيير كبير ، وإنما المجد في هذه الثورة هو في تغير المفاهيم ، وفي خلخلة الأفكار الماضوية التي اجتاحتنا في مؤامرة السبعينيات ، وفي عدم الاستقرار اليقيني الذي كان قد أصابنا بالتجمد والتحجر ، مجد هذه الثورة في الاستفاقة الفكرية التي بدأت تزلزل الخطاب الديني الوهابي وتهزه بعنف وتسخر من سدنته ، مجد 30/6 الأساسي هو في الرغبة العارمة التي اجتاحت المصريين للنهوض بركب الحضارة الإنسانية من جديد ، في تلك المساهمات الفكرية والسياسية والنقدية التي يطلقها المصريون الشرفاء علي وسائل الاتصال الاجتماعي كسهام نارية ضد التخلف والجمود والخرافات والفتاوي التكفيرية .
خامسا – كانت المؤامرة الجديدة قد بدأت بجريمة صعود الاخوان الارهابيين إلي السلطة ، ويدرك الجميع كل الملابسات التي صاحبت وساعدت علي تنفيذ هذه الجريمة ، ويعرف من يسخرون من حقيقة التآمر الذي لا يكل علي هذا الوطن ما هو الدور القذر الذي لعبوه لتسهيل مرور هذه الجريمة ، فلم يكن التحالف مع الاخوان إلا جزءا من الجريمة ، وجزءا لا يتجزأ من المؤامرة الكبري التي تستهدف إسقاط هذا الوطن ، ولكي أوضح رؤيتي هذه فلابد من تسجيل النقاط الآتية :
1- بمجرد صعود الاخوان فوجيء المصريون بظهور ما يسمي جيش تحرير سيناء ، أو منظمة بيت المقدس ، أو ولاية سيناء ، أو ايا ما كان الاسم ، المهم أن جيشا مسلحا ومزودا بأحدث الأسلحة والمركبات ظهر فجأة في استعراض للقوة عبر شوارع العريش.
2- قام هؤلاء الارهابيون بعدة عمليات ضد قوات حرس الحدود وقوات الشرطة الموجودة في شمال سيناء.
3- قامت قيادات حماس بزيارة للاخوان في مقرهم بالمقطم ، ومعلوم للأجهزة الأمنية ، ولم يعد سرا ما الذي تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع.
4- أعلن أحد قادة الاخوان عن ضرورة عودة اليهود الذين هاجروا من مصر إلي اسرائيل وضرورة استردادهم لكافة حقوقهم الاقتصادية والعقارية التي كانت لهم قبل هجرتهم.
5- ظهر علي سطح الأحداث مصطلح ( صفقة القرن ) ، وأعتقد جازما أن هذا المصطلح هو ابتكار إخواني وليس أمريكي مفاده التنازل عن جزء من سيناء لتوطين الفلسطينين فيه كبديل عن فلسطين التاريخية .
6- سارعت قطر بتقديم عروض لمشروعات كبيرة حين تتأمل تفاصيلها ستكتشف أنهم كانوا بصدد شراء مصر بالكامل .
7- هرول أردوغان قادما إلي مصر حاملا في مخيلته المريضة تلك الأوهام العثمانية التي بمجرد صعود الاخوان إلي السلطة توهم أنها قد صارت حقيقة واقعة.
إلي هنا بدا الأمر في الأيام السوداء وكأنه مجرد احتفال بصعود الاخوان إلي السلطة في مصر ، وبدا الأمر وكأن كل طرف من أطراف الاحتفال يسلخ لنفسه قطعة من جسد مصر ليلتهمها ، لكن حين انفجرت ثورة 30/6 بكل ما فيها من زخم وآمال وتطلعات التئمت خيوط المؤامرة ، وأنا لا أستبعد أبدا أن يكون مانعانيه من الارهاب اليوم هو رأس الحربة التي يقف وراءها قوي إقليمية وعالمية تخشي كل الخشية من يقظة المصريين ، لأنني كما قلت من قبل أعتقد أن مصر لو تُركت دون محاولات لاستنزاف قواها لمدة عشر سنوات فقط لتغيرت تماما كل وقائع منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
مرة أخري ، إسألوا أنفسكم ولو مرة واحدة :
- ما الذي تريده تركيا من مصر؟
- لماذا تغمض القوي الكبري أعينها عما تفعله قطر إزاء مصر؟
- هل ستطمئن اسرائيل يوما إلي مصر حتي لو تم التطبيع الشعبي بكامل صوره معها؟
- لماذا تستميت الوهابية في إعادة إحياء دورها السبعيني الآن في مصر ؟
- لماذا تواجه مصر كل هذا التعنت الأمريكي في مسألة تزويد مصر بما تطلبه من أسلحة متطورة أو حتي تزويدها بقطع غيار الأسلحة الموجودة الآن بحوزة الجيش المصري؟
أعتقد أن الإجابات الأمينة علي هذه الأسئلة قد توضح الصورة أكثر وتفسر كل ما يجري الآن ضد هذا الوطن العظيم.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البخاري ، وإجماع العلماء ، والطريق إلي الكارثة
- بخصوص جماعة الأمل
- ماذا بعد الهزيمة في استنبول
- حوار داخل زلعة
- الجامعة المصرية والجماعة الارهابية
- خارج الصندوق
- لن أخجل فقد بللت فراشي
- جميعنا شركاء في الجريمة
- مشروع إرهابية
- التنوير بخرافات حداثية
- ملاحظات في شأن من شئون حبيبتي
- البذرة التي تنمو فينا كل يوم
- أُنظر من بعيد لكي تري نفسك بوضوح
- بعض الغبار الذي يهب من الجنوب
- بدون عنوان
- الوهم المقدس
- آل كابوني والاخوان
- ورقة عثرت عليها بين علب الدواء
- أوهام
- أنا أحب النساء


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - الطريق إلي مصر