روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6256 - 2019 / 6 / 10 - 23:30
المحور:
الادب والفن
بالأمس
انتشلوا جثة مجهولة العلامات من حافة نهر
يمشي في تعرجات صامتة
لم تمسه مضاجعات العشاق
الجثة فارقت الحلم منذ عدة أيام
هكذا يصرح كاتب سجلات الأحياء
في احتفال نظمه الأموات على صدره
الكل يبتهل في بحثه عن وجه الله
لوضع قبلات التوبة في سلة الآثام
وهو .. يبحث عن وجهها بين الأموات
ليستعيد آخر قبلة من حطام الذكريات
هل ماتت ..؟
بالأمس قالت له ..
هذه آخر رسالة أكتبها لك من تغريدة القلب
ولا تنتظرني
يحسبها .. انتحرت
يظنها .. التحقت بنيران غل استوطنت بيادر الحلم
يا وجعي ..
في منام الليلة الفائته .. كانت تراقص شموعا
تهرول بين حقول الانتظار
واليوم تلتحف الغياب في ضباب الحداد
النهر لم يزل يتدفق من غرغرة دموعه
والاحتفال يزيد في طقوس اللطم
من يلطم وجه من ..؟
في المساء .. وعلى شاشة الخبر موجز عن الجريمة
فاتنة تغري بليدا بموشحات الغزل
تقتاده مكبل العينين إلى تخوم الهزل
تشعل في أوصاله سخونة الأمل
وتلقي به إلى قاع الهلاك
الجثة .. في عقدها العقيم
القاتل .. يمتشق أغنيات عن الوطن
في مناسبات الشعر
من قتل من ؟
القضية أقفلت في أدراج الأزمات في بلدي
وهو .. يستنشق رائحة جثته
من هيجان صمت الأنوثة بين كفيها
١٠/٦/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟