روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6218 - 2019 / 5 / 2 - 01:04
المحور:
الادب والفن
بفرح طفولي
كان الهمس في عيون القمر
اعطيني شفاهك
قبل أن تخرج النجوم إلى نوبتها
في حراسة السماء
الأرض .. لن تسمع حفيف العناق
أصوات القنابل تملأ الغلاف الجوي
البشر .. لن يراقبوا حركات اللثم
كلهم على خنادق الانتشار
يرددون خطبة القائد في وأدهم
يصارعون أمواج العربدة
في أسواق نخاسة
هم بضاعتها
يسامرون الكؤوس في نصفيها
وهم النصف الفارغ
يلتهون بتكة سراويل
هي حبال مشانق منصوبة لغدهم
اعطيني شفاهك
الوقت يقتل الانتظار
كذاك السكين المسموم
من لعاب التناسل
على باب بكارة الاستيقاظ
اعطيني بعضا من مشاعر دافئة المخاض
تحرك الجليد من طريق الوصول
إلى لقياك
قلبي مستنكف عن العمل .. ذعرا
بين مخالب أوراق
تقرأوني من حبر سري
في غرف الانعاش
ألم تسمعي ..!
منذ يومين أحيل إلى التقاعد قسرا
الكل .. فسر الندوب المتفشية بين تجاعيد وجهي
طفحات إجازة شتوية .. بلا حب
ألم تقلبي الفنجان ؟
ألم تذوبي الرصاص في صحون البخت ؟
قرأت ذات مرة .. قلب الأنثى دليلها
هيهات ..
فكم من مرة كان دليل الأنثى
دموعا في محطات الانتظار
اعطيني خرزة من ثوب زفافك المنتقاة
بهوس رجل
يجيد الفروسية في بحر الرمال
فكل الكلمات لن توقظ حبال الصوت
على صنم جمل
تاه في سراب الصحراء
اللعبة .. أقصت الكلام عن صهوة الفرح
ولم يبق من مشوار العناق .. سوى
ركلات الجزاء
أعطيني يدك من كوة النار
فلتحرق أصابعي على جمرات الإدمان
الآلهة غاضبة .. جدا جدا
منذ يومين .. بل أكثر
تسجل على دفتر القطيعة
آهات الاشتياق من سجل الغياب
هي ذنوب على لائحة الاتهام
لن تغتفر بممحاة التوسل والاستغفار
في قديم الزمان
أبيدت شعوبا وقبائل بأكملها
حين رقصت النصال على جراح الوصال
أعطيني يدك عاجلا عاجلا
قبل أن يدخل السجل في ردهة الازدحام
ألم تخبرك أمك في محنة الترمل
أن البعد .. سكرة موت على هضبة جرداء
تلفها زوابع منسية من جعبة الاسترسال
اعطيني .. فلنشد الرحال إلى عناق البكاء
تخبرني الأساطير
أن العشاق يمتشقون ضعفهم في صد الهجمات
فلنبكي في جلسة الاتهام
ربما .. ربما تتحول الخطيئة بدموعنا
صكوكا في البراءة والغفران
٣٠/٤/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟