أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أكثيري بوجمعة - طفولة على عجلات الموت














المزيد.....

طفولة على عجلات الموت


أكثيري بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 6229 - 2019 / 5 / 14 - 08:41
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


...لسنا ممن يفضلون الغياب، وليس ضمن فلسفتنا إدمانه، فالاختيار بين الحياة والموت لا يتجسد غالبا في ما هو بيولوجي بل يتعداه إلى موقف من الحياة ومن المحيط الذي نسكنه. وبما أننا من مناهضي الفكر الغيابي وإدمانه، نعود اليوم إلى تأسيس خط ساخن من داخل جدران مجتمع مدني يفضل الطقوسية، والعيش بعيدا عن الأضواء فيما يخص المسار الانساني الذي هو جزء منه، حتى يؤكد أنه "داخل جواه" و"معقول" و"دريوش" ومصطلحات ما قبل الكلاسيكية حتى يبرهن أنه حي يرزق. موضوعنا ظاهرة "صحاب الروايض- Roller" التي أصبحت تقض مضاجح ساكنة مدينة أولاد تايمة بما يصحبها من ضجيج، وخطر محدق على المارة؛ خاصة فئة الأطفال الصغار، والحوامل والشيوخ الكبار خصوصا بالشوارع التي بها اسفلت. ما أثارنا للحديث عن هذه الظاهرة، هو حضوري لحادثة خطيرة بأحد أحياء المدينة، تعرض فيها أحد الأطفال إلى اصابة خطيرة، بعد اصطدامه بدراجة نارية "C90". الأمر الذي يدعونا إلى السؤال من السبب وراء استفحال هذه الظاهرة؟ ومن المسؤول عن قتل أبنائنا بشوارعنا الكئيبة؟ هل التربية الأسرية والمدرسية؟ أم أن الأمر يعود لتجار هذه الألعاب "تجار الموت بجهلهم" في مدينتنا؟ أم أنه نتاج تغييب فضاءات الترفيه "skate park" في استراتيجيات المسؤولين عن الشأن المحلي؟
كلها عوامل أفضت إلى اعطائنا كائن انتحاري بكل المعايير في شوارعنا؛ كائن ينتظر الموت أو الاعاقة في اي ثانية بشوارعنا بدون وجود توجيه أسري أو مدرسي أومدني أوفضاء خاص يحفظ حياة هذه الناشئة من الموت المحقق. خصواصا وأنها لا ترتدي أثناء لعبها المتهور هذا أي وسيلة لحماية نفسها وهي على عجلات الموت.
لذلك من حق اباء وآولياء الأطفال أن يطالبوا بإنشاء فضاءات للعب أطفالهم إن حضرتهم الجرأة؛ لكن ليس من حقهم باسم المسؤولية، باسم الانسانية، وحفظ النفس وحفظ الأمن تركهم هكذا في الشوارع؛ لأن من شأن هذه الظاهرة أن تتطور ليصبح ممارسوها قطاع طرق و"نشالين" و"متحرشين"؛ لذلك ندعوا:
- التجار إلى الكف عن بيع مثل هذه المستلزمات؛ ببساطة لأنها تقتل أولا، وثانيا/ لأن أبناءنا آمنة في أعناقهم إلى يوم الدين.
- ندعوا الاباء إلى مجالسة أبنائهم وتحذيرهم من مخاطر اللعبة، فالقليل من التواصل، والقليل من الاهتمام كافي لانقاذ هذا الابن المفعم بالحيوية، وانقاذ مستقبله من الضياع.
- ندعوا الجهات المختصة إلى خلق فضاء وبشكل مستعجل لتأطير هذه اللعبة الخطيرة في مجال محدد، بدل الشوارع.
اليوم نعيش مجتمعيا ظاهرة خطيرة هي نتاج تراكم مخطط له، هو أن المؤسسات المجتمعية، بما فيها مؤسسة الاسرة أخلت مسؤوليتها عن قضايا التربية، وأولتها لجهات أخرى. في حين أن هذه الجهات الاخرى هي الاخرى تتنصل وترمي الكرة إلى الإسرة وغلى الشارع؛ هذا الاخير الذي فقد كل مصداقيته التربوية، بعدما كان قديما يربي في الطفل المسؤولية والنضج والاحترام حتى وإن كان بصغة تقليدية.



#أكثيري_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتدادات ورشات للتغيير- الورشة (1)
- المكر ليس فضيلة أيتها المرأة
- اقتصاد التفاهة بقيادة وسائل التواصل الاجتماعي
- بحيرة افني...عين الجبال التي لا تنام
- فلسفة البطن...إلى أين؟
- الإعاقة سُلَّمُك للإنسان
- الكتاب المسدس
- تقريب الادارة العمومية من المواطن أم ابعادها
- النوم وايديولوجية التنويم
- معايير المرأة في الرجولة الحقة دراسة في المثل الشعبي المغربي
- طقوس الماء في المتخيل الشعبي المغربي
- للحمير حليب ينفع
- ابن خلدون وقضايا اللغة
- رؤى نحو حكاية عربية تقدمية
- الأدب المقارن الظهور والنشأة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أكثيري بوجمعة - طفولة على عجلات الموت