أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعد محمد عبدالله - مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان















المزيد.....

مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 20:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يعتبر شهر مايو من الشهور الحافلة بنفحات الكفاح الوطني التحرري في مسيرة السودانيين علي طريق التحرر من دكتاتوريات المركز الإقصائي الذي ساده الفساد والإستبداد طوال الحقب التاريخية الماضية، وقد أنتج المركز الإقصائي واقع التهميش السياسي والإقتصادي والثقافي بسياسات العنصرة والحرب ضد الأخر - المختلف لونيا ودينيا وجنسيا، ومايو شعلة وسط حراك الحركة الجماهيرية والوطنية برز كعلامة ثورية لامعة في التاريخ السوداني المعاصر، وشهد السودان في مايو - عام 1983م ميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الرفيق القائد/ جون قرنق دي مبيور، وكانت أسباب الثورة تتمحور باختصار في دكتاتورية مركز الإقصاء والتهميش وسياسات سلطة الرئيس المخلوع جعفر نميري الخادشة بشكل شائن لحقوق وحريات الإنسان، حيث إضمحلة وقتئذن قيم الديمقراطية وإنعدم العدل وكان سلوك وسياسة التهميش العنصري ممارسة يومية مطبقة بشكل ممنهج علي المناطق الطرفية ذات الثروات المستهدفة بالنهب الدائم والمستمر، فمع هذا الوضع كان لا بد من حركة مقاومة ثورية ونورانية تناهض ظلم الأنظمة الظلامية وتشخص الحلول الناجعة لمشكلات السودان، لذا وضع الجيل الأول من الرفاق الثوريين رؤية جديدة خارج الإطار الإقصائي القديم لتأسيس دولة السلام والمواطنة والديمقراطية وبناء مجتمع متحرر من الفكر الإسلاموعسكري الذي طفح علي سطح المشهد السياسي والإجتماعي منذ تطبيق قوانيين الشريعة المسيسة في حقبة النظام (المايوي النميروي) الذي دام لستة عشر عام ويزيد ثم سقط بانتفاضة شعبنا العظيم لكن الطاعون إنتقل إلي حقبة نظام (البشير الإنقاذوي) الذي حكم بالبطش والإستبداد باسم الدين ثلاثون عام حتى سقط النظام بثورة شعبية إنطلقت في ديسمبر وإنتصرت في أبريل وتدخل مايو لتحرير المؤسسات وبناء السلطة المدنية الإنتقالية والدستور الإنتقالي ومحاربة كل أشكال الفساد المالي والإداري، وهذا الحراك الثوري يتصل بشكل عضوي مع ثورة 16 مايو التي رفض أبطالها الخنوع والخضوع الإجباري لجبروت الطغاة وقوانيين الإقصاء السياسي والتهميش الإجتماعي، فقد تنادى المناضلين لتفجير حركة شعبية تحررية تعمل لوحدة السودان وتحقق المساواة في ظل نظام ديمقراطي وعلماني جديد.

نحن اليوم نقف علي أعتاب حلم التحرر والتغيير الذي يمكن الشعب من النهوض والتقدم السياسي والإقتصادي والعلمي في العالم الرقمي السريع، ولدينا كل مقومات المنافسة وبامكاننا تحقيق النجاح، وسجلات التاريخ ستضاء بكفاح الشعوب الحالمة بالحرية والسلام وقواها الحية المنحازة لخيارت شعوبها بصدق، وعندما وضعت الأحجار الأولى لبناء الحركة الشعبية، إعتمد الرفاق المؤسسين علي تصورات سياسية وفكرية عابرة لحدود الجنس واللون والدين مرسخين بذلك مفهوم "السودانوية" التي تساوي السودانيين في الحقوق السياسية والمدنية والواجبات الوطنية دون قيود او شروط مسبقة، وتعزز قيم السلام والتعايش السلمي لتوفير فرص النهضة للمدينة والريف معا بالتساوي ضمن حزمة سياسات جديدة، وكان القائد جون قرنق يؤمن بأن هذه الأفكار الجديدة النيرة هي الحل الأنسب لتحقيق السلام وضمان وحدة السودان، وتمثل هذه الأطروحة مدخل أساسي لإستقرار البلد ورفع سقف المجد عاليا لتظليل جبال والصحاري السودانية، ولا يمكن تثبيت ذلك كقيمة وطنية تستمد أصالتها من شعور الإنسان الحر وعقله الحركي والثوري التحرري إلا بتمكين الفكر النوراني كمصدر إنساني وكوني جدير بتحليل واقع المجتمع والكون وطرح وسائل وحلول جديدة لتحقيق تطور سياسي وإقتصادي وتواشج ثقافي يشكل صورة حقيقية تعكس وقائع الوطن وتعبر عن الشعب، وهذه الأفكار الجديد التي ناضل الرفاق المؤسسين لوضع الإطار النظري لها من خلال مجهر السودان الجديد، وقد واصل الجيل الجديد بذات الفكرة المتجددة حسب ما المتطلبات الزمكانية ومتغيرات السياسة مع الثبات علي المبادئ، وتجليات رؤية وشعارات السودان الجديد تتمظهر بوضوح في الأدب الثوري والسياسي السوداني، وما زال قلم التاريخ يسجل بحبر ذهبي حضور الحركة الشعبية بخطابها الثوري والتحرري والديمقراطي علي المسارح الوطنية والمحافل الإقليمية والدولية، وما زال مشروع السودان الجديد الذي قدمته الحركة الشعبية يتصدر المشهد السوداني ويمثل مصدر إلهام للجماهير في المدن والقرى ومنبع أمل وتفائل محفز لإحداث التغيير وتحقيق السلام الشامل.

إننا نستشرف ذكرى إنطلاقة ثورة الحركة الشعبية لتحرير السودان والشعب السوداني قد أنجز ثورته التي مهرت بدماء ملايين الشهداء والجرحى ودموع المهمشين والفقراء والكادحين رغم الظروف في كل ساحات النضال، وهذه الثورة تجسد تطلعات وأشواق السودانيين لبلوغ الحرية والسلام والعدالة وبناء دولة المواطنة بلا تمييز، والحركة الشعبية ستواصل الكفاح مع القوى الوطنية الحرة من أجل إستكمال الإنتقال من دائرة الإستبداد إلي الحرية والسلام، وهذه الشعارت تمثل جوهر الثورة السودانية المنتصرة ويجب أن تتم ترجمتها إلي برنامج عمل متكامل لبناء مستقبل السودان وجعلها مخطوطة تخلد بطولات أبناء وبنات شعبنا الصنديد، والحركة الشعبية عندما قررت إرسال وفد (حسن النوايا) إلي الخرطوم بقيادة نائب الرئيس ياسر عرمان والأمين العام خميس جلاب كانت الحركة تدرك مسؤلياتها الوطنية ودورها التاريخي في بلورة روئ ومواقف جديدة شكلها الكفاح السلمي والمسلح علي مدار سنوات طويلة، والحركة الشعبية جزء من قوى إعلان الحرية والتغيير التي تخوض معارك الثورة لتحرير السودان، وتعمل الحركة الشعبية عبر مؤسساتها القيادية والفئوية لتقديم مبادرات تدفع السودانيين جميعا نحو السلام والديمقراطية، ونعقد الرهان باستمرار علي تلك المبادرات الشجاعة لإحداث تغيير يحقق للسودانيين مطالبهم الثورية العادلة والمستحقة، ولا نلتفت البتة لمن يحاولون تشويه مواقف الحركة الشعبية إذا كانوا من معسكر رفاق الأمس او الأعداء التاريخيين من معسكر السودان القديم، ولن نقبل بتعطيل التغيير والتحرر مها حدث وتحت أي مبرر، وقد عبرت الحركة الشعبية بقطارها طريق طويل وباتت علي مشارف نهاياته ولن تعود إلي نقطة البداية أبدا، وندعوا أعضاء وجماهير الحركة الشعبية والحلفاء الوطنيين والثوار الأحرار لتهيئة الساحة الوطنية لإستقبال وفد الحركة الشعبية العائد إلي الوطن بعد سنوات من الكفاح السياسي والعسكري عابر أنفاق المنافي المظلمة إلي عيون الوطن الحبيب، وندعوا شعبنا العظيم لمواصلة ثورته الحرة من أجل حياة كريمة يستحقها كل السودانيين، وسنعود وفي أيدينا شموع السلام، وسندق دفوف الحرية ونغني مرة آخرى باسم السودان الديمقراطي الجديد.


سعد محمد عبدالله
القاهرة - 5/5/2019



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق بشأن قرارات القيادة التنفيذية للحركة الشعبية لتحرير ال ...
- الديمقراطية الجديدة ونجاح الثورة السودانية
- رسالة إلي شباب مايرنو والسلطان علي محمد طاهر
- بيان - شباب الحركة الشعبية بمايرنو
- مشهد من السودان الجديد
- الديمقراطية في قواميس الأنظمة الدكتاتورية والإنتهازية وخيار ...
- ذكرى أبريل بين ميلادي وحلم الوطن
- أوقفوا العنف ضد الفولان ولندعم معا حملات السلام في بلاد مالي
- رسالة إلي السيد/ فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي
- السودان: بيان الحركة الشعبية بولاية سنار
- ملخص مبسط لبيان قوى نداء السودان
- قصيدة - وردة الأحرار
- قصيدة - جيل الشباب
- وحدة الجبهة الثورية وآمال ثورة الحرية والسلام والديمقراطية
- بيان إدانة - شباب الحركة الشعبية
- حقوق الإنسان المهاجر
- الحركة الشعبية - ولاية سنار
- المشهد السوداني والمغربي بين أديس أبابا وجنيف
- قضايا وهموم الشباب


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعد محمد عبدالله - مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان