أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - المشهد السوداني والمغربي بين أديس أبابا وجنيف














المزيد.....

المشهد السوداني والمغربي بين أديس أبابا وجنيف


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6074 - 2018 / 12 / 5 - 22:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



عشية إنطلاقة جولة مفاوضات جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تقاتل في الصحراء وتطالب بالإنفصال لما يقارب (42) عام خلت سنتوقف عند هذا الحدث قليلا للتعرف علي بعض التغيرات المتوقعة من خلال تحليل الموقف المغربي والصحراوي الذي سينقل إلي منضدة تفاوضهما بجنيف، وبدعوة من الإمين العام للأمم المتحدة السيد/ أنطونيو غوتيرس ستلتقي حكومة المغرب بجبهة البوليساريو في جنيف لإستئناف التفاوض الذي تعثر لسنوات بسبب تباين الرؤى وتباعد المواقف بين الجانبين، إذ تطالب البوليساريو بالإستقلال بينما ترفض المغرب ودول الجوار الإستجابة لهذه الدعوة طبقا لما ستفرزه من مخاطر وأضرار سياسية وإقتصادية وأمنية وخيمة علي المغرب ودول الجوار، وهنا لا بد من التفكير والتأمل مليا في فرص نجاح التفاوض مع تمسك البوليساريو بخطاب التقسيم لبناء الجمهورية الصحراوية كمطلب لا يجد الترحيب من المغرب ودول الجوار التي تتداخل حدودها وتتشارك مصالح شعوبها علي كافة المستويات، ونلاحظ تغيرات الموقف الدولي حيال دعوات الإنفصال بالنظر إلي تجربة إنقسام السودان إلي دولتين وتجدد الدعوة لتقسيم آخر في مناطق النزاع المسلح بالإضافة إلي ما حدث في العراق وإسبانيا، وكل هذا يدعوا لإعادة ترتيب الأوراق السياسية في كافة أوجهها وإيجاد تصورات أكثر جاذبية لإتحاد الدول وتوحيد الشعوب وتحقيق السلام والتنمية والمواطنة وتقاسم الحياة دون الخوض في تجارب الإنفصال التي ظهر ضررها بشكل واضح للعالم أجمع.

وبينما تذهب البوليساريو إلي جنيف لمفاوضة المغرب نلاحظ صعوبة مهام البعثة الأممية المكلفة باجراء عملية التفاوض بين البوليساريو والمغرب، خاصة مع سعي البعثة الأممية لإنجاح وساطتها بالوصول إلي حل جزري لمشاكل المغرب والصحراء رغم تناقض مواقف ورؤى الفرقاء، فلا يمكن الوصول لحل بعيدا عن النظر بواقعية لإختلاف المغرب والجزائر وليبيا حول قيام دولة الصحراء رغم التأيد السويسري والكوبي وإختلاف بعض الدول الموثرة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، فمن المتوقع طرح مسألة الحكم الذاتي كخيار (وسط) قد يجد دعم ومساندة العالم ويحقق طموح الشعب الصحراوي والمغربي ولا يقطع مصالح الشعوب المجاورة للمغرب، ولكن من المحتمل نسف خيار الحكم الذاتي من داخل البوليساريو لتنامي المجموعة الإنفصالية ومن خارجه لمصالح دول السيطرة التي لا يضرها الإنفصال، هذا مع الضغط الذي قد يواجهه الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد/ إبراهيم غالي في زيارته إلي العاصمة الكوبية - هافانا حيث استقبل فيها من قبل الرئيس ميغيل دياث، ومن هنا تزداد صعوبة الدخول في تكهنات حول ما قد يكون في جنيف.

تجربة المغرب والبوليساريو في الحرب والتفاوض والقضية المطروحة تحتاج لدراسة شاملة من كافة الحركات الثورية في السودان والقارة الافريقية التي عانت الصراع بين الأنظمة الدكتاتورية والشعوب المهمشة لسنوات، فمنذ خروج المستعمر من افريقيا وقيام الدولة الحديثة ظلت المشاكل السياسية والإقتصادية والأمنية تصاحبها وبل تتصاعد من عام لآخر مع إشتداد قبضة الأنظمة البوليسية علي الحكم في تلك البلدان، وهذه الحالة الإستبدادية كانت السبب وراء ظهور الحركات الإنفصالية من جهة والجماعات الجهادية المتطرفة من جهة آخرى، وهذا الوضع المأساوي فاقم التردي الإقتصادي ما عمق مشكلات الفقر والمجاعة والهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر وإنتشار الجريمة والمخدرات وغيرها من سلبيات التهميش والحرب في افريقيا، ويعتبر الإنقسام ظاهرة عالمية محبطة للشعور القومي الوطني والشعبي لما يخلفه من تشوهات علي خارطة العالم، ورغم إختلاف مسببات ومبررات الإنفصال من دولة لآخرى إلا أن نتائجها مدمرة بكل المقايس، والعالم الجديد إتحاديا وليس إنفصاليا.

في الأيام القادمة ستلتقي حكومة السودان بفصائل نداء السودان في العاصمة الأثيوبية - أديس أبابا بدعوة من السيد/ أمبيكي رئيس الألية الافريقية بهدف فك شفرات الجمود حول التفاوض الذي توقف مع إنتهاء الجولات التفاوضية بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة، واليوم مع دعوة إستئناف التفاوض يجب النظر بجدية في قضية النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وربطها بقضايا السودان ككل في عملية البحث عن الحل الشامل الذي يحقق السلام والحرية والديمقراطية لكل السودانيين، وهنا يجب العمل علي ترجيح الحكم الذاتي كخيار إستراتيجي لتحقيق العدالة والتنمية والديمقراطية وتوحيد السودان علي أسس جديدة لا يكون فيها مجال لطرح خيار الإنفصال، فما زال الوضع في غاية الصعوبة مع إندفاع الحركة الإنقلابية الإنفصالية نحو تسوية جزئية بوهم بلوغ تقرير المصير وخطة النظام الرامية لتعميق إنقسام الحركة الشعبية وتقسيم المعارضة وفتح منابر تفاوضية متعددة في عواصم مختلفة لتشتيت الأجندة، كل هذا يستوجب خطط محكمة يصعب إختراقها لمواجهة مشكلات السودان ومخاطبة العالم الخارجي بدبلماسية عالية تعبر عن قضايا البلد الجوهرية وتطرح لها حلول سليمة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد، فلا يمكن المساومة بصفقة تضر بحاضر ومستقبل السودان، كما لا يمكن التقدم خطوة نحو المستقبل دون إستصحاب تجارب الماضي والحاضر داخل وخارج السودان، والحل الشامل هو الخيار الأفضل لإحداث التغيير والتحرر وضمان وحدة السودان.


سعد محمد عبدالله
5 ديسمبر - 2018م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا وهموم الشباب
- خيارات السلام وإختبار التفاوض
- إعادة الدعوة لبناء إتحاد العلمانيين السودانيين
- لا تتركوا المنصورة مريم للوحوش
- خلع كرار التهامي وتعين عصام متولي وإنتصار ضحية سرير
- رحيل القيادي العمالي الحاج أحمد عمر الكفاح
- الذكرى الأولى لوفاة معتقل الدفوف النوبية جمال سرور
- بيان الحوار السري
- رحيل الإعلامي حمدي قنديل
- رئيس الحركة الإنقلابية الإنفصالية ثقب القضية بمسمار الدكتاتو ...
- تعليق حول راهن الخرطوم
- ميلاد رواية مراسم العتمة للروائي الشاب إبراهيم الروسي
- شباب توك ومناقشة حريات وحقوق المرأة
- تعليق علي مقالات القادة ياسر عرمان وعمر الدقير
- الخرطوم والعزلة
- التضامن مع الرفيق ضحية سرير توتو لوقف إجراءات إستجوابه بالقا ...
- ميلاد مدارات جديدة في الذكرى السابعة لإندلاع الحرب في النيل ...
- رحيل المناضل د. أمين مكي مدني
- حكاية اللبراليون والإنقاذيون
- حول الإنتخابات القادمة


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - المشهد السوداني والمغربي بين أديس أبابا وجنيف