أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - الذكرى الأولى لوفاة معتقل الدفوف النوبية جمال سرور














المزيد.....

الذكرى الأولى لوفاة معتقل الدفوف النوبية جمال سرور


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6044 - 2018 / 11 / 4 - 16:06
المحور: حقوق الانسان
    



إنقضت شهور العام الأول لرحيل جمال سرور إلي عالم الخلود الأبدي، عام ولا تزال الأرض تروي حكاية محارب نوبي ضرب بزنده طبل النضال وصعد صامدا علي جواد المنية ثم لوح بالوداع، وكان مكافحا بكل شجاعة وبسالة من أجل إسترداد الحقوق الوطنية والتارخية للنوبيين المصريين، وقف جمال سرور بجسارة نادرة داخل سجنه وتسلح بحبه لشعبه وإيمانه بعدالة قضية نوبة مصر ولم ينكسر للريح، فعندما تلتقي الجسارة بالمحبة يكون الإيمان بالقضية أقوى في قلب وعقل الإنسان، وجمال الذي رحل بجسده وبقى بروحه يجسد حكاية حضارة ضاربة في تاريخ الإنسانية، وصناع هذه الحضارة هم شعب عظيم حكم السودان ومصر لعهود خلد إرثه للأجيال، ومعالم الحضارات النوبية العريقة ما تزال تزين الأمكنة وشاهدة علي تلك الأزمنة، واليوم بعد مرور مئات السنيين علينا التفكير في تفاسير جديدة لما يحدث للشعوب الأصلية في افريقيا خاصة السودان ودول الجوار، ونأخذ قضية النوبة كواحدة من عدة قضايا تخص الشعوب الأصلية، وبين شمال وجنوب الوادي نتحدث بحكم روابط الجغرافيا والثقافة بين سكان البلدين عن قضية سرور وشعبه وكل شعوب المنطقة، فاهتمامات الإنسان الافريقي لا تحصر بحد جغرافي لم نشارك في قرار ترسيمه بل فرضه الإستعمار بقراره، ويدفعنا الكلام للتكلم أكثر فاكثر عن حياة الشعوب من حولنا وذلك لوحدة الشعور الإنساني ورابط الثقافة والدم، لذ يعتبر سرور بوصلة لتلاقي وتلاقح المشاعر والأفكار في افريقيا العظيمة.

إن القضية التي ناضل ومات في سبيلها سرور تشغل بذات القدر عقول الملايين سوا في السودان او مصر او افريقيا ككل، وتحتاج هذه القضايا لحلول جزرية تنصف الحق، ففي كلتا البلدين يكافح النوبيين ضمن شعوب آخرى من أجل أرضهم وتاريخهم وحقوقهم السياسية والمدنية، ويعتبر الكفاح لأجل هذه الحقوق إلتزامات أخلاقية إلزامية يقدمها المرء بتفاني إنتصارا لذاته وشعبه والأرض التي ولدته، وما فعل سرور سره الحقيقي كامن في فهم المجتمع المصري والافريقي لجزوره التاريخية وأسبابه الواقعية الراهنة وكيفية تفسيره للأجيال المعاصرة والآتية عبر الأقلام الكاتبة للتاريخ بحياد وتجرد، وما أكثر التواريخ المزورة في هذا الكوكب الملتهب علي طول وعرض العصور، وما أحزن الشعوب التي تعاني ولا تجد المنصف والنصير، ولكن جمال هو الحقيقة المجردة لإنسان اليوم الذي عشق الحياة بحرية وكرامة وحمل مع رفاقه تلك الدفوف للتعبيير عن أرائهم ومبادئهم وضمائرهم الحية والمطالبة ببعض حقوقهم الوطنية والتاريخية ومناصرة شعبهم المظلوم، وكان تظاهرهم لوحة فريدة لمظهر حضاري وبطولي قل ما نجد له مثيل، وكانت الدفوف عنوان عريض للتمسك بالحضارة التي تمثل محور أساسي لكتابة المستقبل في ظل الدولة الحديثة المحاطة بتحدي الصمود أمام المتغيرات السياسية والإقتصادية والأمنية وبروز المشكلات الإجتماعية والثقافية في افريقيا التي تبدو وكأنها ساحة للمصارعة الحرة، وهذه الأوضاع يجب أن تجد إهتمام وعناية المثقف المصري، كما يجب دراسة مسببات مشكلة النوبة المصريين بمساريين هما النظرة الداخلية من النواحي السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمسار الخارجي الخاص بوضع النوبة بذات المقايس المذكور أعلاه كشعب أصلي في الخارطة الافريقية له حقوق وطنية وتاريخية لم يجدها فاحتج وطالب بحقه، وهنا يكون الإنفتاح علي مجالس ومنظمات إقليمية ودولية ذات الإهتمام والإختصاص.

وبعد رحيل العام الأول لوفاة المناضل جمال سرور سنثقب الجدار لنرى ما خلفه، وما خلف ذاك الجدار هو عين الحقيقة التي لم يبصر العالم بمثلها ولكن جمال ورفاقه الأبطال قد أبصروا، تلك الحقيقة لا يمكن إخفائها بعد أن نطق بها هؤلاء الفرسان البواسل، وربما جاء الوقت المناسب لطرح قضية المواطنة والعدالة الإجتماعية من جديد لإمتحان إرادة الشعوب والدول معا، تراها ستصمد وتحلق بثبات ام انها ستنهار وتتساقط كأوراق الشجرة اليابسة، وهنا سنسأل هل تحققت العدالة فيما جرى ام أن القضية لم تتحرك من مكانها الذي وضعت فيه منذ يومها الأول، والإجابة لهذا السؤال أظنها تشغل كل المتابعيين، ورغم اني لم التقي جمال سرور في حياته إلا أنه كان وما زال حاضرا بقوة في ذهني، ويهتم الجميع بهذه القضية التي فتحت جدلية واسعة في مصر وافريقيا رغم كثافة مشكلات هذه القارة، وهذا الإهتمام ليس بجديد ولا يعني بأي حال موقف عدائي لدولة مصر وشعبها الكريم إنما هو الشعور الإنساني الذي يشكل القيم الأخلاقية لكافة البشرية، فقضية سرور ورفاق الدفوف وشعبهم قضية إنسانية بامتياز.


سعد محمد عبدالله
4 نوفمبر - 2018م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الحوار السري
- رحيل الإعلامي حمدي قنديل
- رئيس الحركة الإنقلابية الإنفصالية ثقب القضية بمسمار الدكتاتو ...
- تعليق حول راهن الخرطوم
- ميلاد رواية مراسم العتمة للروائي الشاب إبراهيم الروسي
- شباب توك ومناقشة حريات وحقوق المرأة
- تعليق علي مقالات القادة ياسر عرمان وعمر الدقير
- الخرطوم والعزلة
- التضامن مع الرفيق ضحية سرير توتو لوقف إجراءات إستجوابه بالقا ...
- ميلاد مدارات جديدة في الذكرى السابعة لإندلاع الحرب في النيل ...
- رحيل المناضل د. أمين مكي مدني
- حكاية اللبراليون والإنقاذيون
- حول الإنتخابات القادمة
- إجتماعات - باريس
- قصيدة - حزن
- البشير وخطاب الحملة الإنتخابية
- إنتخابات السودان
- حقوق الشعوب الأصلية
- تهنئة إلي الفيلسوف الجزائري بشير ربوح
- مشاهد للتاريخ حول قضية المك النوبي والسناري حاج رحال


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - الذكرى الأولى لوفاة معتقل الدفوف النوبية جمال سرور