أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - مراقب الصف














المزيد.....

مراقب الصف


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 6217 - 2019 / 5 / 1 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافات المجتمعات في اغلبها يؤسس لها مع الأجيال الجديدة (خذوهم صغاراً)، في المدرسة كان هناك دور يمارسه احد الطلاب، هو مراقب الصف، واجبه ان يأخذ دور المدرس عندما يترك الصف ويحافظ على النظام، فاذا قام احد الطلاب بالمشاغبة، لزم عليه ابلاغ المدرس عندما يعود، فيأخذ ذلك الطالب عقابه.
منهجيا وتربوياً هو دورٌ سلبي، لان الطاب بهذا العمر غير مؤهل للقيام بهذا الدور. عانيت من هذا الدور وانا طفل، فقد كان المراقب يبلغ عني جزافاً، لا لشيء سوى لأنه خاصمني خلال الفرصة، واعتقد جازما ان الأغلبية عانت من دور مراقب الصف.
هذا النموذج لعب عليه حزب البعث في العديد من مجالات الحياة، فقد استغل الأطفال للإبلاغ عن والديهم اذا ما تحدث سلبا عن القائد الضرورة، وتطور الدور عندما كبر مراقب الصف أن تحول الى مراقب للمجتمع، يبلغ عن هذا وذاك اذا ما عمل في حزب سياسي او نشاط اجتماعي او تطاول على القائد الضرورة.
في نفس الوقت اصبح مراقب الصف في اغلب الأحيان، بعد ان كبر في العمر، يبحث عن هذا الدور في المجتمع، خاصة وان حزب البعث يهيئ الفرصة لذلك، فراح يتبرع بالمراقبة بحثا عن اشباع الرغبة الذاتية التي نشأ عليها، او طمعا بالحصول على منصب يؤمن له مصدر رزق ثابت، او انه يبحث عن دور اجتماعي متسلط.
من تجاربي الأخرى مع مراقب الصف، ان كان أحد جيراننا (علي)، ينفذ أوامر الفرقة الحزبية، أما بمراقبة بيتنا وكتابة التقارير، أو محاولات القبض على والدي وهو بالبيت لأخذه الى الجيش الشعبي، في نفس الوقت كان اخوه (أحمد) يبلغنا كلما علم بتحركات أخيه، حتى نأخذ الحذر. جارتنا (خيرية) كانت تتجسس على بيتنا وتكتب التقارير الواحد تلو الاخر، زميل في القسم أبو منيصير الداخلي، بكلية الزراعة، حرص على ابلاغ المسؤول عن وجودي لغرض طردي من القسم لأني من أهالي بغداد، في حين زميلي (حسن عمارة) عثر على كتاب سوسيولجية ماركس في محفظة كتبي، فاستغل الموضوع مازحاً، اما يبلغ ضدي الامن او اشتري له لفة كص، فاشتريت له اللفة.
مراقب الصف كبر معنا فحرص حتى بعد سقوط النظام، أن يحافظ على بذور ذلك النظام باقية، فكان المخبر السري، ومخبر المليشيات بمن هو شيعي أو سني، أو يبلغ ضد من يقاوم بوجه المليشيات السنية والشيعية، مراقب الصف انتقل من دور الجحوش الى ذراع الأحزاب الكردستانية لتثبيت سلطتها في الإقليم، هذا المراقب صار موجوداً في مجاميع الفيس بوك بصفة الهيئة الإدارية، دوره خنق حرية التعبير بحذف منشور او الغاء عضوية شخص، منعاً من كسر عادات وأفكار بالية، بحجة المقدس والتقاليد الاجتماعية، مراقب الصف اليوم في الصحافة العراقية، ومواقع الانترنيت، والقنوات الفضائية، خاصة الفضائية العراقية، التي تعلن جهاراً انها لسان حال الحكومة العراقية وليس من مهامها انتقادها.
الحرية لها أعداء كثيرين، اولهم النظام السياسي والمقدس الديني والشرطي الذي بداخل الانسان، الذي تربى على مدى سنين بفعل فاعل .
اذا كان صدام قد مات فأذنابه لا زالوا على قيد الحياة، الاخلاق التي زرعها لا تزال سائدة، والأتعس ان خَلَفَه، لم يعمل للقضاء على تلك الثقافة، انما استند لها ونماها واستفاد منها، فترسخت في المجتمع، ولم يبقى لنا املاً سوى ان تنتفض المواطنة والمواطن للخلاص من مراقب الصف.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيون عراقيون متخلفون
- يبقى الحال على ما هو عليه
- حملة تشويه للتظاهرات
- بيادق البرلمان القادم
- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا تستضيف الرفيق حسان عا ...
- المواطن العراقي كرة جوراب بين هذا المتنفذ وذاك
- مناقشة لرؤية د. فارس كمال حول التقارب المدني الصدري
- نفس الوجوه الكالحة ونفس الضحايا
- ابكتني ميرنا
- لاجئون خمسة نجوم
- الاقنعة والمرجعية
- قضيتان للنقاش تستندان لحزمة الاصلاحات التي اقرها رئيس مجلس ا ...
- امسية سياسية للتيار الديمقراطي بالمانيا
- العملية السياسية سرقت
- الاحكام المسبقة
- المالكي يدعو الى حرب في معهد السلام الامريكي
- وفد التيار الديمقراطي يلتقي نائبة رئيسة كتلة حزب الخضر في ال ...
- الزمن وحدة قياس لتقدم الشعوب
- ووواوي لو ويوي
- عمو حكومة ليش ما تسمع للبهلول


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - مراقب الصف