أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - إياد شماسنة الحرف والكلمة في قصيدة















المزيد.....

إياد شماسنة الحرف والكلمة في قصيدة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


إياد شماسنة
الحرف والكلمة في قصيدة
"القصيدة بعد الأخيرة للمتنبي"
يستوقفنا حرف الصاد الذي أتى بأكثر من موضع، فبه افتتح الشاعر قصيدته:
"صدق خيالك حين حدث ما جرى
إن البصيرة أن ترى ما لا يرى"
فنجده في "صدق، والبصيرة" وهناك تكرار لفعل "ترى ويرى" ولحرف "ما" في "ما جرى، وما لا يرى" وهناك علاقة بين "خيالك والبصيرة" وتقارب بين "إن وأن، وهناك شبه بين كلمات "جرى، وترى، ويرى" كل هذا يجعلنا نقول ان الشاعر يكتب القصيدة من داخله، وكأنه (يعصر) خلاصة ما فيه ليقدمه لنا بهذه القصيدة، وإذا ما توقفنا عند الحكمة التي يحملها البيت، نكون أمام شكل بيت متناسق وفكرة ضرورية وحيوية لكل عاقل.
البيت التالي أيضا نجده بذات النسق الذي يجمع بين الكلمة والحرف والفكرة:
"أن تقبض الصلصال في ملكوته
فيكون في كفيك طيرا أسمرا"
فحرف الصاد حاضر في "الصلصال" وتكرار الحروف "الصاد والالم" في الكلمة الواحدة يعطي دلالة إلى حالة التوحد بين الشاعر وما يكته، حالة التوحد بين الشاعر والشيء/الشخص/الحدث التي يتناوله، وإذا ما أخذنا معنى "أن تقبض" والتي تعنى الحرص والتمسك بالشيء، وأتبعناها ب"الصلصال" ذات الحروف المتشابهة والمتراصة، والتي تعيطنا فكرة (الانسجام بين حروفها وتوحدها) يمكننا أن القول ان الشاعر لا يكتب بوعي، بعقله الواعي، بل العقل الباطن هو الذي يسيره، ما كان ليكون هذا التناسق والانسجام بين المعنى في مضمون "يقيض" والشكل في "الصلصال"، وهنا حرف الكاف الذي جاء في كلمات" ملكوته، فيكون، كفيك" يؤكد على حالة تماههي الشاعر ليس مع الفكرة التي يقدمها فحسب، بل مع الكلمة والحرف الذي يستخدمه.
"أو تبصر التنور يوم جفافه
فترى من الطوفان ماء منذرا"
كلمة "تبصر" تحمل اثرا من فاتحة القصيدة التي بدأت بحرف الصاد، لكن الشاعر هنا يركز على حرف "الفاء" الذي جاء في "جفافه، فترى، الطوفان، وما يلفت النظر وجود ألفاظ متناقضة "جفافه، تتناقض مع "الطوفان، الماء" وهذا يشير إلى ما حالة الصراع التي يشاهدها/يعيشها/يمر بها الشاعر، وهناك تقارب في المضمون بين "تبصر، فترى" وبين "الطوفان والماء" وهذا التقرب له علاقة بالبيت السابق، لأنهما جاءا مكللين لبعضهما، فهناك علاقة بين "الطائر، الماء" فكلاهما في السماء.
"ويقول رمل العارفين بعلمهم
هلا قصصت عليَّ حُلْماً أخضرا"
أثر " العارفين بعلمهم" المتقاربين في المعنى نجده في كلمة "قصصت" التي يتلاصق بها حرفي الصاد، ونجد التواصل والتكامل في البيت الذي بدأ "ويقول" و"قصصت" فكلا الفعلين متعلقين بالكلام/الحديث، والجميل في هذا البيت الصورة الشعرية "حلما أخضرا" والتي تشير إلى أن حالة الانسجام المطلق في هذا البيت، فالبيت جاء بألفاظ بيضاء ومعنى أبيض.
"ماءٌ من الكتب القديمة موغلٌ
في حكمة الصعلوك حتى أمطرا"
إذا ما تجاوزا "الصعلوك" الذي يشير إلى استمرار تأثر الشاعر بالفاتحة الصادية، نجد تقارب بين "الكتب والحكمة" و"ماء وأمطر" و"القديمة وموغل" وهذا ما يجعلنا نتأكد أن هناك (قوة/طاقة خفية) هي التي تتحكم بالكلمات والحروف والمعاني، وما الشاعر "إياد شماسنة" إلا وسيلة إظهار وتنسيق للقصيدة.
"من جبة الصوفي في دورانه
أو حكمة المجنون حين تعثرا"
فاتحة القصيدة تفرض علينا نبقى متابعين لحرف الصاد "الصوفي" في هذا البيت لا نجد عين الشكل أو المضمون الذي وجدناه في الأبيات السابقة، فهو يأخذ كوحدة واحدة، فالعلاقة التي تجمع "الجبة، الصوفي، دورانه، الحكمة، المجنون" منطقية، وهي الجامع والموحد لبيت، وهذا الجمع والتوحد يتميز بتناسقه مع فكرة "الصوفي" الذي يسعى إلى أن يتوحد/يتماهى مع الله، فالبيت الذي قدم لنا حالات الصوفي جاءت متكاملة ومنسجمة مع وحدة البيت الذي يؤخذ كجسم متكامل وليس بفصل/مجزأ.
"قالت لي الاسماء حين عرفتها
لن تتقن التأويل حتى تعبرا"
مقطع جديد، متحرر من فاتحة القصيدة، لكنه منسجم في الألفاظ: "قالت، التأويل" و "عرفتها، تعبيرا"
"هذي المرايا سوف تصبح غابة
هذا المقدس سوف يصبح أنهرا"
الوحدة جاءت في "هذي، وهذا، تصبح ويصبح" والانسجام في العلاقة بين "الغابة وأنهرا" وتكرار "سوف" يجعل البيت متكامل في المعنى والمضمون، ومتشابهة في الشكل وطريقة التقديم، مما يؤكد حالة التوحد بين الشاعر والقصيدة.
"ويصيح ذئب في البراري معلنا
عن حقه في أن يكون مزمجرا"
هناك تكرار لحرف "في"، وتقارب بين "ويصبح ويكون" وانسجام بين "ذئب والبراري" لكن هناك تناقض بين "الذئب ومزمجرا" فلماذا هذا التناقض؟ وهل له ما يبرره؟، اعتقد، أن البراري تشير إل حالة التوحش/الغابة، مما يعني وجود صراع فيها، وهذا الصراع انعكس على البيت، فكان الذئب مزمجرا" يشير إلى حالة الصراع والتناقض الموجودة في الغابة/البراري، فيكون البيت منسجما في فكرته وفي ألفاظه.
"ستخوض هذا البحر دون صحابة
وتكون وحدك، أنت وحدك منبرا"
يبدو أن البيت مغلق ويصعب الدخول إليه، لكن، اعتقد، أن ما رأيناه من مهاجرين يعبرون البحر هربا من جحيم الحرب، يمكننا أن نجده في هذا البيت، فهناك "البحر، وحدك" المكررة، وهناك "أصحاب" لكن نفوا بلفظ "دون" وعاقد أن هذا هو ما يمكن أن نستخلصه من فكرة وكلمات البيت. "سترد عن جند النبي غرورهم
من قبل أن سار الجنود القهقرى"
فعل "ستخوض" السابق وفعل "سترد" متقاربين في فكرة الفعل، الخوض والرد، وهناك علاقة بين "البحر" في البيت السابق و"النبي" وعلاقة بين سترد وسار والجنود وغرورهم والقهقري" وتماثل بين "جند والجنود" إذا ما جمعنا الألفاظ المتعلقة بالجنود، نجدهم يشكلون جبهة قوية ومتحدة بهذا التكتل والتقارب، وعلى المتلقي ان يواجه هؤلاء الجنود ويرد عليهم. "لن تحرق العجل المقدس، إنما
ستكون انت النار حتى تثأرا"
ألفاظ قاسية "تحرق، النار، تثأرا" وهي متقربة في ايحائها للحرب والصراع، والشاعر يخاطب المتلقي منفرد، فيبدو الخاطب مواجها لكل قارئ، فالشاعر بعد أن تحرر من فاتحة الصاد، أخذ يتحدث موجها خطابه للمتلقي المنفرد، وهذا يحمل شيئا من فعل (الأمر) الصادر من أعلى، لهذا نجد شيء من (الانفعال) في الأبيات، مما يصعب علينا تفكيكها والدخول إلى الدوافع/الأسباب وراء وجود هذا الشكل والمضمون.
"أنت الحسين، اذا تمادت أمة
في الكربلاءً، وفي البلاد من افترى"
تناول الشاعر للتراث الديني، إن كان يهوديا أم إسلاميا، يشير إلى تأثره بالأحداث، ولهذا نجده يستخدم الثقافة الدينية ليريد/يواجه الواقع.
"سيقول موسى يا الهي دلني
ان الطريق الى الخلاص تبعثرا"
تغريب الحداث "ألهي دلني" تجعل المتلقي يتوقف متفكرا في ما يجري في القصيدة وفيما يجري حقيقة، فهل بدأ الشاعر يجدف؟ أم أنه أريد بهذا التغريب شيئا آخر؟.
"هذي القبائل من قريظة أقبلت
يوم الحصار تدك انحاء القرى
وبنو قريشٍ يعبدون حجارة،
حكمت بلادا، لن تقوم لتنصرا"
ما زلنا في التاريخ والأحداث الدينية المغربة، قريظة تدك القرى، وقريش تعبد الحجارة، وهناك جزم بعد القدرة على الصمود/المواجهة/النصر عليها، فعل أرادنا الشاعر أن نيأس؟،أم أراد أن يستحثنا على الفعل؟
"لن يمنع الحجاج نخبُ قتيله
حتى يرى دمه بمكة مزهرا"
استمرار استخدام التراث الديني بشكله المغرب.
"سيجول زمار البلاد مغنيا
هل يقبل الزمار الا يزمرا"
القسم الثالث جاء منسجما كحال القسم الأول، تكرار "الزمار" المتناسق مع "يزمرا" والتقارب بين "سيجول والبلاد" نتوقف هنا عند قصة الزمار والفئران" التي تأخذنا إلى ضرورة أخذ الحكمة منها، الوفاء بالالتزام والعهد، وهنا يأخذنا الشاعر إلى حكمة الأولى:
"ويقول آدم يا بني تصالحوا
فاذا التقوا بابن الحرام تنمرا"
القاء بين "بني، بابن" وتقارب بين "ويقول وتصالحوا والتقوا" فالحكمة التوحد تون صدا منيعا امام العدو.
"ويقول أشقاهم سنعلن دولة
ما بين نجم في المجرة والثرى"
القول للشقي/للعدو الذي يستفزنا ويستفز الشاعر بهذا القول، لكنه يعالجه في البيت التالي.
"هي حالة للموت تكره ذاتها
من يقبل الموت السخي المنكرا!!"

رغم أن الألفاظ قاسية "للموت، تكره، الموت، المنكر" إلا أن البيت يستحث القارئ على الفعل الايجابي، فالألفاظ القاسية تلم تثبط القارئ، بل جعلته يتقدم وبقوة للمواجهة، والذي ساهم في هذا استحثاث هي صيغة الاستنكار، التي احسن الشاعر صياغتها، والشكل البيت الذي جاء بهيئة حكمة.
"لا يصلح الدم في المجرة ساخنا
او باردا ، لن يستحي ان يكثرا"
بهذا البيت يختم الشاعر القصيدة، والذي نجد فيه حرف النفي "لا، لن" اللذان يدعوان القارئ للحذر واليقظة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورشة نقد تناقش “قصة عشق كنعانية” للروائي صبحي فحماوي
- محمد عبد الباري خاتمة لفاتحة الطريق
- انهيار الارستقراطية في رواية - شتاء العائلة- علي بدر
- الغربة في ديوان أوراق مسافر -سامر كبه-
- جعفر بشير الشعر والشاعر
- يوميات ميكانيكية علي سفر
- اسراء عبوشي
- المرأة والسياسية عند جاسر البزور وجروان المعاني
- الادارة الفلسطينية
- القسوة في ديوان -خطى الجبل- محمد علوش
- قراءة في ديوان -ما يشبه الرثاء-* للشاعر فراس حج محمد
- الحزن يموت أيضا يوسف شرورو
- الأمير الأحمر مارون عبود
- مناقشة ديوان - مختارات من الشعر الروسي- في دار الفاروق
- حزن فاضل الفتلاوي
- القاهرة الجديدة نجيب محفوظ
- حزن فراس حج محمد في قصيدة -روائحُ العشرينَ الخَرِفة!-*
- سماء الفينيق مفلح العدوان
- مدينة الموتى حسن الجندي
- الفلاح والصحراء في -ثلاث ليال فلسطينية جداً- صبحي شحروري


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - إياد شماسنة الحرف والكلمة في قصيدة