أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حزن فاضل الفتلاوي














المزيد.....

حزن فاضل الفتلاوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


حزن فاضل الفتلاوي
وقعنا في المنطقة العربية متماثل، فحالة فلسطيني والفلسطيني تم استنساخها في لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا، هذا على صعيد احتلال وتخريب وتدمير البلاد وتشريد وقتل أهلها، فحالنا أصبح واحد، المأساة التي عاشها الفلسطيني في عام1948 عاشها العراقي في عام 2003، والسوري والليبي واليمني في ما بعد عام 2011، هذا على صعيد الواقع، لكن كيف يتم تقديم هذا الواقع أدبيا؟، وكيف ينعكس على الأديب؟، "فاضل الفتلاوي" يقدم لنا هذا الواقع بومضة أدبية، بعيدا عن الشرح والاطالة، فهو يختزل ويكثف ويعصر أفكاره ليقدمها بومضة سريعة، لكنها تصعقنا، تؤلمنا بفكرتها، لكن طريقة تقديمها تمتعنا وتفرحنا:
"على ذاك الساحل
كتبنا اوهام
على الرمل
بنينا شواهق من
الخيال"
الشاعر يبتعد عن ذكر ألفاظ قاسة ومؤلمة، وإذا ما استثنينا "أوهام" تكون بقية الألفاظ بيضاء، والجميل في طريقة التقديم أن الشاعر تحدث عن الطبيعة، وهي عنصر مخفف ومهدئ للقارئ ويعطي النص الأدبي جمالية وسكينة، فذكر ووصف الطبيعة ممتع كما هو الحال عند مشاهدتها، والجمالية الثانية أن الشاعر يقدم فكرته قصة، يخبرنا فيها عن فعل/حدث كان يقوم به، وهذا عامل جذب ومتعة للقارئ.
"كبرنا سريعا"
النقلة في القصيدة جاءت متماثلة ومنسجمة مع حجم وشكل (الفقرة) التي اعطتنا فكرة النقلة/التحول "كبرنا سريعا" فالشاعر بها يختزل زمن وأحداث وأمكنة عديدة، لا يريد أن يدخل في تفاصيلها، لأنها مؤلمة له، وهذا يحسب للشاعر الذي يراعي مشاعرنا واحساسنا، فهو لا يريد أن يزعجنا بتلك الأحداث الماضية.
"ما عاد البحارة يرقصون
ولا ثمة (تومان) لا ناي "
أيضا رغم سواد الفكرة إلا ان الشاعر يحرص على ذائقتنا فيتجنب تقديم السواد والألم بشكل صريح، لهذا يستخدم "ما عاد، ولا" وهذا ما يجعلنا نستنتج أن الشاعر ـ في داخله بياض/أمل/فرح ـ لهذا يتجنب قدر الامكان استخدام ألفاظ مزعجة ومؤلمة، ورغم حالة النفي "لبحارة يرقصون" إلا أن الصورة تبقى جميلة تحمل الفرح، فقد كان هناك بحارة يرقصون.
"الحرب والميناء
ضدان "
تستوقفنا هذه الفقرة، لماذا لم يقل الشاعر الحرب والسلم ضدان، واستخدم "الميناء"؟، علما بأن السلم هي النقيض الحرب، بينما الميناء نقيضه البحر، أعتقد أن الشاعر تسكنه الطبيعة والفضاء الرحب، وهما اللذان تحكما في مسار القصيدة، فما كان للشاعر إن أن يمتثل لهما طائعا، وكأنه بهذا الامتثال يتقدم من ذاته الهادئة التي تميل وتنحاز للطبيعة وتنحاز للإنسان.
" هي حريق
وهو....... لقاء المحبين"
كما كانت الحرب والميناء ضدان، نجد "الحريق ولقاء المحبين" إذا ما توقفنا عن صيغة المؤنث "هي" والتي من المفترض أن تكون هادئة وناعمة، وبين صيغة المذكر "هو" والتي من المفترض أن تشير إلى القسوة، نجد أن هذا التبين في الاستخدام يخدم فكرة الأضاد، التي جاءت في الفقرة السابقة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس



"فاضل الفتلاوي
ة •
على ذاك الساحل
كتبنا اوهام
على الرمل
بنينا شواهق من
الخيال
كبرنا سريعا
ماعاد البحارة يرقصون
ولا ثمة(تومان) لا ناي
الحرب والميناء
ضدان
هي حريق
وهو....... لقاء المحبين...
"



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاهرة الجديدة نجيب محفوظ
- حزن فراس حج محمد في قصيدة -روائحُ العشرينَ الخَرِفة!-*
- سماء الفينيق مفلح العدوان
- مدينة الموتى حسن الجندي
- الفلاح والصحراء في -ثلاث ليال فلسطينية جداً- صبحي شحروري
- الجزائر بين المطرقة والسنديان
- جروان المعاني حكاية وقصيدة -للزهري-
- عبود الجابري شاعر الدهشة
- مناقشة كتاب -لا بد أن يعود-
- الفلسطيني في رواية -عذبة- صبحي فحماوي
- يونس عطاري -إلى بدر شاكر السياب-
- أنف وثلاث عيون احسان عبد القدوس
- مالك البطلي -أنا ابن الندوب-
- الطبيعة والفرح عند الشاعر محمد زايد
- حقوق الإلهام وبيجاميلون -سعادة أبو عراق
- البياض عند محمد علوش وإياد شماسنة
- الطرح الطبقي والهم الوطني في مجموعة -الخبز المر- ماجد أبو شر ...
- الرواية والقصيدة -الدليل- إبراهيم نصر الله
- قصة عشق كنعانية- صبحي فحماوي
- مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حزن فاضل الفتلاوي