أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الامين - وحيد القرن...زيارة اخرى















المزيد.....

وحيد القرن...زيارة اخرى


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 13:30
المحور: كتابات ساخرة
    



هذه المرة قررت الهروب من صديقي المزعج واقامة اللقاء الاخير مع عمنا وحيد القرن التعيس في جنينة حيوانات الخرطوم كختام مشرف للبحث في الحياة الوحشية في كلية العلوم ارضا للبروفسر الالماني ديتر انرنست
وعملت تمويه وخرجت من بوابة البركس الجنوبية ثم طريق بري ثم بحري ثم ام درمان ثم الخرطوم ونزلت الحديقة
وترجلت الي داخل الحديقة ولمحني العم عبدالماجد "الاسم الحركي لوحيد القرن" وجاء يتخافت وهو يعلم اننا قد لا نلتقي ثانيتا..
- اين صديقك المزعج ؟
- هربت منه هذه المرة
- حسنا فعلت.. الحديث ذو شجون هذه المرة
- ماذا بك ؟؟
- انت طبعا تريد ان تعرف عني الكثير من اجل العلم ولكني اريد ان تعرف ايضا من اجل التاريخ ما دار في هذه الحديقة اللعينة من اول انقلاب الي اخر انقلاب في القصر الذى يقبع في الجوار
- ماذا حدث ؟
- ايام الرئيس نميري قررنا نحن الحيوانات ان نعمل وفد يقابل الرئيس نميري من اجل اقامة جسر حتي نتمكن من زيارة جزيرة توتي للترويح ايضا عن انفسنا
- وماذا بعد..؟
- للأسف تسيد حمار الوحش الموقف بحجة انه درس معه في ثانوية حنتوب وهو من حدد الوفد
- هل كان الامر يحتاج الي وفد ؟؟
- لا ادري ولكنه اقترح ان تمشي معه خمسة قرود لمقابلة الرئيس وليتك تعرف ماذا حدث
- ماذا حدث ؟؟
- خرج الرئيس نميري في المراسيم وزعق فيهم مرددا "كيف يندس في الوفد شيوعيين ؟!!"؟
- ماذا شيوعيين ؟؟
- نعم الا ترى مؤخراتها الحمراء يا صديقي هيا انظر ؟
- نعم ...نعم
و انفجر صديقي ضاحكا واردف
- ثم غيرنا والوفد وسحبنا القرود واستبدلناهم بخمس غزلان جميلة من الجانب الاخر في الحديقة
وتمكن الوفد فعلا من الدخول في اجتماع مغلق مع الرئيس
- ثم ماذا ؟
تثاءب عبد الماجد وردد في ضجر
- بقينا عشر سنين منتظرين خروج الوفد ..سنين مضجرة ..اجبرتني ان امارس العادة السرية عندما تنوم تلك القرود اللعينة وتكف عن ضلالها الصاخب
- ماذا ..ماذا ؟
(احمر وجهي خجلا) واغضبه ذلك
- تبا لك هل جئت هنا لتكتب عني بان لي قرن في مقدمة انفي وذيل قصير واذنين صغيرتين
هي انظر الى الاسفل ايضا ماذا ترى ؟؟
- انا اسف !!
- توفت زوجتي منذ امد بعيد وانا وحيد القرن شعار السودان ورفض مسؤولين الحديقة جلب زوجة لي من الغابة
- امر مؤسف وماذا حدث بعد العشر سنوات ؟
- خرج لنا والوفد والحمار منهك ولكن تجلل وجهه ابتسامة عريضة وخطب فينا
- امر الجسر تم حسمه من اول جلسة ولكن المفاوضات استطالت بسبب اختلافنا هل يكون الجسر من الخرطوم الي توتي ام توتي الي الخرطوم ..
وانفجرنا ضاحكين...فعلا الامر يبعث علي الاسف في هذا البلد الذى ادمن المؤتمرات والحوارات والجعجعة من غير طحين
استفسرت منه
- بدل هذا الحمار الغبي لماذا لم تفوضوا ابادماك رمز الحضارة السودانية
تنهد عبدالماجد في اسى
- هذا الاسد المغرور ...تخلى عن مسؤولياته تماما وهم وفرو له زوجتين وانظر كيف ينام تخاذل مشين ويضرط وحوله اولاده الصغار ..
- نعم اراه سعيداً دائما وهو ليس موضوع دراستي والحمدلله
- اعتقد ان معه حق لقد نوه مرارا انه ملك منتخب و معبود الكوشيين غير مستعد للحوار مع حثالة القصر الجمهوري ومن تأتي بهم الانقلابات المشينة
- صادق والله ..
- نعم وكما ترى بقينا هكذا في الحديقة ..واضحيت عالق مع هؤلاء القردة الخاسئين واتحين الفرص لتنام ويختفي ضجيجها لأقرا او امارس العادة السرية ..
غابت الشمس او كادت ونهض مودعا صديقي وقال لي :
- لا تنسى في زيارتك القادمة ان تجلب لي كتاب "النخبة السودانية وادمان الفشل للدكتور منصور خالد" كتاب نزل جديد في الاسوق !!
- ان شاء الله بالخميس سيكون عندك
- وداعا والي اللقاء
واستدار في تثاقل الي نهاية القفص متلحفا صمته الحزين وواقعه المزرى
وخرجت الي شارع النيل اترنح ومررت امام القصر الجمهوري واطلقت ضحكة ساخرة عندما تذكرت قصة الجسر. .وانعطفت الي السوق العربي حيث عرجت الى صديقي كرونقو من جبال النوبة, يبيع الكتب امام المسجد الكبير من زمن ولي معه طرائف لا تقل من تلك مع عبد الماجد" اخبرني انه كان في قوات دفاع السودان في النسخة الحالية من حياته وتزوج الكثير من النساء عبر العالم من العلمين الي المكسيك في الحرب العالمية الثانية.. اما حياته السابقة كان من سحرة موسى وانهزم وفر الي دنقلا في السودان وليؤكد لي ذلك كنت عندما لا اجد الكتاب المطلوب يغطي صندوقه ا لخشبي جواره بي قطعة قطيفة خضراء فيها رموز كوشية قديمة ويطلق بخور منعش ويردد كلمات ثم يقول لي " ادخل يدك في الصندوق "وتصعقني الدهشة عندما اسحب الكتاب الجديد في فرحة غامرة
تداعي اذان المغرب في المسجد الكبير ووجدت صديقي يجمع في كتبه وراني وابتسم وتوقف عن جمع الكتب
- وينك يا زول الجامعة ام شجر ؟!!
- حياك يا كرنقو عايز اخر كتب د منصور خالد
- ايوه عندي والله عندك حظ يهود في واحد قبلك بي دقائق كان عايز يشتري مش كتاب "النخبة السودانية..
- وادمان الفشل ؟؟
- ايوه ايوه موجود ...
اخرج الكتب من الصندوق السحري وناولني الكتاب ودسست النقود في يده وودعته منصرفا الي البركس العتيد لأرى ماذا فعل صديقي احمد هناك ..لابد انه يتميز غضبا الان ..
ونقف الي هنا ....في رواية انيمال فارم السودانية ..
****
مرت السنوات ودارت الايام كما تقول الست ام كلثوم ..وانا في الهاجر في هذا الركن الرشيد من العالم ارقب في النور اشباح وطيور الظلام و اتقصى اخبار الوطن واخبار حديقة الحيوان وصديقي عبد الماجد...اقامت حكومة الانقاذ التي ضل سعيها في الحياة الدنيا الجسر ولكنها سرحت كل الحيوانات وفصلتها للصالح العام ووجد صديقي الحرية والتحرر من اصر القرود المزعجة وعاد الي غابات الجنوب بعد انفصال السودان ومضى حقبا الي كينيا, قرات في الشبكة العنكبوتية (موت آخر ذكور فصيلة وحيد القرن الأبيض الشمالي.. وما زال إنقاذ الفصيلة ممكنًا-موقع مرصد المستقبل) ..
احزنني خبر وفاته وحيدا بالاكتئاب المزمن بعد ان وجد نفسه وحيدا مرة اخرى ولم يعد ايضا شعار السودان الذى يشعره بالفخر دائما وهو المثقف الواعي والمتطلع علي تاريخ بلده السودان ..في تلك الايام التي نداولها بين الناس..



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام الشهيد.. اهداء الى الامهات في اليمن
- السودان وسباق الفئران !!!
- السودان واهدار 52 عاما من الانقلابات
- وثيقة الاستقلال الجديد في السودان 2019
- كنت معلما في اليمن
- صخرة سيزيف
- حكاية عطا ود عشمانة
- الثورة السودانية واشكاليات التغيير
- مقالات سودانية (1) هم بشوفو لكن ما بسمعو !!
- السودان والحاجة الي العزلة المجيدة
- متلازمة مصر ام الدنيا والسودان
- الشعب السوداني بين تفاهة المعارضة ووضاعة النظام
- نظام -االكعوك- العالمي الجديد
- بالسوداني الفصيح: السودان وعودة الباش بذق
- السودان..التتار على الابواب..
- النخب العربية ومتلازمة ايران
- السودان وسنوات التيه
- الديالوكتيك الكوني وحضارة السودان
- ما الذى حدث في انتخابات 2010؟
- بين خليجي 20 وخليجي 23


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الامين - وحيد القرن...زيارة اخرى