النخب العربية ومتلازمة ايران

عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 10:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

بعد مسيرة ست عقود في المتاهة بين نعيب صوت العرب 1952 ودولة عربستان الوهمية تم إعادة إنتاج نفس الأزمة الشوفينية مع فضائية جزيرة والعربية وربيع الفجر الكاذب ودولة اسلامستان الوهمية وصنع لها بعبع جديد يسمى إيران او نظرية سنو بول في رواية انميال فارم وجعلوا من ذلك مبرر لتدمير العراق وتحول فيه البعثيين إلى دواعش بقيادة عزت الدوري وسوريا وجاءوا الى اليمن أيضا وحاصروا 27 مليون مواطن في واحدة من أبشع جرائم العصر ضد الإنسانية بحجة منع السفن الإيرانية من تزويد حلفاءها بالسلاح ؟!!
وهل إيران محتاجة لدعم حلفاءه بالسلاح ام بالوعي؟؟
إيران تغيرت وبدأت ربيعها قبل العرب وتمكن الإصلاحيين المعتدلين من انتزاع السلطة من المحافظين بعد دورة احمد نجاد الانتخابية الثانية بعد مظاهرات وتضحيات جسيمة وبدأت إيران تسير في مسار جديد توجته مبادرة دول 5+1 بإيجاد مخرج مشرف لها من طموحاتها النووية ورفع الحصار عن شعبها والسير في مسار “الواقعية السياسة” ورفاهية الشعب الإيراني ..ولازالت النخب العربية في متاهتها ورؤيته الضيقة والمشوشة عن إيران وأسطورة دعمها للشيعة في الدول العربية…والسؤال الملح..هل إيران تحتاج لسلاح لدعم حلفاءها “المحترمين” في الدول العربية العراق وسوريا والبحرين واليمن..أم أنهم قادرين أن ياتو بصناديق الاقتراع وفقا للواقع الجيبولتيكي لهذه الدول من ناحية كما هو في العراق وقبح المناوئين لهم المدعومين من السعودية ودول الخليج”الإخوان المسلمين” والسلفيين الدواعش وعزوف الجماهير عنهم…
لذلك ظلت إيران تراهن على الديمقراطية والحلول السياسية العقلانية والمحترمة و هي دولة مؤسسات وأكثر ديمقراطية من دول الخليج والدول العربية التي لازالت تعيش عروض الون مان شو وتفتقر للمؤسسية والمؤسسات وسجلها مشين جدا في حقوق الإنسان ..
وماذا بعد 1000 يوم حرب ..فشلت عاصفة الحزم من أول يوم بخروج باكستان المشرف منها وفقدت السعودية قوات على الأرض وذهبت تبحث عن مرتزقة من كولمبيا وبلاك ووتر وجنجويد وغيرهم وتذبذب بقية الدول وتساقط حلف الضباع بعد اتساع الدمار الآن..
والاستمرار فيها سيورط السعودية في جرائم ضد الإنسانية وستجد نفسها مع إسرائيل التي تقصف غزة في المحكمة الجنائية الدولية وان دعم قوى مستنفذة تجاوزتها الحركة الجماهيرية لن يفيد وأشبه بصخرة سيزيف ويجب التعامل مع القوة السياسية التي لها وجود جماهيري حقيقي في العراق وسوريا والبحرين واليمن وتأتي بها الانتخابات ..كما أن دول الخليج مسؤلة عن كل ما حاق بليبيا التي أضحت مرتعا للجرذان والمجرمين ولا يوجد هناك في ليبيا ..بعبع إيران…حتى يتم تضليل الرأي العام..وان الفضائيات الخليجية التي تنعب ليل نهار والموبوءة بالقوميين العرب والإسلاميين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ووعيهم القديم المأزوم الذي يقسم العالم إلى عجم وعرب وعبيد سيزيد من عزلة العرب دوليا وقد يخرجهم من القرن الحادي والعشرين نهائيا ورحاب الدولة المدنية والديمقراطية ولن يجدي أبدا اجترار الماضي وإعادة إنتاج معركة الجمل والشعارات العروبية الغوغائية الزائفة لصوت العرب كما تفعل هذه القرود” مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز
في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد
بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه
و ضربه حتى لا يرشون بالماء البارد
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد
فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز
ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول..
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد
و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب
و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة
حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا
و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب
لو فرضنا .. و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب : لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا هكذا
عملياً هذا ما نطبقه نحن في أعمالنا وحياتنا اليومية
نبقى في الروتين خوفاً من التغيير !!!”
******
والتغيير يبدأ بالنفس وبدولتك قبل أن تتحدث وتفتي عن دولة وشرعية الآخرين..اليمن مشكلته سياسية ودستورية …تحتاج فقط لكتابة دستور ومحكمة دستورية عليا تضبط البلد ثم انتخابات مبكرة والشعب يولي من يصلح ويتحقق الشعار “لن ترى الدنيا على ارضي وصيا”… وليس الحصار والتجويع والتدمير الممنهج الذى يقف خلفه البنك الدولي وشركات النفط وادواتهم الرخيصة في المنطقة
وما جدوى وجود السودان الذي يعيش حالة مذرية من اللادولة في هذا الحلف البغيض ...

#عادل_الامين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات