أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟















المزيد.....

هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت وزير الدفاع الفرنسية ان سنة 2020 ، ستكون سنة الحل النهائي لنزاع الصحراء الغربية ، الذي عمر لأكثر من أربعة وأربعين سنة ، حيث يعتبر اقدم صراع بالقارة الافريقية وفي العالم . وقد اكدنا في العديد من دراساتنا حول الصحراء ، على هذا الاستنتاج المقتبس من تحليل المعطيات المتوفرة ، من خلال تطور الصراع بالأراضي المتنازع عليها ، والخاضعة للنظام المغربي ، او من خلال الانتصارات الدبلوماسية ، والسياسية التي حققتها جبهة البوليساريو، والجمهورية الصحراوية بمختلف المنتديات الدولية ، او من خلال القرارات الصادرة عن مجلس الامن ، والقرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة .
وقد زاد من حتمية حل النزاع في غضون السنتين القادمتين ، ان الإدارة الامريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب ، أصبحت لاعبا أساسيا في النزاع ، توظفه من جهة لتصفية حسابات مع النظام المغربي بسبب الموقف من الانتخابات الرئاسية الامريكية ، او من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا ، حيث ان المخطط الذي هو جاهز وينتظر ساعة تطبيقه ، سيفرض تغييرا جذريا في الجغرافية والخرائط الترابية ، وسيفرض تغيير أنظمة ، خاصة تلك الهجينة المتهالكة التي تعيش منذ ان كانت على الريع .
ومن خلال الرجوع الى تصريح وزيرة الدفاع الفرنسية هذا ، نجزم القول ، ان فرنسا التي تصوت في مجلس الامن على قرارات تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير في الصحراء ، وعكس هذا ، نجدها تعطل قرارات الأمم المتحدة حول النزاع ، باستعمال الفيتو للتعطيل ، وليس لإلغاء القرارات ، وبعد ان تستنفذ اغراضها الاقتصادية والمصلحية بالمغرب ، ستجد نفسها مضطرة للانسياق مع قرارات الأمم المتحدة ، وقرارات مجلس الامن ، وانّها لا يمكن لها ان تبقى منعزلة عن المجتمع الدولي ، وتسير ضد التيار ، في قضية لم تخالف فيها قرارات دول مجلس الامن ، ولا قرارات الأمم المتحدة ، لان مثل هذا الموقف السكيزوفريني ، يضر بأيديولوجيتها وثقافتها القائمة على احترام القوانين وحقوق الانسان .
اكيد ان سنة 2020 ستكون مصيرية لحل نزاع الصحراء ، وفرنسا التي لا تعترف بمغربية الصحراء ، هي والاتحاد الأوربي يعترفون بطريقة سلسة بالجمهورية الصحراوية ، من خلال لقاءات الاتحاد الأوربي الافريقي ، ومن خلال حضور جلسات البرلمان الأوربي ، كما ان لجبهة البوليساريو مكاتب مفتوحة بجميع الدول الاوربية ، وبالولايات المتحدة الامريكية ، وبالأمم المتحدة ، تمارس نشاطها السياسي ، والإعلامي ، والحقوقي .
لكن السؤال : كيف سيكون الحل المنتظر في افق 2020 ؟
من المنتظر ان يعقد مجلس الامن أربعة اجتماعات بخصوص الصحراء في شهر ابريل القادم . وإذا كانت كل الارتسامات تنحو نحو تبني نفس القرارات السابقة لمجلس الامن ، فقد تعرف هذه الدورة طرح إشكالية بقاء او عدم بقاء هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ( المينورسو ) ، بسبب فشلها في تنفيد مهامها ، واكيد هنا سيحصل تهديد من الجانب الأمريكي ، وربما الروسي بسحب المينورسو ، او منحها سلطات تعجيزية ، وبما ذلك اشرافها على ضبط ممارسات حقوق الانسان بالأراضي المتنازع عليها ، حيث سيصبح من حق الصحراويين رفع رايات الجمهورية الصحراوية ، ورفع شعاراتها ، وتوزيع مناشيرها في واضحة النهار ، وبتنظيم الوقفات ، والمسيرات الداعية الى الاستقلال .
لكن اغلب الظن ان القرار القادم سوف لن يخالف القرارات السابقة ، وسيصدر بنوع من التهديد للنظام المغربي ، بان شهر أكتوبر 2019 سيكون آخر اجتماع لمجلس الامن حول الصحراء ، حيث وبعد الإعلان عن قرار سحب المينورسو ، فان الاختيارات التي سيلجأ اليها المجلس لحل نزاع عمّر لأربعة وأربعين سنة ، لن يخرج عن الاحتمالات التالية :
1 ) ان يعمد مجلس الامن ، وفي ظل اختلاف اطراف النزاع ، الى معالجة النزاع طبقا للفصل السابع من الميثاق الاممي ، أي فرض حل بالقوة ، ولن يكون غير حل الانفصال .
2 ) ان يعلن مجلس الامن عن فشله في حل النزاع ، وعوض اللجوء الى تطبيق الفصل السابع ، يحيل الملف الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كسلطة تشريعية تتكون من دول الشعوب ، وهذه ونظرا لحساسية الدول المكونة لها ، فإنها قد تصوت على مشروع قرار يدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير ، وهنا فان الأغلبية الساحقة للدول ، وبما فيها كل اوربة وفرنسا وامريكا ..سيصوتون لصالح الاستفتاء كحل ديمقراطي ، او ونظرا للصلاحيات التي تمتلكها الجمعية العامة ، قد تتفادى التصويت على الاستفتاء ، لتتعداه الى التصويت مباشرة على الجمهورية الصحراوية ، والحجة في ذلك ، ان النظام المغربي اعترف بها في سنة 2016 قبل ان ينضم الى الاتحاد الافريقي . فماذا سيمنع الجمعية العامة من التصويت على الجمهورية ما دام ان النظام قد سبقها لذلك ؟
3 ) في كليتا الحالتين ، سواء تصويت الجمعية العامة على حل الاستفتاء ، الذي سيجري طبقا للمسطرة الأممية ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ومجلس الامن ، او حصل التصويت مباشرة على الجمهورية ، فان نتيجة التصويت ، سترجعها الجمعية الى مجلس كسلطة تنفيذية ، لاتخاذ الإجراءات الضرورية ، والتدابير اللازمة لتنفيذ قرارات دول الشعوب .
4 ) هنا مجلس الامن سيجد الباب مفتوحا على مصراعيه ،لاستعمال الفصل السابع الذي يسمح باستعمال القوة لفرض الشرعية الدولية . وفرنسا التي تدعي صداقتها للنظام المغربي ، ستجد نفسها مجبرة للانصياع الى المشروعية الدولية ، بالانسياق وراء القرارات التي صوتت لها سواء في مجلس الامن ، او في الجمعية العامة .
5 ) اما عدا هذا السيناريو الحتمي ، لأنه مبني على تحليل لمعطيات متوفرة ، فلا مناص إذ ذاك من دق طبول الحرب ، وتغيير القيادة في الجزائر ، ونوع القيادة القادمة ، سيحدد مسارات الحرب او السلم ، أي القرارات الأممية ، او قرارات الكلاشينكوف ، والعودة الى سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي . واذا اندلعت الحرب وبعض استغراقها لبعض الوقت ، وبعد استنزاف النظام المغربي الحلقة الأضعف بالمنطقة ، أكيد ان مجلس الامن سينزل بكل ثقله ، ومسنودا بالمشروعية الدولية ، ليفرض حلا سيكون الانفصال ، وسيعقبه مباشرة تغييرا في الجغرافية وفي النظم الحاكمة .
ان زيارة وفد الكونگريس الأمريكي وبتوجيه من ترامب الى الجمهورية الصحراوية ، له اكثر من عنوان ، وابرزه حتمية الانفصال . ان الفريق الحاكم اليوم بالبيت الأبيض ، خاصة جون بولتون ، هو معادي على طول لأطروحة المغربية الصحراء ، التي قلصت من أهميتها نهاية الحرب الباردة . كما ان النظام المغربي ورأسه ، ونظرا لملف حقوق الانسان ، والديمقراطية ، والسجون ، والفساد ، وتهريب الأموال تحت عيون المخابرات الامريكية والاوربية ، اضحيا دون أهمية عند الغربيين ، ولم يعودوا يعيروهما ادنى أهمية . أي ان سقوط النظام في المغرب لم يعد يشكل ادنى احراج لدا الغربيين .
فكم شهور تفصلنا عن سنة 2020 ؟
ان العد العكسي لإنهاء صراع الصحراء الغربية قد وصل حلقته الأخيرة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس كوريا الشمالية السيد كيم جونگ _ Le président de la Coré ...
- الدستور -- La constitution
- lhumiliation du régime -- إهانة النظام .
- جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 3 )
- زيارة ملك اسبانيا الى المغرب
- تحليل . البرلمان الاوربي يصادق على تجديد اتفاقية الصيد البحر ...
- إذا دهبت الصحراء حتما سقط النظام
- اربعة واربعون سنة مرت على نزاع الصحراء الغربية
- حول مداخلة مستشار الامن القومي السيد جون بولتون بنزاع الصحرا ...
- هل سيزور بنجامين نتانياهو المغرب ؟
- جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 2 )
- ألم أقل لكم أن جبهة البوليساريو اصبحت مثل الناقة العمياء تخب ...
- جبهة البوليساريو تُصاب بالاكتئاب
- جمال عبدالناصر --- ابعاد النظرية الناصرية . ( 1 )
- عبداالاله بنكيران ومقاضاة الملك .
- أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية والمذهبية في الدولة الاس ...
- الحرب على ايران على الابواب . خطييييييييييييييييييييييييير .
- ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟
- مساهمة بسيطة كي تخرج جبهة البوليساريو من الجمود .
- الاطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية ( 5 )


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟