أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاظم الأسدي - الحراك بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه














المزيد.....

الحراك بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه


كاظم الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 23:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحراك بين جادة الشانزيليزه وساحة التحرير ..
بعد تمكن حركة السترات الصفراء من إنتزاع مطلبها الرئيسي من الحكومة الفرنسية وبوقت قياسي .. نسبتا" لسنوات حراك الحركة الإحتجاجية العراقية ومن دون أن تحقق مطلبا" واحد رغم تضحياتها الجسام !! لا بد من مراجعه نقديه .. يتم خلالها تسليط الضوء على أهم نقاط التماثل والإختلاف بين الحركتين ..
1/ كلاهما حركة إحتجاجية شعبية غير مؤدلجه إنطلقت دون توجيه أو دعوة من حزب أو جهة سياسية بعينها .. بل قوامها الجماهير المستضعفة والمتضررة من مختلف المواقع الفكرية والإجتماعية ..ويتماثلان في معارضتهما للسياسة الإقتصادية للحكومة .. والتي تمنح الأغنياء والفاسدين إمتيازات الثراء والنفوذ على حساب الطبقة الوسطى والفقيرة .. .
2/ كلا الحركتين تنتهج النضال المطلبي السلمي في حراكها لتحقيق مطالبها . وتستمدان قوتيهما من تعاطف الشارع المتضرر ومساندة عامة الفئات المثقفة و الواعية في تحقيق التعبئة الشعبية المطلوبة .و الكفيلة بإحداث الضغط المنشود على الحكومة لحملها على التراجع عن سياساتها وقراراتها الإقتصادية !!
أما نقاط التباين على أرض الواقع بين الحركتين ..فيمكن تثبيت أبرزها بالآتي ..
1/ حرصت الحركة الإحتجاجية في جادة الشانزيليزيه على عدم تمييز حراكها بأي لون سياسي معين ؟ (وهو ما عملت به الحركة الإحتجاجية السودانية اليوم أيضا" من خلال حركة المهنيين الشباب) ... بينما إنحسر لون الحركة الإحتجاجية في ساحة التحرير (ولاسيما مع التقادم الزمني للحراك) وإتسم بلون سياسي معين من الناشطيين !! وهذا ما تجاوب مع رغبة المناوئين للحراك في سعيهم لتحجيم تمثيل الحراك وأضعاف زخمه وتهميش تأثيره !! .
2/ واضح جدا" حرص أصحاب السترات الصفراء على تمويه قيادتهم الميدانية ؟ وتعويمها المتعمد للمتحدثين بإسمها ؟ لتفادي خطط الحكومة الفرنسية في مواجهتهم ..على العكس تماما" مما شهدته ساحة التحرير من تزاحم المتحدثين بإسمها و المدعين تزعم قيادتها !!ما جعلها مكشوفة ودون غطاء يجنبها خطط ومناورات الحكومة !!
3/ رفعت الحركة الفرنسية مطلب واحد يشترك ويحتشد خلفه الغالبية العظمى من الفرنسيين ؟ تمثل في إلغاء زيادة أسعار الوقود والمحروقات .. بينما كان مطلب ((الإصلاح )) الذي رفعته الحركة الإحتجاجية العراقية مطلبا" عائم وهلامي لم يضغط على الحكومة أو يحرجها أمام الغالبية العظمى من الناس . بل سمح لها بالمناورة والمراهنة على عامل الزمن في خفوت جذوة الالحماس وإنكفاء عقد المتظاهرين .. كما سمح للبعض( بحسن نية أو سوءها ) برفع مطالب وشعارات فئوية ومناطقية ضيقة بعيدة عن الإصلاح ساهمت في تشتت المطالب وإستعداء عدد من القوى السياسية المحسوبة مع الحراك ؟ ما أثر سلبا" وساهم واقعا" في خبو زخم الحراك و إبعاد قطاعات واسعه نشطة ساهمة في إندلاع التظاهرات أصلا" .
4/ حرص قادة السترات الصفراء على إختيار الزمان والمكان المناسبين والأكثر تأثيرا".. ومن ثم النزول بأقصى زخم جماهيري ممكن لأرباك الحكومة أولا" . ولجذب أكثر عدد ممكن من الفرنسيين للمشاركه في التظاهر !! في وقت إمتد فيه الحراك الشعبي في ساحة التحرير (وساحة الزعيم بالبصرة) سنوات تخللتها فترات من المد والجزر ؟ أفقد الحركة بريقها . وإنحسار إهتمام الناس بها .. بعد أن تراجعة مشاركتهم مع مرور الزمن ؟
5/ لقد إستطاع أصحاب السترات الصفراء إستقطاب جميع القوى السياسية المتضررة .. بعيدا" عن تناقضتها الفكرية والسياسية إضافة الى المستقليين أيضا" .. بينما لم تتمكن ساحة التحرير حتى من تعبئة جيوش العاطلين من الخريجيين والشباب المهمشين وديمومة فاعليتهم !! أوالإستفادة من طاقاتهم الشبابية وتسخير سخطهم وغضبهم للضغط على الحكومة ؟

6/ في الوقت الذي كانت فيه قيادة السترات الصفراء حريصة على تجديد أنشطتها ؟ و مبادرة في مناوراتها ؟ لأرباك الحكومة الفرنسية وإفشال خططها وسعيها لإحباط حراكهم ؟ نجد أن رتابة الأنشطة في ساحة التحرير وتكرارها إسبوعيا"دون جديد قد ساهم في قلة الإهتمام بها وتهميش ضغطها على الحكومة .

ولكل ما سبق ولأسباب أخرى إستطاعت الحركة الإحتجاجية الفرنسية من تحقيق مطلبها الرئيسي بإيقاف العمل بقانون ضريبة المحروقات في أقل وقت ممكن وأقل التضحيات ولتواصل حراكها لتلبية بقية المطالب المضافة !! بينما لم تتمكن الحركة الإحتجاجية في ساحة التحرير من تحقيق مطلب واحد !! رغم سنوات من الإحتجاج وأعداد غير قليلة من التضحيات الجسام التي قدمتها ساحة التحرير ( وساحة الزعيم في البصرة ) ؟



#كاظم_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جادة الشازيليزه و ساحة التحرير
- بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه
- نحن و هم و قطر
- الحراك المدني وموقف المواطن السلبي !!
- رد على موضوع الكاتب سمير عادل
- جمعة الصدريين المباركة
- الموقف العراقي الحاسم اليوم
- نحن والعبادي والتغيير المنشود
- الديمقراطيون والمواقف اللامبدأية
- بقاء الركمجية ؟ إعادة لإنتاج الهزيمة !!
- لاخوفا على العبادي ؟ بل على شعبي !
- عقم الإنتخابات العراقية
- السقوط المهين لمدعي الطوائف
- دواعش !! ولكن وطنيين
- المشهد العراقي اليوم ؟ والدفع نحوالزوال ؟
- مثقف عراقي بأنتظار المعجزة
- المثقف العراقي بين المسؤولية الوطنية ؟ والتضليل !
- أيام على نكسة حزيران 2014 ؟؟
- دلالات انتخابيه .لا كما يراها عبدالخالق حسين
- وبعد أن انجلت الغبرة عن الأنتخابات


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاظم الأسدي - الحراك بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه