أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - حوار الشعوب كحركة الصفائح التكتونية














المزيد.....

حوار الشعوب كحركة الصفائح التكتونية


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من وحي الأحداث


الصفائح التكتونية هي القشرة الخارجية للأرض ومنها ما يحمل القارات أو جزء منها. هذه الصفائح باعتبارها إحدى مكونات القشرة الأرضية فإنها توجد في حركة دائمة، وهذا ما يفسر ما يراقبه العلماء من تقارب أو تباعد أو حتى اصطدام القارات أو الجزر.
على هذه الشاكلة أيضا نرصد تفاعل الشعوب فيما بينها. لقد عاشت هذه الشعوب منذ زمن بعيد، التفاعل والتأثر والتأثير بفضل ما حصل من أشكال وطرق التواصل بين هذه الشعوب. لقد ساهم في هذا التواصل الحاجة للتبادل التجاري والمالي وبشكل عام تنمية تبادل المصالح؛ فنشأت حركة السفر والرحلات وانتقلت الأفكار بين الشعوب والأمم. بلغ حجم هذه المبادلات مستوى متقدما إلى حد ظهرت معه النظريات والعلوم الخاصة بهذا المجال.
مع سيادة وهيمنة نمط الإنتاج الرأسمالي، أصبح من حتميات التطور أن ظهرت نزعة العولمة. بموجب هذه النزعة أصبح العالم تقريبا في قبضة كمشة من الشركات العابرة للقارات؛ هي من تخطط، وهي من تحدد نمط العيش ومستوى توزيع الثروة هنا أو هناك. ومع هذه العولمة تقوت وسائل التواصل بين القارات فأصبح العالم شبه قرية، الجميع يعرف ما يقع في ربوع القرية ويتفاعل مع الأحداث.
إننا اليوم في المغرب نتابع عن كثب، ما يقع في قلب باريس، وفي كل نقاط الحركة الاجتماعية التي فجرها أصحاب “السترات الصفراء” وهي الحركة الاحتجاجية التي لها من السمات الكثير مما عرفناه بدورنا في المغرب أو تونس أو مصر أو أوكرانيا أو جنوب إفريقيا. نتابع ما يجري ونعقد المقارنات بين ما يقوم به المحتجون وأشكال حركتهم، ومواقف القوى السياسية والنقابية يمينية كانت أو يسارية، كما نتابع ما تقوم به الحكومة الفرنسية وأجهزة الدولة. من خلال هذه المتابعة تتعرف الشعوب على بعضها البعض تقارن بين تجاربها وما يقوم به الآخر، تعرف كيف استطاع الانتصار أو كيف حصل له الانكسار. في الماضي كانت الدول هي وحدها من يستطيع أن يتبادل التجارب والتقارير فيما بين أجهزتها، فتعمم الدروس وتحقق التراكم في سياسة التغلب على حركات الشعوب؛ بينما كانت الشعوب لا تحصل على دروس وخبرات بعضها البعض إلا بعد فترة طويلة نسبيا، وبعد أن تنجز الدراسات والكتابات من طرف المفكرين والمنظرين. أما اليوم، فقد أصبحت الاحتجاجات تنقل على المباشر وبشكل متواتر وعبر منابر مختلفة. كل هذا الزخم الإعلامي أصبح يتيح المتابعة والتحليل وتكوين الفكرة بشكل سريع، وهذا ما يسمح باندلاع حركات احتجاجية مساندة أو داعمة في بلد واحد أو عدة بلدان؛ إنها حركات عميقة تكون مرة خفية ومرات ظاهرة تماما كحركات الصفائح التكتونية.
نتمنى للحركة الاجتماعية الجارية بفرنسا النجاح وتحقيق المطالب المستعجلة، وهذا سيشجع الشعب الفرنسي على مواصلة النضال والصراع حتى هزم الرأسمال وبناء المجتمع الاشتراكي باعتباره الحل الأنجع والتاريخي لمختلف أزمات وويلات الرأسمالية المتعفنة. إن هذا الانتصار سيكون له لا محالة، بالغ الأثر على شعوب منطقتنا بحكم روابط الجوار والتاريخ المشترك.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقفان متوازيان لا يلتقيان
- ماذا تعد دولة الملاكين الكبار للبادية
- لما ينتشر الفقر في المغرب…؟
- كفى من التجني وخلط الاوراق
- في اهمية الحزب
- دروس من انوال
- الحركات الاجتماعية وعامل الزخم
- عبقرية الريف
- من اجل فضح الخطاب الخادع
- لمن ينشر البخور؟
- مسالة السلطة في ابعادها الطبقية
- جملة قضايا فكرية على محك الممارسة العملية
- الكم والكيف وقضية الكتلة الحرجة
- استغلال ونهب العمال عند ماركس
- لابد من مناعة ضد التشرذم
- دور المرأة في الاصلاح الديني
- الشعبوية في المغرب وموقفنا كماركسيين
- بالابيض كفناه
- رغم عسر المخاض المغرب الجديد يولد
- الاناركية الشيوعية او الفكر الهامشي المفلس


المزيد.....




- إذاعة عبارات -نابية- ضد ترامب ونتنياهو في مطارات بأمريكا الش ...
- سوريا.. فيديو السجاد وأسلوب استقبال الشرع مقارنة ببشار الأسد ...
- السعودية.. ضبط 4 للدعارة.. وفيديو أسلوب ضبط مخدرات بسيارة يث ...
- بعد 10 سنوات من المحاولة: صورة ضبع نادر تتوج صاحبها بلقب -مص ...
- علماء يكتشفون فوائد جديدة للقهوة.. ما علاقة الخرسانة؟
- أزمة جثث الرهائن.. إسرائيل تقرر تأجيل فتح معبر رفح
- ترامب -يبرر- سبب تأخر حماس في تسليم جثث الرهائن
- بعد استهداف -قوارب المخدرات-.. ماذا يعني إعطاء ترامب -الضوء ...
- مستشار أميركي: حماس لم تنتهك الاتفاق وبدأنا تشكيل قوة دولية ...
- اليابان تخطط لتدمير خصومها عبر هذه الأسلحة المتطورة


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - حوار الشعوب كحركة الصفائح التكتونية