أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الاستعانة بفلسفة باقي الكائنات














المزيد.....

الاستعانة بفلسفة باقي الكائنات


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الأغبياء هم الذين لا يتعلمون من أخطائهم ، الأغبياء لا يغيرون آرائهم، أما الأذكياء فينتقون أفضل الحلول"
فهد عامر الأحمدي
تتناقل وسائل الإعلام المعنية بما يجري في سورية، منذ يومين، أخبار التهديدات التركية الأخيرة بخصوص شرق الفرات، وجاء في سياق الأنباء أنّ القوات الأمريكية انسحبت بشكلٍ كامل من قرية المنبطح غربي مدينة تل أبيض، التي تسيطر عليها وحدات الحماية الشعبية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وأزالت العلم الأمريكي من المنطقة، دون معرفة أسباب ذلك، ولمن يتابع الأحداث الخاصة بالمناطق الكردية سيعرف بأنها نفس الخطوات التي قامت بها القوات الروسية قبيل الهجوم التركي على منطقة عفرين في الشهر الثاني من العام الجاري، إذ قبل بدء الهجوم على المنطقة انسحبت القوات الروسية الموجودة في نقطة كفرجنة إلى داخل مناطق سيطرة النظام السوري، وكانت تلك الخطوة الروسية بمثابة ضوء أخضر روسي لتركيا، ورسالة تفيد بأنه صار بمقدور تركيا قصف المنطقة والهجوم عليها بعد انسحاب الجنود الروس من نقطتهم العسكرية في عفرين؟!
وحيال الاحتمال الكبير لتكرار نفس الخطوات الخرقاء من قبل قيادة حزب PYD، ذكرتني الوقائع ببعض ما ورد في دراسةٍ للباحث اللاهوتي مسعود دالبوداك والمسماة "رحلة العقل الكردي" وذلك في إشارته إلى أن غلبة العقل الاعتقادي لدى الكردي على العقل المنطقي لديه هو السبب الرئيسي لسقوطه مرةً تلو الأخرى في مسيرته المتعثرة، فالكردي حسب دالبوداك، لا يتعلم من دروسه السابقة إلاّ نادراً؛ ولكن المشكلة في إشارة دالوبداك هي في تركيزه على الناحية الدينية والتأثير السلبي للعقل الديني عليه فحسب، بينما نرى بأن العقيدة السياسية إن تجسدت على شكل الوثن، فلا يقل ضررها عن الاعتقاد الديني المتطرف في كل جوانبه، ومثالنا على ذلك أن سطوة العقلية الأوجلانية وتأثيرات تلك الفلسفة السياسية لم تكن أقل خطورة على الكرد من سطوة العقيدة الدينية منذ اختلاقها.
وبما أن فلسفة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، لم تكن إلاَّ وبالاً على الكرد منذ إيجادها، فلا بأس بتغيير المنهل الفلسفي إذا ما كان الهدف منه الإنقاذ والخلاص، وبخصوص ترك تلك الفلسفة البشرية واللجوء إلى فلسفة ذوي القوائم والقوادم، فسبق ولمّح الكاتب "زاغروس آمدي" بأن البهائم إذا ما شعرت بأنها غير قادرة على التغلب على خصومها تتحاشى الصدام معهم أو على الأقل تتحايل للتهرب من المواجهة المباشرة مع أولئك الخصوم أو المعتدين؛ بينما بعض المغرورين من ساسة مجتمعنا فهم مستمرون في دفع خيرة الشباب الكردي باتجاه معارك يعرفون سلفاً بأنها غير مجدية؛ لذا نقول فيا حبذا لو عوّلوا على فلسفات البهائم، طالما أنهم لم يستفيدوا من فلسفتهم السياسية طوال السنوات الماضية.
ولا ريب أن الضعيف المقر بضعفه وهزاله لا يُعاتَب إن لم يقدر على صد غارة أو قطع دابر فتنةٍ مدمرة، أو إيقاف غازٍ أو منع وقوع الضررِ بالأنفس أو بالمال والممتلكات المنقولة أو غير المنقولة؛ حيث ما تزال مقولة اعرف حجمك قاعدة حياتية جوهرية في الحياة العسكرية والسياسية والاقتصادية، لأن في عدم معرفة المرء لحجمه وقدراته، يكون حينها عرضة للهلاك في أي صراعٍ بين القوى الكبرى التي يلعب معها، وهو الصغير الذي لا قدرة له على التأثير على أي قطبٍ من الاقطاب المتصارعة التي احتاجت لاعباً احتياطياً مثله في ظرفٍ ما، إلاّ أنه بناءً على استخدامه المؤقت يأخذ به الزهو والتكبر، فيظن في لحظة الطوسنة العقائدية بأنه غدا لاعباً كبيراً ولا بد للأقطاب الكبرى من الحاجة إليه؛ علماً أن الإنخداع والوهم هو ما أرداه الى هذا التصور المخالف لحقيقة ما هو عليه، وكمثالٍ قريب: فمثلما تخلى منذ بضعة أشهر الروس والإيرانيين عن PYD في عفرين لصالح اللاعب الأكبر في المنطقة، ألا وهو اللاعب التركي، فمن السهولة بمكان إعادة الكرة من جديد، ويتم التخلي هذه المرة عن PYD من قبل الأمريكان لصالح تركيا في بعض أو كل المناطق التي يسيطر عليها الحزب المذكور شرق الفرات.
كما بات جلياً أن من البديهيات المساوماتية في عالم السياسة القائمة على دعائم الاقتصاد، التضحية بالتجار الصغار أمام دهاقنة المال، ومعلوم أن الأسماك الصغيرة معرضة دائمة للنهش من قبل الحيتان الكبيرة، ولكن المصيبة هي ليست فيمن يحب أن يرى نفسه منهوشاً، إنما فيمن لا يعرف حجمه قط ومع ذلك يورط الآلاف معه في لعبته مع الكبار، مدّعياً البطولة الكاذبة من دون أن يعي خطورة ما يقترفه بحق شعبٍ بأكمله.
عموماً قد يكون العنوان أعلاهُ موضع استهجانٍ لدى الكثير من الأوادم الذين يرون أنفسهم أولى باتباع القائد البشري وليس ذلك المنتمي للكائنات الأخرى، ولكن ماذا لو كان الخلاص، خلاص الفردِ أو خلاص مجتمعٍ بأكمله أضمن إن اتبعوا الغريزة الحيوانية المنقذة؟ وذلك بدلاً من الانسياق العمائي خلف أنفارٍ مغرورين مخدوعين بذواتهم منذ أن احتكروا قرار فصيلٍ بشري بالسطوة العسكرية وكلاليب العقيدة، فيسوقون المنقادين من فيالق المريدين خلفهم، وعامة الكرد من ورائهم، من حفرةٍ إلى حفرةٍ أخرى أعمق منها، ليس من فترة شهر أو عام أو عقد من الزمان، إنما ومنذ أزيد عن ثلاثة عقود.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نُصرة الملاعين
- الطوطم الكردي المعاصر
- حلم حمو وحمار بشار
- لماذا ينافق حلف الناتو؟
- تلازم الشرف والعار
- مثالبنا المشتركة
- دعاة الدين في كرداغ
- مانغويل والخالَة مِيمو
- ما علاقتنا بالكلاب؟
- الكردي بين الحَسَد واللّعنة
- قرارات القائد الأخرق
- المكان وأهله بين التجاهل والاِنتقام
- مُغرمٌ يتطاير مع شظايا أجنحتها
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (3)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (2)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (1)
- الخاوي
- ترويض حاخامات البلد
- متى يُنفِّذ السلطان وعده؟
- عندما يغدو التشبيح ثقافة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الاستعانة بفلسفة باقي الكائنات