أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - مثالبنا المشتركة














المزيد.....

مثالبنا المشتركة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفروض أن الناقد أو المعارض الحقيقي لسياسة الجهة المستلمة مقاليد الحكم، سواء داخل الدولة أو داخل الحزب أو المنظمة، لا ينتقد فقط لكي ينال من الجهة السياسية، ولا يخاصم من باب إظهار مخالفته، أو من باب الاعتراض المريض لكل ما هو آخر، ولا يُعارض ليأخذ مكان مَن يُعارضه فحسب، إنما ينتقد أو يعُارض لكي يساهم في تحسين شروط الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية للبلد أو لمنتسبي المنظمة أو الحزب، لأنه إن لم يكن الأمر كذلك، وقتها يكون المنتقد مجرد صائد عثرات لا مشروع منافع عنده، ولا رؤية للحلول لديه، أو يكون حينها ذلك المعارض أشبه بتاجرٍ انتهازي جشع يبحث فقط عن فرصة للإنقضاض على منافسيه من المنتجين أو رجال الأعمال أياً كانوا، وذلك ليس حباً بالمستهلكين ورغبة منه بتخليصهم من قبضة الحاخامات المسيطرة على الأسواق، ولا حرصاً على حياة المواطن من كواسر الاحتكارات الكبرى، إنما للمضي في الاستئثار وإمعاناً في خناق المستهلكين عبر فرض شروطه القائمة على تكديس أمواله على حساب بعض قرنائه من أصحاب الشركات وكذلك على حساب أكبر عدد من العامة، وهو حينئذٍ وفق تصورنا يكون موقعه القيمي في أردأ مقامٍ من مقامات المعارضات في العالم.
كما أنه ثمة فرق شاسع بين مَن ينتقد أو يعارض جهة ما على مشروعها برمته، ومَن يعارض فقط لكي يُعارض الموقف السياسي الراهن، أو جزءاً يسيراً من الكل، فالأول عادةً ما يكون خطابه منطقي عقلاني، ويحاول قد الإمكان أن يقترب من تخوم الموضوعية في حُكمه، بينما الثاني غالباً ما يكون عاطفي صرف، يحركه حدث أو موقف صغير، أو يكون واقعاً تحت تأثير أشخاص معينين لأسباب عائلية أو مصلحية أو أيديولوجية؛ الأول لا يشتم ولا يتطاول على خصوصية وأعراض الخصم، وصراعه غير وجودي، بينما الآخر قد يقود على خصمه أزنخ الحملات التشويهية رغم عادية الخلافات بينهما، وقد ينال من كرامة من يُعارضه، وصراعه معه مفتوح، ولا إشكال لديه في نحر خصمه، ولكن يبقى الغريب حقاً أن الأوَّل قد يُتهم مراراً من قبل العامة بالتساهل أو المساومة وربما اتُهم بالخيانة أيضاً لأنه لا يلجأ إلى نفس الأدوات الفظة لخصمه كما هي العادة لدى نقيضه!!!
عموماً وعلى المستوى السوري فرغم الماضي المشترك لمن غدوا فيما بعد فريقين متضادين متصارعين حتى النسف، إلاَّ أن التطرف في المواقف من بعضهما غدا الأكثر جاذبية لدى منتمي مختلف الأطراف، لذا فإن كان الفرد في محور النظام فعليه أن يسمي الثوار بالإرهابيين وبالعصابات المسلحة وذلك حتى يظهر ولاءه للنظام، وإن كان في مناطق نفوذ الكتاب الاسلامية عليه أن يكثر من مفردات مثل: كفار، زنادقة، نصيرية ..الخ، وإن كان في مناطق نفوذ المعارضة المعتدلة حسب التصنيف الدولي، فعليه أن يشتم الأسد وميليشياته وحلفائه ليل نهار ليؤكد على هويته كمعارض، وإن كان في مناطق نفوذ الاتحاد الديمقراطي فعليه أن يجيد شتم واتهام عدة أطراف، باعتبار أنه يرى نفسه حيادياً وخصماً سياسياً للمعارضة وللنظام بآنٍ واحد؛ علماً أنه رغم القدرات الكبيرة على المستوى الاجتماعي والسياسي والعسكري له، أقصد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، ورغم ذلك فمع كل ادّعائه المكوث في المنطقة المحايدة، لم يستطع أن يكون بمستوى أهالي السويداء الذين بقوا إلى حدٍ ما في منطقة الحياد الإيجابي حتى الآن.
كما أن من أبرز وأسوأ وربما أخطر المثالب القيمية المشتركة لدى أغلب السوريين، أن الذين قبل الثورة كانوا يغضون الطرف عن كل انتهاكات شبيحة آل الأسد، ويتناسون جرائم عائلة الأسد حباً بالرئيس، وخوفاً عليه، وحرصاً على سمعته، هم أنفسهم انتقلوا الى جسم الثورة وعمموا نفس تلك القاعدة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وباتوا حريصين جداً على الصورة النقية للثوار في أذهان الناس حتى ولو كانوا خارجين عن القانون؛ إذ مَن راح يتحدث عن انتهاكات عناصر الفصائل منذ عام 2013 لكي لا يقتفوا أثر شبيحة نظام البعث، كان المزاودون من الثورجية يقولون له: لكي لا نشوّه اسم الثوار علينا أن نتجاوز مثالبهم وأن لا نركز حالياً على اِنتهاكاتهم!.
وفي الختام يبقى السؤال الأهم هنا وبعيداً عمن يمتلك السلاح الخفيف أو الفتّاك، فهل في معيار العدل والحق والإنصاف ثمّة تفضيلٌ أو اختلافٌ بين اِنتهاكات آل الأسد وشبيحته واِنتهاكات شبيحة الثورة واِنتهاكات قوات سوريا الديمقراطية؟ وهل لون الاِنتهاك يختلف من منطقة إلى أخرى؟ وهل الاِنتهاك من قبل جهة ما مسموح ومرحب به ولدى الجهات الأخرى مستقبح ومدان؟ أم أن هذه الآفة الانحيازية هي حقاً من المشتركات الجوهرية في المداميك الأولى من البناء الفكري للمجتمع السوري بوجهٍ عام؟.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة الدين في كرداغ
- مانغويل والخالَة مِيمو
- ما علاقتنا بالكلاب؟
- الكردي بين الحَسَد واللّعنة
- قرارات القائد الأخرق
- المكان وأهله بين التجاهل والاِنتقام
- مُغرمٌ يتطاير مع شظايا أجنحتها
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (3)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (2)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (1)
- الخاوي
- ترويض حاخامات البلد
- متى يُنفِّذ السلطان وعده؟
- عندما يغدو التشبيح ثقافة
- استراتيجية النهبلوجيين في سورية
- نموتُ بكثرة ولا حرب في قريتنا
- لا يُزار الوطن في مخاضه
- خذوا العبرة من أبو باسل
- صمت البحر في أقصى شمال سوريا
- دولة المتملقين باقية وتتمدَّد


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - مثالبنا المشتركة