أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - حلم حمو وحمار بشار














المزيد.....

حلم حمو وحمار بشار


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع أن حمو ظل لسنواتٍ طوال يتأجّج غضباً كلما فُتح أمامه موضوع العشيرة والفخذ وما إلى ذلك من الامتدادات والروابط القبلية الكريهة لديه، إلاّ أنه سرعان ما وجد نفسه مطوّقاً بأناسٍ غدوا بالعكس منه تماماً في الرؤى والتصورات حيال ضروريات صلات القرابة، وذلك بعد أن زعزعت الحرب أركان المجتمع السوري برمته، وغدت الاصطفافات الطائفية والعرقية والعوائلية تحتل موقع الصدارة في ميول وانتماءات الكثير من السوريين.
حيث أن بعض وقائع الصراعات الداخلية التي تدار من قبل الدول الخارجية، جعلت حمو يرى نفسه رغماً عنه، في بيئةٍ لا يجد سكانها في الوقت الراهن بعد الشروخ المجتمعية الكبيرة في البلد، خلاصهم الفردي والمجتمعي إلاّ من خلال تلك الروابط التي يعتبرها حمو كلاسيكية، فصار حمو نازحاً في كوباني (عين العرب) بعد أن تورَّط في اعتلاء الشعارات الصاروخية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، ولم يجد نفسه إلاَّ وهو يتعفّر بغبار تلك الديار عقب سقوط مكوك الهتافات هناك، حيث قذفته موجة الصراع بين تركيا وأدواتها من جهة والحزب المذكور وأجنحته العسكرية من جهةٍ أخرى، باتجاه مضارب مدينة كوباني، وذلك بعد الخروج من عفرين مع أرتال المنسحبين من قادة وكوادر وتوابع الحزب المذكور.
ولكنه عقب شهورٍ من التفكير بما قد يحصل للأهالي في كوباني والجزيرة بعد أن تكتمل شروط الحرب عليها، على غرار ما جرى للأهالي في منطقة عفرين، ومن خشيته من تكرار تلك التجربة القبيحة في كوباني والجزيرة، راح يقلّب في موقده العلوي تجارب الأمم التي مرت بهكذا مواقف، وأضحى يعيد التأمل بالذي أورده روبرت غرين في كتابه (ثلاث وثلاثون إستراتيية للحرب) متمنياً في دخيلة نفسه محاكاة فقرة استراتيجية فض الاشتباك التي جاء فيها "إن التراجع في وجه عدو قوي ليس علامة على الضعف، بل على القوة، فحين تقاوم إغراء الرد على معتد، تشتري لنفسك وقتاً ثميناً: الوقت لتتعافى، لتفكر، لتكسب مسافة تساعدك على رؤية الصورة الشاملة، أحياناً يمكنك أن تنجز معظم ما تريد من دون أن تفعل شيئاً"، ولأن هاجس التفكير بمسارات الحرب لا يفارقه غدا من الأرق لا يميز بين ما يحدث واقعياً من حوله مع ما يتخيلهُ، وهو على تلك الحالة الهذيانية وعلى غفلةٍ من اليقظة، لم يجد نفسه إلاَّ وجهاً لوجه مع قيادي في PYD يدعى هفال* برتقوش، والمهم في أمر القنديلي* برتقوش الذي من علامات اللهاث بدا وكأنه صاعدٌ من وادٍ سحيق، أنه أخبر حمو كلاماً ينحو صوب ملامح التغيير في خطاب وسياسة عشاق قنديلستان، مؤكداً لـ: حمو أنه ولأول مرة يصدر عن الحزب تصوُّر يخالف أمنيات حشد الأمة الإيكولوجية، فأحس حمو وكأن ثمة صاعقة ما طالت شروش التنظيم وبنيته الجوفية، حتى استطاع أن يتخلص من جبال التكلس في هيكله العقائدي، وخيّل إليه أن ثمة رغبة حقيقية لدى التنظيم المعتمد على كائناتٍ تجرها العواطف في بيداء العقول، بالخروج على الحاشية بمظهرٍ دبلوماسي، وإصدار رأيٍّ غير اعتيادي ومختلفٍ عن آراء أسراب المقاومة المساقة إعلامياً، وخاصةً المنقادين فيسبوكياً في المرحلة الراهنة، مضيفاً أن التصور الذي أجمعت عليه القيادة هو: طالما كانت كل الأطراف الاقليمية والدولية بما فيهم قوى المعارضة السورية المقيمة في تركيا مع وحدة الأراضي السورية، ونحن كحزب PYD جزء طبيعي من سورية، إذن فما الداعي لمعاكسة التيار الداخلي والخارجي؟ ولماذا نكون مع تخريب العش الوطني ولا نكون جزء رئيسي من نسّاجه، لذا فليس من الخطأ قط تسليم المناطق للنظام السوري، حفاظاً على أمن الناس، وصوناً لحياتهم وأعراضهم وممتلكاتهم، وذلك لكي لا نتسبَّب بخراب أعشاش مواطني تلك المناطق المهددة في شرق الفرات، وذلك لئلا تتكرَّر تجربة عفرين المدمرة في مناطقنا من جديد.
عموماً وعلى غرار ما حصل مع الشاعر بشار بن برد* في الحلم مع حماره، أتمنى أن لا يسألني أحدهم عمن يكون ذلك البرتقوش القنديلي الذي زار حمو في الفترة الواقعة بين اليقظة والمنام؟ ما هو دوره؟ وما هي وظيفته؟ وما هي الرسالة التي أراد تعميمها عبر حمو، لأنه في النهاية هو ذلك الذي زار حمو في حلمه الطويل عن عفرين، وعلى كل حال إذا لاحظتم بأن الكلام الذي نطق به ذلك النفر القيادي في حضور حمو غير منطقي، ويناهض مبدأ الهوبرة والعنتريات الشاشاتية، ويخالف فلسفة الدجل العقائدي لدى طاقم التهويل في مركبة قنديل الجبلية، فاسألوه هو إن رأيتموه، لأن تشطيح حمو في الحلم أدى إلى انزلاق السكة التي كانت تجمعنا قبل حلمه!
ولمن لم يسبق له أن حظي بمعرفة الحوار الذي دار بين الشاعر بشار بن برد وحماره، فيحكى بأن الشاعر الراحل ذكر يوماً في محفلٍ: رأيتُ حماري الميت البارحة في النوم، فقلت له: ويلك لِمَ متَّ؟ قال الحمار: أنسيت أنَّكَ ركبتني يوم كذا وكذا وأنَّك مررتَ بي على باب الأصبهاني فرأيت أتاناً "حمارة" عند بابه فعشقتها، حتى متُّ بها كمداً؟ ثم أَنشدني الحمار قائلاً: سيِّدي "مِـلْ بعَناني نحوَ دار الأصْبَهاني إنَّ بالبابِ أَتاناً فضلت كلَّ أتانِ، تيَّمتني يومَ رِحنا بثناياهَا الحِسانِ، وبغنجٍ ودلالٍ سلَّ جسمِي وبرانِي، ولَهَا خدٌ أَسيلٌ مثل خدِّ الشوقرانِ، فبها مِتُّ وَلَو عِشتُ إذا طال هوانِي"، فقال له رجل من القوم: وما الشوقران يا أبا معاذ؟ فرد عليه الشاعر قائلاً: هذا من غريب مفردات الحمار إذا تغزّل، فإذا لقيته لكم مرَّةً ثانية سألتهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هفال: رفيق باللغة الكردية، وهي الكلمة المحببة والمتداولة بكثرة بين أنصار ومؤيدي حزب العمال الكردستاني وروافده.
* برتقوش: اسم لا معنى له على غرار الشوقران.
* حمو: اسم كثير التداول في منطقة عفرين.
* قنديل/ قنديلستان: جبل قنديل هو جبل يقع في إقليم كردستان العراق ويطل على الحدود الإيرانية العراقية ضمن سلسلة جبال زاغروس، ويتخذه حزب العمال الكردستاني كمقر دائم له منذ سنوات.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينافق حلف الناتو؟
- تلازم الشرف والعار
- مثالبنا المشتركة
- دعاة الدين في كرداغ
- مانغويل والخالَة مِيمو
- ما علاقتنا بالكلاب؟
- الكردي بين الحَسَد واللّعنة
- قرارات القائد الأخرق
- المكان وأهله بين التجاهل والاِنتقام
- مُغرمٌ يتطاير مع شظايا أجنحتها
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (3)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (2)
- تبعات أدلجة الأسراب البشرية (1)
- الخاوي
- ترويض حاخامات البلد
- متى يُنفِّذ السلطان وعده؟
- عندما يغدو التشبيح ثقافة
- استراتيجية النهبلوجيين في سورية
- نموتُ بكثرة ولا حرب في قريتنا
- لا يُزار الوطن في مخاضه


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - حلم حمو وحمار بشار