أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - من سيحصد ثمار حركة السترات الصفراء يا تُرى!؟؟















المزيد.....

من سيحصد ثمار حركة السترات الصفراء يا تُرى!؟؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة السترات الصفراء هل هي مؤامرة سياسية ضد ماكرون!؟
وما هي طبيعة الثورات والتحركات الشعبية العفوية وكيف تقوم القوى السياسية الأكثر تنظيمًا ودهاءً باختطافها وتسييرها وتجييرها لصالحها!؟؟.. ومن - من القوى السياسية - سيحصد ثمار حركة السترات الصفراء في فرنسا!؟
***************************
جوابي لا ليست مؤامرة قطعًا ولم تبلغ حد الثورة بعد! ... فالمهمشون ومحدودو الدخل الغاضبون من فشل النخب السياسية الحاكمة (الليبرالية والاشتراكية) الفاسدة والمتكلسة هم من صنع هذه الحركة الصفراء المتصاعدة كحركة شعبية احتجاجية ضد ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة مستثمرين ما وفرته لهم ثورة الاتصالات والمعلومات من قدرة وامكانات هائلة على التواصل الاجتماعي المباشر فيما بينهم في الفضاء الافتراضي الواسع المتسع من أجل صناعة حراك حقيقي على أرض الواقع الفعلي الحسي حينما تدق ساعة الصفر المتفق عليها سلفًا بين المتواصلين والمخططين الافتراضيين المتفقين على هذا الحراك المنشود!.. هكذا بدأت حركة السترات الصفر... ولكن - وكما هي العادة عبر التاريخ في هكذا حالات - فإن القوى السياسية المعارضة للحكم أو للدولة ككل قد تستغل هذا الحراك ضد الحكومة لتستخدمه لصالحها وتحقيق مآربها!.. أي كما حدث في ثورات الربيع العربي (الثاني!؟) في ليبيا وأيضا في مصر واليمن وسوريا فهي من حيث المبدأ والمنطلق والهدف ثورات شعبية عفوية غاضبة بالفعل نتجت عن فشل هذه النظم العربية الفاسدة والمتكلسة ولكن للاسف ركبها الساسة الخبثاء الكبار والصغار وبعض القوى الاقليمية والدولية لتسييرها وتجييرها لصالحهم والسعي لاختطافها ونسبتها لهم!.. أي كما فعل الاسلاميون في مصر وليبيا تحت دعوى أنها ثورتهم لأنها ((ثورات التكبير!!؟؟)).

المشكلة التي تقابل الثورات والتحركات الشعبية (العفوية) المعارضة للحكم تكمن في استخدامها من قوى سياسية خبيثة تنظر لهذه الثورات والتحركات الشعبية العفوية كما لو أنها (ثور هائج أحمر أو أصفر) طليق وسط الشوارع ينطح هنا وهناك في هياج كبير وأنها يمكنها الاستفادة من قوته وهيجانه سياسيًا واعلاميًا في الضغط على الحكم لتقديم تنازلات لصالحها، أي لصالح أجندة هذه القوى السياسية الخبيثة التي امتطت بقفزة بهلوانية ثور الشارع الثائر وأخذت توجهه حيث تريد!.. هذه هي المشكلة... حتى الثورة الروسية عام 1917 لم تكن ثورة شيوعية خالصة ولم يقم بها البلاشفة وحدهم ... هم شاركوا فيها فقط كغيرهم من القوى السياسية والاجتماعية الاخرى ولهذا فاز بالحكم بعد الثورة الليبراليون الروس والاشتراكيون المعتدلون ولكن الشيوعيين (البلاشفة) لم يعجبهم هذا الأمر فقرروا الثورة على الثورة (!!) وعلى ما أسفرت عليه الثورة الأولى والتي يسميها بعضهم بالثورة (البرجوازية) أو (الليبرالية) وصولًا للثورة الشيوعية التي يحلمون بها!.. وأخذوا بقوة تنظيمهم واعلامهم فضلًا عن وجود تنظيم مسلح يتبعهم من استغلال الفوضى العامة وهشاشة الحكم الليبرالي الضعيف وقاموا بتحريك الشارع ضد الحكومة الليبرالية الجديدة حتى اسقطوها واستولوا على الحكم وعلى الدولة كلها ليقوموا بتشكيلها وفق أجندتهم الحزبية ومشروع حكمهم الشيوعي الديكتاتوري الشمولي!.... وكذلك الحال بالنسبة للثورة الايرانية أيضًا، فهي ثورة شعبية لم يقم بها الاسلاميون الخمينيون الشيعة فقط بل كان للعلمانيين الليبراليين والاشتراكيين دور فيها ولكن بالنهاية تمكن الخمينيون من الاستيلاء على الدولة ووتجييرها لهم وادعاء ملكيتهم لها وبالتالي تشكيل الدولة على مقاسهم!... وهذا يحدث في كثير من الثورات والحركات الشعبية (العفوية) التي بلا رأس حيث قد تتمكن بعض الاطراف المحلية أو حتى الدولية الخبيثة والاكثر نشاطًا وتنظيمًا من تجيير الثورة لصالحهم وتوجيه الثور الثائر الطليق وسط الشوارع حيث يريدون وخصوصًا في تحطيم حصون خصومهم!... حتى في الدول العربية التي وقعت فيها انقلابات عسكرية بعد حقبة الاستقلال فهي دول كانت دول غير مستقرة!.. حيث ولدت أجيال جديدة بهتت صورة فرحة الاستقلال في عقولهم وقلوبهم وملوا من الاوضاع القائمة ومن الاحزاب التقليدية الفاشلة والفاسدة أو ملوا من حكامهم الشيوخ وتاقت أنفسهم لحكام شباب وثوريين!.. كانت تلك الدول العربية تغلي داخليًا وتعج بمشاعر الغضب وأفكار ثورية ووطنية وقومية واشتراكية وليبرالية معادية للحكم القائم وطامحة نحو عالم آخر جديد!!.. وربما كان ذاك الغليان الاجتماعي والشبابي الذي يتغذى على بعض الايديولوجيات الثورية الجديدة أو على جراحات القضية الفلسطينية وهزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني (اسرائيل) مرتين الأولى عام 1948 والثانية عام 1967 سيتحول بالمحصلة إلى ثورات شعبية لكن بعض القوى السياسية الراديكالية والقومية الاشتراكية تمكنت من اختراق جيوش هذه الدول والقيام بانقلابات عسكرية اطاحت بالنظم الملكية أو الجمهورية التي كانت تعاني إما من التكلس أو البطأ في النمو والتطور في زمن هو زمن ثورات الشباب والطموح والسرعة والرغبة في التغيير والسلام!.. ويزعم بعض المحللين - وربما أوافقهم في هذا - أن القوى الغربية كانت تعلم بوجود هذه القوى القومية الاشتراكية في الجيش وتركتها تعمل واكتفت بمراقبتها عن بُعد بعد أن قامت بدراستها ودراسة أفكارها بشكل جيد وأدركت أنها لا تشكل خطرًا عليها كخطر الاسلام السياسي الذي ولد مع جماعة الاخوان المسلمين التي تدعو لإستعادة الخلافة الاسلامية ولا خطر الشيوعيين العرب المدعومين من موسكو!.. لهذا تركت هؤلاء (الثوار العسكر) يستولون على الحكم من خلال انقلابات عسكرية، أولًا لقطع الطريق على ثورات شعبية عارمة ترمي المنطقة في أتون فوضى يصعب التحكم بها أو التنبؤ بنائجها على مصالحهم!.. ثانيًا لقطع الطريق على الشيوعيين العرب أو الاسلاميين المتمثلين في تلك الحقبة في جماعة الاخوان المسلمين... وهكذا تمكنت القوى المحلية الأكثر تنظيمًا وخبثًا والمتمثلة في ((الاتجاه القومي العربي الاشتراكي)) من الاستيلاء على تلك الثورات الشعبية حتى قبل ميلادها!.. أي أنها اختطفتها من بطن أمها ونسبتها لنفسها!.. ولا شك أن القوى الدولية (الغربية) أقرت هذا الأمر بعد دراسة استراتيجية لكل الاحتمالات ووجدت أن ترك هؤلاء يستولون على الحكم هو أخف الضررين وأهون الشرين للاسباب التي ذكرناها سابقًا أي لقطع الطريق على ثورة شعبية هوجاء ترمي المنطقة في أتون فوضى عارمة لا تُبقي ولا تذر!.. و لا تعرف لها أول من آخر.. وأيضًا لقطع الطريق على الشيوعيين العرب والاسلاميين العرب (*) ومنعهم من الاستيلاء على الحكم بل وتسليط القوميين الاشتراكيين العرب عليهم لكسر شوكتهم بل والسعي لاستئصالهم وهو ما تحقق للغربيين إلى حد ما.. لكن جاءت ثورات الربيع العربي الثانية والتي امتطى ظهرها الاسلاميون بقيادة الاخوان المسلمين باعتبارهم القوى السياسية الأكثر عددًا وحشدًا والأكثر تنظيمًا ولكنها قطعًا لم تكن الأكثر ذكاءً ودهاءً لذا تم استدراجها إلى حتفها من خلال انتحار سياسي عجيب سواء بطريقة الدواعش أو طريقة الاخوان المسلمين فتحطمت بقايا شعبيتهم التي ظلوا عقودًا يشيدونها بخطاب ديني مسيس وسط الشارع العربي وأصبحت هباءً منثورا !!.. ولعل تلك عقوبة الهية لهم فهم يحملون (راية النبي والاسلام) والاسلام دين قبل أن يكون دولة وهو مشروع بعث روحي وأخلاقي واجتماعي وحضاري قبل أن يكون مشروعًا سياسيًا للحكم وقيادة الدولة!.. فانطبق عليهم بسبب عدم التزامهم بقيم الاسلام الروحية والاخلاقية من جهة ومن جهة بسبب هلعهم وولعهم بالسلطان واستعجالهم للحكم قول السلف الشهير الذي مفاده: (( من استعجل شيئًا قبل أوانه.. عُوقب بحرمانه))!!.
******************
سليم نصر الرقعي 2018
(*) في اواخر عهد الاستقلال كانت الليبرالية العربية في أدنى أحوالها الفكرية والسياسية بل وصلت إلى حد الجمود والافلاس!.. وهو ما ترك الباب مفتوحًا على مصرعيه أمام القوى الشعبوية والشمولية والراديكالية مثل القوميين العرب الاشتراكيين والاسلاميين والشيوعيين.. وكان الصراع الحقيقي هو بين القوميين العرب الاشتراكيين والشيوعيين أما الاسلاميون فلم يكونوا يشكلون خطرًا بالشكل الذي أصبحوا عليه لاحقًا!.




#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستتحول السترات الصفراء إلى سترات حمراء!؟
- الجزيرة. هل هي قناة اعلامية حرة ومستقلة ومحايدة!؟
- طريقة قناة الجزيرة القطرية في عرض الأخبار!؟
- هل سيتحقق حلم الشيوعيين بالمساواة التامة بين البشر؟ متى وكيف ...
- حينما تتحطم قوقعة الحلزون!!
- ما هو مصير (بن سلمان)؟ العزل أم إعادة التأهيل!؟
- الملكية الدستورية هي الحل! لماذا؟
- الحكم الاماراتي على الجاسوس البريطاني مؤشر لتغيير طريقة اللع ...
- ذكريات طريفة في اليوم العالمي للمرحاض!؟
- لغز ذهاب الخاشقجي وحده برجليه للمقصلة لا يزال يُحيرني!؟
- ما سر انقلاب المخابرات الامريكية على آل سعود!؟
- هل الاسلام ضد الرأسمالية من حيث المبدأ!؟
- هل فيتنام مازالت شيوعية بالفعل!؟
- هل الصين لازالت شيوعية أم باتت رأسمالية!؟
- عبد الناصر والخميني وخيبة أملي الكبيرة!؟
- إيران ودورها الأساسي في التقارب العربي الاسرائيلي!؟
- عندما يستعملك ارباب الاعلام لأغراضهم الخاصة!؟
- صراع معتقدات أم صراع اقتصادات!؟
- محاولة أخيرة لهدم عقيدة ونظرية المؤامرة!؟
- من وراء العمل الارهابي بتونس؟ ولماذا المنفذ امرأة؟


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - من سيحصد ثمار حركة السترات الصفراء يا تُرى!؟؟