شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6070 - 2018 / 12 / 1 - 23:27
المحور:
الادب والفن
آمنت صار الكفر بالقيم
1
أصعد من أعماق بئر الليل
في هذه الأرض التي تملأها القسور
فقدت ما أملك من بعد
ومن قرب
ومن سطور
وعشت يا حبيبتي مستوحشاً مقهور
ضجرت من مرارة اليوم
ومن مرارة الدهور
هجرت هذا العالم المخمور
وعشت في الديجور
خوفاً من الممثّلين
والمصوّرين
خلف هذه الستارة
مللت من ديكوركم
مللت من تسلّط الإنارة
وعدت كالمسطور
لكي أرى جبينك المشرق في الظلام
ومنذ أن غادرت مهدي
كانت الأحلام
محطّتي
وبرجي المنيع
أرقب منه النجم
وطيفك البديع
أفتح لي نافذة
تغمرني السعادة
في هذه الأرض التي
ماتت على مسطحات ملحها
الطيور
والأسماك
والأشجار
ولم أر علامة الحياة في الأحياء
لكنّما البغضاء
جذورها تمتد
وعودها يخضل
وعشبها المسموم يمتدّ للصحراء
وليس من بقاء
لكائنات الحب
في هذه المدينة القتيلة
أصيح يا (شمشون)
فرّت مع الغسق
وانكفأت (دليلة)
خارج هذا العالم المكتظ بالأشباح
مبرّأً خرجت في الصباح
من هذه المدينة
الملجأ الآمن للقرصان
وبئر الديدان
كل الأساطين التي تحمل سقف الملك
مدعومة
بالدس
والتمويه
والبهتان
وبالمدلّسين
والمهرّجين
آخر الزمان
2
آمنت صار الكفر بالقيم
ديدن هذا العالم الزاحف للعدم
حدّقت بالمقلوب
وصحت بالمغلوب
علامة الساعة صارت ساعة الغياب
وكلّ شيطان هنا يلوذ بالمحراب
في الليل والنهار
لابدّ أن يرصده شهاب
ظلّ العراق القمر المصاب
بعين كلّ حاسد
في ساعة الظهور والغياب
3
أبكي لأنّ هذه العصابة
للآن وهي تعزف الربابة
ما قدّمت من منجز
للسيد العراق غير اللغو والخطابة
وهذه السحابة
ما بلّلت حقلاً
ولا اهتزّت خلال رشقها
أجنحة الذبابة
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟