أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - التراجيدية الإنسانية 7















المزيد.....

التراجيدية الإنسانية 7


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 14 - 16:20
المحور: الادب والفن
    


في الشتاءِ آخُذُهُ في أحضاني
وآخُذُنِي بذنبي قبلَ أنْ يأخُذَنِي النُّعَاسْ
أُقَبِّلُهُ من بطنِهِ كي أغيظَ نهدَهُ المتعالي
فيعطفُ على بطني وبي على الهُوَاسْ
السخَّانُ حقيقتي الزائفةْ
زيفي الحقيقيْ
يُ
وولعي بالأشياءْ
أُقَبِّلُهُ مِنْ فَمْ
هِ
وأقولُ لهُ يا حُبي أنتَ العالمُ وأنتَ قربي
وأنتَ قربي العالمُ دِفْءْ
ءٌ
وفي الخارجِ بردٌ ورياحْ
حدودُ عالمِنَا ذراعاكْ
كَ
وحرارتُكَ قُوتُ نفسي
وحَسَدُ الشوارعِ عندما تنامُ على حوافِّ الأرصفةِ في العراءْ
أنتَ يا فاتورةَ الكهرباءِ كُلُّ غرامي
أنتَ يا حَنْقَ العواصفْ
أنتَ يا هَوَسَ الشعرْ
رِ
ويا طعنةَ الرمحِ في ظهرِ الإنشاءْ


في الربيعِ أنا لا أحبُّ البراعمْ
مَ
بحلماتِها الخضراءِ فوقَ اللونِ البُنِّيِّ للفساتينْ
أنا لا أحبُّ الجنائزْ
زَ
في الأُصُصِ الصفراءِ المعلقةِ على أعمدةِ المصابيحْ
أنا لا أحبُّ الحدائقْ
قَ
وعلى المقاعدِ يجلسُ أمامَ السمكِ الأحمرِ العائمِ في الأخضرِ على الساعةِ الثانيةِ عَشَرَةِ بعضُ الموظفينْ
أنا أحبُّ شَرْشَفِي الأخضرْ
شَرْشَفِي الأخضرُ لطاولتي شكلُ الوجودْ
أنا أحبُّ ورديَ الأصفرْ
وردي الأصفرُ في مزهريتي بلاستيكُ العقلْ
لِ
ونقرةُ الحياةِ على الخدودْ
أنا أحبُّ الكتابَ الأحمرْ
ليسَهُ كتابَ ماوْ
أنا أحبُّ كتابي بغلافِهِ الأحمرْ
رِ
الذي اهترأتْ صفحاتُهُ بينَ أصابعي اهتراءَ أصابعي بينَ أصابعِ الكتابْ


في الصيفِ يصيبُنِي الهوسُ بالتنانيرِ القصيرةْ
ةِ
المزمومةِ منها والضيقةْ
كالهوسِ بالكَذِبْ
بِ
لَمّا يكونُ الكَذِبُ قانونًا لقمعِ العقولِ الصغيرةْ
ةِ
ومنطقا
الكَذِبُ في الصيفِ ساقٌ وتنورةٌ ومبدأُ الإلهامْ
الجينزاتُ الممزقةْ
القمصانُ المشققةُ
التيشيرتات المفضفضةْ
كلُّ شيءٍ للكذبِ غيرُ ممكنٍ على غيرِ هذا الوجهِ تحتَ سماءِ الإغراءْ
العصافيرُ في الصيفِ تغردُ لبينوكيو عنِ الحقِّ والحقيقةْ
تَغْرِيدُهَا هو الكَذِبُ في حريرِهِ البدائيْ
يِ
صباحًا ومساءْ
الشموسُ في الصيفِ تُحْرِقُ بطريقةٍ طبيعيةٍ تبدو فيها الطريقةُ طبيعةً والطبيعةُ طريقةْ
حَرِيقُهَا هو الكَذِبُ في نعيمِهِ الإلهيْ
يِ
جحيمًا وشقاءْ
الشطآنُ في الصيفِ تغتالُ البحرَ بذهبِ الرملِ ونحاسِ النومِ وما لستُ أدري من تنهداتِ المراكبِ التي في رِكابِ الرياحِ أشرعتُهَا الممزقةُ تحتارُ الأمواجُ فيها حُلْمًا كانتْ أمْ حقيقةْ
جُرْمُهَا هو الكَذِبُ في صِدْقِهِ الأدائيْ
يِ
تحتَ معنى الإِجرامِ وتحتَ معنى الأَجرامْ
حقيبتي حبيبتي
رائحتُهَا رائحةُ الصيفِ الماضي
فيها البحرُ وفيها الرملُ وفيها الشمسُ وفيها الكتابُ الذي لم أقرأْهُ وفيها القتلُ لوهمِ الذكرياتْ


في الخريفِ ذَهَبُ العالمِ ملكي
وبابوجي قربَ جهازِ التلفازْ
كلبتي التي ماتتْ في حِضني
وأمي التي ماتت تنظرُ مِنِ الشُّبَّاكْ
بابوجي يَعْبُدُنِي
ينظرُ إليَّ بعينينِ متدلهتينْ
نِ
كغصنينِ ارتديا أفكاري
أكونُ الإلهْ
هَ
أو لا أكونُ الإلهْ
أهربُ منهُ إلى حذائي
أُقَبِّلُ حذائي لأُثيرَ في قلبِهِ الغيرةَ أكثرَ مِنْ تلكَ التي كانت لِعُطَيْلْ
تلومني أمي
وتحمِلُهُ بينَ ذراعيِ الوهمْ
تُطَبْطِبُ على ظهرِهِ لئلا يبكي
فيثيرُ في قلبي الشفقةَ التي لم تكنْ لِعُدَيّْ
أتركُهُمَا
أعاكسُ الأخلاقْ
أخرجُ مَعَ كلبتي في الذهبِ والفضةْ
الذهبُ مونتيسكيو
الخراءُ ابنُ سلمانْ
يكونُ اللهُ في كلِّ ورقةْ
هل يكونُ غيرُ اللهِ في الأوراقْ؟
الأوراقُ حذاءُ اللهْ
هِ
والخريفُ حذاءُ روتشيلدْ


اختلطتِ الفصولْ
لُ
واختلطتِ الأشياءْ
اشتعلَ السخانُ في الصيفْ
فِ
وغردتِ العصافيرُ في الشتاءْ
تفتحتِ البراعمُ في الخريفْ
فِ
وتساقطتْ
تِ
الأوراقُ في دجلةْ
صارتِ الإنسانيةُ حُقْنَةْ
وَمِثْلُهَا صرتْ
تُ
ومثلي صارَ الشتاءُ والربيعُ والصيفُ والشيخُ
كنا صُندوقًا مِنِ الإبرِ على رفٍ أنا والإنسانيةُ والفصولْ
كنا كالسي آي إيه دواءْ
ءً
وكالموسادِ هواءْ
كنا الإبرةْ
ةَ
وكنا المصلْ
فلمْ نبرأ
تركنا أشياءنا في الوَحْدَةِ وَحْدَهَا
وهَلَكْنَا


رفضَ السخانُ أن يكونَ الاشتعالْ
رفضتِ البراعمُ أن تكونَ الأزهارْ
رفضتِ التنانيرُ أن تكونَ الإغراءْ
رفضَ الذهبُ أن يكونَ الأوراقْ
تزعزعتِ المفاهيمُ بينَ الخصومْ
مِ
وعندَهَا
على جوهرِ الأشياءِ لَمَّا تغدو غيرَهَا كما تريدْ
دُ
لا كما يريدُ ساندويتشُ الهمبرجرْ
يجبُ إفراغُ الأنا قالتِ البيتزا
الطريقةُ الوحيدةُ لِمَلءِ الأشياءْ
ءِ
وإعادتِهَا إلى حالتِهَا قبلَ أن تغدو ما تغدو عليهِ في الأمعاءْ


أخذوني
وأفرغوني أنا الإنسانْ
كنتُ الميتَ
وغدوتُ السخانْ
فعلوا الشيءَ نفسَهُ معَ أمي
ومَعَ كلبتي
مع أمي وكلبتي فعلوا
بدقةٍ وخراءْ
أنا والكلبةُ وأمي كنا علاماتِ استفهامْ
مٍ
في أسئلةِ الوجودْ
دِ
وصرنا الاستفهامَ للبقدونسْ
صيغةً مِنِ الصيغِ صرنا
قُبْلَةً اسمَهَا الآي بي إمْ
أو ركلةً بدونِ اسمْ
مٍ
حتى...
غدتْ أمي الشَّرْشَفْ
فَ
وغدت شنجهايُ التلفازْ
زَ
فعوى ترامبْ
أنا اشتعلتُ بالفحمْ
أمي فرشناها على مكتبِ ماكرو


عَبَدَ الناسُ السخانْ
نَ
فامتلأتِ المساجدُ والكنائسُ والكنيساتُ بالبرقوقِ الأحمرِ وبالخبزِ الفينو وبالسكرِ الأشقرْ
آهٍ ما أكرمً المساجدْ!
آهٍ ما أرحمَ الكنائسْ!
آهٍ ما أعدلَ الكنيساتَ والكنيستْ!
عَبَدَ الناسُ الشراشفْ
فَ
فامتلأتِ الصحونُ بالحَسَاءِ اللذيذْ
آهٍ ما أروعَ قهرَ الجوعْ!
عَبَدَ الناسُ التِّلْفَازَاتْ
تَ
فامتلأتِ الرؤوسُ بالسي إنْ إنْ
آهٍ ما أحمرَ أبناءَ القحبةَ!


ضاجعتُ السخانْ
كنا شيئًا يضاجعُ شيئا
ضاجعتْ أمي الشَّرْشَفْ
كانت شيئًا يضاجعُ شيئا
ضاجعتْ كلبتي كلابَ الأخبارِ عنْ بَكْرَةِ أبيهِمْ
كانتْ شيئًا يضاجعُ شيئا



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجيديا الإنسانية 6
- التراجيديا الإنسانية 5
- التراجيديا الإنسانية 4
- التراجيديا الإنسانية 3
- التراجيديا الإنسانية 2
- التراجيديا الإنسانية 1
- سارة
- مريم
- فاطمة
- عزف منفرد على كمنجة جمال خاشقجي
- أنا لا أُطاق أنا لا أُحتمل
- أضواء أوتاوا
- صلوات سياسية ونصوص متنوعة الكتاب
- الإخفاقات الذريعة ونصوص متنوعة الكتاب
- الإخفاق الذريع 15
- الإخفاق الذريع 14
- الإخفاق الذريع 13
- الإخفاق الذريع 12
- الإخفاق الذريع 11
- الإخفاق الذريع 10


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - التراجيدية الإنسانية 7