أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران مدعوة الى تعزيز جبهة الداخل ولن تعتمد على نتائج الإنتخابات الأمريكية !















المزيد.....

إيران مدعوة الى تعزيز جبهة الداخل ولن تعتمد على نتائج الإنتخابات الأمريكية !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تأمل إيران أن تدفع نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى العدول عن سياساته العدائية الحادة تجاهها خصوصاً بعد سلسلة العقوبات التي وصفها ترامب بغير المسبوقة والتي قلل المرشد الايراني سيد علي خامنئي من شأنها وقال قبل تنفيذها الإثنين الماضيء، إن "هذا الرئيس الأمريكي الجديد (...) ألحق العار بما تبقى من هيبة أمريكا والليبرالية الديمقراطية. وقوة أمريكا الخشنة، أي الاقتصادية والعسكرية، تتراجع كذلك".
وبالرغم من أنها قررت في الفترة الأخيرة عدم ربط سياساتها في مواجهة العقوبات الأمريكية على الخارج ومنه بالطبع نتائج الانتخابات وحتى على وعود الاتحاد الأوروبي خصوصاً الترويكا (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بعد إنسحاب ترامب عن الاتفاق النووي، إلا أن إيران راهنت بالفعل(بالآمال على الأقل) على نجاح الديمقراطيين في تحقيق خرق كبير في إنتخابات مجلس الشيوخ والنواب(الكونغرس الأمريكي) خصوصاً وأن الديمقراطيين الذين أبرموا معها الاتفاق النووي، مستاؤون كثيراً من أداء ترامب سواء في الداخل وفي الخارج حيث ألغى إتفاقاً كان يُفترض من وجهة نظر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن يفضي إلى تحقيق إنفراج كبير في العلاقات الإيرانية الأمريكية المقطوعة منذ نيسان أبريل 1980 بعد شهور من احتلال السفارة الأمريكية من قبل الطلاب الثوريين في 13 تشرين الثاني نوفمبر 1979.
الموت لأمريكا
وكان لافتاً أن يرتفع مجدداً صوت المتشددين في إيران الذين كان أوباما يأمل أن يجري تهميشهم بالاتفاق النووي، وتعود مرة أخرى وبقوة أكبر الشعار الثورية إذ ردد المتظاهرون الإيرانيون هتاف "الموت لأمريكا" خلال تجمعات حاشدة شهدتها العاصمة ومدن أخرى. وصرح آية الله علي خامنئي بأن واشنطن تستخدم الحرب الاقتصادية والنفسية ضد بلاده كملاذ أخير واعداً بالنصر كما حصل في التغلب على عقوبات أقسى وأشد طوال الأربعين عاماً الماضية.
وأحرق عشرات الآلاف من الطلاب الأعلام الأمريكية (والإسرائيلية) ومجسماً للعم سام ولافتات ساخرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،وراحوا يدوسون ويحرقون دولارات مزيفة والعلم الأمريكي خارج المجمع الذي كان يضم ذات يوم السفارة الأمريكية.
وتزامن كل ذلك مع رفض مجلس صيانة الدستور الذي يمسك به المتشددون، مشروع قانون انضمام إيران إلى اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) ورآى في توقيت لافت مع العقوبات أنه يتعارض مع أحكام الشرع والدستور وغير واضح، ولم يؤيده.ويتألف مجلس صيانة الدستور من ستة رجال دين يعينهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وستة محامين يعينهم القضاء الذي يسيطر عليه المتشددون.
وكان مجلس الشورى الاسلامي(البرلمان الايراني) الذي حصل المعتدلون والاصلاحيون فيه على نفوذ كبير في الانتخابات بعد إبرام الإتفاق النووي، قد صوت في 7 أكتوبر الماضي على انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب (CFT) والتي تعد ضرورية للحفاظ على روابط طهران التجارية والمصرفية مع العالم..وقد صوت 143 نائباً لصالح مشروع القانون من مجموع 271 نائباً حاضراً في البرلمان، مقابل 120 معارضاً وخمسة ممتنعين على انضمام إيران إلى الاتفاقية.
ويتضمن مشروع القانون مقدمة و 28 مادة وملحقاً واحداً ، والتي بموجبها قبلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بشروط ، الانضمام إلى الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب.

ويعتبر العديد من المسؤولين المتشددين أن القانون يحد من قدرة ايران على دعم "مجموعات المقاومة" مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية بسبب معايير الشفافية الواسعة التي يفرضها على حساباتها.
لكن حكومة روحاني المعتدلة ترى أن هذا القانون أمر حيوي خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران العام 2015 وفرضها العقوبات مجدداً، ومن شأنه تشجيع الدول المتبقية من 5+1 التي أبرمت الاتفاق النووي مع ايران، على البقاء فيه.
وسعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي إلى إنقاذه والحفاظ على التجارة مع إيران، لكنها طالبت بانضمامها إلى مجموعة العمل المالي.
وتدرج المجموعة ايران وكوريا الشمالية فقط على لائحتها السوداء، على الرغم من أن المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها قد علّقت الإجراءات ضد ايران منذ حزيران/يونيو 2017 بينما تعمل الأخيرة على الإصلاحات المطلوبة.
والشهر الماضي مددت مجموعة العمل المالي المهلة التي أعطتها لايران لتحديث قوانينها حتى نهاية شهر شباط/فبراير.وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال مناقشة القانون في البرلمان الشهر الماضي "لا أنا ولا الرئيس يمكن أن يضمن أن كل المشاكل سوف تختفي في حال انضمامنا (الى اتفاقية الأمم المتحدة)، لكني أضمن بأن عدم الانضمام سوف يزوّد الولايات المتحدة بأعذار أكثر لزيادة مشاكلنا".
وتم اقرار مشروع قانون آخر حول آليات مراقبة ومنع تمويل الارهاب في آب/أغسطس، لكن اثنين آخرين يتعلقان بغسل الأموال والجريمة المنظمة تم تأخيرهما من قبل سلطات أعلى بعد المصادقة عليهما في البرلمان، مايشير الى أن الصوت المتشدد سيرتفع في أكثر فأكثر فيما لو استمر ترامب في سياساته العدائية ورغبته في أن تخلق العقوبات الجديدة ازمة اقتصادية حادة في إيران لا سيما أن من شأنها كما يريد هو، أن تحاصر صادرات النفط الإيرانية الى الخارج الى جانب قطع تواصل المصارف الإيرانية مع شبكة المصارف في الخارج عبر نظام سويفت وهي جمعية اتصالات مالية عالمية تعرف اختصارا بـ"سويفت" تأسست عام 1973 بمبادرة من مؤسسات مصرفية عالمية، من أجل توفير شبكة عالمية موحدة للاتصالات المالية الآمنة بين المؤسسات المصرفية، في نفس العام الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون إلغاء التزام الولايات المتّحدة بتحويل الدولارات الأمريكية إلى ذهب، وعُرف ذلك لاحقًا باسم Nixon Shock أو صدمة نيكسون...
وقد أعلنت "سويفت" للمراسلات المالية ومقر ها في بلجيكا، قطع خدمتها عن بعض المصارف الإيرانية، امتثالاً للعقوبات الأميركية على إيران، لكن إيران ماتزال تأمل أن يدفع إنتصار الديمقراطيين في مجلس النواب، وثبات الموقف الأوروبي الباحث عن نظام بديل للالتفاف على العقوبات، ترامب الى تغيير سياساته ولو بعد ستة شهور، وهي المهلة التي منحها للدول الثماني التي استثناها (مكرهٌ أخاك لا بطل) للبحث عن بدائل عن النفط الايراني.
ايران لاتتدخل في الإنتخابات
وإذ تؤكد التصريحات الايرانية الرسمية أن الانتخابات الأمريكية شأن داخلي يخص الولايات المتحدة نفسها، ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ما وصفها بمزاعم أجهزة الأمن والقضاء في الحكومة الامريكية بشأن تدخل ايران في انتخابات الكونغرس مبيناً أن السياسة المبدئية التي تنتهجها الجمهورية الاسلامية الايرانية ترتكز على عدم التدخل في شؤون سائر الدول، فقد عكست التقارير التي بثتها وسائل الاعلام الرسمية أو القريبة من صانعي القرار، تشفياً كبيراً مما وصفته تلك التقارير بهزيمة ترامب، وما ذهب بعض المعلقين الى القول "إن ترامب تلقى صفعة قوية" وقد تدفعه النتائج إلى التهدئة مع ايران خصوصاً وأن المعلومات تؤكد أنه مايزال يحتفظ بقنوات فعلية سرية تجري اتصالات غير مباشرة مع إيران لدفعها الى الجلوس معه على طاولة واحدة للمحادثات وبدون أية شروط مسبقة وضعها وزير خارجيته مايك بومبيو.
عموماً إن نتائج الانتخابات صفعة لأجندة ترامب التشريعية ، وبات بإمكان الديمقراطيين الذين أبرموا الاتفاق النووي معهم، استخدام السيطرة على مجلس النواب لفتح تحقيقات مع الرئيس تشمل الاتفاق النووي.
ويفتر ض أن هيمنة الديمقراطيين على الأقل على أحد مجلسي الكونغرس، فسوف يكون من الصعب على الرئيس “ترامب” أن يواصل نفس إسلوبه السابق؛ وعندئذ سيواجه صعوبة كبيرة في تمرير الميزانيات والقوانين والقرارات، وسيقيد ذلك إجراءات “ترامب” ضد ايران.
والأهم هو أن على “طهران أن انتظر أيضاً أن يشرع الديمقراطيون في إتخاذ إجراءات لتنحية الرئيس “ترامب” حتى وإن كانت التنحية لن تتحقق بسبب سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، مما سيقلل من حظوظه في الترشح لانتخابات عام 2020 للحصول على فترة رئاسية ثانية، فهم يعتقدون أن عليهم توقع قيوداً يضعها الديمقراطيون على أية إجراءات جديدة قد يتخذها الرئيس “ترامب” ضدهم، ما يعني أنهم سيضطرون للصمود أمام العقوبات لمدة عامين فقط. وبعد ذلك، ربما سيتم انتخاب رئيس ديمقراطي للولايات المتحدة، فيغير تماماً أسلوب التعامل مع “إيران”، ليصبح مشابهاً للأسلوب الذي كان مُتبعاً في عهد الرئيس السابق، “باراك أوباما”.

لكنْ حساب الحقل. لا ينطبق على حساب البيدر، فالتأثير النفسي على الداخل في ايران يفاقمه إطلاق واشنطن وتل أبيب ودول عربية حليفة لهما كالسعودية عدد كبير من الفضائيات والإذاعات الناطقة بالفارسية وبلغات محلية للقوميات الست الرئيسة التي تتكون منها ايران(الفارسية والآذرية والعربية والكردية والبلوشية والتركمانية)، باتت تؤثر على الداخل وتحرضه على القيام ضد قيادته ونظام الحمهورية الاسلامية، مستغلة المطالب الاجتماعية والإخفاقات في حل الأزمة الاقتصادية، مايصعب على طهران فكرة انتظار رئيس ديمقراطي جديد في الولايات المتحدة، وأن تعمد الى تعزيز جبهتها الداخلية واقتصادها المقاوم محلياً... بعيداً عن أي ارتباط بعائدات النفط، ومايمكن أن تقدمه أوروبا للالتفاف على العقوبات!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعيد العقوبات الأمريكية على إيران إنتاج -ثوريين-في إيران ...
- الانتخابات في العراق تزوير وتفاهمات وصفقات !
- عقوبات ترامب : لماذا اشتكت ايران على أمريكا في لاهاي ؟!
- إيران في سوريا: الإعمار أم حرب تعم المنطقة؟!
- عين إيران على مابعد إدلب!
- اعتداء المنصة في الأهواز ...السعودية كانت هناك!
- البصرة..فتنة تلد أخرى!
- قمة طهران الثلاثية حول إدلب: الرسالة وصلت!
- خامنئي يبقي على روحاني... الى حين!
- السياحة الدينية الجنسية في ايران ... النقش على الماء !
- الحكومة المقبلة في العراق بين ماكغورك وسليماني، والباقي ترجم ...
- ايران وتركيا تقاومان العقوبات الأمريكية بالريال والليرة !
- إيران: الخير فيما وقع !
- أنا مع الاحتجاجات من أجل الحقوق ولدي الحل !
- احتجاجات البازار عجلت بسقوط الشاه هل تسقط روحاني ؟!
- ايران في الجنوب السوري .. حكومة معتدلة بيدها بندقية !
- ايران وقمة سنغافورة : الصدمة !
- تغيير النظام في ايران بين الواقع والخيال!
- أهداف ايران في الانتخابات العراقية !
- ايران رابحة في اليمن مالم تخسر في غيره !


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران مدعوة الى تعزيز جبهة الداخل ولن تعتمد على نتائج الإنتخابات الأمريكية !