أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران: الخير فيما وقع !















المزيد.....

إيران: الخير فيما وقع !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تختلف العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران عن سابقاتها في أنها وإن كانت أحادية لاتحضى بتأييد أوروبي ولا أممي من الأمم المتحدة ومعظم دول العالم عدا إسرائيل والسعودية وبعض الدول الخاضعة لأمريكا، فهي تتوافق مع أزمات إيرانية داخليّة، ومظاهرات تتكرر هنا وهناك احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية والبطالة وهبوط الريال الايراني بشكل حاد،مايجعل البعض خصوصاً في المعارضة المقيمة في الخارج، يعول عليها لتغيير نظام الجمهورية الاسلامية.
ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكل ماسماها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف "إدارة حرب" وهو يعلن في نفس الوقت مراراً مع وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون أن الهدف من العقوبات ليس تغيير النّظام، إلا أن هذه الادارة أقدمت مؤخراً على تقديم دعم غير مسبوق لبعض فصائل المعارضة الايرانية وتكليف السعودية بتبني المجموعات التي تنادي بتغيير النظام ومنها بالطبع المعارضة الملكية ومنظمة مجاهدي خلق وجيش العدل البلوشي ومنظمات أهوازية انفصالية، تستثمر أخطاء الجمهورية الاسلامية خصوصاً مايتعلق الأمر بالتضييق على الحريات الاجتماعية وحقوق القوميات والأقليات.
وتؤكد دراسة حديثة أنجزتها جامعة أصفهان بايران إنحسار الشعور الديني مقابل تعاظم الإحساس القومي بنسبة كبيرة، ويهدد ذلك وحدة الكيان الايراني ومخاوف جدية من أن تؤدي العقوبات إذا نجحت،ورافقتها احتجاجات مستمرة تحركها أو تستثمرها المعارضة والاعلام الموجه من الخارج،الى زعزعة النظام من الدّاخل، وتطبيق خطة قديمة لتقسيم ايران إلى كيانات عدّة.
وفي هذا الواقع دفعت العقوبات الامريكية الجناح الاصلاحي حتى قبل أن يتم تدشينها يوم الثلاثاء الماضي، ليقدم جملة اقتراحات أعلن عنها الرئيس الأسبق محمد خاتمي تمحورت حول إيجاد مصالحة وطنية، لاتقتصر على الإصلاحيين والمحافظين، وتتعداها لتوسيع ماوصفها خاتمي بتوسيع دايرة (أنفسنا) وهي تشمل في الغالب المؤمنين فقط بنظام ولاية الفقيه.
دعا خاتمي الى الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتغيير إداء الاعلام الرسمي في التعاطي مع المعترضين على أداء النظام، وأن يصار إلى إطلاق عفو عام والتخفيف من القيود المفروضة على حرية التعبير وعلى المرشحين للانتخابات بعيداً عن التفسير التعسفي لمجلس صيانة الدستور في تحديد أهلية المرشحين وسماع صوت المعترضين والمحتجين وغيرها من المقترحات التي من شأنها أن تعزز قدرة النظام على مواجهة تحديات مابعد العقوبات.
وقبل خاتمي، وجه الزعيمان المعترضان ميرحسين موسوي ومهدي كروبي ملاحظات عملية لتحسين أداء الحكومة في المرحلة الراهنة، وكان لافتاً موقف موسوي الذي كان رئيس وزراء ايران خلال فترة الحرب مع العراق حيث الاقتصاد الايراني يواجه عقوبات أمريكية مماثلة ودعم دولي وإقليمي كبيرين للعراق ضد ايران،ومع ذلك كانت حياة المواطن اليومية أفضل وأسهل بكثير من الآن.
وإذ قوبل موقف الإصلاحيين بترحيب كبير من عموم الناس في الداخل فإنها جوبهت بردود أفعال متفاوتة من الايرانيين في الخارج إذ سخرت منه المعارضة التي تدعو الى تغيير النظام ومعها الفصائل التي تنادي بتقسيم ايران على أساس قومي، وأشاد به عامة الايرانيين الذين يرتسم في ذهنهم مستقبل شبيه بماجرى ويجري في سوريا،أو النموذج الليبي، دون أن يغيب عنهم العراق المتشضي.
ويشعر الايرانيون حتى أولئك الأكثر تفاؤلاً،بقلق كبير إزاء العقوبات التي يقولون إنها حتى لو لم تسقط النظام ولَم تسفر عن حرب أهلية من أجل الانفصال، فإنها ستجعلهم معزولين عن العراق أقرب جيرانهم وكانوا وقفوا الى جانبه في ساعة العسرة فخذلهم.
خطوات مدروسة
تحركت طهران قبل سريان المرحلة الأولى من العقوبات،على الصين وروسيا والدول الأوروبية وضمنت موقفاً صلباً رافضاً للعقوبات وهي تواصل مع الاوروبيين تحديداً البحث عن آلية مناسبة لمواجهة الأضرار التي يمكن أن تسببها العقوبات على المدى البعيد بعد سريان حظر صادراتها النفطيّة، لكنها فوجئت بموقف رئيس الحكومة العراقية منتهي الصلاحية حيدر العبادي الذي أثار بتأييده الالتزام بالعقوبات رغم أنها أحادية،غضب الشارع العراقي الرافض للعقوبات التي كان قد عانى منها طويلاً بسبب غزو النظام السابق للكويت.
واتخذت الحكومة بالتعاون مع القضاء عدة إجراءات سبقت تطبيق العقوبات وأدى ذلك الى رفع قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، مايشير الى أن انهيار الريال الايراني له صلة بالحرب النفسية والإعلامية التي تشنها أمريكا واسرائيل والسعودية والمعارضة الايرانية المدعومة منها على النظام، والى الصراع التقليدي بين المحافظين والإصلاحيين، وهيمنة الجناح المتشدد على البازار ، وعلى مرافق اقتصادية كبرى لاتخضع لنظام الضرائب ولا تمر عائداتها الماليةالضخمة على الميزانية العامة.
بموازاة ذلك وبينما يشتد الخناق الأمريكي على ايران يواصل وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي،وساطة بدأها في واشنطن لإحياء مفاوضات غير مباشرة جرت في السابق ببن طهران وواشنطن ومهدت لابرام الاتفاق النووي مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا والذي نقضه الرئيس الأمريكي ترامب.
والى جانب عمان، تتحرك سويسرا لضبط إيقاع العلاقات الايرانية السعودية المتدهورة من خلال رعاية مصالح ايران خصوصاً في فترة الحجّ، وأيضاً بنقل رسائل بين واشنطن وطهران بينما ترامب وروحاني يتبادلان التصريحات الغاضبة ويكرر ترامب في أكثر من مناسبة رغبته في لقاء نظيره الايراني بدون شروط مسبقة والأخير لايمانع متسائلاً في خطاب متلفز الاثنين للأمة: "كيف تتفاوض مع شخص يرفع السكين عليك ويطعنك من الظهر عدة مرات" وموجهاً رسالة الى الايرانيين خارج سياق الوساطة العمانية الهادئة بقوله إن بلاده كانت ولا تزال مع المفاوضات التي تهدف إلى الوصول لنتائج وإبرام اتفاقيات، وأنه لا معنى للمفاوضات مع الولايات المتحدة في ظل العقوبات، وأن هدف ترامب من الدعوة للتفاوض إثارة الانقسام في بلاده.
مصالحة تأريخية
من هنا فان الرأي السائد في ايران أن هناك فرصة كبيرة لتحقيق مصالحة تأريخية مع الولايات المتحدة إذا كان توامب يرغب بذلك بالفعل، بما لايتعارض مع نظرية الامام الخميني الرافضة لعلاقة الحمل والذئب، وهذا لن يتحقق مالم ترجع واشنطن الى الاتفاق النووي وترفع العقوبات وتقدم ضمانات أنها لن تغدر بايران كما فعلت مع الاتفاق النووي وفي إسقاط حكومة محمد مصدق عام 1953 والتي يقول ايرانيون إنها لم تتدخل في اليمن ولا في سوريا أو في لبنان، ولَم تكن تمتلك صواريخ باليستية.
وعلى العكس فإن إيران الشاه كانت تدخلت اقليمياً عام 1965 عندما وصلت أول مجموعة من الضباط الإيرانيين الى اليمن إذ كان التنسيق السعودي الإيراني في مستوى غير مسبوق، رغم بعض التجاذبات الثنائية حول قضايا كالبحرين ومستقبل الخليج ما بعد الانسحاب البريطاني.وتدخلت في عمان في30 نوفمبر 1973 عندما وصلت الى السلطنة أولى طلائع القوات الايرانية التي بلغت أكثر من بثلاثة الآلآف عسكري ايراني فقد استعان السلطان قابوس بالقوات الايرانية نظراً لضعف تسليح الجيش العماني وتخاذل الدول العربية عن دعم السلطنة ودعم بعضها لجبهة تحرير ظفار ، بالاضافة الى امتلاك ايران ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة ، وبالفعل كانت المساعدة الايرانية مؤثرة في قمع الثورة في ظفار .
وسط كل ذلك، يقول محللون ايرانيون من المعترضين على بعض السياسات الايرانية في الداخل والخارج إن التعامل مع الاتفاق النووي وكأنه غير موجود، ووقف صادرات ايران من النفط والاستعداد لحصار طويل رغم أنه أمريكي، مع الاعتماد على المنتوج المحلي وتدعيمه، سيحول العقوبات الى فرصة لبناء اقتصاد قوي مقاوم، على غرار ماحصل بفعل الحرب مع العراق التي خرجت منها ايران قوة صاروخية جعلتها رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية والدولية.
هكذا يقول ايرانيون وهم يرددون :
الخير فيما وقع.
فهل ينجحون؟!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مع الاحتجاجات من أجل الحقوق ولدي الحل !
- احتجاجات البازار عجلت بسقوط الشاه هل تسقط روحاني ؟!
- ايران في الجنوب السوري .. حكومة معتدلة بيدها بندقية !
- ايران وقمة سنغافورة : الصدمة !
- تغيير النظام في ايران بين الواقع والخيال!
- أهداف ايران في الانتخابات العراقية !
- ايران رابحة في اليمن مالم تخسر في غيره !
- إيران وضرب سوريا : لكل مقام مقال !
- الى إيران : حصونكم مهددة من الداخل !
- أحمدي نجاد أم عودة الاحتجاجات ؟!
- أحمدي نجاد والقوى الخفية معه يخلقون الأزمات في إيران!
- تركيا في عفرين..تجاذبات ماقبل الطوفان!
- معركة إدلب بين تفاهمات آستانة وحسابات إيرانية !
- الاحتجاجات الايرانية : قُضي الأمر الذي فيه تستفيان !
- بعد سجن معاونيه واتهامه بالفساد والانحراف وتهديد النظام /هل ...
- هل سبق الإمام الخميني عصره في القضية الفلسطينية ؟!
- العراق بعد داعش : كلٌّ يغني على ليلاه !
- حدود وصلاحيات حزب ولاية الفقيه في لبنان !
- السعودية وايران وحزب الله لبنان ...الود المفقود !
- كردستان : من المهزوم ومن المنتصر ؟!


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران: الخير فيما وقع !