أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - الإعلام القطري.. والترويج للاستعمار














المزيد.....

الإعلام القطري.. والترويج للاستعمار


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أيلول/سبتمبر 2015 كتب مذيع الجزيرة "فيصل القاسم" مقالًا مسمومًا بجريدة "القدس العربي" التابعة للنظام القطري، تحت عنوان: "أيهما أرحم الأنظمة القومية (القومجية) أم الاستعمار؟"، يحشد فيه ألاعيب بلاغية، ليخلص إلى أن الاستعمار الغربي أفضل وأرحم !!.

هذا النهج هو ترويج صريح للاستعمار، ودفع للرأي العام العربي نحو تذويب الخصومة معه، وتمهيد لأن يقف ذمرة من المخابيل يهتفون ترحيبًا للناتو في ليبيا، أو لأسلحة أوباما وطائرات ترمب في سوريا، كما أنه تشويش على برنامج التغيير العربي الصحيح الذي يقتضي الثورة، أولًا، على النظم "غير القومية" أي الإمارات والممالك المتخلفة اجتماعيًا واقتصاديًا، والتي تستضيف القواعد الأمريكية، وإنجاز تلك المهمة المؤجلة من الخمسينيات والستينيات، على أن يكون هدفنا هو التوحيد العربي كلما أمكن، ثم نبدأ، ثانيًا، في البحث عن بدائل وطنية للنظم القومية الوحدوية التقدمية التي تعثرت في أداء مهمتها (أم أن المطلوب تبعًا لبرنامج التغيير الملوّن هو أن نطفيء ما تبقى لنا من مصابيح عربية بدعوى أنها لا تضيء كفاية أو تكثفت على سطحها الأتربة؟!)

والمؤكد أن نهج الترويج للاستعمار كبديل عن النظم الوطنية، ليس بجديد لا على الجزيرة القطرية ولا على "فيصل القاسم"، فهو مارسه في أكثر من حلقة ببرنامجه "الاتجاه المعاكس"، وبحسب ما دلّنا البحث السريع، فهناك حلقة في 21 أيلول 1999، وأخرى في 20 آيار 2003.. وفي كل مرة كان "القاسم" يوجه الحوار لتكون النتيجة هي تذويب الخصومة مع الاستعمار الغربي، والقبول به كبديل، وتلطيخ سمعة الاستقلال، لذا كانت تأتي نتائج الاستفتاء المصاحبة للبرنامج "مؤيدة للاستعمار"، ولا شك أن أغلب المصوّتين كانوا إخونج أو عناصر ملوّنة بلافتات ليبرالية.. وبعيدًا عن جريمته في توجيه الحوار فإن إفساح المجال لشخص يتحدث عن فضائل الاستعمار باعتباره "رأي آخر"، هي جريمة مؤكدة.

كذلك لا يُنسى موقف فضائية الجزيرة التي برّدت الغضب الشعبي العربي من الجيش الأمريكي بعد جرائمه التي كشفتها الصور المسرّبة عن معاملة المساجين العراقيين في سجن أبو غريب، عبر الإشارة إلى أن ما يحدث في السجون العربية أكثر مما يفعل الأمريكيون.. وهذا الطرح في الحقيقة محل جدل والتسليم له غير ممكن، لكنه، على أي حال، لم يكن يستهدف علاج أخطاء تحدث في الأقطار العربية، بقدر ما كان يستهدف صرف الأنظار عن الخصومة مع المحتل الأمريكي، وهي خطة علاقات عامة أمريكية.

أخيرًا.. يجدر بنا القول أن جاذبية "الجزيرة" القطرية، وخطتها لبث السموم، اعتمدت على شحُوب وهُزال وانطفاء عدد من قنوات الأقطار العربية التي كان لها الريادة سابقًا، والتي كان من الضروري أن تقوم بالرد أو المنافسة، بحيث ظهرت الأخيرة فاقدة للزهو والسطوع الذي تمتعت به "الجزيرة" ثم تمتعت به قنوات الأنظمة الخليجية الأخرى كـ"العربية" السعودية و"سكاي نيوز" الإماراتية (وهي كلها فضائيات أسستها عقول غربية، وكانت أغلب الكوادر العاملة فيها من أقطار عربية غير خليجية).
ومن المؤكد أن ما أصاب قنواتنا العربية (التي تمثل الجمهوريات العربية) تساوق مع إحجام السلطات عن دعم الإعلام بما يلزم وعن التخطيط له كما يقتضي الأمر، وهذا تم تحت ضغط أجندة "الليبرالية الجديدة"، ونصائح مؤسسات المال، التي تحرّم على الدولة التدخل في الإعلام، بزعم أن هذا مسار يتضاد مع الديمقراطية.. بينما، بالحقيقة، وتبعًا لشروط المرحلة، فإن انصراف الدولة الممثلة للمجتمع عن الإعلام، لا يعني سوى فقدان السيادة الوطنية الإعلامية، وانتفاء الجمعيّة والمواطنيّة عن الإعلام، وأن يصير الإعلام في قبضة مجموعة من الأثرياء مدافعًا عن مصالحهم أو متحدثًا بلسان طائفي/ديني/ إثني يعزز الانقسام والتشرذم، أو تحت تصرف أمراء وأثرياء الخليج أو دول غربية أو كلاهما معًا. كما من المقطوع بصحته أن روسيا، كمثال، لم تتمكن من العودة للساحة الإعلامية العالمية (والعربية من ضمن) إلا بعد اشتباك الدولة المكثف بهذا الملف، فصارت لدينا القنوات والمواقع الإخبارية الروسية ذات الصيت الآن (روسيا اليوم، سبوتنيك..)، كما من المعلوم أن القنوات الأمريكية والأوروبية من "الحرة" إلى "دوتشيه فيله" إلى "البي بي سي" ليست إلا قنوات تابعة لدولها بالأساس، وتعتمد في تمويلها على ذلك، بل هي متورطة تمامًا في خدمة المصالح السياسية لدولها، وليس خافيًا دور "الحرة" المشبوه في تجميل وجه الولايات المتحدة الاستعماري بعد غزو العراق.. حتى لو تركت تلك القنوات مساحة مُحددة للتنوع بغرض جذب جمهور جديد، ولكي تتجنب أن يشعر مشاهدها بالملل أو الفجاجة وتعمّد التوجيه من جانبها.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية باب العزيزية 1984.. تآمر وخيانة ورجعيّة -الجبهة الوطني ...
- من هو جمال خاشقجي؟
- وكالة ناسا الأمريكية: خلفيتها، وجرائم (دوايت آيزنهاور) الرئي ...
- محاولة اغتيال مادورو: الإمبريالية الأمريكية مستمرة في عدوانه ...
- منتدى أمريكا والعالم الإسلامي: بوابة للاختراق، وحلقة وصل لتع ...
- -السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع الرئيسة الكرواتية
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع كرواتيا ورئيستها
- من شينجيانغ إلى إدلب.. كيف اجتمع العرب والصينيون بمعركة واحد ...
- جيش تحرير كوسوفو، ما هو ؟
- جون فوستر دالاس.. وتوظيف -الدين- لخدمة مصالح واشنطن
- تفكيك الدولة المصرية.. بيد النظام ؟
- عن اقتصاد القوات المسلحة: عارضوا النظام حتى لا يبيع ما تبقى. ...
- مهاتير والصين (2)
- مهاتير.. والصين (1)
- بيريزوفسكي.. ذلك الملعون
- مصر.. وتسويق النماذج الخطأ (كوريا الجنوبية وسنغافورة..)
- استهداف نيكاراجوا - أورتيجا: عصابات كونترا أمريكية جديدة ؟
- الدعم الأمريكي لتايوان ومناكفة الصين
- مؤامرة على فنزويلا.. وليس شيئًا آخر


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - الإعلام القطري.. والترويج للاستعمار