أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - الجبهة السورية وهضبة الجولان : الجزء الثاني














المزيد.....

الجبهة السورية وهضبة الجولان : الجزء الثاني


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 6017 - 2018 / 10 / 8 - 04:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجبهة السورية وهضبة الجولان :
الجزء الثاني...

نحن بصدد ذكريات شخصية من ضابط برتبة صغيرة ملازم ثاني وليس له إطلاع أو دراية عن قريب أو بعيد بما يخطط، تتحدث الوثائق أن إجتماعا عقد بين المرحوم حافظ الأسد الرئيس السوري مع أنور السادات الرئيس المصري الراحل رحمه الله وتم الاتفاق بينهما على استعادة شبه جزيرة سيناء من قبل القوات المصرية، وإستعادة هضبة الجولان السورية التي احتلتها دولة إسرائيل المسخ مع شبه جزيرة سيناء عام 1967 م، وتقول الوثائق أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد هو الذي اقترح تاريخ الهجوم وبوقت واحد على سيناء والجولان يوم السبت 6 تشرين بعد الظهر لمصادفة عيد الغفران اليهودى، وبالمقابل يصادف 11رمضان للمسلمين، وحقيقة كان توقيتا عسكريا دقيقا وذكيا جدا يحقق مبدأ المباغتة بشكل دقيق ، وبقي الأمر قيد الكتمان عند الرئيسين ولم يبلغا بذلك حتى الملك حسين عاهل الأردن لأسباب كثيرة وأغلبها مجهولة، وكذلك لم يتم إبلاغ الحكومة العراقية بالهجوم أو موعده أو الإستعداد له علما أن الجيش العراقي يعد ثالث جيش بالتسليح حينها بعد مصر وسوريا، والعراق حينذاك على خلاف دائم كما هي عادته مع سوريا ومع دولة إيران الشاه بسبب شط العرب والتدخلات الإيرانية بالسياسة العراقية، ولا ننسى أن بعضا من الوحدات العسكرية العراقية مشغولة لمقاتلة الكورد وحينها يسمونهم ( الجيب العميل) ، ووصل إلى العراق عام 1972 م الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري ليستطلع رأي القيادة العسكرية في ما لو نشبت حربا عربية إسرائيلية، وقد تريث الرئيس العراقي أحمد حسن البكر بالإجابة ولم يعد بشئ للشاذلي بسبب المشاكل مع إيران وربما الوضع الداخلي أيضا، واستطاع الفريق الشاذلي الحصول على سربين لطائرات ( هوكر هنتر) البريطانية الصنع ووصلت نهاية عام 1972 لمصر وقسم منها عاطلة وتولت القيادة العسكرية المصرية من إصلاحها. فجر يوم 8 تشرين أجتمعنا ضباط كتيبتنا بمؤتمر توجيهي مع أمر كتبيتنا المقدم المدفعي ( صلاح الدين بهجت الخيلاني)، وكانت البرقيات والأوامر تصل تباعا عبر أجهزة الإتصالات اللاسلكية، أوجزنا أمر كتبيتنا بمهامنا وأكد على أوامر القيادة بضرورة مواصلة السير دون توقف لنصرة الجيش العربي السوري الذي تقدم داخل هضبة الجولان، قبل إنصرافنا نظر لي أمر كتيبتي نظرة أبوية وقال لي ( مبروك ملازم حامد حصلت موافقة مديرية الاستخبارات العسكرية على زواجك، وهمشت الكتاب الذي قدم لي مع بريد يوم 6 تشرين بكلمة مبارك )، حقيقة فرحت جدا بورود كتاب الاستخبارات العسكرية الذي قدمته قبل 4 أشهر للموافقة على الزواج، وكان الضابط العراقي حينذاك لا يستطيع الزواج الا بعد استحصال موافقة مديرية الاستخبارات العسكرية للتدقيق بأخلاق وشرف وسمعة الزوجة وعائلتها أيضا، تمنيت أن أخبر حبيبتي بتلك الموافقة، وتمنيت لو انها وصلت قبل شهر لكنت قد تزوجت ممن أحب. بدأت رحلة المسير وصعوبات التنقل ووعورة الطرق النيسمية، توثقت علاقتي بالجندي الاحتياط أحمد عيد أحمد الذي ألحق بالفصيل الذي أقوده الفصيل الثاني، البطارية الثالثة كتيبة مدفعية الميدان ال19، ولكل ضابط منصب آخر يمارسه أن أقتضت الضرورة العسكرية ومنصبي الثاني أو الاحتياط هو ضابط الرصد الثاني ، وأحمد لديه خبرة تفوق خبرة أقرانه من المراتب، وكلما توقفنا بمثابة للإستراحة وبعد 5 دقائق يجلب لي أحمد عيد قدحا من الشاي مع ال( صمونة) والتي أسميها صمونة الشرف، ( الصمون لمن لايعرفه من أهلنا العرب هو خبز حجري) ، شارفنا الوصول للحدود السورية واجتزناها بعد ظهيرة يوم 8 تشرين، واستمر بنا المسير دون توقف هكذا وردت الأوامر العسكرية، تسير قطعتنا العسكرية دون دليل سوري ومعتمدين على الخرائط العسكرية التي استلمناها من مدفعية الفرقة المدرعة الثالثة وأمر المدفعية من خيرة ضباط الجيش العراقي ( العميد المدفعي محمد سليم أحمد)، وأمر المدفعية ذكي جدا يحفظ أسماء ضباط وحدات مدفعيته كاملاً، ويعرف أسماء ضباط الصف الأكفاء، وهو يعرفني بالشكل والاسم لاني فزت بجائزة أفضل ضابط رصد بمعسكر رمي المدفعية السنوي الذي يقام في سلسلة تلال الطار قرب صحراء الأخيضر ، نهار وليل يوم 8 تشرين كتيبتنا تواصل السير صوب سوريا دون توقف او نوم أو استراحة، فجر يوم 9 تشرين ورتلنا مستمر بالسير شاهدنا سيارة عسكرية صالون نوع فولفو تقف جنب يمين الطريق وشخص يلوح بيده للإسراع والحث على المسير، أبطأ شهيد سائق شاحنتنا المرسيدس بالسير وأصبحت الشاحنة شبه متوقفة فإذا بي أكون قبالة المرحوم الفريق الأول الركن ( عبد الجبار شنشل) رئيس أركان الجيش العراقي، وأقسم بالله ان صوته يرن بإذني الان وهو يقول ( وليدي وليدي أخوانك لواء ال12 على مشارف الجولان، ابوي أسرع عفية وليدي) وأقسم بالله العلي العظيم وبرسوله الكريم ان عيناي الآن غرقت بالدموع ولن أقدر على الكتابة، أديت له التحية وأنا راكب بالشاحنة التي تسحب احد مدافع فصيلي الثاني.
حامد كعيد الجبوري
ضابط عراقي متقاعد

يتبع رجاءً



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة السورية وهضبة الجولان : الجزء الأول
- ( يبن فقره العراق ) /قصيدة مهداة للشهيد الزعيم الخالد عبد ال ...
- الانتخابات العراقية وقذارة اللعبة الديمقراطية ...
- ( سولف عالعراق ) / قصيدة شعبية
- أهزوجةٌ شعبية توقد نارا عشائرية
- سوريا وقمة النائمين !!!
- ( سلاماً شام ) / مهداة للشعب العربي السوري
- جيش العراق ولم أزل بك مؤمنا
- ( أنت كالكلب ، وإياك أعني )
- ( صافيتا )
- هزت مريم جذع النخلة
- ( خصائصُ الأسلوب والجهد الجزائري ) / حامد كعيد الجبوري
- قراءةٌ وعرض كتاب ( لدمشق هذا الياسمين )
- حكاية دارمي : ( متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه )
- من التراث الشعبي ... حكاية ( دارمي ) !!!
- عرض كتاب : ( معجم الشعراء الشعبيين في الحلة )
- مقطعان صغيران وقصيدة للعيد 82 للحزب الشيوعي العراقي
- ( هيهات المذلة ) / قصيدة شعبية ألقيت في تظاهرة يوم الجمعة 26 ...
- ( حرامية الخضرة ) / قصيدة شعبيه / ( الخضره ) أعني بها الخضرا ...
- ( يهتز العرش ) / قصيدة شعبية


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - الجبهة السورية وهضبة الجولان : الجزء الثاني